عرض مشاركة واحدة
  #27  
قديم 27-12-2020, 10:15 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,940
الدولة : Egypt
افتراضي رد: السلسلة التربوية (هكذا علمنا السلف) متجددة



هكذا علمنا السلف

يحيى بن إبراهيم اليحيى
الجزء رقم27



قصر الحياة وطول الأمل:

الدهر عن طمع يغر ويخدع *** وزخارف الدنيا الدنية تطمع
وأعنة الآمال يلقها الـــــرجا *** طمعاً، وأسياف المنية تقطع
والموت آت، والحياة مريرة *** والناس بعضـــهم لبعض يتبع
واعلم بأنك عن قليل صائر *** خبراً فكن خبراً بخير يسمـع


السهم الثاني: محبة المحمدة:


* حب المحمدة طريق إلى العجب:


قال سفيان الثوري: «إن لم تكن معجباً بنفسك فإياك أن تحب محمدة الناس، ومحمدتهم أن تحب أن يكرموك بعملك، ويروا لك به شرفاً ومنزلة في صدورهم».

قال الفضيل بن عياض: «إن من علامة المنافق أن يحب المدح بما ليس فيه، ويكره الذم بما فيه، ويبغض من يبصره بعيوبه».

قال خالد بن صفوان: «إن أقواماً غرهم ستر الله، وفتنهم حسن الثناء، فلا يغلبن جهل غيرك بك علمك بنفسك».

قال أحد السلف: «لا يغلبن جهل غيرك بك علمك بنفسك».

يا جاهلاً غره إفراط مادحه *** لا يغلبن جهل من أطراك علمـك بك
أثنى وقال بلا علم أحاط به *** وأنت أعلم بالمحصــــــول مـن ريبك

البعد عن المحمدة:



عن مخلد بن الحسين ذكر أن العلاء بن زياد قال له رجل: «ويحك رأيتك كأنك في الجنة، قال: أما وجد الشيطان أحداً يسخر به غيري وغيرك»(1).

هذا من أحب أن يحمد بما فعله من خير رياء وسمعة، أما من حمد ولم يقصد الرياء والسمعة فلا يدخل في هذا، قال السعدي في تفسير قول الله تعالى لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (آل عمران:188):

«دلت الآية بمفهومها على أن من أحب أن يحمد ويثنى عليه بما فعله من الخير واتباع الحق، إذا لم يكن قصده بذلك الرياء والسمعة، أنه غير مذموم، بل هذا من الأمور المطلوبة التي أحب الله أن يجزي بها المحسنين له الأعمال والأقوال، وأنه جازى بها خواص خلقه، وسألوها منه، كما قال إبراهيم - عليه السلام -: وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ (الشعراء:84)

سَلامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (الصافات: 79،80)

وقد قال عباد الرحمن: وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً (الفرقان: من الآية74) وهي من نعم الباري على عبده، ومنته التي تحتاج إلى الشكر» انتهى كلامه - يرحمه الله -.

------------------------------------------------
(1) كتاب الزهد للإمام أحمد / 363.

والى لقاء قادم ان شاء الله



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 18.51 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 17.88 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.39%)]