عرض مشاركة واحدة
  #141  
قديم 14-12-2020, 12:10 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,578
الدولة : Egypt
افتراضي رد: القدس اسلامية رغم أنف امريكا متابعة لملف القدس وفلسطين المحتلة وكل ما يستجد من اح

يا قدس
مطران محمد عياشي



القلبُ صخر والنفوس تجافي *** والقدس يصرخ أمة الإنصاف

هذي ركاب القوم تسري بالأسى *** نحو الوهاد وفي ربوع فيافي

يا أيها الأقصى أنفت عن الخنا *** ودحضت كيد البغي والإسفاف

يا قدس ما بقيتْ بقلبي لوعة *** إلاّ وترجمها اليراع قوافي

ياقدس لا تبقى بعيني عبرة *** إلاّ وتوقد نارها بشغافي

يا قدس ما غنت بلابل شدونا *** ودماؤكم تجري بلا إيقاف

هذا هو الأقصى ينادي أهله *** أبغي صلاح الدين في إسعافي

أو لست أول قبلة للمصطفى *** أوَ لست مسرى سيد الأشراف

ضوأتُ للدنيا رحاب حياتها *** صبح يعم الكون بالإنصاف

هذي ربوعي قد تضوع تربها *** بدمي الطهور المستفيض الصافي

نيران جرحي قد تسامى وقدها *** فتك وما ترنو إليّ مطافي

زفت رياضي آهِ نحو عدونا *** والمسلمون يشاهدون زفافي

قطعوا يدي وشوهوني عنوة *** وسبوا نسائي، مثلوا أطرافي

سلخوا جلودي ويح قومي منهم *** بل كبلوا قدمي وجزوا خوافي

وطغت فئام الجور تسحق مضجعي *** ولظى القيود يعج في اخفافي

أواه كم غنى الهزار بدوحتي *** وشدا السرور على مروج ضفافي

أأظل اهتف من جوى قيثارتي *** وحليمكم لا يستجيب هتافي

أتموت رمياً بالمدافع (درتي) *** وتظل تحصد خلفه أصدافي؟

أيظل جند الشر يهتك حشمتي *** ويشق عن وجهي خمار عفافي؟

أيغيب نوري في سحائب غيهم *** والبدر ليس عن العيون بخافي؟

أيسام عرضي في المجون وأنتمُ *** وأزرة (الريموت) في تطواف؟

أيبيت طفلي يستميل قلوبكم *** عطفاً وسامركم على إسراف؟

أيضام قهراً في سرادب ذلة *** يصلى بجرح ثاغب رعاف؟

أيظل يغرق في بحار دموعه *** ويلاً وأنتم في لسان ضافِ؟

يا قوم أنتم ترفلون بنعمة *** وأنا أئن بزفرة ولهاف

لعباً يعانق طفلكم أعياده *** وأعيشها بتعاسة وشظاف

لم يعطني أبتي نقوداً مثلكم *** بل مد لي حجراً به أهدافي

لا تنكروا لعباً تضرج راحتي *** لعبي شظايا مدفع قذاف

ها أنتم ترموا جميل حذائكم *** وأنا على الرمضاء طفل حافي

ها أنتم تقضوا بأنس ليلكم *** وأنا أسامر ليلتي بزعافي

أنتم تناموا في خمائل زخرف *** وأبيت ليلي دون ستر لحاف

أولم تفيقي أمتي من غفوة *** أوَ ما ذكرت إلهنا فتخافي

أوليس فيكم من يواسي حاجتي *** أوليس منكم من يحس جفافي

وتطوف صرخاتي بآذان الورى *** عوناً ولكن من يجيب طوافي

أنى لدمعي أن يلملم حرقتي *** وإليّ تدنو شعلة الخطاف

أأظل في نار السعير مصفداً *** ولظى الرباط يموج في أكتافي

أأظل أردح في قيودي أحقباً *** وأبيت أذكر منظر السياف

أيظل يثغب من جبيني جرحه *** وأخي يبيت مقطع الأطراف

إن مات من صهيون قرد ممسخ *** فدم الشهيد تسيل بالآلاف

في أضلعي وجدٌ يُقطّعُ خافقي *** ويفور غيظاً من قشور غلافي

عَجِزَ اللسان وليس ثمّتَ منطقٌ *** وتحار في صهد اللظى أوصافي

يا ليت سعداً حاضر في ساحتي *** ليشع نور إبائه برهاف

أولم تذق منا حثالة قيصر *** درساً بلمع الصارم القطاف

أوَ ما علا صوت الآذان مزلزلا *** فيل المجوس وضج في إرجاف

أولم يصغ قطز البطولة عندما *** فخر التتار بجحفل زحاف

أولم ندع بيض البوارق ترتقي *** هام الطغاة وتمضي في إتحاف

أولم تعد حطين ذكرى أمة *** سطعت بنور المجد في أسلاف

أولم تدع ذات الصواري بصمة *** والبحر يذكر صولة المجداف

أبتاه تحكي أن أقوامي هم *** أُسُد، ولكن في قلوب خراف

ياما سما ذكر العروبة مرعباً *** من أرض أندلس إلى الأحقاف

واليوم عنا لا تسلني يا أبي *** أزرى بنا وهن وسوء تصافي

إياك طفلي أن تبوح بأحرف *** تسري كجمر قاتل بشغافي

عذراً أيا أبتي سأشكو بؤسنا *** فعذابنا متلون الأصناف

هذا هو الأقصى تسامى شجوه *** يعلو التخوم وضج في الأعراف

ماذا جنت قدس البطولة كي ترى *** زيف القرود يموج في استخفاف

هذي خيول الحق تعدو للوغى *** فانهض بخيل سابح عطاف

أتظل بالغيد الحسان معلقاً *** والقدس تشكو ثلة الإجحاف

يانفس هلا تقدمين على التقى *** أمن البطولة والرباط تخافي؟

أوَ ما مللتِ من المضاجع هجعة *** أوَ ما ذكرتِ عذابنا فتعافي

صارت بك الأوهام جد حقيقة *** ومصيبتي لك تبدو في أطياف

الحزن يسرح في فؤادي ناشراً *** سح الدموع بطرفي المذراف

نصب العدو لنا حبائل مكره *** حتى نسينا سيرة الأسلاف

خلطوا الفضائل بالهوان وبدلوا *** حتى تساوى الأكل بالأعلاف

يغتالني غم الهواجس والأسى *** ويفور ناراً في كياني الدافيء

إنا نحب القدس نعشق أرضها *** ونحب رنة اسمها والقاف

رباه فاشفِ المسلمين بعزة *** يا رب أنت المستجيب الشافي

واكف العباد عدوهم وخداعهم *** فالله حسبكم ونعم الكافي




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 26.02 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 25.39 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.41%)]