عرض مشاركة واحدة
  #895  
قديم 08-11-2013, 06:53 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

يتبــــــع الموضوع السابق



حركات الأرض بين العلم والقرآن




( و ) آيات الظلال:
يقول تعالى: )ألم تر إلى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكناً ثم جعلنا الشمس عليه دليلاً، ثم قبضناه إلينا قبضاً يسيراً ([الفرقان: 45 ـ 46].

هاتان الآيتان دليل قرآني واضح على دوران الأرض حول نفسها لأنها لو كانت غير متحركة لسكن الظل ولم يتغير طولاً أو قصراً، كما عرفنا حديثاً، لأن ظاهره الظل وتغير طوله لا تعليل لها إلا بالدوران المغزلي للأرض، وليس كما توهم الناس بدوران الشمس حول الأرض من الشرق إلى الغرب في الحركة اليومية الظاهرية الخادعة التي لا وجود لها، والتي كان القدماء يعتقدون بوجودها متوهمين أن تغير طول الظل مشروط بانتقال الشمس من الشرق إلى الغرب، وكان هذا الاعتقاد الخاطىء مطبقاً في ما يسمى بالمزولة الشمسية لقياس الزمن من شروق الشمس وغروبها، ولكننا الآن عرفنا أن الأرض هي التي تدور حول نفسها من الغرب إلى الشرق، فتبدو لنا الشمس في كبد السماء نهاراً والنجوم ليلاً، وكأنها جميعاً تدور (ظاهرياً) من الشرق إلى الغرب في عكس اتجاه الحركة الحقيقية للأرض تماماً، مثل خداعك بتحرك أعمدة التلغراف ظاهرياً عندما تنظر أنت إليها من شباك قطار متحرك، وشتان بين الظن واليقين.
وبهذا: فالمتحرك والمسبب لتغير طول الظلال هو الدوران المغزلي للأرض وليس دوران الشمس، لأن الأخيرة هي مؤشر ودليل ضوئي فقط ندرك به الظلال، ولهذا يقول سبحانه: )ثم جعلنا الشمس عليه دليلاً (،وبهذا لم يدافع القرآن الكريم هنا عن النظرية المركزية الأرضية ليطليموس، والتي كانت سائدة في عصر الوحي باعتبار خاطىء يدعي ثبات الأرض ودوران كل الأجرام حولها بما فيها الشمس، ولهذا لا تعارض مطلقاً بين القرآن والعلم اليقيني، فكلاهما من عند الله، ولن يحدث تعارض بينهما إلا إذا أخطأ العلم طريقه أو أخفق المفسرون في فهم الآية القرآنية.... وأنا هنا لا أغير من نص قرآني ـ معاذ الله ـ ولكنه التفسير هو أحد فروع علوم الدين وليس الدين نفسه، وأطالب المسؤولين في الأزهر بإحياء علوم الدين بوسيلتين:
( أ ) مراجعة التفسيرات وخاصة للآيات الكونية.
( ب ) تنقية ما علق بالتفسيرات من إسرائيليات وخرافات لا تتفق مع عظمة القرآن وظاهرة الظل وانتقاله آية من آيات الله في الكون.
يقول تعالى: )والله جعل لكم مما خلق ظلالاً ([النحل: 81].
وقوله تعالى: )أولم يروا إلى ما خلق الله من شيء يتفيؤ ظلاله عن اليمين والشمائل سجداً لله وهم داخرون ([النحل: 48].أي: تميل ظلال الأشياء من جانب إلى جانب ساجدة لله سجود خضوع لمشيئته تعالى وانقياد لا تخرج عن إرادته ومشيئته، لأن هذه الظلال مرتبطة بالدوران المغزلي لجميع الكواكب والأجرام، ولو شاء الله لجعل الظل ساكناً بإيقاف هذا الدوران.
والطواف عموماً، سنة الله في الكون كتعبير فيزيائي عن السجود لخالق الكون، فالكل في فلك يسبحون ويسجدن، لأن كل الأشياء منقادة لقدرة الله، فكيف يتعالى ويتكبر على طاعته أولئك الكافرون من الناس. يقول سبحانه: )ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض، والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس ([الحج: 18]حقاً، فالدوران نوع من أنواع السجود والانحناء كما ينحني المسلم لربه في صلاته، وكما يطوف الإنسان بالدوران حول الكعبة. يقول سبحانه )ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعاً وكرهاً وظلالهم بالعدو الآصال ([الرعد: 15].
ودوران الأرض حول نفسها نعمة كبرى ورحمة إلهية، كما في قوله تعالى: )ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون ([القصص: 73].
والدليل على استمرار الدوران المغزلي هو تغير طول الظل، أما إذا سكن الظل فهذا معناه: ثبوت الأرض وتوقفها عن الدوران المغزلي، وهذا الاحتمال ـ والله أعلم ـ قائم علمياً بل وأشار أيضاً إلى هذا الاحتمال في قوله سبحانه: )ولو شاء لجعله ساكناً ([الفرقان: 45].وأشار أيضاً إلى هذا الاحتمال في قوله سبحانه:)قل أرأيتم إن جعل عليكم الليل سرمداً إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بضياء أفلا تسمعون ([القصص: 71].
وقوله عز من قائل: )قل أرأيتم إن جعل عليكم النهار سرمداً إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بليل تسكنون فيه أفلا تبصرون ([القصص: 72].
فهل ستسكن الأرض عن دورانها المغزلي يوماً ما؟ فيحدث الليل الدائم ( السرمد ) في نصفها والنهار الدائم في النصف الآخر تمهيداً لانعكاس اتجاه دورانها حول نفسها، وعندئذٍ تشرق الأرض من مغربها كما في الحديث الصحيح عن إحدى أمارات الساعة، أو كتفسير لقوله تعالى: )رب المشرقين والمغربين ([الرحمن: 17].أي: رب مشرقنا الحالي ومشرقنا الجديد في المستقبل، وبالمثل رب المغرب الحالي والمغرب الجديد في المستقبل كأحد احتمالات التفسير للآية الأخيرة لو حدث سكون، ثم انعكاس لاتجاه مغزلية الأرض، كما أتخيل أحياناً كفيزيائي، ولو أننا نفهم هذه الآية حالياً على أنها تشير إلى المشرقين الذين يحددان نهايتي مواضع مشرق الشمس على مدار السنة واللتان يقع بينهما مشارق كثيرة، وبالملل بالنسبة للمغربين نتيجة دوران الأرض حول الشمس مرة كل عام، أو كتفسير آخر أن الآية تشير إلى كروية الأرض ودورانها المغزلي، فالنصف المظلم من الكرة يصبح منيراً، أي: يصبح المغرب مشرقاً، وبالعكس: يصبح المشرق مغرباً، نتيجة التبادل المستمر لليل والنهار، وحيث إن لدينا نصفين متماثلين، فإن لدينا إذن مشرقين ومغربين على نفس الكوكب. والله أعلم.
( هـ ) ميل محور الأرض أثناء الدوران في فلكها:
يميل محور الدوران المغزلي للأرض بمقدار 23.5 على العامود الرأسي على مستوى مدارها حول الشمس، وميل المحور هو السبب في حدوث الفصول، ولو انعدم ميل المحور لانعدمت الفصول ولتساوت مدة الليل مع مدة النهار، ولكن إرادة الله شاءت اختلاف الجو على مدار السنة واختلاف زمن الليل والنهار باختلاف الزمان والمكان على الأرض، وصدق تعالى قوله: )إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب ([آل عمران: 190].


الأرض تميل عن محورها بـ 23.5 درجة يظهر هذا في الشكل
ولتوضيح هذا الاختلاف في زمن الليل والنهار نبدأ بالقاهرة، حيث يتغير هذا الزمن حسب الفصول، ولكن مهما طال النهار عندنا فعدد ساعاته لا تزيد عن ساعات الليل إلا قليلاً، ومهما قصر النهار فعدد ساعات الظلام لا تزيد عن ساعات الليل إلا قليلاً، ومهما قصر النهار فعدد ساعات الظلام لا تزيد عن ساعات الليل إلا قليلاً، ومهما قصر النهار فعدد ساعات الظلام لا تزيد إلا قليلاً، ولكن ليس الأمر كذلك في كل بقاع الأرض التي يعلو خط عرضها عن خط عرضنا في النصف الشمالي للأرض، وخاصة في منطقة القطب، فالنهار يصل عندنا إلى 14 ساعة صيفاً، يزداد إلى 20 ساعة عند خط عرض 63، ويصل إلى ستة شهور عند الدائرة القطبية، حيث تظل الشمس ساطعة في أفق السماء عند القطب طوال هذه المدة صيفاً، ولهذا فإن سكان المناطق الشمالية ـ عموماً ـ يعيشون في بعض شهور السنة أوقاتاً غريبة بضعها ليالي مضيئة تستطع فيها الشمس إلى أوقات متأخرة، حتى أنهم يرون الشمس في منتصف الليل، ولا تعدو المدة بين غروبها وشروقها في هذه البلاد إلا ساعات قليلة، بل قد تنعدم ساعات الإظلام وتظل الشمس ساطعة تهبط إلى خط الأفق ولا تختفي تحته بل تسبح فوقه ثم تعود ثانية للصعود، وبالعكس، يعم الظلام مثل هذه المناطق أياماً طويلة أو أسابيع كاملة، بل شهوراً كاملة في الشتاء، وبذلك تتميز هذه المناطق الشمالية من النصف الشمالي ( كالسويد والنرويج وألاسكا وجرينلاند وشمال روسيا ) بهذه الظواهر صيفاً وشتاء، ويحدث العكس بالتبادل في نصف الكرة الجنوبي، فبينما لا تغيب الشمس طوال ستة شهور الصيف في سماء القطب الشمالي، فإن الشمس لا تصل إليه طوال ستة شهور الشتاء ليصبح ظلاماً حالك، ويحدث العكس في سماء القطب الجنوبي، ويتسبب ميل المحور في اختلاف فصول السنة: الشتاء والربيع والصيف والخريف.
يذكر القرآن الكريم منطقتين وصل إليهما ذو القرنين، حيث أطلق على الأولى المظلمة ( مغرب الشمس )، إشارة إلى ليلها الطويل، والأخرى ( مطلع الشمس )، إشارة إلى نهارها الطويل كما في قوله تعالى على الترتيب:)حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة ووجد عندها قوماً ([الكهف: 86].والعين الحمئة: أي: البئر المظلمة، كما تبدو لدى القرنين ظاهرياً، إشارة إلى الليل الطويل، وقوله سبحانه: )حتى إذا بلغ مطلع الشمس وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها ستراً ([الكهف: 90]. أي: أن ذا القرنين وجد الشمس هناك تطلع عليهم مدة طويلة على خلاف ما تعود في بلاده فالنهار عندهم طويل.
كما أشار القرآن الكريم إلى الظلال بأسلوب يدل على ميل محور دوران الأرض، كما في قوله تعالى: )وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال وهم في فجوة منه، ذلك من آيات الله ([الكهف: 17].ومعنى تزاور: أيـ تميل، ومعنى تقرضهم: أي: تقطعهم وتبعد عنهم، وهذا يدل على ميل محور دوران الأرض حول نفسها على مستوى دورانها حول الشمس، ولولا هذا الليل لأصبح للشيء ظل واحد فقط من جهة واحدة، ولكننا نرى الحائط مثلاً في الضحى له ظلان: ظل أمامه، وظل عن الجانب الأيسر بالنسبة للشخص الناظر إلى الحائط من ناحية الغرب، أما في فترة العصر فإننا نرى العكس من ذلك، حيث نرى للحائط ظلاً خلفه وظلاً ناحية الجانب الأيمن بالنسبة لنفس الشخص السابق، ولولا ميل المحور لما حدث ذلك، ولهذا تشير الآية أن هذا الموضوع من آيات الله لأن ميل المحور يؤدي إلى اختلاف الليل والنهار باختلاف المكان والزمان على سطح الأرض، وهذه لحكمة يشير إليها المولى سبحانه وتعالى في قوله: )إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب ([آل عمران: 190].
( س ) تغير سرعة تعاقب الليل والنهار مع مرور الزمن:
يحدث تعاقب الليل والنهار بدوران الأرض حول نفسها، وسرعة هذا التعاقب هي نفسها سرعة هذا الدوران،ولقد تبين علمياً أن هذه السرعة كانت عالية عند بدء خلق الأرض، ثم تناقصت بالتدريج مع مرور الزمن، وما زال هذا التناقص مستمراً بسبب ظاهرة المد والجزر التي تعمل كفرملة لكوكب الأرض بواسطة جذب القمر لمياه البحار والمحيطات ( التي تغطي ثلاثة أرباع سطح الأرض ) أثناء مواجهة هذا الماء للقمر، فترتفع هذه المياه عن سطح الأرض عالياً، ويحد المد وتدور الأرض بهذه المياه ليواجه القمر مياهاً غيرها فيحدث المد فيها، بينما يهبط الماء الأول بعد أن دارت به الأرض وابتعد عن تأثير القمر، فيحدث الجذر، وحيث إن الماء الممدود يرتطم على التوالي بسواحل المحيطات وقيعانها فيعوق دوران الأرض حول نفسها، وهو تعويق يؤدي إلى إبطاء سرعة هذا الدوران، ورغم أنه تعويق ضئيل للغاية إلا أنه يؤدي إلى طول اليوم على كوكب الأرض بمرور الزمن، ولقد تبين علمياً أنه يزداد بمقدار (1......... ثانية) كل قرن، وقد يندهش القارىء لصغر هذه الأجزاء من الألف من الثانية التي يزداد بها طول اليوم الأرضي كل قرن، ولكن هذه الزيادة الضئيلة جداً تتراكم بمضي الزمن عبر بلايين السنين لتؤثر فعلاً في طوال اليوم، فلو رجعنا بالزمن إلى الدوران لحظة تاريخ نشأة الأرض لوجدنا زمن اليوم الأرضي كان 4 ساعات فقط، ثم أخذت الأرض في التباطؤ التدريجي في الدوران حول نفسها بفعل المد والجزر لدرجة أن زمن اليوم الأرضي أصبح 22 ساعة بعد مرور 4 مليار سنة على نشأة الكوكب، أي: منذ 500 مليون سنة، وأصبح الآن 23 ساعة، 56 دقيقة، 48 ثانية، وستصبح في المستقبل 43 ساعة بعد حوالي 5 مليار سنة من الآن، إذا ظلت الأرض حتى هذا الزمن في المستقبل البعيد إن شاء الله، ورغم هذا التباطؤ في الدوران فإن الأرض تمثل الساعة الكونية العظمى التي لا تتعطل إلا بجزء من مليون من الثانية كل يوم نظراً لتأثير المد والجزر، ورغم أن كتلة الأرض تبلغ أكثر من 6600 مليون مليون مليون طن، فإنها تعتبر أثناء دورانها حول نفسها أدق ساعة في الوجود وتفوق في دقتها ساعات الكوارتز، كما أن هذا التعطيل اليومي الضئيل لم يتم قياسه حديثاً إلا باستخدام الساعات الذرية وأبحاث أخرى بيولوجية في القواقع البحرية، وإذا تدبرنا آيات القرآن الكريم نجد إشارة واضحة وصريحة لهذه الظاهرة تؤكد أن تعاقب الليل والنهار كان سريعاً في بداية خلق الأرض، ثم أخذ يتناقص تدريجياً إلى أن أصبح تعاقباً عادياً نعيش فيه الآن بعد تمام إعداد الأرض وتسخيرها لحياة الإنسان، أي: أن اليوم أصبح الآن طويلاً بعد أن كان قصيراً عند نشأة الكوكب.
يقول الله تعالى مشيراً إلى التعاقب السريع لليل والنهار في سياق وصف عملية الخلق في المراحل الأولى: )إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثاً والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر، تبارك الله رب العالمين ([الأعراف: 54].
ويقول تعالى في سورة الرعد في وصف المراحل النهائية لخلق الأرض: )الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى يدبر الأمر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون. وهو الذي مد الأرض وجعل فيها رواسي وأنهاراً ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين يغشى الليل والنهار إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ([الرعد: 2 ـ 3].
ويتضح من هاتين الآيتين: أن الله سبحانه وتعالى جعل الليل والنهار يتعاقبان بسرعة على الأرض عقب خلقها مباشرة، وأن هذا التعاقب استمر بعد ذلك في أثناء تسخير الأرض وإعدادها للحياة إلى أن وصلت للازدهار الحالي.
ومما يثير الانتباه أنه تعالى وصف في الآية الأولى تعاقب الليل والنهار على الأرض عقب خلقها ( وقبل تطويرها ) بأنه كان سريعاً لقوله سبحانه:)يطلبه حثيثاً (،ولكنه لم يصف هذا التعاقب بسرعة في الآية الثانية بعد تمام تسخير الأرض وإعدادها للحياة بقوله تعالى: )يغشى الليل النهار (دون )يطلبه حثيثاً (،وهذا الاختلاف في التعبير القرآني في الآيتين يشير بالتالي إلى إعجاز علمي للقرآن يؤكد أن تتابع الليل والنهار كان سريعاً عقب خلق الأرض، حيث كانت سرعة دوران الأرض حول نفسها كبيرة، وكان اليوم قصيراً بما يعادل 4 ساعات قط، ثم تناقصت السرعة تدريجياً عبر بلايين السنين حتى وصلت أخيراً إلى سرعتها الحالية في إحداث دورة متكاملة في زمن اليوم الحالي في أربع وعشرين ساعة بعد تمام تسخير الأرض وإعدادها للحياة، وبهذا يكشف لنا القرآن ظاهرة كونية لم يتمم اكتشافها إلا بالساعات الذرية، ولا يستطيع الإنسان أن يدرك هذا الإعجاز العلمي للقرآن إلا بمقارنة الآيتين السابقتين وسياق كل منهما، وتدبر معنى الإغشاء كما شرحنا سابقاً، وفهم عبارة )يطلبه حثيثاً (على إنها إشارة لسرعة دوران الأرض حول نفسها، ويؤكد علماء الفلك أن ظاهرة التباطؤ التدريجي في سرعة هذا الدوران بتأثير جذب القمر لمياه البحر وقد يؤدي هذا التباطؤ أيضاً إلى توقف الدوران المغزلي للأرض كمقدمة لبداية انعكاس اتجاهه لتبدأ الأرض في الدوران حول نفسها في اتجاه مضاد للاتجاه الحالي، فتبدو لنا الشمس وهي تطلع من مغربها الحالي، ويصبح المغرب مشرقاً والمشرق مغرباً، وقد يفسر هذا معنى الحديث الشريف لرسول الله عن إحدى علامات الساعة في قوله صلى الله عليه وسلم: ( لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها ). عندئذٍ يرى الناس ـ والله أعلم ـ ظاهرة جديدة يتبادل فيه المشرق مع المغرب، أي: يصبح للشمس مشرقين ومغربين مع ملاحظة أن الشمس لا شرقية ولا غربية، ولكن المتحرك هو الأرض التي ستعكس اتجاه دورانها حول نفسها في المستقبل مما يؤدي إلى ازدواجية مطلع الشمس ومغربها بالانتقال من اتجاه الدوران الحالي إلى الدوران المعكوس المتوقع مستقبلاً.
وقد تحدث بعض علماء الفيزياء والجيولوجيا حديثاً عن إمكانية طلوع الشمس من مغربها بعد اكتشاف ظاهرة تغيير اتجاه المجال المغناطيسي الأرضي بتبادل مكان الأقطاب، ويقول أزيموف في كتابه الكون ( عام 1983م ) أن هذا المجال قد انعكس في الماضي 9 مرات على فترات غير منتظمة في الأربعة ملايين سنة الأخيرة، ولهذا يتوقع العلماء أن حدوث انعكاس في اتجاه مغناطيسية الأرض سيصاحبه انعكاس في اتجاه دورانها حول نفسها، وعندئذٍ تطلع الشمس من مغربها، والله أعلم.
وهذا الخبر كان وما زال يثير الدهشة عند الكفار كما في قوله تعالى: )فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر ([البقرة: 258].
والله وحده القادر على مثل هذه الحوادث الكونية فيعكس بقدرته المطلقة اتجاه دوران الأرض حول محورها، وبالتالي اتجاه مجالها المغناطيسي، وعندئذٍ تحدث المعجزة، وقد يكون هذا التفسير لقوله تعالى: )رب المشرقين ورب المغربين ([الرحمن: 17].ورغم التباطؤ التدريجي لسرعة دوران الأرض حول نفسها فإن الأرض ساعة كونية عظمى لأن يومها يطول فقط بمعدل 1 على 60 من الثانية كل أربعين قرن، وبذلك فهي ساعة تفوق دقتها ساعات الكوارتز ( رغم كتلتها التي تصل إلى 6600 مليون مليون مليون طن )، وذكر النقص في أدائها دليل على كمالها، وكروية الأرض ودورانها حول محورها يسبب ـ كما ذكرنا ـ تبادل الليل والنهار واستمرار تعاقبهما علاوة على التأثير على اتجاه الرياح والتيارات البحرية، وغير ذلك من ظواهر طبيعية وتنظيمات إلهية شتى لا يتسع المجال لذكرها، كما أن ميل محور دوران الأرض حول نفسها أثناء جريانها في فلكها حول الشمس يؤدي إلى تولد الفصول واختلاف الليل والنهار، كما أن الأرض تجري في المجموعة الشمسية التي تنطلق بشمسنا في مدار حول المجرة وفي الفضاء الكوني في حركات أخرى، ويكفي أن تعلم هنا أن سرعة دوران الأرض حول نفسها في الحركة المغزلية مقاسة عند خط الاستواء تصل إلى 1044 ميل / ساعة، بينما سرعتها في فلكها حول الشمس 67000 ميل / ساعة، وهاتان الحركتان تجعلان الأرض من الأجرام التي تجري لأجل مسمى، كما في قوله تعالى: )كل يجري لأجل مسمى (،كما أن الكواكب بما فيها كوكب الأرض تنصف جميعاً قرآنياً أثناء حركاتها بالخنس الجواري الكنس التي تظهر وتختفي أثناء جريانها في أفلاكها، ومن أجل هذا يقسم بها الله سبحانه وتعالى، بل ويقسم بدورانها المغزلي أمام شموسها فيتبادل الليل والنهار أي: الظلام والنور في قسم إلهي بالليل إذا عسعس والصبح إذا تنفس واصفاً في أسلوب قرآني معجز هذا الظاهرة التي تم رصدها للأرض، وجميع كواكب المجموعة الشمسية في القسم الإلهي بهذه الحقيقة العلمية مؤكداً صدق القرآن وعظمته في جوانب القسم، كما في قوله تعالى: )فلا أقسم بالخنس الجوار الكنس. والليل إذا عسعس والصبح إذا تنفس إنه لقول رسول كريم ذي قوة عند ذي العرش مكين. مطاع ثم أمين. وما صاحبكم بمجنون. ولقد رآه بالأفق المبين. وما هو على الغيب بضنين. وما هو بقول شيطان رجيم. فأين تذهبون إن هو إلا ذكر للعالمين. لمن شاء منكم أن يستقيم وما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين ([التكوير: 15 ـ 29].
حقاً: إن الأرض تسبح في الفضاء مغزلياً ودورانياً وتجري لأجل مسمى، وهذه حقيقة، وحقاً إن القرآن رسالة سماوية نزل بها جبريل الأمين بقول رسول كريم، وليس قول شيطان رجيم كما يدعي الكفار والزنادقة، أمثال سليمان رشدي وأمثاله، وآيات القرآن تظهر لنا مع الزمن كما في قوله تعالى: )سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق ([فصلت: 53].
وها نحن استعرضنا في هذه المحاضرة آيات كروية الأرض دورانها حول نفسها لنعرض إعجازاً علمياً مؤكداً، وليس تفسيراً لم تظهر صحته بعد، وأحمد الله أن كشف لنا بعض أسراره هذه الآيات التي تمثل جزءاً ضئيلاً من آيات الأرض التي يصفها القرآن بقوله سبحانه: )وفي الأرض آيات للموقنين وفي أنفسكم أفلا تبصرون (.
فهل أيقنت عزيزي القارىء هذا الإعجاز العلمي، وهل علمت أنك تركب الأرض كسفينة فضاء إلهية تنطلق في ملك الله لأجل مسمى، وكأنك تركب دابة ذلولاً لا تقذف بك من على سطحها، ونرجو ألا تثور علينا في زلزال مدمر في يوم من الأيام، كما في قوله تعالى: )هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور، أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور ([الملك: 15 ـ 16].


[1]– محاضرة ألقيت بالجمعية في الموسم الثقافي سنة 1989م.

[2]– أستاذ الفيزياء المتفرغ بكلية البنات بجامعة عين شمس، ورئيس القسم الأسبق، ووكيل الكلية الأسبق، وعضو مجلس إدارة جمعية الإعجاز العلمي للقرآن والسنة حالياً.

[3]– راجع كتاب ( التفسير العلمي للآيات الكونية ) للمرحوم أ / حنفي أحمد، دار المعارف 1960م.

[4]– كما يقول الشيخ الصابوني نقلاً عن تفسير القرآن للحافظ ابن كثير (3/187).


 
[حجم الصفحة الأصلي: 42.92 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 42.32 كيلو بايت... تم توفير 0.60 كيلو بايت...بمعدل (1.40%)]