عرض مشاركة واحدة
  #13  
قديم 15-04-2021, 03:50 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,074
الدولة : Egypt
افتراضي رد: سلسلة كيف نفهم القرآن؟ ____ متجدد إن شاء الله

سلسلة كيف نفهم القرآن[1]؟








تفسير الربع الثالث عشر من سورة البقرة بأسلوب بسيط







رامي حنفي محمود




الآية 203:﴿ وَاذْكُرُوا اللَّهَ ﴾ تسبيحًا وتحمِيدًا وتهلِيلاً وتكبيرًا ﴿ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ :أي: في أيامٍ قلائِل، وهي أيام التشريق: (الحادي عشر،والثاني عشر، والثالث عشر) مِن شهر ذي الحِجَّة، التي هي: (ثانِي وثالث ورابع) أيام عِيد الأضحى)، ﴿ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ: يعني: فمَن أرادَ التعَجُّل، والخروج مِن "مِنى " - وهو المكان الذي يرمي فيه الحُجَّاج الجَمَرَات - فإذا خرج الحاجُّ منهاقبل غروب شمس اليوم الثاني عشر بعد رَمْي الجِمَار ﴿ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ بأنْباتَ بـ "مِنى" حتى يَرمي الجمار في اليوم الثالث عشر ﴿ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى اللهَ في حجِّه، ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ بعدَ موتِكم للحِساب والجزاء).







الآية 204: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ ﴾: أي: ومِن المنافقينَ﴿ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ ﴾ الفصيح ﴿ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾: أي: إذا تحدث في أمْرٍ من أمور الدنيا، بخِلافِ أمُور الآخرة، فإنه يَجْهَلُهَا، ﴿ وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ ﴾: يعني: يُخبرُكَ أنَّ اللهَ يعلمُ ما في قلبهِ مِنمَحَبَّة الإسلام، فيقولُ للرسول صلى الله عليه وسلم: يَعلمُ اللهُ أني مُؤمن، ويَشهَدُ اللهُ أني أحِبُّك، وهو كاذب؛ لأنَّ فِعلهُ يُخالِفُ قوْله، وفي هذا غاية الجُرأة على الله، ﴿ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ ﴾: أي: وهو شديدُ العَدَاوةِ للإسلام والمسلمين).







الآية 205: (﴿ وَإِذَا تَوَلَّى: أي: وإذا خرجَ مِن عندِكَ أيها الرسول ﴿ سَعَى: أي: جَدَّ ونَشِطَ ﴿ فِي الأَرْضِ ليُفسِدَ فيها وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ:يعني: ويُتلِف زروعَالناس، ويَقتل ماشِيَتهُم، ﴿ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ).








الآية 206:﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ واحْذرْ عقابَهُ، وكُفَّ عنالفسادِ في الأرض، ﴿ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ ﴾: يعني: لم يَقبل النصيحة، بل يَحمِلُهُ الكِبْرُ على مَزيدٍمن الآثام، ﴿ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ ﴾: أي: يَكفيهِ عذابُ جَهَنَّم، التي هي دار العاصين والمتكبرين، ﴿ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ: أي: وهي بِئسَ الفِراش والمُستقَر).







الآية 207: (﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي: أي: يبيعُ ﴿ نَفْسَهُ ﴾ بالجهادِ في سبيل الله، والتزامِ طاعتِهِ ﴿ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّه ﴾: أي: طلبًا لرضا اللهِ عنه،﴿ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ يَرحمُ عبادَهُ المؤمنين رحمة واسعة،فيُجازيهم أحسنَ الجزاء).







الآية 208: (﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ - وهو الإسلامِ - ﴿ كَافَّةً: أي: ادخلوافي جميع شرائع الإسلام، عاملينَ بجميع أحكامِه، ولا تتركوا منها شيئًا، ﴿ وَلاتَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ: أي: ولاتتبعوا طرُقَ الشيطان فيما يَدعوكُم إليهِ من المعاصي، ﴿ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ فاحذرُوه، وأغلِقوا عليهِ أيَّ بابٍ يأتِيكُم مِنه).







الآية 209: (﴿ فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمْ الْبَيِّنَاتُ: يعني: فإن انحرفتم عن طريق الحق، مِن بعد ما جاءتكم الحُجَج الواضحة مِن القرآن والسنة، ﴿ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيز: أي: قاهِرٌ لِكُل شيءٍ، فهو سبحانهُ صاحبُ العِزَّةِ القاهرة، والسلطان العظيم، الذي دانتْ له جميعُ الأشياء، ولكنهُ معَ عِزَّتِهِ سُبحانهُ ﴿ حَكِيمٌ ﴾ في تصرفِهِ وَشَرعِهِ وتدبيره، يضعُ كُلَّ شيءٍفي مَوضِعِه المُناسِبِ له)، وفي هذا مِن الوَعيد الشديد والتخويفِ ما يُوجِبُ ترْكَ الزلل، فإنَّ العزيزَ الحكيمَ إذا عَصَاهُ العاصِي - ولم يَتُب - قهَرَهُ بقوِّتِهِ، وَعَذبَهُ بعَدلِهِ وحِكْمَتِهِ، فإنَّ مِن حِكمتِهِ سُبحانه: تعذيب العُصاةِ والكافرين.







الآية 210: (﴿ هَلْ يَنظُرُونَ: أي: ما ينتظرُ هؤلاء المعانِدونَ الكافرونَ ﴿ إِلاَّ أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ ﴾عَزَّ وَجَلَّ يومَ القيامةِ لِيَفصِلَ بينهم بالقضاءِ العادل - إتيَانًا حقيقيًّا بذاتِهِ على الوَجْهِ اللائق بهِ سُبحانه - وليسَ كما يقولُ بعضهم بأنه يأتِي أمرُهُ فقط، ففي صحيح مُسلم أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال - وهو يتحدث عن يوم القيامة -: ((حَتَّى إِذَا لَمْ يَبْقَ إِلاَّ مَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ تَعَالَىمِنْ بَرٍّ وَفَاجِرٍ، أَتَاهُمْ رَبُّ الْعَالَمِينَ سُبْحَانَهُوَتَعَالَى في أدنَى صورةٍ مِن التي رأوهُ فيها،.... الحديث)، ﴿ في ظُلَل مِنَ الْغَمَامِ ﴾: أي: معَ ظُللٍ - وهي جَمْع ظُلَّة - مِن السَّحاب الأبيض الرقيق، ﴿ وَالْمَلائِكَةُ ﴾: أي: وستأتي الملائكةُ الكِرَام، فتحِيطُ بالخَلائق، ﴿ وَقُضِيَ الأَمْرُ ﴾: أي: وحينئذ يَقضي اللهُ تعالى فيهم أمرَهُ وقضاءَهُ، ﴿ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ: أي: ومَصِير جميعالخلائق إليهِ وَحدَهُ، فيُجازي كُلاًّ على قدْر استحقاقِه، إنْ خَيرًا فخَيرٌ، وإنْ شَرًّا فشَرٌّ).







الآية 211: (﴿ سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ المُعاندينَ لك: ﴿ كَمْ آتَيْنَاهُمْ مِنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ ﴾: يعني: علاماتٍ واضحاتٍ كثيرة فيكُتُبِهِم تهدِيهِم إلى الحق، فكفروا بها كلها، وأعرضوا عنها، وحَرَّفوها عنمَوَاضِعِهَا، ﴿ وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ ﴾- وهي دِينهُ - ويَكفر بها ﴿ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ ﴾:أي: مِن بعدِ مَعرفتِها، وقيامالحُجَّةِ عليهِ بها، ﴿ فإنَّ الله شديدُ العقابِ ﴾له).







الآية 212: (﴿ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وما فيها من الشهواتوالمَلذات الفانِيَة، ﴿ وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: أي: وهؤلاء الذين اتقوْا رَبَّهُم - مِن المؤمنين - فوقَ جميع الكفاريوم القيامة، حيثُ يُدخلهم الله أعلى درجات الجنة، ويُنزلُ الكافرين أسفل دَرَكَاتالنار، ﴿ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾: أي: بغير عدد ولا حَدٍّ، وذلك لِوَاسِعِ فضلِهِ سُبحانهُ وتعالى).







الآية 213: (﴿ كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً ﴾: أي: جماعة واحدة متفقين على الإيمان بالله، ثم اختلفوا في دِينِهم، ﴿ فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ ﴾: أي: الكُتب السماوية ﴿ بِالْحَقِّ ﴾ الذي اشتملت عليه ﴿ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ ﴾: أي: لِيَحكُمَ النَّبِيِّونَ - بما في هذه الكتب - بين الناس فيما اختلفوا فيه، ﴿ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ ﴾: أي: في أمر محمد صلى اللهعليه وسلم وكتابه ﴿ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ ﴾: أي: إلا الذين أعطاهُمُ اللهُ الكتاب (التوراة)، وهُم اليهود، ﴿ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ﴾: أي: ظلمًا وحسدًا؛ لأنهم كانوا يَرجُون أن يكون هذا النبي مِن بني إسرائيل، وليس مِن العرب، ﴿ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ ﴾: أي:فوَفَّقَ اللهُ المؤمنين بفضلِهِ إلى تمييز الحق مِنالباطل، ومَعرفة ما اختلفوا فيه، ﴿ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾).








الآية 214: (﴿ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ ﴾دونَ أن تُبْتَلُوا؟ ﴿ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ ﴾: أي: ولا بُدَّ أن يُصِيبَكُم - مِن الابتلاء - مثلُ ماأصابَ المؤمنين الذين مَضوا مِن قبلِكم، فقد ﴿ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ ﴾: أي: أصابهم الفقر والأمراض، ﴿ وَزُلْزِلُوا ﴾ بأنواع المَخَاوف والابتلاءات، ﴿ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ - على سبيل الاستعجالللنصر مِن اللهِ تعالى -:﴿ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ ﴾ من المؤمنين).







الآية 215: ﴿ يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ مِن أصناف أموالِهم تقرُّبًا إلى اللهتعالى، وعلى مَن يُنفقون؟ ﴿ قُلْ مَا أَنفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ: أي: أنفِقوا أيَّ خيرٍ يَتيسر لكم مِن أصناف المالالحلال الطيب، ﴿ فَلِلْوَ الِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ ﴾: أي: واجعلوا نفقتكم للوالدين والأقربين مِن أهلِكم وذوي أرحامِكم،﴿ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ.







الآية 216:﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمْ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ ﴾لِمَشَقتِهِ وكثرةِ مَخَاطره - وهوَ مَكروهٌ مِن جهةالطبْع البشري الذي يُحِب الحياة ويَكرهُ الموتَ- ﴿ وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ ﴾في حقيقتِه ﴿ خَيْرٌ لَكُمْ ﴾ إذ إنَّ الشهادة في سبيل اللهِ تتسَبَّبُ في غفران جميع الذنوب - إلا الدَّيْن وحقوق العِباد - وكذلك تتسَبَّبُ في النجاة من عذاب النار وعذاب القبر، والفوز بالجنة، ﴿ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا لِمَا فيهِ مِن الراحة أو اللذة العاجلة﴿ وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ ﴾ ما هو خيرٌ لكم ﴿ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ذلك، فبادِروا إلى الجهاد في سبيلِه - وذلكَ بعد إذنٍ من وليّ الأمر (وهو حاكم البلد) - فَبِمَا أنها مَوتةٌ واحدة، فلتكُنْ للهِ جَلَّ وَعَلا؛ حتى تكونَ كلمتُهُ هي العُليا، وذلكَ بأن يُعبَدَ ولا يُعبَد غيرُه، وفي هذه الآية: تَسْلِيَة وتصبيرٌ لِكُلِّ مَن كانَ يَظنُّ أنَّ الخيرَ في أمرٍ ما، ثم لم يتحقق له ذلك الأمر، فإنه لا بد أن يَعلمَ أنَّ الإنسانَ جاهِلٌ بما فيه الخير والمَصلحة؛ لأنه لا يَعلمُ الغيبَ، فعليه أن يُفوِّضَ أمرَهُ كُلهُ للهِ تعالى، الذي يعلمُ الغيبَ وحدهُ، والذي يعلمُ أينَ الخير؛ ولذلك قال تعالى بعدها: (﴿ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ﴾).







الآية 217: (﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنْ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ ﴾: يعني: هل يَحِلُّ القتال فيه؟ ﴿ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ ﴾: أي: عظيمٌ - في حُرمَتِهِ - عند اللهِ تعالى، ﴿ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ﴾: أي: واعلموا أنَّمَنْعَكُمُالناسَ - بالتعذيب والتخويف - مِن دخول الإسلام، الذي هو سبيلُ اللهِ تعالى، ﴿ وَكُفْرٌبِهِ ﴾: أي: وأنَّ جُحُودَكُم باللهِ وبرسولِه وبدينِه، ﴿ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ﴾: أي: وَأنَّ صَدَّكُمُ الناسَ عن دخول المسجد الحرام، ﴿ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ: أي: وأنَّ إخراجَ النبي صلى الله عليه وسلم والمهاجرين منه - وهُمأهله وأولياؤه -، كُلُّ ذلك ﴿ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ ﴾ ذنبًا، وأعظمُ جُرمًا مِن القتال في الشهرالحرام، ﴿ وَالْفِتْنَةُ ﴾ وهي الشِرك الذي أنتم فيه ﴿ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ ﴾ في الشهر الحرام، ﴿ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا ﴾ تحقيقَ ذلك،﴿ وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِوَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾).








الآية 218: (﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا باللهِ ورسولِهِ وعَمِلوا بشرْعِهِ، ﴿ وَالَّذِينَ هَاجَرُوا ﴾ وتركوا ديارَهُم ﴿ وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَةَ اللَّهِ ﴾، ولا يَرجُونَ أعمالهم؛ لأنهم يعلمونَ أنه مهما عَظُمَت أعمالُهُم، فإنها لا تعْظُمُ على العظيمِ جَلَّ جلالُه، وأنهم لن يدخلوا الجنة بأعمالهم، إنما يدخلونها - فقط - برحمةِ اللهِ تعالى لهم، وفي هذا إرشادٌ إلى عدم رؤية العمل، وعدم الإعجاب والاغترار به، فهوَ لا يدري: هل قُبِلَ العملُ منه أو لا؟ ولذلك ينبغي لِلعبدِ أن يَعملَ العمل، ثم يرجو رحمة ربه، فيقولُ مَثلاً: (يا ربِّ، أنا أعلمُ أنَّ هذا العمل لا يَستحِقُّ أن يُعرَضَ عليكَ، فضلاً عن أن يُقبَل، ولكني أعلمُ أنك كريم، فاقبلهُ يا ربِّ رَحمَةً مِنكَ وَفَضْلاً)، ﴿ وَاللَّهُ غَفُورٌ ﴾ لِذنوب عِبادهِ المؤمنينَ التائبين،﴿ رَحِيمٌ ﴾ بمَن اتَّقاهُ، كما قال تعالى: ﴿ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ ﴾ [الأعراف: 156]، وقال - أيضا -: ﴿ إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [الأعراف: 56]، فعَلى العَبدِ أن يأخُذَ بأسباب هذه الرحمة، وذلك بأنْ يَتقي اللهَ قدرَ المُستَطاع، وألاَّ يُصِرَّ على مَعصيَتِه، وإذا وقعَ في ذنبٍ ما، فعليهِ أن يُبادِرَ بالتوبةِ، بندمٍ صادقٍ على ما فات، وبِعَزمٍ وتصميمٍ صادقٍ على عدم العودة إلى الذنوب مرة أخرى، فقد قال تعالى في وَصْفِ عبادِهِ المتقين: ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ [آل عمران: 135].







[1] وهي سلسلة تفسير للآيات التي يَصعُبُ فهمُها في القرآن الكريم (وليس كل الآيات)، وذلك بأسلوب بسيط جدًّا، وهي مُختصَرة من كتاب: (التفسير المُيَسَّر (بإشراف التركي)، وأيضًا من تفسير السعدي) (بتصرف)، عِلمًا بأنَّ ما تحته خط هو نص الآية الكريمة، وأما الكلام الذي ليس تحته خط فهو شرحُ الكلمة الصعبة في الآية.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 36.62 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 35.99 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.71%)]