عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 05-04-2021, 04:38 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,074
الدولة : Egypt
افتراضي رد: سلسلة كيف نفهم القرآن؟ ____ متجدد إن شاء الله

سلسلة كيف نفهم القرآن[1]؟





















تفسير الربع الثاني عشر من سورة البقرة بأسلوب بسيط







رامي حنفي محمود




الآية 189: ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِوتغيُّر أحوالِها على مَدَى الشهر، وعن الحِكمة من ذلك، والأهِلّة: جمع هِلال، ﴿ قل هي مواقيتُ للناس والحَجّ ﴾: يعني: علامات يَعرفُ بها الناس أوقات عباداتِهم المُحددة بوقتٍ؛ مثل: الصيام، والحج،وأيضًا يعرفون بها أوقات معاملاتِهم؛ مثل: وقت سداد الدَّيْن، وغير ذلك، وقد خَصَّ اللهُ تعالى الحَجَّ بالذِّكر؛ لأنه يقع في أشهُر معلوماتٍ - وهي: شوّال، وذو القعدة، وعشر مِن ذي الحِجّة -، ويستغرقُ أوقاتًا كثيرة، ﴿ وليس البرُّما تعوَّدتُم عليه - في الجاهلية وأوّل الإسلام - حِينَ كنتم تُحْرِمُون بالحَجّ أو العُمرة ﴿ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا، فقد كنتم تتسلقون سُور جِدَار البيتِ الحرام، وتدخلونَ مِن ظَهْر البيت، ظانِّينَ أنّ ذلك يُقَرِّبُكُم إلىالله تعالى، فهذا ليسَ من البِرِّ؛ لأنّ الله تعالى لم يشرع لكم ذلك، وَكُلّ مَن تعبّدَ للهِ بعبادةٍ لم يَشرَعْها اللهُ ولا رسولُهُ، فهو مُتعَبِّدٌ ببِدْعَة، ﴿ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى ﴾: أي: ولكنّ الخيرَ هُو فِعْلُ مَنِ اتقى اللهَ، واجتنبَ مَعَاصِيَه، ﴿ وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا المعتادة؛ لِما في ذلك مِن السهولةِ، التي هي أصْلٌ من أصول الشرع، ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾: أي:لِتفوزوا بكل ما تحبون مِن خَيرَي الدنيا والآخرة).








الآية 190: ﴿ وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّه ﴾:ِ أي: لأجل نُصرَةِ دين اللهِ تعالى عليكم أن تقاتلوا﴿ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ ﴾ من المشركين، ﴿ وَلا تَعْتَدُوا ﴾: أي: ولا ترتكبواالمَنَاهي مِن: التمثيل بِجُثَثِهم - يعني: تشويهها بعد موتها -، وقَتْلِ مَن لا يَحِلُّ قتلُهُ مِن النساءِ والصِّبيانوالشيوخ، ومَن في حُكمِهِم،والغُلول - وهو سرقة شيء مِن الغنِيمة قبلَ توزيعِها - ﴿ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ الذين يُجَاوزُونَ حُدُودَهُ، فيَستَحِلّونَ ماحَرَّم اللهُ ورسولُهُ).







الآية 191: ﴿ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ ﴾: أي: حيثُ وجدتمُوهُم، ﴿ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ ﴾: يعني مِن مَكّة، ﴿ والفتنة ﴾ وهي الشركُ بالله، وَصَدّ الناس عن الدخول في الإسلام ﴿ أشَدّ مِن الْقَتْلِ ﴾: أي:أشَدّ مِن قتلِكُم إياهم، ﴿ وَلا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ تعظيمًا لِحُرُماتِهِ ﴿ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ ﴾: أي:حتىيَبدؤوكُم بالقتال فيه، ﴿ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ ﴾ في المسجد الحرام﴿ فَاقْتُلُوهُمْ فيه ﴿ كَذَلِكَ جَزَاءُ ﴾: أي:مِثل ذلكالجزاء الرادع يكون جزاء ﴿ الْكَافِرِينَ ﴾.








الآية 192: ﴿ فَإِنِ انْتَهَوْا ﴾ عَمّا هُم فيه مِن الكُفر وعن قتالِكُم عند المسجد الحرام، ودخلوا في الإيمان: ﴿ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ.








الآية 193: ﴿ وَقَاتِلُوهُمْ ﴾: أي:واستمِروا في قتال المشركين المُعتدين؛ ﴿ حَتَّى لا تَكُونَ هناك ﴿ فِتْنَةٌ ﴾ للمسلمين عن دينهم، وحتى لا يكونَ هناك شركٌ باللهِ تعالى، ﴿ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ ﴾: يعني: ويَبقى الدينُ للهِ وحده - خالصًا - لا يُعْبَدُمعه غيرُه، ﴿ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلا عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ ﴾: يعني: فالعقوبة لا تكون إلاعلى الظَّالِمِينَالمستمرين على كُفرهِم وعُدوانِهم).








الآية 194: ﴿ الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَام ﴾:ِ أي: قتالكُم للمشركين في الشهر الذي حَرَّم اللهُ القتالَ فيه، هوجزاءٌ لقتالِهم لكم في الشهر الحرام، واعلم أنّ الأشهر الحُرُم هي: رجب، وذو القَعدة، وذو الحِجَّة، والمُحَرَّم، وقد كانَ العَربُ يُحَرِّمُونَ القتالَ في هذه الأشهُر - وذلك في الجاهليةِ قبلَ الإسلام - فلما جاءَ الإسلامُ أقرَّ ذلك، بل وَعَظَّمَ المَعصِية في هذه الأشهُر، كما قال تعالى: ﴿ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ ﴾ [التوبة: 36]،﴿ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ ﴾: يعني: والذي يعتدي على ما حَرَّم اللهُ من المكانوالزمان، يُعاقَبُ بمثل فِعلِهِ، ومِن جِنسِ عَمَلِه، ﴿ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عليكم ولا حرجَ عليكم في ذلك؛ لأنهم هم البادئون بالعُدوان، ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهََ ﴾ بعدم تجاوُز المُماثلة في العقوبة، ﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ.








الآية 195: ﴿ وَأَنْفِقُوا مِن أموالِكم ﴿ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ﴾: أي: في الطرق المُوصلة إلى اللهِ تعالى، وهي كُلّ طرق الخير، مِن صدقةٍ على مسكين، أو قريب، وأعظمُ ذلك - وأوّل ما دَخَلَ في ذلك - هو الإنفاق في الجهاد في سبيل الله؛ لتقويَة المسلمين، وإضعافِ المشركين، فإنّ النفقة فيهِ جهادٌ بالمال، وهو فرضٌ كالجهادِ بالبَدَن، ﴿ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ بترك الجهاد في سبيل الله، وعدم الإنفاقفيه، ولَمّا كانت النفقة في سبيل الله نوعًا من أنواع الإحسان، أمَرَ اللهُ تعالى بالإحسان عمومًا، فقال: ﴿ وأحسِنوا ﴾: أي:في كل أمُوركُم، ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ، والإحسانُ - كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح مُسلِم -: ((أن تعبُدَ اللهَ كأنك تراه، فإنْ لم تكنْ تراهُ، فإنه يَراك))).







الآية 196: ﴿ وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ ﴾: يعني: وأدُّوا الحَجّ والعُمرة تامَّيْنِ، خالِصَيْن لوجهِ اللهِ تعالى،﴿ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ ﴾: يعني: فإنْ مَنَعَكُم مانعٌ عنالذهاب لإتمامِهمَا (كالعَدُوّ والمرض)، وذلكَ بعد أن نويتم الدخولَ في النُّسُك، ﴿ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ﴾: يعني: فالواجب عليكم ذَبْحُما تيَسَّرَ لكم من الإبل، أو البقر، أو الغنم، وأقل ما يُجزئ في الهَدْي شاة (يعني: ضأن أو ماعز، ذكر أو أنثى)، أو سُبع بقرة (يعني: يُشاركُ سِتَّة غيره في ثمنِها)، أو سُبع جَمَل؛ وذلك لكيتَخْرُجوا وتتحَلّلوا مِن إحرامِكُم بحَلق شعر الرأس أو تقصيره، ﴿ وَلا تَحْلِقُوا رُؤُوسَكُمْ إذا كنتممُحصَرين - أي:مَمنُوعين -﴿ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ ﴾: يعني: حتى يَذبح المُحصَرُ هَدْيَهُ في المَوضِع الذي مُنِعَ فيه مِن إتمام النُّسُك، كمانَحَرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم في "الحُدَيْبيَة"، ثم حلق رأسه، وأما غير المُحصَر فلايَنحَر الهَدْي إلا في الحَرَم، وذلك في يوم العِيد، والثلاثة الأيام التي تلِي يوم العِيد، ﴿ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا ﴾: يعني: فإذا حصل الضرر، بأنْ كانَ هذا المُحصَرُ مَريضًا، ويُرجَى شفاؤهُ إذا حلقَ رأسَهُ، ﴿ أوكانَ ﴿ به أذًى مِن رأسِهِ مِثل الجُرُوح، والحَشَرة المعروفة بـ (القمل)، ونحو ذلك مِمَّا يجعله يحتاجُ إلىالحَلق وهو مُحْرِم، قبل أن يَنحر الهَدْي، فإنه يحلِقُ وعليه الفِديَة، وهذه الفِديَة هي: ﴿ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ ﴾: يعني: يصوم ثلاثة أيام، ﴿ أَوْ صَدَقَةٍ ﴾: يعني: أو يتصدق علىسِتة مساكين، يُعطي لِكل مسكين منهم نصفَ صاعٍ من طعام، والصَّاع: هو ما يُقَدّر بـ 2.5 كيلو جرام تقريبًا، ﴿ أَوْ نُسُكٍ ﴾: يعني: أو يذبح شَاة، ويُوَزِّعها على فقراء الحَرَم (هكذا على سبيل التخيير، وحَسَب الأيْسَر له؛ إما الصيام، أو الصدقة، أو الذبْح)، ﴿ فَإِذَا أَمِنْتُمْ: يعني: فإذا كنتمفي أمْنٍ وصِحَّة، ولم تُمنَعُوا عن إتمام النُّسُك: ﴿ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ ﴾: يعني: فمَن استمتعَ منكم بالعمرة إلى الحج، وذلك بأن أحرَمَ بعُمرةٍ في أشهُر الحج، ثم تحَلّلَ بعد انتهاء عُمرَتِه - وذلك باستباحَة ما كانَ مُحَرَّمًا عليهبسبب الإحرام - ثم بقِيَ في مكة ينتظرُ الحَجّ، وَحَجَّ فِعلاً: ﴿ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ﴾: يعني: فعليه ذبْحُ ما تيَسَّرَ مِن الهَدْي (سواء مِن الإبل، أو البقر، أو الغنم)، ﴿ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ هَدْيًا يذبحه:﴿ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي ﴾ أشهر﴿ الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ ﴾ إلى أهلِيكُم، ﴿ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ لا بُدَّ مِن صيامِها، ﴿ ذَلِكَ ﴾: يعني: ذلك الهَدْيُ وماترَتّبَ عليه من الصيام يكونُ﴿ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ﴾: أي: ليسَ أهلُهُ مِن سُكَّان مَكّة، (واعلم أنّ المُقِيمِين في مَكّة لِعَمَلٍ أو تجارةٍ أو نحو ذلك، فأولئك أيضًا ليسُوا مِن حَاضِرِي المَسْجِدِ الحَرَامِ)، ﴿ وَاتَّقُوااللَّهَفي جميع أموركم، بامتثال أوامره، واجتناب نواهيه، ومِن ذلكَ امتثالكم لهذه المأمورات، واجتناب هذه المَحظورات المذكورة في هذه الآية، ﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ لِمَنخالفَ أمْرَه وَعَصَاه).







الآية 197: ﴿ الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ ﴾: أي:وقتُ الحَج أشهرٌ معلومات، ﴿ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ ﴾: أي: فمَن أوْجَبَعلى نفسِهِ الحَجّ في هذه الأشهر، وذلك بالإحرام (وهو نِيَّة الدخول في النُّسُك)، ﴿ فَلا رَفَثَ ﴾: أي: فيَحرُمُ عليه الجِمَاعُ، ومُقدِّماتهُ القولية والفِعليَّة، ﴿ وَلا فُسُوقَ ﴾: يعني: ويَحرُمُ عليه الخروج عن طاعة الله تعالى بفعل المعاصي،﴿ وَلا جِدَالَ ﴾: يعني: ويَحرُمُ عليه الجدالُ الذييؤدي إلى الغضب والكراهية، كلُّ ذلك مُحَرَّمٌ ﴿ فِي الْحَجِّ؛ إذ إنّ المقصود مِن الحَجّ: الذل والانكسار لله، والتقرب إليه بما أمكنَ مِن القرُبَات، والتنزّه عن فِعل السيئات، فإنه بذلك يكونُ حَجًّا مَبرورًا، والحَجّ المبرور ليس له جزاءٌ إلا الجنة، واعلم أنّ هذه الأشياء - وإن كانت ممنوعة في كل مكان وزمان - فإنها تكونُ أعظمَ إثمًا في الحج، ﴿ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ، وهذا يتضمن غاية الحَثّ على أفعال الخير، وخصوصًا في تلك البِقاع الشريفة، فإنه ينبغي تدارُك ما أمكَنَ تداركُهُ فيها مِن صلاةٍ، وصدقةٍ، وطوافٍ، وإحسان قولِيّ وفِعلِيّ، وغير ذلك، وقد صَحّ عن النبيّ صلى اللهُ عليه وسلم أنّ الصلاة في المسجد الحرام تُعادِلُ مائة ألفِ صلاةٍ في غيره، ﴿ وَتَزَوَّدُوا: يعني: وخذوا لأنفسِكم زادًا مِن الطعام والشراب والمال لسَفر الحَج؛ فإنّ التزوّدَ فيه الاستغناءُ عن المخلوقين، والكَفّ عن سؤالِهم أموالَهُم، ﴿ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى ﴾: أي: وخذوا أيضًا زادًا مِن صالِحالأعمال للدار الآخرة، فإنّ خيرَ الزادِ تقوى الله، فهذا هو الزاد الحقيقي، المستمرُّ نفعُهُ لِصَاحِبهِ في دُنياهُ وآخِرَتِه، وهو المُوصلُ لأكْمَلِ لذةٍ، وأسْعَدِ حياةٍ، وأجَلّ نعيمٍ دائِم، ﴿ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الأَلْبَابِ.








الآية 198: ﴿ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ ﴾: أي: أن تطلبوا رزقًا من ربكم بالربح مِن التجارةِ وغيرها في أيام الحج، ﴿ فَإِذَا أَفَضْتُمْ ﴾: أي: دفعتُم- مع الزحام - راجعينَ﴿ مِنْ عَرَفَاتٍ وهي المكان الذي يقف فيهالحُجّاج يومَ التاسع مِن ذي الحِجَّة، ﴿ فَاذْكُرُوا اللَّهَ بالتسبيح والتلبية والدعاء ﴿ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وهو المُزدَلفة، ﴿ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ ﴾: أي:كما مَنَّ عليكم بالهدايةِ بعدَ الضلال، ﴿ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ ﴾: أي:مِن قبل هذا الهُدى ﴿ لَمِنَ الضَّالِّينَ ﴾: أي:كنتم في ضلالٍ لا تعرفونَ معهُ الحق).







الآية 199: ﴿ ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ ﴾: يعني: وَليَكُن اندفاعُكُم مِن مُزدَلفة، التي أفاضَ منها إبراهيمُ عليه السلام، مُخالِفينَ بذلكَمَن لا يقفُ بها مِن أهل الجاهلية،﴿ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ مِن الخَلَل والتقصير الذي وَقَعَ منكم في عبادة الحَجّ ﴿ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ لعبادِهِ المُستغفِرين التائبين، ﴿ رَحِيمٌ ﴾ بهم).







الآية 201: ﴿ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً ﴾: أي: عافية، ورزقًا، وعِلمًانافعًا، وعملاً صالحًا، وغير ذلك من أمور الدِّين والدنيا، ﴿ وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً ﴾: أي:الجنة، ﴿ وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.








الآية 202: ﴿ أُوْلَئِكَ ﴾ الداعُون بهذا الدعاء ﴿ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا ﴾: أي: لهم ثوابٌ عظيم، بسبب ما كَسَبُوهُ من الأعمال الصالحة؛ ولذلك ينبغي للعبد أن يُكثِرَ مِن قول هذا الدعاء، كما كانَ يفعل النبي صلى الله عليه وسلم، ﴿ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ لا يُعجزُهُإحصاءُ أعمالِهم، ومُحاسبتهم عليها).











[1] وهي سلسلة تفسير للآيات التي يَصعُبُ فهمُها في القرآن الكريم (وليس كل الآيات)، وذلك بأسلوب بسيط جدًّا، وهي مُختصَرة من كتاب: "التفسير المُيَسَّر" (بإشراف التركي)، وأيضًا من "تفسير السّعدي" (بتصرف)، عِلمًا بأنّ ما تحته خط هو نص الآية الكريمة، وأما الكلام الذي ليس تحته خط فهو شرحُ الكلمة الصعبة في الآية.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 35.55 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 34.92 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.77%)]