عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 18-01-2020, 12:05 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,316
الدولة : Egypt
افتراضي من محاسن كلام ابن الجوزي ودرره في "تلبيس إبليس"

من محاسن كلام ابن الجوزي ودرره في "تلبيس إبليس"







بكر البعداني







الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على محمد وآله وصحبه.


أما بعد:





فبين يدي المحاسن:


يقول الإمام الذهبي - رحمه الله - في السير[1]: " وكان - يعني: ابن الجوزي رحمه الله - رأسًا في التذكير بلا مدافعة، يقول النظم الرائق، والنثر الفائق بديهًا، ويسهب ويعجب، ويطرب ويطنب، لم يأت قبله ولا بعده مثله، فهو حامل لواء الوعظ، والقيم بفنونه، مع الشكل الحسن، والصوت الطيب، والوقع في النفوس، وحسن السيرة، وكان بحرًا في التفسير، علامة في السير والتاريخ، موصوفًا بحسن الحديث، ومعرفة فنونه، فقيهًا، عليمًا بالإجماع والاختلاف، جيد المشاركة في الطب، ذا تفنن وفهم وذكاء وحفظ واستحضار، وإكباب على الجمع والتصنيف، مع التصون والتجمل، وحسن الشارة، ورشاقة العبارة، ولطف الشمائل، والأوصاف الحميدة، والحرمة الوافرة عند الخاص والعام، ما عرفت أحدًا صنف ما صنف".








ومن هنا رأيت أن ألخص ما وقفت عليه من الفوائد والمحاسن من كلام الإمام ابن الجوزي في كتابه الماتع تلبيس إبليس، وهي متناثرة في ثنايا كتابه، والتي كنت رقمتها وجمعتها، فعمدت إليها ولخصتها وهذبتها واختصرتها، وجمعتها في هذه الوريقات ليسهل على الراغب فيها الرجوع إليها، ومطالعتها وحفظها، والله - عز وجل - أسال أن ينفعني بها، وقارئها، والواقف عليها، كما نفع بأصلها، وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل. وإلى ما عزمنا عليه، فأقول:





تعريفات:


التلبيس: إظهار الباطل في صورة الحق.



الغرور: نوع جهل يوجب اعتقاد الفاسد صحيحًا والرديء جيدًا، وسببه وجود شبهة أوجبت ذلك. وإنما يدخل إبليس على الناس بقدر ما يمكنه، ويزيد تمكنه منهم ويقل على مقدار تفطنهم وغفلتهم وجهلهم وعلمهم.




اليد العليا هي: المعطية، هكذا فسره العلماء.




الإخلاص: عمل القلب.




الباطنية: سموا بذلك لأنهم يدعون أن لظواهر القرآن والأحاديث بواطن تجري من الظواهر مجرى اللب من القشر، وإنها بصورتها توهم الجهال صورًا جلية، وهي عند العقلاء رموز وإشارات إلى حقائق خفية، وأن من تقاعد عقله من الغوص على الخفايا والأسرار والبواطن والأغوار وقنع بظواهرها كان تحت الأغلال التي هي تكليفات الشرع، ومن ارتقى إلى علم الباطن انحط عنه التكليف واستراح من أعبائه.




معنى التوكل: ثقة القلب بالله عز و جل.






عقائد وإلهيات:


أعظم النعم على الإنسان العقل؛ لأنه الآلة في معرفة الإله - عز وجل - والسبب الذي يتوصل به إلى تصديق الرسل.



الأنبياء - عليهم السلام - جاءوا بالبيان الكافي، وقابلوا الأمراض بالدواء الشافي، وتوافقوا على منهاج لم يختلف.




الرسول - صلى الله عليه وآلهوسلم - أمر بالإيمان ولم يأمر ببحث المتكلمين، ودرجت الصحابة - رضي الله عنهم - الذين شهد لهم الشارع بأنهم خير الناس على ذلك.




أول الخوارج وأقبحهم حالة ذو الخويصرة [التميمي]، ... فهذا أول خارجي خرج في الإسلام، وآفته أنه رضي برأي نفسه، ولو وفق لعلم أنه لا رأي فوق رأي رسول الله– صلى الله عليه وآلهوسلم.




غلو الرافضة في حب علي - رضي الله عنه - حملهم على أن وضعوا أحاديث كثيرة في فضائله أكثرها تشينه وتؤذيه، وقد ذكرت منها جملة في كتاب الموضوعات، .... ومقابح الرافضة أكثر من أن تحصى.




عذاب من يعلم أكثر من عذاب من لم يعلم، إذ زيادة العلم تُقوى الحجة.




المؤمن لا يريد بعمله إلا الله - سبحانه وتعالى، وإنما يدخل عليه خفي الرياء فيلتبس الأمر، فنجاته منه صعبة.




لخوف الرياء ستر الصالحون أعمالهم حذرًا عليها، وبهرجوها بضدها.




التصوف مذهب معروف يزيد على الزهد، ويدل على الفرق بينهما أن الزهد لم يذمه أحد، وقد ذموا التصوف.




أكثر ما يلبس به إبليس على العباد والزهاد خفي الرياء.




لا رتبة أولى من رتبة النبوة.




كانت النسبة في زمن رسول الله - صلى الله عليه وآلهوسلم - إلى الإسلام والإيمان، فيقال: مسلم ومؤمن.




من خرج عن النقل والعقل فليس بمعدود في الناس، وليس أحد من الخلق إلا وهو مستدل.




الأغلب في المُبتدعات أنها تصادم الشريعة بالمخالفة، و[2]توجب التعاطي عليها بزيادة أو نقصان.




ما دام درع الإيمان على المؤمن، فإن نبل العدو لا يقع في مقتل.




كل محنة لبس بها إبليس على الناس فسببها الميل إلى الحسن، والأعراض عن مقتضى العقل.




دخل إبليس على هذه الأمة في عقائدها من طريقين: أحدهما: التقليد للآباء والأسلاف. والثاني: الخوض فيما لا يدرك غوره، ويعجز الخائض عن الوصول إلى عمقه.




متى لم يرد بالعمل وجه الله - عز و جل - لم يقبل.




من ضيق علم الرجل أن يقلد في اعتقاده رجلاً.




أولى الناس أن يتلطف في الإنكار عليه الأمراء، فيصلح أن يقال لهم: إن الله قد رفعكم فاعرفوا قدر نعمته؛ فإن النعم تدوم بالشكر فلا يحسن أن تقابل بالمعاصي.




الدخول على السلاطين خطر عظيم؛ لأن النية قد تحسن في أول الدخول، ثم تتغير بإكرامهم وإنعامهم أو بالطمع فيهم، فلا يتماسكُ عن مداهنتهم وترك الإنكار عليهم.









السلف - رضي الله عنهم -:


لا ريب في أن أهل النقل والأثر المتبعين آثار رسول الله - صلى الله عليه وآلهوسلم - وآثار أصحابه - رضي الله عنهم - هم أهل السنة؛ لأنهم على تلك الطريق التي لم يحدث فيها حادث، وإنما وقعت الحوادث والبدع بعد رسول الله - صلى الله عليه وآلهوسلم - وأصحابه - رضي الله عنهم.



كان جمهور السلف - رضي الله عنهم - يكرهونه - يعني: الابتداع - وكانوا ينفرون من كل مبتدع - وإن كان جائزًا - حفظًا للأصل، وهو الاتباع.




من نظر في سير السلف - رضي الله عنهم - من العلماء العاملين احتقر نفسه فلم يتكبر، ومن عرف الله - عز وجل - لم يراء، ومن لاحظ جريان أقداره على مقتضى إرادته لم يحسد.




ليس كل ما كان في السلف- رضي الله عنهم - مما لا يتغير به قلوب الناس يومئذ، ينبغي أن يفعل اليوم.




كان السلف- رضي الله عنهم - يدفعون عنهم كل ما يوجب الإشارة إليهم، ويهربون من المكان الذي يشار إليهم فيه.




من ادعى رتبة تزيد على السنة وأفعال الأكابر- رضي الله عنهم - لم يلتفت إليه.




من لم يطلع على أسرار سير السلف- رضي الله عنهم - وحال الذي تمذهب له، لم يمكنه سلوك طريقهم. وينبغي أن يعلم أن الطبع لص؛ فإذا ترك مع أهل هذا الزمان سرق من طبائعهم فصار مثلهم. وإذا نظر في سير القدماء- رضي الله عنهم - زاحمهم وتأدب بأخلاقهم.




اتباع الشارع وصحابته- رضي الله عنهم - أولى.









يتبع


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 24.38 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 23.75 كيلو بايت... تم توفير 0.62 كيلو بايت...بمعدل (2.55%)]