عرض مشاركة واحدة
  #27  
قديم 09-10-2010, 08:52 AM
الصورة الرمزية أبو سلمان عبد الغني
أبو سلمان عبد الغني أبو سلمان عبد الغني غير متصل
قلم مميز
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
مكان الإقامة: وهران . الجزائر
الجنس :
المشاركات: 1,388
الدولة : Algeria
افتراضي رد: أحاديث مشهورة ومتداولة لكنها ضعيفة أو موضوعة..فانتبهوا..

الخبر العاشر:




عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله: «نوم الصائم عبادة، وصمته تسبيح...»الحديث.


رواه البيهقي عن عبد الله بن أبي أوفى وابن منده عن عبد الله بن عمرو وغيرهما، وذكره في «زهر الفردوس» بسنده، وانظر: «الفردوس بمأثور الخطاب» (4/248)
وسنده ضعيف.
قال البيهقي: «معروف بن حسان أحد رجاله ضعيف، وسليمان بن عمر النخعي أضعف منه».
وقال الحافظ العراقي: «سليمان بن عمر النخعي أحد الكذابين».
«وضعف هذا الحديث السيوطي والمناوي»([1]).
وسند حديث عبد الله بن عمرو خال من سليمان بن عمر، ولكن فيه ضعف من قبل غيره؛ فالحديث ضعيف([2])، والله أعلم.
ومع ضعف هذا الحديث كثيراً ما نسمعه من الخطباء وأئمة المساجد دون تبيين ضعفه، فأخذه على ظاهره كثير من الجاهلين، فجعلوا يسهرون الليل كله على قيل وقال، وينامون أكثر النهار، وبعضهم يسهر على اللهو واللعب وقول الزور ؟؟ والاستدلال بهذا الحديث مع فعلهم هذا من أقبح الجهل وهم والحالة هذه مأزورون غير مأجورون ولو كان الحديث صحيحاً لكان معناه في وادٍ وهؤلاء الجهّال في وادٍ آخر فالله المستعان.






* الخبر الحادي عشر:


عن ابن عباس رضي الله عنهما؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أحبوا العرب لثلاث؛ لأني عربي، والقرآن عربي، وكلام أهل الجنة عربي».
رواه: الحاكم في «المستدرك» (4/87)، والعقيلي في «الضعفاء» (3/348)، والطبراني في الكبير [11/185] وغيرهم . بسند ضعيف جداً.
بل قال الحافظ الذهبي رحمه الله: «أظن الحديث موضوعاً».
وقال العقيلي: «منكر لا أصل له»([3]).
وأورد الحديث ابن الجوزي في «الموضوعات»([4]).
وقال أبو حاتم: «هذا كذب»([5]).
وآفة الحديث: العلاء بن عمرو الحنفي.
قال الذهبي: «متروك الحديث».
وقال الأزدي: «لا يكتب حديثه».
وفي السند أيضا يحيى بن يزيد ضعيف الحديث.
وتابعه محمد بن الفضل كما عند الحاكم، ولكن محمد قال عنه الذهبي: «متهم»؛ فعلى هذا لا يعتد به ولا بمتابعته.
وفيه أيضاً ابن جريج، وهو ثقة إمام مشهور، ولكنه مدلس، فإذا صرح بالسماع؛ قبل، وإذا عنعن؛ لا يقبل، إلا في روايته عن عطاء فمقبول مطلقاً على الصحيح وهذا منها. والله أعلم.




* الخبر الثاني عشر:


حديث سفر أبي بكر لديار المشركين.


وقد رواه: أحمد في «مسنده» (6/316)، وابن ماجه (رقم3719)؛ من طريق زمعة بن صالح؛ قال: سمعت ابن شهاب يحدث عن عبد الله بن وهب بن زمعة عن أم سلمة؛ قالت: «خرج أبو بكر في تجارة إلى بُصْرى قبل موت النبي صلى الله عليه وسلم بعام...» الحديث.


وسنده ضعيف، من أجل زمعة بن صالح.
قال عبد الله ابن الإمام أحمد عن أبيه: «ضعيف».
وضعفه أيضا ابن معين وأبو داود.
وقال البخاري: «يخالف في حديثه، تركه ابن مهدي أخيراً».
وقال الحافظ ابن حجر في «تقريب التهذيب» . ضعيف، وحديث مقرون عند مسلم، وقد تابعه إسحاق بن راشد كما عند الطبراني وقال لم يروه عن الزهري إلا إسحاق تفرد به موسى»([6]) . قلت وإسحاق قال عنه ابن معين ليس بذاك في الزهري([7]) » وأيضاً الطريق إليه فيه مقال وقد رواه أيضا الطبراني في الكبير [23/300] من طريق زيد بن أبي أنيسة عن الزهري عن عبد الله أخب أم سلمة عن أم سلمة به...» ورواته ثقات ولكنه معلول لأن الزهري لم يسمع من عبد الله وهو ابن أبي أمية أخ لأم سلمة كما في جامع المسانيد والسنن [16-288-289] لابن كثير، وذلك لأن عبد الله قد قتل في حياة النبي صلى الله عليه وسلم كما في أسد الغابة [3/73] والإصابة [4/36-37] والحديث أيضاً فيه اضطراب لا يتسع هذا المقام لذكره والحاصل أنَّ الخبر ضعيف ولا تقوم بمثله حجة . ومع ضعفه، نزع به بعض من أشرب قبله بحب السفر إلى بلاد المشركين، زاعماً أن له بذلك قدوة بأبي بكر.
ولا حجة ولله الحمد بهذا الأثر لمبطل من وجهين:
الوجه الأول: أن الأثر ضعيف كما تقدم بيانه.
الوجه الثاني: أننا لو فرضنا صحته؛ فلابد لمن سافر لديار المشركين من إظهار الدين، وإظهاره إنما يحصل بتبيين بطلان آلهتهم التي يعبدون من دون الله وإظهار بغضهم وعداوتهم والبراءة منهم، وليس إظهار الدين أداء الصلوات الخمس فحسب كما يقوله من لم يمعن النظر في سيرة النبي صلى اله عليه وسلم وما عليه الصحابة، ولذلك هو في غاية البطلان؛ إذ أنه يؤدي إلى ترك الهجرة وكفى بقول يؤدي إلى ذلك فساداً وبطلاناً([8]) .
وقد روى النسائي وغيره بسند جيد من طريق بهز بن حكيم عن أبيه عن جده: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يقبل الله من مشرك بعدما أسلم عملاً أو يفارق المشركين إلى المسلمين»([9]).
وجاء الحديث أيضاً عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه قال: «أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين» . قالوا: يا رسول الله ! لم ؟ قال: « لا تراءى ناراهما».
رواه: أبو داود، والترمذي، وغيرهما وفيه كلام ويشهد له ما قبله.
ولله درُّ العلامة سليمان بن سحمان رحمه الله إذ يقول:
إظهارُ هذا الدِّينِ تَصْريحٌ لهُمْ


بالكُفْرِ إِذْ هُمْ مَعْشَرٌ كُفَّارُ


وعَداوَةٌ تَبْدو وبُغْضٌ ظاهِرٌ
ج

يا لَلْعُقولِ أما لكُمْ أفْكارُ


هذا وليسَ القَلْبُ بكافٍ بُغْضُهُ


والحبُّ منهُ وما هُو المِعْيارُ


لكِنَّما المِعْيارُ أنْ تأتي بهِ


جَهْراً وتَصْريحاً لهُمْ إِذْ جاروا


وقد شوهد على الكثير ممن يذهب إلى ديار المشركين أنه يؤاكلهم ويشاربهم ويضاحكهم دون نكير عليهم ! فأين هذا من إظهار الدين ؟! والمصيبة العظيمة والجرح الذي لا يندمل أن هذا حال كثير من أهل هذا العصر إذا ذهبوا إلى ديار المشركين، يخادعون الله وهو خادعهم !
وهل بلية الدين إلا من هؤلاء الذين إذا سلمت لهم مآكلهم ومشاربهم لا يبالون بما جرى عليه ؟!

([1]) «فيض القدير» (6/290).

([2]) «الفردوس» (4/248)، «إتحاف السادة» (4/322)، طبعة دار الكتب.

([3]) الضعفاء للعقيلي (3/349).

([4]) ج2/41.

([5]) العلل لابنه (2/375،376).

([6]) انظر مجمع البحرين (3/341).

([7]) تهذيب الكمال (2/421) وسؤالات ابن الجنيد لابن معين ص(454، 455).

([8]) انظر: «الدرر السنية» ( كتاب الجهاد/ص206).

([9]) (5/82).


يتبع ان شاء الله...
__________________
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم






رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 24.64 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 24.01 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.55%)]