جيد اخي بشير انك استوعبت جيدا مغزى الحديث، لهذا احب ان اوضح بانه لن ينصلح حال الامة في الدول العربية الا اذا عادت شعوبها للاسلام، فمع احترامي للثورات، ومع انزياح بعض الطغاة، لكنني كنت اتمنى ان يتم التغيير من ذات الشعوب اولا، لذلك قال الله عز وجل (ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم)، بناء عليه اذا اردنا النصرة الحقيقية علينا العودة لديننا حتى ينصرنا الله، لكن للاسف انني لاحظت بانه وان اطيح ببعض الحكام، لكن الامور لم تتغير كثيرا، مثلا في مصر كنت اظن بانه بمجرد خلع مبارك سيتم القضاء على الفساد، لكن ما تزال تعرض المسلسلات والافلام الهابطة خلال شهر رمضان الكريم وغيرها من الملاحظات والمآخذ التي يطول الكلام للحديث عنها، فالعلة ليست فقط بزوال مبارك او غيره من الحكام، لكن كما سمعت في احد الحلقات لمفكر مصري قال بان مبارك ترك وراءه جيلا كاملا من المفسدين، وانهم في حقيقة الامر لم يقضوا الا على جزء يسير، وانما يجب التطهير الحقيقي. وايضا في ليبيا مثلا، حدثت تناحرات وصراعات قبلية، وانا شاهدت فيديوهات بعد مقتل القذافي حدثت فيها مجازر جماعية بالجملة لمئات الليبيين، والغريب انه ما يزال هناك مؤيدي القذافي، بل انني اعرف عضوا في منتدى آخر هو ضد مقتل القذافي وقال لي بانه كان افضل حاكم عربي !!!!!، بالاضافة الى صراعات اخرى تحدث في ليبيا، وايضا في الدول التي حدثت فيها احتجاجات كالمغرب والاردن والجزائر والسعودية ومؤخرا الكويت ...الخ، وكانت هناك مطالب بالاصلاح والقضاء على الفساد دون المطالبة باسقاط النظام، لكن ما كانت النتيجة تحقيق مكتسبات تكاد لا تذكر، واصلاحات هزيلة، رغم انه بحت اصوات الشعوب خاصة في بلدين مثل المغرب والاردن لان المظاهرات والاحتجاجات فيهما كانت شبه يومية، رغم ذلك ما زال الفساد مستشريا فيها، وطبعا الاردن حدثت فيها احتجاجات مؤخرا واحتدمت من جديد ، والحكومات تحارب كل ما يمت للاسلام، يعني لا خير في اي حاكم او زعيم عربي، سواء ممن خلع او ممن ظل محتفظا بكرسيه طالما انه لا يطبق شريعة الاسلام، بل تقوم اجهزة امنه باعتقال بعض المتدينين والدليل وجود سجون سرية لتعذيبهم، لهذا نحن فعلا في حاجة لان نعود الى الله، طبعا هناك دول لم اتكلم عنها مثل تونس وسوريا، لكن الاولى ارى بانها لا تختلف عن سابقاتها، باستثناء الوضع في سوريا، لان سوريا من بين جميع الدول وضعها خاص، وان شاء الله هي البلد التي سينطلق منها الاسلام وينبعث نوره من جديد، في ردي التالي ساحدثك عن سوريا، ليس لان الشعب السوري افضل من غيره، وليس لان مطالبه تختلف عن باقي الشعوب، لا ابدا، فربما تكون اقل، لان الشعب السوري لم يطالب باسقاط النظام من البداية، لكن عدم السماع للمطالب والرد عليها بالقتل التعسفي هو الذي حول مسارها، للحديث بقية، لانني صراحة اتفاءل خيرا فيما يجري في سوريا، رغم مقتل الالاف من اشقائنا في ذلك البلد الحبيب، وسابين لك السبب
ملحوظة
لا تظن بانني ضد الثورات والمطالبة بالاصلاحات، ولا انكر بانها
حققت بعض الاهداف المتوخاة منها، لكن فقط اردت بان ابين بانها
لم ترقى لمستوى الطموحات، ولا لما كان متوقعا منها، ولم تؤتي
اكلها الحقيقي لان الشعوب المطالبة اغلب فئاتها لم تلتزم
بالتعاليم الاسلامية حتى تلقى النصرة الكاملة من الله.