عرض مشاركة واحدة
  #24  
قديم 16-06-2009, 09:10 AM
الصورة الرمزية أم عبد الله
أم عبد الله أم عبد الله غير متصل
مراقبة الملتقيات
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
مكان الإقامة: أبو ظبي
الجنس :
المشاركات: 13,884
الدولة : Egypt
افتراضي رد: سلسلة ( حديث القرآن عن القرآن )

حديث القرآن عن القرآن
ـ 23 ـ

د / محمد الراوي
ومن حديث القرآن عن القرآن ما جاء في قوله تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً [النساء : 136]
والكتاب الذي نزل على رسوله
[صلى الله عليه وسلم ]هو القرآن نزّله على عبده ورسوله محمد [صلى الله عليه وسلم ]ليكون للعالمين نذيرا . والكتاب الذي أنزل من قبل على الرسل بمعنى الكتب فـ«أل » فيه للجنس والكتب المنزَّلة يصدق بعضها بعضا . وقد جاء خاتمها مهيمنا عليها محفوظا بحفظ الله لتظل كلمة الحق على ألسنة الرسل جميعا مصونة من التلبيس والافتراء والكذب .
جاء القرآن الكريم ليعلم الناس حقيقة الرسالة ويصدع بالحق الذي جاءت به الرسل وأنزلت به الكتب . ويرد كلَّ باطل أُلبس عليهم وكل ضلال نسب إليهم . فلم يعد هناك سبيل لكتمان ما جاء به الرسل والكتاب المحفوظ مهيمن وأمين وشاهد . ولا مهرب للمفرقين بين الرسل من حساب وجزاء . والقرآن يتلى عليهم ويبين حقيقة ما جاءوا به من الدين وأنه واحد . ولا حجة بعد بيان ، ولا معذرة بعد تبليغ وإنذار ﴿
إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُواْ بَيْنَ اللّهِ وَرُسُلِهِ وَيقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُواْ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً * أُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقّاً وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُّهِيناً [النساء : 150 ـ 151]
إن التفرقة بينهم وهم يدعون إلى دين واحد ـ كفر بهم جميعا وتكذيب أحدهم تكذيب لهم جميعا . وعداوة أحدهم عداوة للحق الذي بعثوا به . والحق واحدٌ لا يتعدد . وهو ما دعوا إليه جميعا ﴿
وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ [الأنبياء : 25] إن رسالات الرسل جميعا منبعها واحد وأصلها واحد .
وهذه الحقيقة ذات تأثير بليغ في سلوك الفرد وراوبط المجتمع .
وشتان بين من يؤمن بالرسل جميعا والكتب جميعا ولا يفرق . وبين من يؤمن ببعض الكتاب ويكفر ببعض ﴿
وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُواْ بَيْنَ اللّهِ وَرُسُلِهِ وَيقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُواْ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً ﴾ شتان ما بينهما في الصفات والسلوك والأخلاق . شتان بين من يوحد ولا يفرق وبين من يفرِّق ويرى ذلك دينًا يدين به ﴿ وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ [الشورى : 14]
إن رسول الله
[صلى الله عليه وسلم ] كرَّم الأنبياء جميعا وآمن بهم وطلب الإيمان بهم جميعا وعد الإيمان بهم أصلاً في رسالته والتفريق بينهم إنكارًا لدعوته . وذاك هو إيمانه وتلك دعوته ﴿ آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ [البقرة : 285]
وكان من فضل الله على الناس أن يضمن لهذا الكتاب الذي ضم الاعتراف بالأنبياء جميعا الحفظ والبقاء وهو يسجل الصفحات البيضاء لهم جميعا ويضعهم في موضعهم إذ يردُّ ما افترت الأهواء عليهم .
وهو بهذا يقول للإنسانية جميعا تلك هى الحقيقة الماضية على يد الداعين إليها من رسل الله وأنبيائه . وتلك هى الحقيقة محفوظة باقية في كتاب عزيز﴿
لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ [فصلت : 42]
وذاك هو النداء في هذا الكتاب ﴿
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً [النساء : 136]
أخي المسلم ، ومع إنزال الكتاب وحفظه وهداه وتبصرته لا عذر لمن فرط في جَنب الله أو أساء الظن بالله . والكتاب الكريم يخبرنا في ثقة وحق عن مصير هؤلاء وأولئك وعاقبة من أحسن أو أساء ﴿
لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً * وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَـئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيراً * وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً * وَللّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَانَ اللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُّحِيطاً [النساء : 123 ـ 126]
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 17.38 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 16.76 كيلو بايت... تم توفير 0.62 كيلو بايت...بمعدل (3.58%)]