عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 05-08-2020, 03:43 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,095
الدولة : Egypt
افتراضي مناهج القراء في ميم الجمع

مناهج القراء في ميم الجمع
حامد شاكر العاني



كنا قد ذكرنا في باب المدِّ الطبيعي صلة الميم الصغرى إذا جاء بعدها حرف متحرك بمدِّها حركتين على القصر، وكذلك في باب المدِّ المنفصل إذا جاء بعد ميم الجمع همز بمدِّها كالمدِّ المنفصل وكل قارئ حسب منهجه. وفيما يأتي تفصيل ذلك:

قرأ ابن كثير، وقالون عن نافع بخلف عنه [1]، وأبو جعفر بصلة الميم الساكنة لدى الوصل بواو مدِّية لفظاً نحو: ﴿ عَلَيْهِمْ وَلَا ﴾ [الفاتحة: 7]، وهذا هو مذهبهم في كل ميم جمع بشرط أن يكون الحرف الذي بعدها متحركاً (عَلَيهُمُو وَلَا). وإذا وقع بعدها همزة قطع متحركة نحو ﴿ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ ﴾ [البقرة: 6]، ﴿ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ ﴾ [النساء: 161] وما شابهها وفي القرآن كثير، فحكمه حكم المدِّ المنفصل، فيكون لابن كثير، وأبي جعفر القصر قولاً واحداً بمقدار حركتين، ويكون لقالون القصر والمدُّ. وأما ورش من طريق الأزرق فقد قرأها كذلك بالصلة ولكن مع الطول ست حركات، لأنه يمدُّ المنفصل كذلك، وله من طريق الأصبهاني القصر، والتوسط. وقرأ الباقون من غير صلة.



أما إذا جاء بعد ميم الجمع حرف ساكن فاتفقوا جميعاً على ضمها بشرط الوصل من غير صلة نحو ﴿ أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ ﴾ [البقرة: 210] ﴿ جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ ﴾ [البقرة: 213]. إلاَّ أن أبا عمرو البصري كسرها إذا جاء بعدها حرف ساكن، وقبلها هاء، وقبل الهاء كسرة أو ياء ساكنة نحو ﴿ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ ﴾ [البقرة: 166] فتقرأ (بِهِمِ الأَسْبَاب)، ونحو ﴿ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ ﴾ [البقرة: 246] فتقرأ (عليهِمِ القتال)، وهكذا....، وأما لدى الوقف فجميع القراء يقفون على ساكن من غير صلة.



قرأ خلف عن حمزة بخلف عنه بالسكت [2] على ميم الجمع وصلاً ووقفاً سواء جاء بعدها همزة قطع أو حرف متحرك كما في ﴿ عَلَيْهِمْ وَلَا ﴾ [الفاتحة: 7]، ﴿ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ ﴾ [البقرة: 6].



اختلف أهل الأداء في ميم الصلة هل يجوز فيها الإشمام والرَّوم من عدمه، فأجازه مكي بن أبي طالب كما في التبصرة [3]، ومنعه الداني، وترك الإشارة بهما أقيس فيها وهذا هو المشهور وعليه العمل[4].



إذا اتصلت ميم الجمع بضمير وصلت لجميع القرَّاء بواو مدِّية بمقدار حركتين كما في ﴿ أَنُلْزِمُكُمُوها ﴾ (هود 28)، ﴿ أُورِثْتُمُوهَا ﴾ (الأعراف 43)، ﴿ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ ﴾ في (الأحزاب 53)... وهكذا.






[1] أي أن لقالون وجهين: الإسكان والصلة بواو مدية، والوجهان أشار إليهما الشاطبي بقوله: (وقالون بتخييره جلا) وهما من رواية أبي نشيط كما بين ذلك في النشر خلافاً لغيره عن بعض المشايخ القائلين أن ضم الميم من طريق الحلواني. ينظر: كتاب الفارق بين روايتي حفص وورش ص 17.





[2] والسكت يكون من غير تنفس بفترة جداً وجيزة.




[3] ينظر: التبصرة ص 109. واعتبره ابن الجزري من شذوذ مكي بن أبي طالب.




[4] والسكت يكون من غير تنفس بفترة جداً وجيزة.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 18.72 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 18.10 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.35%)]