[زارع المحبة]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم اسراء

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذا كان ردك فى هذا الموضوع إذا أردت أن تفتح الرابط فتفضل

http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=151347

وشكرا على إجابتك

سألتني لماذا قلتُ :{أما الفتيات فالأفضل لهن عدم الدخول إلى الفيس بوك !
وسيكون أكثر فضلا لو لم يستعملن الانترنات أصلا!
وأما الأكثر فضلا على الإطلاق فهو عدم استعمال أو حتى القرب من الحاسوب !
ولو أن الأولاد أيضا عملوا بتلك النصائح فسيكون خيرا إلى خير !}

بينما أنا استعملها ولا أمنع زوجتي من استعمالها .

سأجيبك وسأكون صريحا, حتى وإن كانت الصراحة تزعج البعض , إلا أنه لا ديني ولا عمري ولا تربيتي ولا ثقافتي ولا مركزي ولا الثقـــة التي بيني وبين إخوتي هنا تسمح لي بالمراوغة .

وسأبدأ الحديث معك بهذه البداية : عندما تجدين لشخص ما كلاما أو سلوكا لافتا للانتباه لا بد أن تربطيه وتفهميه في ضوء كلامه وتصرفاته السابقة , هناك الكثير من الأمثلة , لكن سأذكرلك هذا المثال:

ذات يوم كان النبي صلى الله عليه وسلم متوجها إلى الحديبية فبركت راحلته فقال الناس حل حل (أي انهضي انهضي ) فألحتْ , فقالوا خلأت القصواء خلأت القصواء (أي حرنت )فقال النبي {صلى الله عليه وسلم}

"ما خلأت القصواء وما ذاك لها بخلق , ولكن حبسها حابس الفيل , والذي نفسي بيده لا يسألوني خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها ثم زجرها فوثبت"

ما ذاك لها بخلق أي ليس ذلك خُلقها وليس ذلك طبعها ... ليس من طبع القصواء أن تحرن ولكن هناك سبب آخر, وهو أن الله حبسها لسبب وحكمة , لا ندخل في تفاصيلها الآن .....

إذا نظرتِ إلى المواضيع التي كنت أكتبها تجدينني أدعُ إلى العلم والتعلم والتفتح والتطور وأنه لا شيئ أبغض إلي من الجهل والتخلف والحالة السيئة التي نحن فيها .

يؤسفني أن الله عز وجل يقول عنا:

" كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ "

ونحن نريد أن نجعل أنفسنا أسوأ أمة أخرجت للناس , جهلٌ وتفرق وتخلف وتمزق , وتنكر للأخلاق وابتعاد عن الدين ورضى بالذل والاستعباد والهوان ووووو.

هل وجد لي أحدٌ يوما موضوعا أدعو فيه إلى الجهل والنكوص والارتداد ؟

لا يوجد , قطعا لا يوجد !

لنعُد الآن إلى تلك الفقرة إلتى أشكل عليك فهمها وهي :

"أما الفتيات فالأفضل لهن عدم الدخول إلى الفيس بوك !
وسيكون أكثر فضلا لو لم يستعملن الانترنات أصلا!
وأما الأكثر فضلا على الإطلاق فهو عدم استعمال أو حتى القرب من الحاسوب !
ولو أن الأولاد أيضا عملوا بتلك النصائح فسيكون خيرا إلى خير!"

هل لا حظت علامات التعجب , تلك التي وُضعت بعد كل جملة ؟

إنها لم توضع عبثا بل لمقصد هام , ولا أضع أي شيئ عبثا , لأني أتحدث إلى أناس مثقفين يبحثون عن معنى لكل إشارة .

وسأبين لك المعنى المشار إليه بتلك العلامة (ولو أني أظنك قد فهمت وزال عنك اللبس حتى دون أن أبين )

في العربية ـ اللغة اتي أحبها وأحب التحدث بها ـ أحيانا يتكلم الشخص وهو يريد عكس ما يقول تماما .

الأمثلة كثيرة يحضرني منها قوله تعالى :

"يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا "

فهل تعتقدين أن المنافقين عندما يلتفتون وراءهم يوم القيامة سيجدون نورا فعلا ؟

إنهم سيجدون العذاب الأليم .

وكذلك قوله تعالى:

"بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا"

والبشارة لا تكون إلا بالخير , وعليه
فكلمة بشّـر المراد منها عكسها , وهو أنذر .

ومنه قول الشاعر :

دع المكارم لا ترحل لبغيتها ... واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي!

بالإضافة إلى القرائن السابقة هناك قرينة أخرى تبين أن ذلك الظاهر غير مقصود , وهي أني أنا نفسي أستعمل الانترنات والحاسوب والهاتف , وكل أمر يُستجد لا بد أن اطلع عليه إلا إذا لم أقدر .

فلو كان ما كتبته في تلك الفقرة يُفهم على ظاهره لقال لي قائل :

لا تنهِ عن خُلُقٍ وتأتيَ مثلَه *عارٌ عليك إذا فعلتَ عظيمُ

فكيف أستعمل الانترنات وأقول للناس لا تقربوها .
وفي القرآن :

"وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ"

"أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ" ؟

"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ"

هل فهمتِ ؟


أخيرا عليَّ أن أشكرك :

أولا :على متابعتك لما أكتب واهتمامك بما أقول وملاحظتك لمثل هذه الأمور, وربطك بين المواضيع .

ثانيا : أشكرك على جرأتك وشجاعتك على طرح هذا السؤال , فربما غيرك كان قد فهم ذلك على أنه تناقض وتخريف من الزارع , ولم يسألني . ولكن النقاش والحوار هو الذي يبين حقائق الأمور فيثبُت الحق ويَبطل الزور .

"فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ"

ثالثا :أشكرك لتشجيعك لي على مواصلة الكتابة , فسأواصل مادام هناك من يقرأ ويتأمل ويناقش .

أحسنت جدا أختي الكريمة أم أسراء بارك الله فيك .
لكني سأهتم ـ مستقبلا ـ أكثر بما تكتبين , ولن أدع لك شاردة أو واردة إلا فحصتها , وسأعصرك كما عصرتني ! (مزحة ).

المهم : هذا السؤال أعجبني وأتمنى أنك قد وجدت الإجابة الكافية ,إن كان مازال الأمر لم يتضح أو كان لديك أسئلة أخرى فتفضلي بها في أي أوقت , وسأكون أنا الشاكر لك , لأن أي سؤال يُطرح أتعلم منه الكثير !

دمت في رعاية الله وحفظه , والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .