الموضوع: حكاية حرف
عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 16-11-2014, 01:10 AM
الصورة الرمزية أبلة ناديا
أبلة ناديا أبلة ناديا غير متصل
مشرفة ملتقى اللغة العربية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2007
مكان الإقامة: maroc
الجنس :
المشاركات: 2,645
الدولة : Morocco
افتراضي رد: حكاية حرف



حرف الهمزة

مَخرَجُها
قال العُلَماءُ إنَّ الهَمزةَ هِيَ أثقلُ حَرفٍ من حُرُوفِ الهِجاءِ ؛
لأنَّ مَخرجَها بعيدٌ عن مُنتهَى الكلام ، وهو الفَم .
تخرُجُ الهَمزةُ مِن أقصَى الحَلْقِ .
يقولُ الشيخُ :
ثُمَّ لأَقصَى الحَلْقِ هَمْزٌ هَاءُ
وأقصَى الحَلْقِ : أبْعَدُهُ عن الفَم .


صَفاتُ الهَمْزَة
للهَمزةِ خَمْسُ صِفاتٍ ، وهِيَ :
1- الجَهْرُ : يعني انحباسُ النَّفَس ؛ بمعنى أنَّني عندما أُمَكِّن لمَخرجِها
ينقطِعُ النَّفَس ، فلا يَخرُج هَواءٌ مع الهَمزة .
2- الشِّدَّةُ : ومعناها انقطاعُ الصَّوتِ .
والجَهْرُ والشِّدَّة هُما الصِّفتان المُميّزتان اللتان تُظهِران الهَمزة مِن الحَرف
الذي معها في المَخرج .
3- الاسْتِفَالُ : بمعنى أنَّ الهَمزةَ حَرفٌ مُرَقَّقٌ ، حَرفٌ ضعيفٌ ، لكنْ ليس ضعيفًا جِدًّا .
4- الانْفِتَاحُ : بمعنى أنَّ اللِّسانَ لا يلتصِقُ بسَقفِ الحَنَكِ الأعلى ،
ونقومُ بعَمل انْفِتاح ما بين الفَكَّيْن .
5- الإصْمَاتُ : وهِيَ صِفةٌ معنويَّةٌ ؛ يعني لا تجتمِع كلمةٌ في اللُّغةِ العَربيَّةِ
مِن أربعةِ حُرُوفٍ أو أكثر وتكون كُلُّ حُرُوفِها مِن حُرُوفِ الإصماتِ .
مِن ضِمنِها : الهَمْزة . وهِيَ صِفةٌ معنويَّةٌ تقولُ إنَّ هذا الحَرفَ قَويٌّ .
الجَهْرُ = صِفةُ قُوَّة
الشِّدَّةُ = صِفةُ قُوَّة
الاسْتِفَالُ = صِفةُ ضَعف
الانْفِتَاحُ = صِفةُ ضَعف
الإصْمَاتُ = صِفةُ قَوَّة
عندنا ثلاث صِفات قُوَّة ، وصِفتا ضَعف ، وفيهم صِفةٌ معنويَّةٌ ؛
يعني لا نُحَقِّقُها في القِراءةِ .
إذًا ، الهَمزةُ مُتوسِّطة ، لا هِيَ قويَّة ، ولا هِيَ ضعيفة ، هِيَ بين القُوَّةِ والضَّعفِ .


أشكالُ الهَمزةِ في القُرآن
للهَمزةِ أشكالٌ كثيرةٌ في القُرآن ؛ إمَّا أن تُرسَمَ على ألِف ، أو تحت ألِف ،
أو تُرسَمَ على واو ، أو تُرسَمَ على ياء ، أو تُرسَمَ على السَّطر .


حالاتُ الهَمْزة
للهَمزةِ أربعُ حالاتٍ فقط في القُرآن ،
وكُلُّ الحُرُوفِ الهِجائيَّةِ - ما عدا الهَمزة - لها سبعُ حالاتٍ .
وحالاتُ الهَمزة هِيَ :
1- ساكنة : عندما نأتي بها ( ننطِقُها ) ساكنة ،
نُضيفُ قبلَها حَرفًا مُتحرِّكًا .. [ أَأْ ] .
2- مُتحرِّكَة بفَتح : [ أَ ] .
3- مُتحرِّكَة بضَمٍّ : [ أُ ] .
4- مُتحرِّكَة بكَسْر : [ إِ ] .
الحالاتُ التي جاءت في الحُرُوفِ الأخرى ولم تأتِ في الهَمزة هِيَ : التَّشديد .
الهَمزة لا تقبل التَّشديد .
ولمَعرفةِ مَخرج أيِّ حَرفٍ نُسكِّنُه ، ونُضيفُ قبلَه حَرفًا مُتحرِّكًا .


لَطيفةٌ عن الهَمزة
الإمامُ أبو بكر بن عيَّاش ( هو الإمامُ شُعْبَة ) - وهو الرَّاوي الأوَّل للإمام عاصِم -
له كلامٌ جميلٌ جِدًّا ،يقولُ : ‹‹ كان إمامُنا يَهْمِزُ ( مُؤْصَدَة ) ، فكُنتُ أشتهي
أن أسُدَّ أُذُنَيَّ عند سماعِها ›› .
وهناك كلامٌ جميلٌ جِدًّا للإمام السَّخَاويِّ في السَّخَاوِيَّةِ عن الهَمزة :
لا تَحسَب التَّجويدَ مَدًّا مُفرِطًا ... أو مَدَّ ما لا مَدَّ فيهِ لِوَانِ
أو أن تُشَدِّدَ بعد مَدٍّ هَمزةً ... أو أن تلُوكَ الحَرفَ كالسَّكرانِ
أو أن تَفُوهَ بهَمزةٍ مُتَهَوِّعًا ... فيَفِرُّ سامِعُها مِنَ الغَثَيَانِ
للحَرفِ مِيزانٌ فلا تَكُ طاغِيًا ... فيهِ ولا تَكُ مُخْسِرَ المِيزانِ


الأخطاءُ الشَّائِعةُ في الهَمْزَة
1- تفخيمُ الهَمزةِ المُرَقَّقَة : الهَمْزَةُ في القُرآنِ كُلِّهِ حَرفٌ مُرَقَّقٌ لا يقبَل التَّفخِيمَ .
مِثال : (( الرَّحْمَن )) .
هُناك خطأٌ يقعُ فيه البَعضُ ؛ وهو أنَّه يُريدُ أن يُخلِّصَ بين الهَمزة المُرقَّقَةِ
والرَّاءِ المُشَدَّدةِ المُفَخَّمَةِ ، فيُوَلِّد حَرفَ مَدٍّ .
مِثال : (( آلرَّحْمَن )) .
2- إمالةُ حَركةِ الهَمْز لتخليصِها : مِثل : (( الرَّحْمَن )) .
الهَمزة مُتحرِّكة بالفَتح ، والفَتحةُ يتناسَبُ معها فَتحُ ما بين الفَكَّيْن .
3- عند التقاءِ الهَمْزتين : عند الإمام حَفْص التقاءُ الهَمْزتين ليس عنده
تخلُّصٌ منها . ينطِقُ الهَمزتين بالتَّحقيق ؛ يعني يُحَقِّقُ كُلَّ هَمزةٍ ،
إلَّا في أربع كلماتٍ في القُرآن : (( ءَاعْجَمِىٌّ )) يتعامَلُ معها بتسهيل الهَمزة .
وثلاث كلماتٍ في سِتِّ مَواضِع في القُرآن : (( ءَآللَّهُ )) لها مَوضِعان ،
(( ءَآلْآنَ )) لها مَوضِعان ، (( ءَآلذَّكَرَيْنِ )) لها مَوضِعان .
أصلُ هذه الكلماتِ : (( أَأَعْجَمِىٌّ )) ، (( أَاَللَّهُ )) ، (( أَأَلْآنَ )) ، (( أَأَلذَّكَرَيْنِ )) .
نتعامَلُ مع (( ءَاعْجَمِىٌّ )) بالتَّسهيل دائمًا ، قولًا واحِدًا .
بمعنى أن نجعلَ الهَمزةَ بين الهَمزة والألف ( بين الهَمزة وأصل حَركتِها ) .
أمَّا الثلاث كلماتٍ الأُخرى فلها وَجهان : إمَّا التَّسهيل أو الإبدال .
التَّسهيلُ : أن نقولَ (( أَاَللَّهُ )) ، (( أَأَلْآنَ )) .
والإبدالُ : هو استبدالُ الهَمزة الثانية بحَرفِ مَدٍّ من جِنْسِ حركةِ ما قبلَها .
الهَمزة الأولى مَحرَّكة بفَتح ، إذًا نُبدِل بألف بعده ساكِنٌ أو مُشَدَّدٌ ،
فدخل في المَدِّ اللازِم .
لا بُدَّ أن نمدَّ سِتَّ حَركاتٍ ، (( ءَآلذَّكَرَيْنِ )) ، (( ءَآللَّهُ )) ، (( ءَآلْآنَ )) .
هل يَصلُحُ أن أقرأ هذه الكلماتِ في أيِّ وقتٍ بالمَدِّ أو بالتَّسهيل ؟
لا ، ولكنْ حسب الطريقة التي أقرأ بها .
فيما عدا هذه الكلماتِ الأربع لا بُدَّ من التَّحقيق ،
سواءٌ أتت الهَمزتان في كلمتين أو في كلمةٍ واحدةٍ .
مِثال : (( ءَأَنذَرْتَهُمْ )) .
4- الوقوفُ على الهَمزة المُتطرِّفَةِ أو الهَمزة الموقوفِ عليها ( مُنتهَى الكلام )
لِقَطع القِراءةِ ، فيأتي البَعضُ بهَمْسٍ .
مِثال : (( السَّمَاءْه )) .
لسَماع هذه المَادَّة بتفصيلٍ أكثر : اضغط [ هُنا ] .
http://www.muslmh.com/save/70/data/H...of-Hamzh.2.mp3
ولمُشاهدتِها فيديو بتفصيلٍ أكثر : اضغط [ هُنا ] .
http://safeshare.tv/w/pURmmrmEaT

__________________

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 19.78 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 19.16 كيلو بايت... تم توفير 0.62 كيلو بايت...بمعدل (3.14%)]