عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 18-09-2006, 12:00 AM
الصورة الرمزية ღ بحر العطاء ღ
ღ بحر العطاء ღ ღ بحر العطاء ღ غير متصل
مشرفة ملتقى الاخت المسلمة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2006
مكان الإقامة: فلسطين الجريح
الجنس :
المشاركات: 3,378
الدولة : Palestine
Question



10 - علّم السائل كيف يتجنّب التهويل .

فلا : تقبل بالعموميات !
( حياتي كلها نكد ..)
( زوجي ما فيه خير ..!!) !!
هكذا يشتكي الكثير بهذه الطريقة من التعميم . .
دخلت امرأة صفوان ابن المعطل رضي الله عنه يوماً على رسول الله تشتكي زوجها صفوان وتقول : يا رسول الله !
إن زوجي صفوان يضربني إذا صليت ، ويفطرني إذا صمت ولا يصلي صلاة الفجر حتى تطلع الشمس !!
فانظر عموميات الشكوى :
1 - يضربها على الصلاة .
2 - ويفطرها إذا صامت .
3 - ولا يصلي الفجر إلا بعد وقتها !!
وتأمل كيف ستكون ردّة الفعل حين تؤخذ هذه العموميات على وجه التسليم والقبول ؟!
وكان صفوان رضي الله عنه عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله صلى الله عليه وسلم عمّأ قالت !!
فقال يا رسول الله : أمّا قولها يضربني إذا صليت ، فإنها تقرأ بسورتين وقد نهيتها !
فقال صلى الله عليه وسلم : " لو كانت سورة واحدة لكفت الناس " !
وأمّأ قولها : " يفطرني إذا صمت ؛ فإنها تنطلق فتصوم وأنا رجل شاب فلا أصبر !!
فقال صلى الله عليه وسلم يومئذ : " لا تصوم المرأة إلا بإذن زوجها " !
وأمّأ قولها : إني لا أصلي الفجر حتى تطلع الشمس ، فإنّأ أهل بيت قد عرف لنا ذاك لا نكاد نستيقظ حتى تطلع الشمس !!
فقال صلى الله عليه وسلم : " فإذا استيقظت فصلّ " !!
أخرجه أبو داود وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود 2 / 466
فانظر كيف انقلبت المشكلة إلى لا مشكلة في حين لو قُبلت المشكلة على عموماتها لربما وقع أمر لا يحمد عقباه .
تقبل بالعموميات . .
بل علّمه وساعده على أن يضبط المشكلة في حدودها اللائقة بها .
إنك حين تحدد المشكلة في حدودها الطبيعية فإنك بذلك تعطي مجالا لصاحب المشكلة أن يفكّر بواقعية وعقلية متزنة . . بعيدا عن العاطفة المتهورة .
علّمه كيف يتجنّب التهويل فلا :
تجعله يضخّم مشكلته إلى حد يشعر معها أن لا أحد أصيب بمثل ما أصيب به !
فلعل من المستحسن أن تذكر له حوادث وقعت لغيره وكيف استطاعوا أن يتغلبوا على مشاكلهم !
وهو الأمر الذي كان يربي عليه الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه وصحابته الكرام حين تعظم عليهم المصيبة . . !!
كان يقول صلى الله عليه وسلم يخاطب نفسه :
" رحم الله أخي موسى أُبتلي بأكثر من هذا فصبر " !!
ويأتيه خبيب بن الأرت في مكة وقد أرهقت جسمه سياط الكفار . .
وسحب على قفاه في رمضاء مكة . .
وقتل إخوانه وعذبوا وأوذوا . .
فيأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يجر من خلفه همّه . .
يارسول الله .. ألا تستنصر لنا ؟!!
فيقول صلى الله عليه وسلم :
" كان فيمن كان قبلكم يؤتى بالرجل فيوضع المنشار على مفرق رأسه فينشر ما بين لحمه وعظمه ما يصدّه ذلك عن دينه " !!


11 - اتجه لعلاج السبب ولا تتجه لعلاج الفعل .

القاعدة تقول : لكل سبب فعل ردّة فعل !
قد يكون المتصل أو المتصلة أو محدثك الذي يشكو إليك بليغ اللسان . .
يصف حاله ومصيبته وصفاً ربما أشغلك عن معرفة السبب إلى سطوةالفعل والأثر !!
انظر إلى الأسباب . .
واتجه لعلاج السبب
إحداهن تشتكي الحزن والاكتئاب وانصراف الأهل عنها ومعاداتهم لها !!
ولو بحثت في الأسباب . .
لوجدت أن السبب في سلوكها معهم في تعاملها . .
في خلقها في مبادلتها لهم !!
وزوج يشتكي نفوره من زوجته بسبب أنها لا تتزين له . .
ثم إن بحثت وجدت ان فعلها ردّة فعل لفعله حيث أنه لا يتزين لها ولا يعتني بأبسط معاني النظافة العامة !!
اتجه للأسباب ولا تتجه لعلاج الفعل !


12 - تجنّب التذكير بالله في بداية الاستشارة .

لقد كان من هديه صلى الله عليه وسلم التخوّل في الموعظة .
وهذا التخوّل : زماني ومكاني ونفسي .
فإن النفس تأتي في وقت غير مهيئة لأن تعظها أو تذكّرها بالله . .
لربما أوقعته في محظور الصدّ عن ذكر الله حين تعظه أو تذكره في وقت هو غير مهيأ لأن يقبل ذلك !!
واستشعر معي الحالة النفسية التي كان يعيشها صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام يوم واجههم أقرب الناس إليهم بالعداوة والقتل والتعذيب .. فينزّل الله عليه سورة يوسف يهيأ نفسه ونفوس أصحابه رضوان الله عليهم فيبتدأ السورة بقصة تتسلسل أحداثها في نظام آسر متسق لتأتي خاتمة السورة : " وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا أَفَلا تَعْقِلُونَ (109) حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ (110) لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (111) "
إنه أسلوب تربوي رصين . .
يهيئ النفس لتقبل التذكير .
فتجنّب الوعظ في بداية الاستشارة . .
لكن تحين وتخوّل .


13 - علّم السائل كيف يضع الاحتمالات الايجابية .

لعلّك قبّلت . .
لعلّك داعبت ..
لا عبت ..
صرفاً إلى احتمالات تعينه على أن يخرج بحل لمشكلته !!
هكذا كان صلى الله عليه وسلم يقول لماعز لما جاءه يريد تطهيره من الزنا !!
وأنت ايها الداعية المستشار . .
علم من يسألك كيف يصنع الاحتمالات الإيجابية في حل مشكلته !!


14 - تجنّب التطمين المبكر !

يدخل رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم يشكو إليه أنه تعرّض لامرأة مجاهد غازٍ في سبيل الله ، ويريد التكفير . . !!
فتأمله وهو يقول : حتى أتيت النبي صلى اللّه عليه وسلم فأخبرته فقال: "أخلفتَ رجلاً غازياً في سبيل اللّه في أهله بمثل هذا؟" حتى ظننت أني من أهل النار، حتى تمنيت أني أسلمت ساعتئذ"، فأطرق رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ساعة، فنزل جبريل، فقال: أبو اليسر: فجئت فقرأ عليَّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: {وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين} !
إن التطمين المبكر يشعل في قلب السائل لهيب مأساته . .
لأنه هو الذي يعيش المأساة حقيقة .. !!
ويعلم يقيناً أنك حين تطمنه ..
أنك لم تصل إلى حدّ الشعور الذي يشعر به هو . . !
تفاعل معه . .
حتى تصل إلى حد يشعر فيه بانك قد بلغت حالته بمستوى أو يكاد أن يبلغ جذوة ما يشعر به !


15 - لا تكن مثالياً في طرح الحلول .

وهنا يتأكد عليك ما ذكرته لك سابقاً من محاولة التعرف على السائل عن قرب . .
لتعرف الإمكانات التي يستطيعها فتخاطبه في حلّك على قدر ماهو ممكن له .
إنك حين تشطح في عالم المثال النقي ..
يبهرك هذاالخيال . .
لكن حين يشعر السائل أنك تعيش عالما غير عالمه !!
يصاب بخيبة أمل وإحباط !!


16 - لا تلعب دور الانسان المثالي .

أنا ..!!
كنت ..!!
وحقيقي هل هذا يحصل من زوجك ؟؟! أو والدك !!
هذا الأسلوب الذي تُظهر به أنك المثالي الذي لا يقع منك هذا الأمر أبداً !!
رغبة في كسب ثقة السائل . . !!
جاء مرة رجل إلى عمر رضي الله عنه يريد أن يشتكي له سوء خلق امرأته !!
فلما بلغ باب عمر سمع صوت زوجته تراجعه وتكلمه !!
فرجع أدراجه وهو يقول :
لئن كان عمر - رضي الله عنه - تراجعه زوجته فمابالنا لا ترجعنا زوجاتنا !!
حدث لم يكن مدبلجاً . .
إنما هو حدث يحكي بساطة التعامل وواقعيته !


17 - لا تحاول نزع الثقة من نفسه .

لا تهاجم طريقة تفكيره . .
أسلوبه ..
وأعلم أنك لن تستطيع أن تخدم هذا الإنسان إلا بتحويله إلى الأفضل !
إذن ..
أنت بحاجة إلى تزرع في نفسه الثقة ..
لا أن تنزع الثقة من نفسه !!
إنك بذلك تصنعه لأن يكون فاعلا إيجابيا . .
لا عاطلاً سلبياً كلما أصابه أمر رجع وانتكس !!


18 - اثنِ على أفكاره وتصرفاته الإيجابية .

حتى لا تحطّم نفسيته . .
( وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ) !


19 - تعلم فن طرح السؤال على محدثك .

حاول أن لا تستخدم السؤال المباشر الموجّه !!
لكن استخدم السؤال المفتوح الذي يتيح للمتحدث أن يجيب بتوسّع !!
أوحِ له واومِ ليتحدث ويشعر أنك حقا تشعر به . .
كقولك : يبدو أنك اليوم متضايق !!
أو : ماشاء الله أرى علامة الفرح على محيّاك . . !!
وهكذا بأسلوب يتيح لك أن تظفر منه بالحب والثقة وشعوره نحوك بالاهتمام .


20 - تعلّم فن التوجيه بالإيماء .

السائل قد لا يقبل منك التوجيه المباشر لسبب أو لآخر . .
فتعلّم فن الإيماء . .
" نعم الرجل عبدالله لو كان يصلي من الليل " !
بعض الناس قد تمنعه مكانته ..
طبيعة نفسه ..
أن يقبل من غيره توجيهاً مباشراً . . !!
فتعلّم كيف توجّه الحل بطريق الإيماء له .


وأخيراً . .
ربما يتعنّى لك سؤال أيها القارئ الكريم . .
يتردد في صدرك . .


وكيف أحصّل هذه المهارات وأنمّيها في نفسي ؟!


فأقول لك . ..
استعن بالله - أيها الكريم - ودونك ثلاثة طرق :

الطريق الأولى :

قراءة القرآن الكريم قراءة تدبّر وتأمل تقف فيها مع أساليبه في مخاطبة الناس ..
في أوامره ..
زواجره ..
قصصه ..
أمثاله . .
لتعرف كيف يخاطب القرآن هذه النفس !

الطريق الثانية :

-قراءة السيرة النبوية .
فهي التطبيق الواقعي لهذاالقرآن . .
تقرأ كيف كان صلى الله عليه وسلم يعامل الناس ويتعامل معهم . .
كيف كان يقضي بينهم ...
يواسيهم ..
يعلمهم ..
يربيهم . .

الطريق الثالثة :

- التجربة والممارسة .
وصقل المهارة في ذلك فإن التطبيق السلوكي للعلم التنظري أشد وثوقاً وأظهر في نفعه وأثره.


يا رعاك الباري . .
ها قد آن هنا الأوان . .
فاسعد وقر عيناً ..
فما أجمل أيها الحبيب . .
أن ترسم على الثغر الحزين بسمه !!
وأن تضيء شمعة في ظلام العتمة . .!!
سددت ووفقت لكل خير . .
والحمد لله رب العالمين .
منقول ...




بالتوفيق


أختكم
بحر العطاء



__________________

التعديل الأخير تم بواسطة ღ بحر العطاء ღ ; 18-09-2006 الساعة 12:03 AM.
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 35.24 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 34.58 كيلو بايت... تم توفير 0.66 كيلو بايت...بمعدل (1.88%)]