عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 05-11-2014, 03:13 PM
الصورة الرمزية سامي
سامي سامي غير متصل
مشرف الملتقى الإسلامي
 
تاريخ التسجيل: Feb 2006
مكان الإقامة: فلسـطيــن
الجنس :
المشاركات: 9,499
الدولة : Palestine
افتراضي يوم في القدس .. دون مسجدنا المبارك

لطالما تكحلت عيناي بالنظر الى المسجد الاقصى المبارك وقبته الصفراء المشرفة ..
كنت اقف امامها كما يقف الطفل المتلهف لعناق امه كي يحضن ذاك الحضن الذي فيه نشأ
كنا نصول ونجول في ليالي رمضان
وارواحنا تغادر اجسادنا لتقبل كل بقعة في ارجاء مسجدنا المبارك ..
كنا نقف على صخرة مرتفعة في وسط ساحة مبسوطة ..
ننظر الى مشرق الشمس ننتظر شعاعها كي ياذن ببدأ يوم جديد من ايام لم ولن تنسى ..
وكيف لها ان تنسى وهي في رحاب مسجدنا المبارك ..

كان هذا قبل سنوات مضت ...
وقبل مدة ليست بالبعيدة حاولت العودة الى مسجدنا المبارك ..
فقد ارهقت روحي شوقا اليه وبكت جوارحي حبا له وتعلقا به ..
وفعلا ... استيقظت صباحا وتسلحت بسلاحين ..
سلاح الشوق لمسجد يعيش في اضلعي ..
وسلاح الرضا من فيه " فم " امي تخرج لتنير لي طريقي وتجلب لي بركة يومي ...

وصلت الى مشارف مسجدي الحبيب .. وكان على مرمى حجر مني ..
وصلت اليه بعد ما سلكت طريقا كانت اقرب الى الخيال ما بين جدران مرتفعة وجيش يترصد بنا..
لكن سلاحي الشوق والرضا كانا اقوى من اي رادع يقف في وجهي ...

على مشارف المسجد الاقصى وقفت للحظات لا ادري طالت ام قصرت ..
فقد توقف عنصر الزمن في لحظتها ..
وطارت الروح لتعانق اطهر بقعة عرفتها .. وقلبي ينبض عشقا وشوقا ...
حينها وكأني تذكرت قول تميم البرغوثي :
" في القدس .. من في القدس .. لكن لا ارى في القدس الا انت "
نعم لحظتها لم اعد اعلم ما يدور حولي ..

وما ان حاولت الدخول لمعانقة المسجد المبارك بعد غياب سنوات ..
حتى اصطدمت بحاجز لم يكن حاجز مادي .. انما هو حاجز من ارجس جند عرفتها البشرية..
حاجز من جنود الاحتلال .. فكان هذا الحاجز كفيل ان يمنعني عن الارتماء في حضن المسجد الاقصى بعد غياب سنوات طويلة ...

حينها خيل الى صوت المسجد وهو يأن ويشتكي ..
يبكي بحرقة المكلوم ووحدة الضعيف ..
كيف لا .. ومسجدنا الاقصى يغلق في وجوه ابناءه واهله ...
ذهبت لاروى عشقا وشوقا للمسجد الاقصى ..
فاذا بكل شيء في القدس يشتكي ما اشتكي ...
القدس بما فيها تشتكي ما اشتكي ..
شوارعها حزينة ..
مآذنها مكتئبة ..
حتى طيورها فقدت صوت تغريدها حزنا على المسجد الاقصى المبارك ..

شيخ كبير يحاول ان يخفي دموعه .. امرأة تصرخ ب " يا الله " .. طفل يبكي ..
كلهم على مشارف الاقصى ينتظرون ...
فيما يصول في مسجدنا المبارك قطعان ممن لا دين ولا انتماء ولا حضارة لهم ..
جاؤوا وسرقوا حلم شعب تكالبت عليه الامم

والمسجد الاقصى لسان حاله يصرخ :
" كل المساجد طهرت .. وانا على شرفي ادنس "
__________________
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 14.71 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.08 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.26%)]