عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 18-07-2011, 11:26 PM
الصورة الرمزية أبو سلمان عبد الغني
أبو سلمان عبد الغني أبو سلمان عبد الغني غير متصل
قلم مميز
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
مكان الإقامة: وهران . الجزائر
الجنس :
المشاركات: 1,388
الدولة : Algeria
Lightbulb مسألة : حكم قول دمتم ... آخر الرسائل والمكاتبات

الحمد لله رب العالمين وبه نستعين والصلاة والسلام على سيد ولد آدم أجمعين وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحابته الغر الميامين والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ثم اما بعد



عندما كنت أتصفح بعض صفحات النت أوقفتني بعض الفتاوى حول مسألة قول المسلم : دمت في حفظ الله أو غيرها من العبارات التي يكون مطلعها كلمة دمتم ابتداء

فلما قرأت السؤال استبعدت الأمر نوعا ما لكن لما حللت أقوال العلماء ونظرت في استدلالهم ظهر لي مقصدهم جليا في المسألة بتوفيق من ربي

لذلك أردت أن أكتب كليمات أفيد بها نفسي واخوتي خاصة رواد الملتقيات والمنتديات والماسنجر


فأقول وبالله التوفيق


قبل أن أدخل في تأصيل المسألة أصدر مقالي بنصيحة لنفسي ولاخوتي يستفيد بها طالب العلم في البحث عن كلمة الحق في المسائل الشرعية وهي ما يلي:


ينبغي على كل امرئ مسلم في المسائل التي لا يستسيغها عقله أن ينتهج في بحثه عن الحكم الشرعي المنهج الذي سأبينه ـ إن شاء الله ـ وذلك بغية الوصول إلى كلمة الحق والعمل بها:



أولا : أن يعمل بالحكم الشرعي الذي له دليل من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ـ بحيث إما أن يكون دليلا عاما فتدخل بذلك سائر الادلة التشريعية كالإجماع والقياس والاستصلاح وغيرها أو أن يكون دليلا خاصا ـ



ثانيا :ألا يفتي في مسألة وألا يخبر بحكم شرعي إلا وله في تلك المسألة إمام عالم سبقه بقوله وفتياه



ثالثا: أن ينفك من كل القيود التي تحول بينه وبين أحد الأحكام الشرعية

فمثلا الذي كان يعمل عمل ثم يظهر حكم يبين كراهة عمله عليه أن يبحث في المسألة بعين الإنصاف وأن لا ينحاز إلى القول الذي يؤيد سابق عمله

فيحصل بذلك صدقه في البحث عن كلمة الحق وإخلاصه لله تعالى ومتابعته للنبي صلى الله عليه وسلم وذلك بانقياده إلى الدليل


وهذه أعظم ميزة لأننا معاشر الإخوة والاخوات أمة الدليل وهذا ما يتشوف إليه شرعنا الحنيف



ثم بعد هذه التوطئة أدخل في صلب الموضوع وأطرح المسألة طرحا علميا مستعينا ومتوكلا على الله عز وجل فأنقل فتوى للإمام محمد ن صالح العثيمين وأخرى للعلامة بكر أبو زيد رحمهما الله ثم أبين وجه استدلالهما

أولا فتوى العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :



قول: "أدام الله أيامك" من الاعتداء في الدعاء، لأن دوام الأيام محال، وهو منافٍ لقوله تعالى: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ*وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ }، وقوله تعالى: { وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ}.



مجموع فتاوى و رسائل الشيخ محمد صالح العثيمين المجلدالاول - باب المناهي اللفظية.

وجه الاستدلال:

أبين الآن وجه استدلال الشيخ رحمه الله:

يُستدل بالآيتين على أن البقاء والخلد والدوام لا يكون لأي إنسان
فاستفيد من ذلك أن الدعاء بالبقاء أو الخلد أو الدوام من غير تقييد تعد في الدعاء



ثانيا فتوى الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله تعالى:

قال رحمه الله:
(( قال الله تعالى : { كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ } . فالدوام لا يكون إلا لله سبحانه .. وهذه اللفظة (( دمتم)) الجارية في تذييل المكاتبات الودية ينبغي التوقي من إطلاقها ، وإن كان المراد بها الدوام المطلق لا يكون إلا لله سبحانه )) .
انظر معجم المناهي اللفظية (ص 641)
.

وجه الاستدلال:

استدل الشيخ بنفس الآية ليبين الحكم نفسه الذي قصده الشيخ ابن عثيمين رحمه الله بمعنى أن الدوام لا يكون إلا لله سبحانه

أكتفي بهذين النقلين ان شاء الله ثم أنبه بعض الاخوة والأخوات الذين يقولون

نحن لا نقصد بكلامنا الوام والخلود

فأقول لهم مستعينا بربي:

1 ـ اعلموا وفقني الله وإياكم أنكم حتى لو لم تقصدوا ذاك المعنى فينبغي الحذر من إطلاق هذه الكلمة لأن قول دمتم هكذا مرسلة يستفاد منه لغويا وأصوليا الإطلاق حيث لم يُذكر قيد يستفاد منه التقييد هذا حتى لو لم تقصدوا المعنى

لأننا اخوتي مطالبون بتصحيح اللفظ والمعنى وهذه من المصطلحات التي ينبغي تصحيحها

2 ـ ثم حتى لو كان يجوز قول دمتم ... لفظا ويحرم معنا فإنه ينبغي علينا أن نحذر من قولها لكي لا يقع البعض في معناها

وهذا القول مستنده قاعدة سد الذرائع
هذه القاعدة معناها:

منع ما يجوز لئلا يتوصل به إلى ما لا يجوز

هذا لو سلمنا جدلا جوازها لفظا ومعاذا الله أن نقول ذلك لأن المعنى اللغوي ظاهر

ثم أخيرا أنصح اخوتي وأخواتي فأقول:

من بقي متشبثا بقوله ومعتقده فليتجنب قولها ـ أي دمتم ... ـ عملا بقاعدة الاحتياط
هذه القاعدة التي شهد لها كثير من الأدلة التفصيلية

والمرء يجازى على قدر ورعه خاصة لو تعلق الأمر بما اختص الله به نفسه

وليعلم اخوتي أنني كنت أقولها ثم بعد بحث في المسألة تجنبتها بتوفيق من ربي

وأسال الله ربي أن يوفقني لاتباع الحق والثبات عليه

وأسال الله أن يهدينا إلى سواء السبيل وأن يهدي بنا وأن يجعلنا سببا لمن اهتدى

آمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد



__________________
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم






رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 20.34 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 19.71 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.09%)]