عرض مشاركة واحدة
  #382  
قديم 26-11-2022, 07:57 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,991
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير القرآن " زَادُ الْمَسِيرِ فِي عِلْمِ التَّفْسِيرِ" لابن الجوزى ____ متجدد


تفسير القرآن " زَادُ الْمَسِيرِ فِي عِلْمِ التَّفْسِيرِ" لابن الجوزى
جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي الجوزي
الجزء الخامس

سُورَةُ طَه
الحلقة (382)
صــ 308 إلى صــ 315




قوله تعالى : " فاقض ما أنت قاض " ; أي : فاصنع ما أنت صانع ، وأصل القضاء : عمل بإحكام . " إنما تقضي هذه الحياة الدنيا " قال الفراء : " إنما " حرف واحد ; فلهذا نصب " الحياة الدنيا " . ولو قرأ قارئ برفع ( الحياة ) لجاز ، على أن يجعل ( ما ) في مذهب ( الذي ) ، كقولك : إن الذي تقضي هذه الحياة الدنيا . وقرأ ابن أبي عبلة وأبو المتوكل : ( إنما تقضى ) بضم التاء على ما لم يسم فاعله ، ( الحياة ) برفع التاء . قال المفسرون : والمعنى : إنما سلطانك وملكك في هذه الدنيا لا في الآخرة . [ ص: 308 ]

قوله تعالى : " ليغفر لنا " يعنون : الشرك ، " وما أكرهتنا عليه " ; أي : والذي أكرهتنا عليه ; أي : ويغفر لنا إكراهك إيانا على السحر .

فإن قيل : كيف قالوا : أكرهتنا ، وقد قالوا : أإن لنا لأجرا ، وفي هذا دليل على أنهم فعلوا السحر غير مكرهين ؟ فعنه أربعة أجوبة :

أحدها : أن فرعون كان يكره الناس على تعلم السحر ، قاله ابن عباس . قال ابن الأنباري : كان يطالب بعض أهل مملكته بأن يعلموا أولادهم السحر وهم لذلك كارهون ، وذلك لشغفه بالسحر ، ولما خامر قلبه من خوف موسى ، فالإكراه على السحر هو الإكراه على تعلمه في أول الأمر .

والثاني : أن السحرة لما شاهدوا موسى بعد قولهم : أئن لنا لأجرا ، ورأوا ذكره الله تعالى وسلوكه منهاج المتقين ، جزعوا من ملاقاته بالسحر ، وحذروا أن يظهر عليهم فيطلع على ضعف صناعتهم ، فتفسد معيشتهم ، فلم يقنع فرعون منهم إلا بمعارضة موسى ، فكان هذا هو الإكراه على السحر .

والثالث : أنهم خافوا أن يغلبوا في ذلك الجمع ، فيقدح ذلك في صنعتهم عند الملوك والسوق ، وأكرههم فرعون على فعل السحر .

والرابع : أن فرعون أكرههم على مفارقة أوطانهم ، وكان سبب ذلك السحر ، ذكر هذه الأقوال ابن الأنباري .

قوله تعالى : " والله خير " ; أي : خير منك ثوابا إذا أطيع ، " وأبقى " عقابا إذا عصي ، وهذا جواب قوله : " ولتعلمن أينا أشد عذابا وأبقى " ، وهذا آخر الإخبار عن السحرة .
إنه من يأت ربه مجرما فإن له جهنم لا يموت فيها [ ص: 309 ] ولا يحيا ومن يأته مؤمنا قد عمل الصالحات فأولئك لهم الدرجات العلا جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزاء من تزكى .

قوله تعالى : " إنه من يأت ربه مجرما " يعني : مشركا ، " فإن له جهنم لا يموت فيها " فيستريح ، " ولا يحيا " حياة تنفعه .

[ أنشد ابن الأنباري في مثل هذا المعنى قوله :


ألا من لنفس لا تموت فينقضي شقاها ولا تحيا حياة لها طعم
]

قوله تعالى : " قد عمل الصالحات " قال ابن عباس : قد أدى الفرائض . " فأولئك لهم الدرجات العلا " يعني : درجات الجنة ، وبعضها أعلى من بعض ، والعلا جمع العليا ، وهو تأنيث الأعلى . قال ابن الأنباري : وإنما قال : " فأولئك " ; لأن " من " تقع بلفظ التوحيد على تأويل الجمع ، فإذا غلب لفظها وحد الراجع إليها ، وإذا بين تأويلها جمع المصروف إليها .

قوله تعالى : " وذلك " يعني : الثواب ، " جزاء من تزكى " ; أي : تطهر من الكفر والمعاصي .
ولقد أوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا لا تخاف دركا ولا تخشى فأتبعهم فرعون بجنوده فغشيهم من اليم ما غشيهم وأضل فرعون قومه وما هدى يا بني إسرائيل قد أنجيناكم من عدوكم وواعدناكم جانب الطور الأيمن ونـزلنا عليكم المن والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم ولا تطغوا فيه فيحل عليكم [ ص: 310 ] غضبي ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى .

قوله تعالى : " أن أسر بعبادي " ; أي : سر بهم ليلا من أرض مصر ، " فاضرب لهم طريقا " ; أي : اجعل لهم طريقا ، " في البحر يبسا " قرأ أبو المتوكل ، والحسن ، والنخعي : ( يبسا ) بإسكان الباء . وقرأ الشعبي ، وأبو رجاء ، وابن السميفع : ( يابسا ) بألف . قال أبو عبيدة : ( اليبس ) متحرك الحروف ، بمعنى اليابس ، يقال : شاة يبس ; أي : يابسة ليس لها لبن . وقال ابن قتيبة : يقال لليابس : يبس ويبس .

قوله تعالى : " لا تخاف " قرأ الأكثرون بألف . وقرأ أبان وحمزة عن عاصم : ( لا تخف ) . قال الزجاج : من قرأ : ( لا تخاف ) فالمعنى : لست تخاف ، ومن قرأ : ( لا تخف ) فهو نهي عن الخوف . قال الفراء : قرأ حمزة : ( لا تخف ) بالجزم ، ورفع ( ولا تخشى ) على الاستئناف ، كقوله تعالى : يولوكم الأدبار ثم لا ينصرون [ آل عمران : 111 ] ، استأنف بـ " ثم " ، فهذا مثله ، ولو نوى حمزة بقوله : ( ولا تخشى ) الجزم وإن كانت فيه الياء ، كان صوابا . قال ابن قتيبة : ومعنى " دركا " : لحاقا . قال المفسرون : قال أصحاب موسى : هذا فرعون قد أدركنا ، وهذا البحر بين أيدينا ، فأنزل الله على موسى : " لا تخاف دركا " ; أي : من فرعون ، " ولا تخشى " غرقا في البحر .

قوله تعالى : " فأتبعهم فرعون " قال ابن قتيبة : لحقهم . وروى هارون عن أبي عمرو : ( فاتبعهم ) بالتشديد . وقال الزجاج : تبع الرجل الشيء وأتبعه بمعنى واحد . ومن قرأ بالتشديد ففيه دليل على أنه اتبعهم ومعه الجنود ، ومن قرأ : ( فأتبعهم ) فمعناه : ألحق جنوده بهم ، وجائز أن يكون معهم على هذا اللفظ ، [ ص: 311 ] وجائز أن لا يكون ، إلا أنه قد كان معهم . " فغشيهم من اليم ما غشيهم " ; أي : فغشيهم من ماء البحر ما غرقهم . وقال ابن الأنباري : ويعني بقوله : " ما غشيهم " : البعض الذي غشيهم ; لأنه لم يغشهم كل مائه . وقرأ ابن مسعود ، وعكرمة ، وأبو رجاء ، والأعمش : ( فغشاهم من اليم ما غشاهم ) بألف فيهما مع تشديد الشين وحذف الياء .

قوله تعالى : " وأضل فرعون قومه " ; أي : دعاهم إلى عبادته ، " وما هدى " ; أي : [ ما ] أرشدهم حين أوردهم موارد الهلكة . وهذا تكذيب له في قوله : وما أهديكم إلا سبيل الرشاد [ غافر : 29 ] .

قوله تعالى : " وواعدناكم جانب الطور الأيمن " لأخذ التوراة . وقد ذكرنا في [ مريم : 52 ] معنى " الأيمن " ، وذكرنا في ( البقرة : 57 ) " المن والسلوى " .

[ قوله تعالى: " كلوا " ; أي : وقلنا لهم : كلوا ] .

قوله تعالى : " ولا تطغوا " فيه ثلاثة أقوال :

أحدهما : لا تبطروا في نعمي [ فتظلموا ] . والثاني : لا تجحدوا نعمي فتكونوا طاغين . والثالث : لا تدخروا منه لأكثر من يوم وليلة .

قوله تعالى : " فيحل عليكم غضبي " ; أي : فتجب لكم عقوبتي . والجمهور قرؤوا : ( فيحل ) بكسر الحاء ( ومن يحلل ) بكسر اللام . وقرأ الكسائي : ( فيحل ) بضم الحاء ( ومن يحلل ) بضم اللام . قال الفراء : والكسر أحب إلي ; لأن الضم من الحلول ، ومعناه : الوقوع ، و( يحل ) بالكسر : يجب ، وجاء التفسير بالوجوب لا بالوقوع .

قوله تعالى : " فقد هوى " ; أي : هلك .

قوله تعالى : " وإني لغفار " الغفار : الذي يغفر ذنوب عباده مرة بعد أخرى ، فكلما تكررت ذنوبهم تكررت مغفرته ، وأصل الغفر : الستر ، وبه سمي [ زئبر ] الثوب : [ ص: 312 ] غفرا ; لأنه يستر سداه . فالغفار : الستار لذنوب عباده ، المسبل عليهم ثوب عطفه .

قوله تعالى : " لمن تاب " قال ابن عباس : لمن تاب من الشرك ، " وآمن " ; أي : وحد الله وصدقه ، " وعمل صالحا " أدى الفرائض .

وفي قوله تعالى : " ثم اهتدى " ثمانية أقوال :

أحدها : علم أن لعمله هذا ثوابا ، رواه أبو صالح عن ابن عباس . والثاني : لم يشكك ، رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس . والثالث : علم أن ذلك توفيق من الله [ له ] ، رواه عطاء عن ابن عباس . والرابع : لزم السنة والجماعة ، قاله سعيد بن جبير . والخامس : استقام ، قاله الضحاك . والسادس : لزم الإسلام حتى يموت عليه ، قاله قتادة . والسابع : اهتدى كيف يعمل ، قاله زيد بن أسلم . والثامن : اهتدى إلى ولاية بيت النبي صلى الله عليه وسلم ، قاله ثابت البناني .
وما أعجلك عن قومك يا موسى قال هم أولاء على أثري وعجلت إليك رب لترضى قال فإنا قد فتنا قومك من بعدك وأضلهم السامري فرجع موسى إلى قومه غضبان أسفا قال يا قوم ألم يعدكم ربكم وعدا حسنا أفطال عليكم العهد أم أردتم أن يحل عليكم غضب من ربكم فأخلفتم موعدي قالوا ما أخلفنا موعدك بملكنا ولكنا حملنا أوزارا من زينة القوم فقذفناها فكذلك ألقى السامري فأخرج لهم عجلا جسدا له خوار فقالوا هذا إلهكم وإله موسى فنسي أفلا يرون ألا يرجع إليهم قولا ولا يملك لهم ضرا ولا نفعا .

قوله تعالى : " وما أعجلك عن قومك يا موسى " قال المفسرون : لما نجى الله تعالى بني إسرائيل وأغرق فرعون ، قالوا : يا موسى ; لو أتيتنا بكتاب من [ ص: 313 ] عند الله ، فيه الحلال والحرام والفرائض ، فأوحى الله [ إليه يعده ] أنه ينزل عليه ذلك في الموضع الذي كلمه فيه ، فاختار سبعين ، فذهبوا معه إلى الطور لأخذ التوراة ، فعجل موسى من بينهم شوقا إلى ربه وأمرهم بلحاقه ، فقال الله تعالى له : ما الذي حملك على العجلة عن قومك ، " قال هم أولاء " ; أي : هؤلاء ، " على أثري " وقرأ أبو رزين العقيلي وعاصم الجحدري : ( على إثري ) بكسر الهمزة وسكون الثاء . وقرأ عكرمة ، وأبو المتوكل ، وابن يعمر برفع الهمزة وسكون الثاء . وقرأ أبو رجاء وأبو العالية بفتح الهمزة وسكون الثاء . والمعنى : هم بالقرب مني يأتون بعدي . " وعجلت إليك رب لترضى " ; أي : لتزداد رضا ، " قال فإنا قد فتنا قومك " قال الزجاج : ألقيناهم في فتنة ومحنة واختبرناهم .

قوله تعالى : " من بعدك " ; أي : من بعد انطلاقك من بينهم ، " وأضلهم السامري " ; أي : كان سببا لإضلالهم . وقرأ معاذ القارئ ، وأبو المتوكل ، وعاصم الجحدري ، وابن السميفع : ( وأضلهم ) برفع اللام . وقد شرحنا في ( البقرة : 52 ) سبب اتخاذ السامري العجل ، وشرحنا في ( الأعراف : 150 ) معنى قوله تعالى : " غضبان أسفا " .

قوله تعالى : " ألم يعدكم ربكم وعدا حسنا " ; أي : صدقا ، وفيه ثلاثة أقوال :

أحدها : إعطاء التوراة . والثاني : قوله : لئن أقمتم الصلاة إلى قوله : لأكفرن عنكم سيئاتكم . . . الآية [ المائدة : 13 ] ، وقوله : وإني لغفار لمن تاب [ طه : 82 ] . والثالث : النصر والظفر .

قوله تعالى : " أفطال عليكم العهد " ; أي : مدة مفارقتي إياكم ، " أم أردتم أن يحل عليكم غضب من ربكم " أن تصنعوا صنيعا يكون سببا لغضب ربكم ، " فأخلفتم موعدي " ; أي : عهدي ، وكانوا قد عاهدوه أنه إن فكهم الله من ملكة آل فرعون أن يعبدوا [ ص: 314 ] الله ولا يشركوا به ، ويقيموا الصلاة ، وينصروا الله ورسله . " قالوا ما أخلفنا موعدك بملكنا " قرأ ابن كثير ، وأبو عمرو ، وابن عامر بكسر الميم . وقرأ نافع وعاصم بفتح الميم . وقرأ حمزة والكسائي بضم الميم . قال أبو علي : وهذه لغات . وقال الزجاج : ( الملك ) بالضم : السلطان والقدرة ، و( الملك ) بالكسر : ما حوته اليد ، و( الملك ) بالفتح : المصدر ، يقال : ملكت الشيء أملكه ملكا .

وللمفسرين في معنى الكلام أربعة أقوال :

أحدها : ما كنا نملك الذي اتخذ منه العجل ، ولكنها كانت زينة آل فرعون فقذفناها ، قاله ابن عباس .

والثاني : بطاقتنا ، قاله قتادة والسدي .

والثالث : لم نملك أنفسنا عند الوقوع في البلية ، قاله ابن زيد .

والرابع : لم يملك مؤمنونا سفهاءنا ، ذكره الماوردي .

فيخرج فيمن قال هذا لموسى قولان : أحدهما : أنهم الذين لم يعبدوا العجل . والثاني : عابدوه .

قوله تعالى : " ولكنا حملنا أوزارا " قرأ ابن كثير ، ونافع ، وابن عامر ، وحفص عن عاصم : ( حملنا ) بضم الحاء وتشديد الميم . وقرأ أبو عمرو ، وحمزة ، والكسائي ، وأبو بكر عن عاصم : ( حملنا ) خفيفة . والأوزار : الأثقال ، والمراد بها : حلي آل فرعون الذي كانوا استعاروه منهم قبل خروجهم من مصر . فمن قرأ : ( حملنا ) بالتشديد ، فالمعنى : حملناها موسى ؛ أمرنا باستعارتها من آل فرعون فقذفناها ; أي : طرحناها في الحفيرة . وقد ذكرنا سبب قذفهم إياها في سورة ( البقرة : 52 ) .

قوله تعالى : " فكذلك ألقى السامري " فيه قولان : [ ص: 315 ]

أحدهما : أنه ألقى حليا كما ألقوا .

والثاني : ألقى ما كان معه من تراب حافر فرس جبريل . وقد سبق شرح القصة في ( البقرة : 52 ) ، وذكرنا في ( الأعراف : 148 ) معنى قوله تعالى : " عجلا جسدا له خوار " .

قوله تعالى : " فقالوا هذا إلهكم " هذا قول السامري ومن وافقه من الذين افتتنوا .

قوله تعالى : " فنسي " في المشار إليه بالنسيان قولان :

أحدهما : أنه موسى ، ثم في المعنى ثلاثة أقوال : أحدها : هذا إلهكم وإله موسى ، فنسي موسى أن يخبركم أن هذا إلهه ، رواه عكرمة عن ابن عباس . والثاني : فنسي موسى الطريق إلى ربه ، روي عن ابن عباس أيضا . والثالث : فنسي موسى إلهه عندكم ، وخالفه في طريق آخر ، قاله قتادة .

والثاني : أنه السامري ، والمعنى : فنسي السامري إيمانه وإسلامه ، قاله ابن عباس . وقال مكحول : فنسي ; أي : فترك السامري ما كان عليه من الدين . وقيل : فنسي أن العجل لا يرجع إليهم قولا ، ولا يملك لهم ضرا ولا نفعا . فعلى هذا القول يكون قوله تعالى: " فنسي " من إخبار الله عز وجل عن السامري . وعلى ما قبله فيمن قاله قولان :

أحدهما : أنه السامري . والثاني : بنو إسرائيل .

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 46.57 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.94 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.35%)]