عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 03-12-2010, 06:41 PM
الصورة الرمزية نهر الكوثر
نهر الكوثر نهر الكوثر غير متصل
مشرفةواحة الزهرات
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
مكان الإقامة: عابرة سبيل بلا عنوان
الجنس :
المشاركات: 7,793
افتراضي رد: كل منا يدخل ويكتب قصته لعلها تكون سبباً في هداية قارئ قصتك من بعد الله

٦
) زوجي عصبي وبذيء اللسان )


تقول أم لمياء

: "حين تزوجت تفاجأت بزوج شديد العصبية ويملك قاموسًا قذرًا من

الألفاظ النابية والدارجة في مجتمعنا ، حتى اللعن لم يسلم لسانه منه

.

وكان هذا ديدنه على كل صغيرة تافهة أو كبيرة فكل شيء عنده جرائم

.

لن أقول لكم بأني حزنت بل ذرفت الدموع تلو الدموع لأني تمنيت زوجًا هادئًا لطيفًا
رومانسيًا لا زوجًا يصيبني بالقلق والتوتر ليلي واري

.

والمفترض أن لا تكون هذه الألفاظ وهذه العصبية بين الزوجين لأا تقتل كل معاني
الاحترام والود والحب بينهما ، فكيف وهي ألفاظ ستخط الله تعالى وورد النهي الصريح عنها
في كتابه ج ّ ل وعلا فقال

: ﴿  ولا تناب  زوا بِاْلَأْلَقابِ ﴾ وقال في اية هذه الآية ﴿  ومن َل  م يت  ب

فَُأوَلئِ  ك  ه  م الظَّالِ  مو َ ن﴾

فليت المصرين على عدم التوبة والمشاهلين ا يتأملون هذه الآية جيدًا

ويسألون أنفسهم هل يرضيهم أن يقدموا على الله بصحيفة طبع فيها عباة

"الظالم" ؟!

أعود لزوجي الذي أسمع أذني من غثاءه أكثر مما أسمعها من عذب حديثه ، فلم يكن
الاستسلام للواقع والرضا به منهجًا لي أبدًا وإنما قررت المواجهة رغم بذاءة لسانه وشدة غضبه
فأو ً لا

:
أهم شيء لإصلاحه أن لا أبادله غضبًا بغضب ، ولا كلمة سيئة بأسوأ منها ،

كنت إذا غضب

ولا يمكن أن يمر يوم دون أن يغضب - ، ألزم الصمت مهما ظلمني

واعتدى عل  ي وأحاول أن أدفع غضبه بابتسامة وطبطبة على كتفه وكلمة طيبة رغم براكين
القهر والكره التي تتفجر في نفسي تلك الساعة ، لكني أستعين بالله المعين وأردد في نفسي

:

"

حسبي الله الذي لا إله إلا هو ، عليه توكلت وهو رب العرش العظيم " ، وأحاول أن أرضيه

تلك الساعة بأي شيء ولا أخالفه في رأيه ، ولا أقول له أنت مخطئ ، أو تظلمني ، أو أنت
عصبي ، أو ما أقبح أخلاقك

.

وأما ألفاظه النابية فلا أرد عليه بمثلها ، وإنما أظهر كرهي وامتعاضي من خلال تعابير
وجهي

. وأحاول أن أسمعه دعاء له طيبًا مث ً لا . أقول : رب اغفر لي وله ، أسأل الله أن لا

كيف

يسلط علينا شيطانًا يحرمنا الجنة ، وهكذا

. اللهم لا تؤاخذنا بما ظلمنا به أنفسنا وأحيانًا أهدئه

وأقول

: "استعذ بالله من الشيطان الرجيم ولن يكون إلا ما يرضيك " .

أما أن أبادله التراشق بتلك الألفاظ فلم يحصل أبدًا ، ليس احترامًا أو خوفًا من كما تفعل
بعض النساء ، بل خوفًا من الله تعالى واحتسابًا لما عنده ، وقناعة تامة تجلجل في نفسي بأنه
داء لا بد أن يتطهر منه بيتي ولن أطهره بالمشاركة فيه حتى أبنائي

رغم أم يثيرون غضبي

لم أكن اسمعه هذه الألفاظ أبدًا رغم انتشارها في مجتمعي

. وإنما كنت أكتفي بالدعاء لهم : الله

يهديكم

.. الله يصلحكم .. وأستغفر الله .

وأعتقد بأن هذا السبب من أقوى الأسباب ولو جاء وحده لكفى فكيف إذا دعم بأسباب
أخرى

.

وذلك لأن الله إذا رأى صدق عبده في تجنب منكر ما أعانه على نفسه وعلى من حوله ،
.

[ يقول تعالى : ﴿إِنَّ اللَّه لا يغير ما بَِقومٍ  حتى يغيروا ما بَِأنفُسِهِم ﴾ [الرعد: من الآية ١١

أما السبب الثاني

:
فهو استمراري على رفض هذه العصبية وهذه الألفاظ ، واستنكارها

كلما خرجت من فمه ، حتى ولو كررها مليون مرة

. لم أيأس أبدًا وهذا الذي ينبغي أن

تكون عليه الزوجة ، فتكون حازمة في عدم تقبل ما تكرهه من زوجها ، وتستمر على الإنكار
مهما طال الأمر وتكرر ، أما من تنكر في البداية ثم تيأس وتستسلم للواقع ، فهي لم تبذل شيئًا
من الجهد ولم تفعل شيئًا تستحق عليه العون من الله والتوفيق

.

لقد كنت أنكرها باستمرار رغم أني واجهت منه سخرية واستهزاء ولكني أنبه إلى أن
المرأة إذا غضبت من هذا التصرف فلا ينبغي أن يدفعها غضبها إلى التقصير في حقوق زوجها
أو إساءة المعاملة له

. بل تلزم الصمت فإذا أصبح هادئًا تأتيه بانشراح صدر ، وتتحدث حديثًا

تظهر فيه الشفقة عليه والحب له ، وأا تتمنى الاجتماع به في الجنة وأن في الجنة وأن ما تراه
يضايقها ، وتربط ما تقول بوعد الله ووعيده وأمره ويه بعد أن تكون يأت له في نفسها
يرزقني وزوجي الحلم والصبر وحسن الخلق ، وأن يطهر فم زوجي وقلبه مما لا يرضيه وكنت
أردد

: "اللهم اهدنا لأحب الأعمال إليك وأحب الأقوال إليك ، وأحب الأخلاق إليك ، لا

يهدي لأحسنها إلا أنت واصرف عنا سيئها لا يصرف سيئها إلا أنت

" .

السبب الرابع

: إني ما كنت لأسمح لأبنائي أن يقلدوا والدهم في التلفظ بالألفاظ السيئة

وكل من يزل لسانه أعقابه فأضع في فم المخطيء منهم

"الفلفل الحار" ليرتدعوا .

والآن ولله الحمد

بعد سنة كاملة تخلص من تلك الألفاظ بالتدريج ، إذ بدأ يخفف كثيرًا

ثم أصبح لا يقوله سوى مرتين في السنة أو ثلاث ثم غادرت فمه بتأشيرة خروج بلا عودة ،
فأصبح أكثر هدوءًا من ذي قبل إذ خفت نسبة عصبيته بنسبة ٨٠

% وذلك من فضل الله .

أسأل الله أن يرزقنا شكره .

__________________
اللهم احفظ جميع المسلمين وامن ديارهم
ورد عنهم شر الاشرار وكيد الفجار
وملأ قلوبهم محبة لك وتعظيماً لكتابك
وسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 39.48 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 38.85 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.61%)]