عرض مشاركة واحدة
  #1568  
قديم 19-12-2013, 06:30 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

المنتخب من علم العين وعلاجها لعمار الموصلي

إعداد الدكتور: نظمي خليل أبو العطا
نواصل الحديث عن إبداعات المسلمين في طب العيون أو علم الكحالة بالحديث عن كتاب المنتخب من علم العين وعللها ومداواتها بالأدوية والحديد لمؤلفه أبي القاسم عمار بن علي الموصلي والذي ألفه في مصر في عهد الحاكم بأمر الله الفاطمي الذي حكم ما بين عام 996 ميلادية حتى عام 1020 منها والذي حققه كل من الدكتور محمد رواس قلعة جي والدكتور محمد ظافر الوفائي.
وقد قال ابن أبي أصيبعة في كتاب عيون الأنباء في طبقات الأطباء «والذي عرضناه عليكم سابقاً» عن عمار الموصلي: كان كحالاً مشهوراً ومعالجاً كذكوراً له خبرة بمداواة أمراض العين ودربة بأعمال الحديد، وكان قد سافر إلى مصر وأقام بها في أيام الحاكم، ولعمار بن علي من الكتب كتاب المنتخب في علم العين وعللها ومداواتها بالأدوية والحديد، ألفه للحاكم.
أما كتاب المنتخب «كما قال المحققان» فقد وردت بعض الاقتباسات منه في عدد من الكتب المتخصصة بطب العيون ألفت بعد عصره.. فقد ذكره محمد بن قسوم بن أسلم الغافقي المتوفي حوالي 1110 ميلادية في كتابه المرشد في الكحل عدة مرَّات واقتبس منه عدداً من الوصفات الدوائية والجراحية وخاصة عملية قدح الماء بكاملها.
كما أورد صلاح الدين بن يوسف الكحال الحموي المتوفي سنة 1296 م عدة اقتباسات من المنتخب.
وقد ترجم كل من البروفسور يوليوس هيرشبرغ وليبرت وميتفوخ في كتابهم الشهير: الكحالون العرب والذي نشر عام 1905مترجموا كتاب المنتخب «للموصلي» كاملاً.
كما ترجم ماكس مايرهوف الحكايات الست التي وردت في المنتخب عن الأساليب المختلفة في قدح الماء والتي مارسها عمار الموصلي ليظهر براعته الجراحية ومرونته في تغيير الأسلوب الجراحي حسبما يقتضيه ظرف العمل الجراحي.
المؤلف:
أبو القاسم عمار بن علي الموصلي المولود في شمال العراق والذي تنقل في فلسطين والكوفة ومصر وهو الذي استعمل لأول مرة في التاريخ عبارة الماء الهوائي لتصنيف ساد انخلع نحو أعلى الحدقة.
ـ وفد قام بالتجريب العملي لكل شيء عالج به الناس.
ـ وأول من اقترح جرح القزحية وإحداث علقة دموية يعلق فيها الماء إذا تعذر قدحه.
ـ أول من ذكر انخلاع العدسة.
ـ أول من استعمل كلمة الحدقة عوضاً عن ثقب العنبية.
ـ وأول من صنع المقدح المجوف من نحاس وقال: وهذا المقدح ما سبقني أحد قدح به.
ـ ويضع مواصفات لطبيب العيون الحاذث فيقول: يجب أن يكون ذا قدرة، ويحتاج إلى حدة نظره وثبات يده عن الرجفة.
وعمار كما قال المحققان ذو ملاحظة بالغة الدقة فهو دقيق في تصميم الأدوات الجراحية ويعطي المقاييس بدقة متناهية وهو دقيق الملاحظة «حيث لاحظ كثرة الماء بأعين الناس في تنيس (منطقة بحيرة المنزلة حالياً)» وقد عزا ذلك إلى استهلاكهم الأسماك ورطوبة الهواء ومن المؤسف أن يهمل أبناء العربية ذلك العبقري عن جهل أو تجاهل وأن يبقى هذا الكتاب الرائد في علم الكحالة مرمياً على أرفف المكتبات وألا يعلم قيمته العلمية وعبقرية مؤلفه إلا المستشرقون.
تقديم المؤلف لكتابه: ذكر المؤلف مقدمة لكتابه أوضح فيها سبب تأليفه للكتاب ثم بين أهميته العلمية بقوله: «وأبين فيه ذكر الأدوية التي تقع في العين وقواها، وخاصيتها ومنافعها منتخباً ما خطر ميسراً، ليسرع إلى علمه المبتدئ، ويتذكر به المنتهي وأذكر ما عالجت بالحديد وغيره إذ قدرتي وعملي به وعلمي ما يعجز عنه سواي من أهل هذه الصناعة الذين شاهدتهم».
محتوى الكتاب:
النسخة التي بين أيدينا من الكتاب نسخة محققة كما أوضحنا سابقاً تقع في 116 صفحة من القطع a 4 والكتاب مقسم إلى ثمانية أبوابولكل باب مفصل إلى فصول، والأبواب هي: حملة أمراض العين وتركيبها وأمراض الجفن وأمراض الماق وأمراض الملتحمة وأمراض القرنية وأمراض العنبية «الحدقة» وأمراض البيضية وأمراض العصبة المجوفة، وكل باب من الأبواب السابقة مقسم إلى فصول بحيث وصلت فصول الكتاب إلى ثمانية وأربعين فصلاً.
نماذج من محتوى الكتاب:
عن جملة أعضاء العين وتركيبها قال المؤلف في الباب الأول من الكتاب: اعلم أن العين مركبة من سبع طبقات وثلاث رطوبات وتسع عضلات وأعصاب متصلة بالعضل دقاق وبها تكون حركة العضل وعصبة مجوفة في كل عين وليس في ساير الجسم عصبة مجوفة سواها.
وأن الباري تبارك وتعالى جعل الثلاث الطبقات لخدمة الرطوبات الثلاث ليدفع عنها مضرة وليؤدي إليها منفعة، وهي الطبقة الشبكية وإنما سميت الطبقة بهذا الاسم لأنها مركبة من عروق وشرايين مشبكة على مثال شبكة الصيادين.
ـ ومما يليها الطبقة المسماة المشيمية، وإنما اشتق لهذه الطبقة هذا الاسم لأنها كثيرة الشرايين وهي مشتملة على الطبقة الشبكية ومنشؤها من طرف العصبة المجوفة.
ـ ومما يليها الطبقة المسماة الصلبة، وأن الباري تبارك وتعالى جعل هذه الطبقة الصلبة ملاصقة بالعظم ليدفع عن العين حس صلابة العظم وقسوته والآفات التي تكون منه.
ـ ثم إن الطبقة الشبكية مشتملة على الرطوبة الزجاجية وأنها هذه الرطوبة بهذا الاسم لأنها شبيهة بالزجاج المذاب.
ـ ومما يلي هذه الرطوبة الزجاجية الرطوبة المسماة الجليدية، وبها يكون البصر، ومغرقة فيها إلى نصفها لأنها تتغذى منها، وإنما سميت هذه الرطوبة بهذا الاسم لأنها شبيهة بالجليد الجامد في صفاته وبياضه وفسميت باسمه ومثل هذه الرطوبة في العين مثل نقطة وسط دائرة.
ومما يليها إلى خارج: الرطوبة المسماة البيضية وليس هي بملاصقة لها، بل تحتجز فيما بينهما الطبقة المسماة العنكبوتية وسميت هذه الطبقة بهذا الاسم لصفاتها وبياضها فإنها لو لم تكن صافية لم ينفذ منها النور.
وجعل الباري تبارك وتعالى في العين هذا الغشاء حاجزاً بين الرطوبتين لكثرة تغير الرطوبة البيضية على مر الزمان في كميتها وكيفيتها وإنما سميت هذه الرطوبة بهذا الاسم لأنها شبيهة ببياض البيض الرقيق وصفائه.
ـ ومما يلي هذه الرطوبة: الطبقة المسماة العنبية، وإنما سميت هذه الطبقة بهذا الاسم لأنها في شكل نصف عنبة وفيها من داخل خمل وحسرة كالحواصل ومن خارج أملس وغذاء هذه الطبقة من الرطوبة البيضية وفيها ثقب جعله الباري تبارك وتعالى لينفذ النور إلى الخارج ليلقى المحسوس ويتصل بالشعاع.
ـ ومما يلي هذه الطبقة طبقة يقال لها: القرنية وإنما سميت هذه الطبقة بهذا الاسم لصلابتها وصفائها لأنها شبيهة بالذيل المبري.
ـ ومما يليها الطبقة المسماة الملتحمة وهي غشاء من الخارج لكل الطبقات المذكورة وهذه الطبقات والرطوبات المذكورة إنما جعلها الباري تبارك وتعالى خدماً للرطوبة الجليدية، إما لتؤدي إليها منفعة، أو لتدفع عنها آفة.
ـ وكيفية هذه الرطوبة شفافة، صافية، مستديرة الشكل، مفرطحة، ولها عرض يسير وإنما جعلها الباري تبارك وتعالى بهذه الصفة لتقبل من المحسوسات شيئاً كثيراً ولئلا تسرع إليها الآفات والروح الباصرة تأتي إليها من العصبة المجوفة التي تجري فيها الروح وهي راكبة عليها وينفذ النور إلى أن يخرج من الثقب الذي ذكرناه آنفاً لتلتقي المحسوسات ومقابلة الشعاع ليتصل بنور الشمس.
ـ وأما العضل المديرة للعين للحركة لها: فهي تسع عضلات غير التي في الأجفان ثلاثة منها في أصل العصبة المجوفة التي تجري فيها الروح الباصر إلى العين ومنفعتها أنها تشدها لئلا تنتشر وتتسع فيتبدد النور وأربع عضلات متفرقة واحدة في الماق الأعظم والأخرى في الماق الأصغر، وأخرى من فوق وأخرى من أسفل واثنتان فيهما عوج يديران العين يمنة ويسرة وإلى فوق وإلى أسفل تعينان تلك الأربع عضلات.
ـ وأما الأجفان ففي الجفن الأعلى ثلاث عضلات وبها تكون حركته اثنتين تحركاته إلى الأسفل وواحدة تشيله إلى فوق وأما الجفن السفلاني فليس عليه حركة.
ثم قال: وهذه جملة أعضاء العين وتركيبها وما قصدت الاختصار في ذلك إلا ليقرب فهمه وحفظه لكل واحد ويتدبر به من الخاص إلى العام فإن هذا الكتاب هو المنتخب من علم العين وعلاجها وسنذكر أمراض كل طبقة من هذه الطبقات وأمراض كل عضو من أعضاء العين بأسمائها وأسماء أمراضها والخص في ذلك حتى لا يعسر على أحد فهمه.
 
[حجم الصفحة الأصلي: 20.38 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 19.77 كيلو بايت... تم توفير 0.60 كيلو بايت...بمعدل (2.96%)]