عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 10-07-2014, 07:08 PM
hassa hassa غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
مكان الإقامة: maroc
الجنس :
المشاركات: 48
الدولة : Morocco
64 64 الزواج المبكر (2)

6- النتائج الاجتماعية والصحية للزواج المبكر.

يرمي الزواج المبكر الأطفال في الضيق، و سيطلب عدد لا يحصى منهم المساعدة إذا كانوا يعتقدون أنهم يستطيعون إيجادها.

إن آثار الزواج المبكر عل الفتيات و الفتيان عديدة. و في منظور قانوني ثلاثة قضايا هامة: إبعاد الطفولة و المراهقة، تناقص الحرية الشخصية، و نقص القدرة على تطوير شخصية مستقلة، و يضاف إلى هذا إبعاد السلامة النفسية و الانفعالية، الصحة الجنسية و حظوظ التربية

كما أن للزواج المبكر أثرا على سلامة الأسر و المجتمع عامة. عندما ينقص التعلم الفتيات و حينما يهيأن بشكل سيئ للعب دور أم و مشاركة في المجتمع، يعني هذا مصاريف على كل المستويات، تدابير شخصية للوطن في مجموعه.

6-1 - الإعاقة النفسية.

يصحب الزواج المبكر، الحرمان من المراهقة، العلاقات الجنسية الاجبارية و إبعاد الحرية و التطور الشخصي، لكل ذالك أثر نفسي اجتماعي و انفعالي قوي. و يترجم ذالك أحيانا بطريقة خفية و مخاتلة و ربما يصعب تقييم ضرره. و يشمل ذالك عناصر لا يمكن أن نحس بها، ككون الفتاة محرومة من الحرية و الحركة و محتجزة بين أربعة جدران. ومن البديهي أن لا نملك معطيات في هذا المجال، ثم إن علماء الاجتماع لم ينجحوا في دراسة أثر الزواج المبكر في هذا السياق.

و قد صدم باحثو اللجنة الإفريقية بلامبالاة الراشدين بالإصابات الناتجة عن الزواج المبكر لدى الفتيات و العلاقات الجنسية و الأمومة المبكرة. و قد اعتبرت هذه الإصابات « كجزء من الوجود لا يمكن تجنبه».

و قد لاحظ الباحثون الهنود الدارسون للزواج الأطفال بالهند أن الفتيات يعانين أكثر من الفتيان:«دمرت تلك الفتيات بإدماج غير ملائم، تربية متناوبة، أضرار فسيولوجية و عاطفية جسيمة ناتجة عن الحمل المتكرر». و إذا مات الزوج، و لو قبل أن يكتمل الزواج، تعامل الفتاة كأرملة و تعطى لرجل أرمل من العائلة و لكنها تصبح مشتركة بين كل رجال العائلة. و يمكن أنت تخضع الطفلة الأرملة لاحقا للتمييز. ذالك لأن النظام الأساسي للأرامل سفلي و تسلب حقوقهن و حقوق أطفالهن في الملكية و سلسلة من حقوق إنسانية أخرى.

و في بعض الأجزاء من إفريقيا يعاد تزويج الأرملة لأحد إخوة زوجها و يعتبر هذا الزواج كإجراء للدعم الاجتماعي و الاقتصادي. و إذا اعترضت الأرملة، يمكن أن تنفيها العائلة. و يروي بعض المشاركات قي محاضرة بالهند أن الأرامل يطردن من طرف عائلات أزواجهن و عائلاتهن. و يتخلى عنهن ببساطة دون موارد مالية و سقف يحميهن.

6-2 الإنجاب و صحة المراهقين.

يشمل مفهوم الصحة التناسلية الجيدة كل مظاهر سير الإنجاب بما في ذالك التجربة المُرْضِية و دون خطر العلاقات الجنسية، القدرة على الإنجاب، و حرية اختيار إنجاب الطفل أو لا و وقت الإنجاب. ثم إن الزواج المبكر ينتهك حق عدم ممارسو العلاقات الجنسية و حق ضبط الإنجاب.

6-2-ا - العلاقات الجنسية.

في حالة زواج الفتاة قبل البلوغ تتفق العائلتين على عدم ممارسة العلاقات الجنسية قبل أول طمث و رغم ذالك فقد سجلت حالات من العلاقات الجنسية الإجبارية في إثيوبيا.

و لكن في حالة الفتاة المراهقة المتزوجة من المستحيل مقاومة المقدمات الجنسية الغير مرغوب فيها.

و قد لوحظ أثناء تحقيق في سنة 1997 حول نساء كالكوتا أن نصفهن قد تزوجن في سن 15 سنة أو قبله، و أن هذه المجموعة من النساء خصوصا معرضة إلى العنف الجنسي في إطار الزواج. و في 80 % من الحالات حيث عبرت الزوجات الفتيات لأزواجهن عن رفضهن للعلاقات الجنسية الإجبارية دون أن يستمع إليهن. و تتضاعف المعانات و الإصابات إلى 10 أضعاف إذا خضعت الزوجات الفتيات لختان البنات، خاصة إذا حدث ذالك حديثا. و يمكن أن تتفاقم المشاكل بعد الولادة. و تجبر ملايين النساء على ممارسة العلاقات الجنسية بالكاد يومين أو ثلاثة أيام بعد الولادة، و لو في حالة شق(جرح) المهبل أثناء الولادة دون أخذ بعين الاعتبار الألم الناتج عن ذالك.

6-2-ب - الوصول إلى استشارة منع الحمل والصحة التناسلية.

قلة من الفتيات المتزوجات باكرا يصلن إلى خدمات منع الحمل في الدول النامية، و من جهة أخرى لا يقبل الكثير من الأزواج و آباءهم تأخير الأمومة. ذالك لأن من الضروري الحمل بعد الزواج بوقت قليل لأجل الحفاظ على النظام الأساسي الاجتماعي للمرأة في العديد من المجتمعات.

كما أن حق الفتيات في اتخاذ القرار في ما إذا كانت ترغب في الحمل و في تحديد الوقت المناسب لذالك غير معترف به، و هكذا يرتفع احتمال حدوث الحمل المبكر.

كما أن المراهقات أكثر تأثرا بالتعفنات المتنقلة جنسيا، بما في ذالك داء نقصان المناعة المكتسب البشري ، لأسباب فسيولوجية(السير العادي لوظائف الأعضاء) كتغير الهرمونات و نفاذ أنسجة المهبل، و لأسباب اجتماعية كاختلال توازن القوة بين الرجل و المرأة، الذي يسمح بصعوبة للفتيات و النساء الصغيرات بفرض علاقات جنسية محمية. ثم إن التعفنات المتنقلة جنسيا يمكن أن تتسبب في العقم و يمكن أن يتسبب داء نقصان المناعة المكتسب في الموت الجنين قبل الأوان و يمكن أن ينتقل إليه.

و في ما يخص إعداد الفتيات و الفتيان للجنس و الإنجاب، أبدت العديد من الدول النامية مقاومة قوية للتربية الجنسية بالمدرسة خوفا من تشجيع الإباحية. و قد اضعف التهديد بالإمراض المتنقلة جنسيا تلك المقاومة. و لكن حاليا ليس هناك على الإطلاق أية حظوظ لإعلام الفتيات بما ينتظرهن أو بحقوقهن في مجال الزواج و الإنجاب. و أكثر من ذالك لا تصل دروس التربية الجنسية إلا للأطفال المتمدرسين.

و توجد بعض الدول حيث تقفل مصالح الصحة التناسلية في وجه المراهقين، إلى عمر ما. و على سبيل المثال: في زامبيا و البنغلادش حيث يمارس تحديد الأعمار، يقصى العديد من المراهقين المتزوجين من خدمات الصحية التناسلية، و هذا بطبيعة الحال خلل أخر مرتبط بالزواج المبكر.

6-2- ج - الحمل و الولادة.

تشمل الأخطار المرتبطة بالحمل و الولادة المبكرين:

- ازدياد نسبة الوفيات.

- ازدياد نسبة الولادة قبل الأوان.

- المضاعفات أثناء الولادة.

- نقصان وزن المولود الجديد و ارتفاع احتمال عدم نجاته.

وفي العالم كله الحمل هو السبب الأساسي للوفيات لدى الفتيات بين 15 و 19 سنة(كن متزوجات أم لا). و في هذه المجموعة من الأعمار، تبلغ نسبة الوفيات أثناء متواليات الحمل(الأربعون يوما بع الحمل) 20% إلى 200 %و هي أكثر ارتفاع مقارنة بالنساء بين 20 و 24 سنة، و هي مرتفعة بخمسة أضعاف بالنسبة للفتيات البالغات من العمر اقل من 15 سنة مقارنة مع فتاة من 20 سنة.

و أهم أسباب الوفيات في هذه الحالة هي:

- النزيف.(مباشرة بعد الولادة).

- تعفن الدم(تلوث الدم بالبكتريا).

- تشنج الحمل و ما قبل تشنج الحمل و عوائق التخليص(التخلص من المشيمة بعد الولادة).

- الإجهاض المتعمد الممارس في وسط غير طبي.

و قد أظهرت بعد الدراسات المحلية بنيجريا أن الوفيات بعد الولادة(في مرحلة 42 يوما بعد الولادة) تنتج أيضا عن الوضعية الاجتماعية والاقتصادية البائسة و عن نقص المساعدة في مرحلة الولادة و المرحلة التي تليها. و ليس فقط بسبب عدم النضج البدني الناتج عن الزواج المبكر.

و قد بينت دراسة في النيجر العلاقة بين النسبة المرتفعة لما بما يسمى بالممر بين المثانة و المهبل و الزواج والأمومة بين سن 10 و 15 سنة. و بينت تلك الدراسة أيضا العلاقة بين الحمل المبكر وما يسمى بالممر بين المستقيم و المهبل. و تجدر الإشارة إلى أن هذه الإصابة لا تعالج إلا جراحيا و ذالك بسد الأنسجة الممزقة و لكن هذه العملية صعبة المنال.

6-2-د - مساعدة الر ضع و الأطفال الصغار.

لا تؤثر المشاكل الصحية الناتجة عن الزواج المبكر على الأم المستقبلية و الجنين فحسب بل تؤثر أيضا على الرضع. و قد برهِن على أن نسبة وفيات الأطفال من أم صغيرة في السن أكثر بضعفين بالمقارنة مع نسبة وفيات الأطفال من أم أكبر سنا.

كما أن الرضع من أمهات مراهقات معرضون أكثر للمعانات من النقص في الوزن، الشيء المرتبط بتغذية الأم السيئة مما يعزز أطروحة عدم استعداد المراهقة للأمومة. و تجدر الإشارة إلى أن نسبة احتمال التعرض للوفيات أكثر ارتفاعا ب 5 إلى 30 ضعف من بين الرضع الذين يعانون من نقص الوزن بالمقارنة مع الرضع ذووا الوزن العادي.

كما أن عدم نضج الأم المراهقة و نقص تربيتها يعيقان قدرتها على تربية طفل. و الأطفال نفسهم واعون بذالك: و هذا هو السبب الذي يدفع أطفال النبال إلى معارضة الزواج المبكر، كما لاحظ تحقيق إنقاذ الأطفال.

6-2-هـ - صحة الأم و الأمومة.

و أخيرا، يطيل الزواج المبكر مرحلة خصوبة المرأة، مما يمثل في حد ذاته خطرا على الأمهات. حتى الآن تخضع الأمهات للضغط منى أجل ولادة عدد كبير من الأطفال. و منذ سنة 1970 تكافح سياسات تخطيط السكان و الأسرة ضد تزايد العائلات المتعددة الأفراد، بسبب الكلفة الاجتماعية، الاقتصادية و البيئية.و انطلاقا من هذا المنظور يمكن أن نقول أن للزواج المبكر آثار اقتصادية و اجتماعية خطيرة على المجتمع في مجموعه، الشيء الذي يتفاقم بسبب أطفال من أمهات صغيرات في السن دون تربية و يعرض هؤلاء الأطفال بشدة لعيش نفس مسار الطفولة المسروقة و الأخطار كأمهاتهم.

6-3 - الحرمان من التعليم.

يحرم الزواج المبكر بشكل لا يمكن تجنبه الأطفال في عمر الدراسة من الحق في التعليم الضروري لتطورهم الشخصي، و لتحضيرهم لحياة الرشد، و لمشاركتهم الفعالة في سلامة أسرتهم المستقبلية و المجتمع. و بالفعل يمكن أن تمنع الفتيات المتزوجات الراغبات في مواصلة الذهاب إلى المدرسة من ذالك، شرعا و عمليا.

في بعض المناطق القروية ببعض الدول، يعني التعليم الثانوي مغادرة المنزل إلى الداخلية. و يخاف الأبوان من تعرض بناتهم لأخطار كالعلاقات الجنسية و الحمل قبل الزواج. لهذا السبب تحرم الفتيات من الدراسة في نيجريا. و حتى لو كانت الفتيات يستطعن الذهاب إلى المدرسة مع السكن في المنزل يمثل الخوف من التحرش و العلاقات الجنسية أو أخطار الطريق، عائقا يحول دون تعليمهن.

كما أن سحب فتات من المدرسة لأجل الزواج،أو للعمل في بيتها أو في مكان آخر من أجل تحضيرها للحياة الزوجية، ينقص من حظوظها في التطور الفكري، الشراكة، صداقات خارج دائرة العائلة، والعديد من التدريبات النافعة. الشيء الذي ينقص من إمكانية صنع هوية خاصة بها.

ثم إن أهم نتيجة لهذا الحرمان هي نمو الفتاة في جهل لحقها في سماع رأيها و في شبه عدم القدرة على التعبير. كما أن نقص تقدير الذات أو مفهوم امتلاكها لبدنها يعرض النساء لأحمال غير مرغوب فيها و إلى فيروس نقص المناعة البشري.

6-3- العنف و التخلي.

لقد لاحظت مجموعة العمل البريطانية حول الزواج الإجباري أن العديد من ضحايا هذه الممارسة يخضعن لعنف أسري مديد ضدالمرأة، و لكنهن يحسسن أنهن غير قادرات التخلص من هذه الحالة بسبب الضغوط الاقتصادية و غياب الدعم العائلي و عوامل اجتماعية أخرى. ومن المحتمل أن حالات عديدة من تدمير الذات و الانتحار من بين النساء البريطانيات من أصل جنوب أسوي، مرتبطة بالزواج الإجباري(المبكر). و على النساء أن ينتظرن سنوات من أجل التجرؤ على الثورة على هذه الوضعية. كما أن الزواج المبكر في غالب الأحيان يتبع بالانفصال أو الطلاق مما يؤدي إلى التخلي عن الزوجة. و يلعب السلوك العنيف للزوج، بما في ذالك العلاقات الجنسية الإجبارية، دورا في فسخ الزواج فتتعرض المرأة للفقر لأنها تجد نفسها أمام واقع الاعتناء بالأطفال لوحدها.
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 21.31 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 20.70 كيلو بايت... تم توفير 0.61 كيلو بايت...بمعدل (2.86%)]