عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 10-07-2014, 07:05 PM
hassa hassa غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
مكان الإقامة: maroc
الجنس :
المشاركات: 48
الدولة : Morocco
64 64 الزواج المبكر (1)

1- مقدمة.

يمر الملايين من الفتيان و الفتيات بمرحلة المراهقة التي تعتبر مرحلة حرجة حيث يكتسبون تجربة الحياة عبر المدرسة، التكوين المهني، العمل، الأنشطة الجماعية، مجموعات الفتيان و العلاقات الشخصية. و لدى أغلبية الفتيان أيضا التجارب الجنسية الأولى أثناء سنوات المراهقة.

و يتعلم المراهقون أيضا المعايير الاجتماعية و الخاصة بالجنس في جماعاتهم، بعضهم يحمي صحته و حقوقه و الآخرون لا يتمكنون من ذالك. و تضع هذه المعايير الفتيات في مواجهة تحديات خاصة التي تتمثل في: القيود المفروضة على استقلاليتهن و على تحركاتهن، انعدام المساواة في التربية والوظيفة، الضغط الممارس عليهن من أجل أن يتزوجن و يكون لديهن أطفال في سن مبكرة، و التفاوت في نسبة القوة الذي يقيد تحكمهن في حياتهن الجنسية و الإنجابية.

2- تعريف.

يعتبر زواجا مبكرا، كل زواج في عمر أقل من 18 سنة بالنسبة للفتاة التي لم تبلغ بعد النضج الكامل لأعضائها في هذه المرحلة. و بما أن الفتاة في هذا العمر لا تملك القدرة على إعطاء أية موافقة، و لذالك من المهم أن نشرك لفظي الزواج المبكر و الإجباري. و بسبب عمر الفتاة الكثير الصغر، يمكن استبدال لفظ الزواج المبكر بزواج الطفل.

ثم إن اختيار زوج لفتاة غير ناضجة دون موافقة، أي بمعنى آخر، التصرف في حياة فتاة دون علمها، يمثل عنفا يرتكز على النوع يعتبر من إحدى انتهاكات حقوق الإنسان الأكثر خطورة. لذلك يختلط الزواج المبكر بسهولة بمعاملة الأطفال و بهذا العنوان الذي يجب أن يحظى باهتمام خاص.

3- إحصائيات.

في الدول النامية، حوالي 65 مليون من النساء بين 20 و 24 سنة كن متزوجات أو في معاشرة غير شرعية قبل عمر 18 سنة. ثلاثون مليون منهن يعشن في آسيا الجنوبية(حسب تقديرات اليونيسيفة1987 - 2005)

في الدول مثل البنغلادش، بوركينافاسو، جمهورية إفريقيا الوسطى، التشاد، غينيا، الموزمبيق، النبال، النيجر و أوغندا، أكثر من 50 % من النساء متزوجات أو في معاشرة غير شرعية قبل عمر 18 سنة (حسب تقديرات اليونيسيف 1996- 2005 ).

و يحدث زواج الأطفال في المناطق القروية في أغلب الأحيان و يقل في المناطق الحضرية. في بوركينافاسو على سبيل المثال، 63 % من الفتيات المنحدرات من المناطق القروية كن متزوجات أم في معاشرة غير شرعية قبل عمر 18 سنة. بينما لا تتزاوج تلك النسبة 22 % (نسبة زواج الفتيات قبل 18 سنة)(حسب تقديرات اليونيسيف سنة 2003).

الفتيات اللائي يعشن في شريحة 20 % الأكثر فقرا يتزوجن في عمر أصغر من عمر زواج الفتيات اللائي يعشن في شريحة 20 % الأكثر غنى. في البيرو 45 % من النساء تزوجن قبل 18 سنة في شريحة20 % الأكثر فقرا، بينما 5 % فقط كن متزوجات قبل 18 سنة في شريحة 20 % الأكثر غنى(حسب تقديرات اليونيسيف 2000).

إن النساء المستفيدات من التعليم الابتدائي يتزوجن بنسبة أقل من الأطفال الذين لم يستفيدوا من أي تعليم. في زمبابوي، 48 % من النساء اللائي تابعن الدراسة في المدرسة الابتدائية قد تزوجن قبل عمر 18 سنة، بينما 87 % منهن(الفتيات اللائي تزوجن قبل 18 سنة) لم يتعلمن قط.(حسب تقديرات اليونيسيف1999 ).

يرتبط زواج الأطفال بمستوى أعلى من الخصوبة. على سبيل المثال في كولومبيا، 1% من النساء دون أطفال، 35 % من النساء مع طفل واحد أو طفلين، 72 % من النساء مع 3 أو 4 أطفال و 87 % من النساء مع 5 أطفال أو أكثر قد تزوجن قبل 18 عشر عاما.(حسب تقديرات اليونيسيف2000)

4- علاقة الزواج المبكر بحقوق الطفل.

يحرم الزواج المبكر الفتيات من ممارسة عدد من الحقوق التي تضمنها الاتفاقية المتعلقة بحقوق الطفل:

- الحق في التعليم (البند 28).

- الحق في الحماية من كل أشكال العنف الجسدي و العقلي، المعاملة السيئة، المعاملة الجنسية السيئة(البند 19) و كل أشكال الاستغلال الجنسي(البند 34).
- الحق في التمتع بأحسن حالة صحية ممكنة(البند 24).

- الحق في الإعلام و التوجيه المدرسي و المهني(البند 28).

- الحق في البحث عن الأخبار و الأفكار ، تلقيها و نشرها(البند13).

- الحق في الراحة و وقت الفراغ، و المشاركة بحرية في الحياة الثقافية و الفنية(البند 31).

- الحق في عدم الانفصال عن الوالدين ضد إرادتهما (البند 9).

- الحق في الحماية ضد كل أشكال الاستغلال الضار لكل مظاهر السلامة(البند 36).

5- أسباب الزواج المبكر.

يوجد الزواج المبكر أو الإجباري في العديد من المجتمعات و هو يمارس لأسباب تقليدية، ثقافية، دينية و اقتصادية. و هو أيضا ظاهرة ضارة تستمد مبرراتها في حجج خاطئة نذكر منها:

- استمرار علاقة بين العائلات: ينتج الزواج المبكر في أحيان كثيرة عن توفيق بين الآباء الذين التزموا بتزويج أبنائهم من أجل تمديد صداقتهم. ومن المستحيل تقبل التضحية بحياة من أجل إرضاء وجود الآباء. و لنبين في موضع آخر أن الآباء و إن كانوا مسئولين عن حياة أبنائهم، فإنهم لا يملكونها.

- الحفاظ على شرف العائلة: لا تقبل العديد من المجتمعات نظام المرأة العازبة لأن الفتيات الغير متزوجات يعتبرن عارا للعائلة. و تكون أول فرصة من أجل التخلص من الفتيات جيدة.

- الحفاظ على العذرية قبل الزواج: تفرض المعايير الاجتماعية التقليدية أن تكون العروس الجديدة عذراء لأن ذالك في نفس الوقت علامة للشرف و التربية الحسنة بالنسبة لعائلتها، و في موضع آخر ترفع العذرية المهر.

- المتوالية المسماة منطقية لسير التطور التقليدي للفتاة، التي في بعض المجتمعات يجب أن تنتقل من منزل الأب إلى منزل الزوج.

- اجتناب الحمل خارج ٳطار الزواج، لأن الفتاة الحامل خارج إطار الزواج لا تستطيع أبدا أن تتزوج.

- الحل الودي للاغتصاب: في كثير من المجتمعات، يفرض على المغتصب أن يتزوج ضحيته، و هكذا تخضع الفتاة المغتصبة لعذاب نفسي و جسدي طول حياتها.

- الفقر أيضا في أغلب الأحيان أساس الزواج المبكر الإجباري لأن في بعض المجتمعات، يفرض آباء الفتاة مهرا هاما.

و في مواجهة كبر سن بناتهم، يوافق بعض الآباء على تنظيم اختطاف بناتهم. و لهدف المطلوب هو التخلص منهن بسرعة.

و من البديهي أن كل هذه المبررات غير منطقية و لا تقاوم الخرق الواضح لحقوق الفتيات ضحايا الزواج المبكر الإجباري.
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 17.05 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 16.45 كيلو بايت... تم توفير 0.61 كيلو بايت...بمعدل (3.57%)]