عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 16-01-2021, 02:16 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,560
الدولة : Egypt
افتراضي هل أترك العمل بسبب إساءة الموظفين إلي؟

هل أترك العمل بسبب إساءة الموظفين إلي؟
أ. رحمة الغامدي






السؤال



ملخص السؤال:

فتاة تعمل مع مجموعة موظفين، تكلَّمتْ عنها صديقتُها بكلام سيئٍ، مما جعَل أحد الأشخاص يسبُّها ويُعايرها، فحزنتْ بسبب هذا الفعل، وتريد إخراج هؤلاء الأشخاص مِن حياتها، وتسأل: هل أترك العمل أو لا؟



تفاصيل السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة قليلة العلاقات الاجتماعية، محدودة التواصُل، حديثي لا يتجاوَز الحدود حتى مع الصديقات، مُؤخرًا قامتْ صديقة مِن أعز صديقاتي بالحديث عني وسط جَمعٍ مِن الناس بأشياءَ لا أعلمها، تكلَّمتْ عني بالسوء، وبكلامٍ خطأ في حقي!




وبعدها بأيامٍ تهجَّم عليَّ شخص مِن الذين حدَّثتْهم صديقتي هذه، وسبَّني وتكلَّم عليَّ بكلام سيئٍ قاسٍ، فتحمَّلتُ ولم أرُدَّ عليه كلامَه، وتجاهلتُ الأمر!




حزَّ في نفسي ما حصل، وحزنتُ حزنًا شديدًا، لأنني لا أضرُّ الناس، وأتلقى منهم بكل أسف السيئَ، وما أزعجني أكثر أن صديقتي والشخص الذي سبني وعايرني عادَا للحديث والتعامل معي وكأنَّ شيئًا لم يكنْ!




أنا بطبعي مُتسامحة، ولا أحقد على أحدٍ مهما أساء، لكن درجة الإساءة لا أستطيع نسيانها، ولا أستطيع التعامُل معهم مرةً أخرى، ولا أريد التحدث معهم بتاتًا، حتى لو أثَّر الأمر على حياتي وعملي.




وسؤالي: كيف أُخرِج هؤلاء مِن حياتي؟ وهل أترك العمل حتى أتجنبَهم أو لا؟


الجواب



الحمدُ لله رب العالمين، وبه نستعين.

غاليتي، إنَّ التعامل مع الآخرين أمرٌ مَفروض علينا، لا هرَب منه ولا فرار، ولو ابتعدنا عن الناس فسوف نعودُ للتعامل معهم، فهذه سُنَّة مِن سُنن الحياة، والإنسانُ بطَبعه اجتماعيٌّ.




كل ما أوصيك به هو الحذَر، والاستفادة من الموقف لصالح المستقبل، والتعامل مع الآخرين - وخاصة مَن أساء إليك - في حُدود العمل فقط، ولا تُكثري مِن لَوم نفسك بأنك مُسامحة ولا تحقدين على أحد، ورغم ذلك يأتيك الضررُ ممن تحترمينهم أو لا تُؤذينهم، ولسان حالِك يقول: ماذا فعلتُ للناس حتى يُعاملوني هكذا بهذه الإساءة؟




أُحِبُّ أن أُذكِّرك بمواقف الأنبياء ورُدود أفعال الناس معهم؛ فهذا نبيُّ اللهِ يوسفُ أساء له إخوتُه، وهذا محمدٌ صلى الله عليه وسلم كذَّبه أعمامُه وأقاربه، وهذا نبيُّ الله لوط ونوح عارضهما الناسُ وحتى زوجتاهما!




نعم هذه هي الحياة، والتعامُل مع الناس يجلب الهمَّ والحزن في كثيرٍ من الحالات، فعلينا أن نثبتَ على مبادئنا، ولا نتخلى عنها لنرضي الناس، ولا حتى نرسم خططًا لقَهرهم، وإدخال الحزن على قلوبهم؛ انتقامًا لأنفسنا، فما مضى مات.




أوصيك بالاستفادة مِن الموقف الذي حصَل في رسم المستقبل، والدفاع عن نفسك وقت الهجوم، وليس بعد أن يغلق الأمرُ وينساه الناس.




أما بالنسبة لمَن يُضايقك في العمل فلا تتركي وظيفتك مِن أجله، فربما كان هذا مرادَه، بل اشتكيهم عند المسؤول الأعلى منهم، أو أظْهِري لهم قوتك وعدم ضعفك في تجاهلهم وتحذيرهم بأن ما قالوه لن يَمُرَّ مِرار الكرام، بل سيجنون ثماره اللاذعة عاجلًا أو آجلًا، وأوصيك بالاستعانة بالله، والإكثار مِن الدعاء؛ فدعوةُ المظلوم مستجابة.




سائلة الله لك النصر والتأييد


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 20.96 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 20.33 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.00%)]