عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 18-09-2020, 05:37 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,505
الدولة : Egypt
افتراضي زوجي مدمن خمر مفرِّط في الصلاة!؟

زوجي مدمن خمر مفرِّط في الصلاة!؟
أجاب عنها : خالد عبداللطيف


السؤال:
تزوجت منذ 3 سنوات ولكني في مشاكل دائمة.. والمشكلة الكبرى أن زوجي يشرب الكحول ومدمن عليها منذ ما يقارب 20 سنة، وكلما أراد أن يتوقف يرجع لها مره أخرى، حيث يتركها 6 أشهر أو أكثر بقليل ثم يرجع لها!
وكلما أراد أن يتركها يقول لي: سوف أصبح "عصبيا" ومتعكر المزاج إذا تركتها فتحمّليني! وبالفعل أتحمل، لكنه بعد ذلك يرجع لها!
كما أنه إذا شرب وبدأ مفعول السكر عليه يبدأ بالبكاء وتذكر الله! ويشاهد القنوات الدينية، وكل مرة يتكرر ذلك؛ يشرب ثم يفعل تلك الأمور من البكاء وتذكر التوبة.
والمشكلة الأخرى أنه يترك الصلاة ويبرر ذلك بأنه عاص ويرتكب الكبائر.. وإذا صلى يصلي في البيت.
لقد احترت.. ماذا أفعل معه؟ وأخاف على نفسي عندما يشرب أن يضربني؛ لأنه فعلها مرتين من قبل، لكني لم أخبر أحدا رغبة مني في كتم أسرار زوجي، وأسأل الله له الهداية، فساعدوني لأنه لا يرغب في الذهاب للمستشفى؟






الجواب:
شكر الله لك - أختي الفاضلة – تواصلك مع موقع المسلم، وحرصك على المشاورة في أمرك.
مشكلتك تتمثل في ابتلاء زوجك بآفتين خطيرتين: إدمان الخمر، والتفريط في الصلاة، وما يترتب على هذا الإدمان من أذى نفسي وبدني ينالك منه؛ فضلا عن كونه من أكبر الكبائر، وهو سبب في كل شر ومنكر، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
واسأل الله تعالى أن يجزيك خير الجزاء على هذا الصبر الجميل الطويل هذه السنوات، وكذلك حكمتك وسترك على ما بدر منه تجاهك حال السُّكر.
كما أسأله سبحانه أن يجعل لك فرجا ومخرجا بصدقك وصبرك وحرصك.
أختي الكريمة:
يحتاج زوجك، وتحتاجين معه، للعديد من الأمور، وهي:
أولا: ضرورة إقناع الزوج بالذهاب لمصحة متخصصة في معالجة الإدمان، وفق برامج علاجية وإشراف دقيق، والصبر والمصابرة على ذلك، واحشدي لذلك (بحكمتك في التعامل معه التي تتبين من خلال سطورك) كل وسائل الإقناع الطيبة، والأشخاص المؤثرين لديه ممن يعلمون بإدمانه ويعلم هو بعلمهم بذلك؛ لمعاونتك في إقناعه من طرف خفي.

أما من لا يعلمون، أو يعلمون لكنه لا يعلم بدرايتهم بأمره؛ فاستمري على الستر؛ حتى لا تفتحي بابا وخيما قد يصرف عن حل المشكلة بأسرها!
وقد بدأت بهذا الأمر (العلاج في مصحة)؛ لأنه ضرورة لا مفر منها ولا محيد عنها؛ للقضاء على هذا الداء الوبيل، وإنقاذ البيت والأسرة.
ثانيا: استثمري العلاقة الطيبة بينكما وما يبدو من أسفه على حاله (كما يتبين - مثلا - في طلبه منك تحمله والصبر عليه عندما يعزم على ترك الخمر)، وحدثيه مرارا وتكرارا عن بيتكما ومستقبلكما، وأن هذا الخطر الداهم (الإدمان) سبب خراب البيوت العامرة وخسران الدنيا والآخرة؛ إلا من رحم الله وأنقذه منه. وأنك ترينه بخير وليس أهلا للاستمرار على هذا الداء، فلا تضعفي وتفتري عن ذلك بسبب طول الأمد، ولكن تخيّري لذلك أفضل الأوقات والأحوال المناسبة، واسبقيها بالدعاء والتضرع إلى الله في أوقات الإجابة أن يلين قلبه للخير والهُدى.

ثالثا: ضعي بين يديه بعض المؤلفات المناسبة لحالته (ومن أفضلها سلسلة "العائدون إلى الله" للشيخ الدكتور محمد المسند، التي تضم عشرات القصص الواقعية المؤثرة لمن تابوا وحسنت توبتهم من الآفات والمنكرات، ومنهم مشاهير في مجالات عديدة)؛ وذلك لغرس الأمل في نفسه، وتخليصه من شبح اليأس من التوبة.
رابعا: ابذلي أقصى ما تستطيعين في حثه على أداء الصلاة بانتظام، وعدم التفريط فيها بحال، وأن محافظته عليها أحد أهم الأسباب للتخلص من إدمانه؛ لقوله عز وجل: {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ...} (العنكبوت/45). وليس العكس الذي يسوّله له الشيطان من أنها لا فائدة منها مع الإدمان! وامدحي جوانب الخير فيه، مثل ما يحصل له من تأثر عندما يعود للمسكر، وغير ذلك مما تعلمين من شأنه.

خامسا: استعيني بالله تعالى واصبري وثابري على هذه الخطوات بعزيمة وتوكل على الله، وأكثري من الدعاء أن يمدك بعونه؛ فهو الرؤوف الرحيم جل وعلا.
وأخيرا: إذا لم تفلح كل هذه المحاولات الجديدة مع الصبر والتكرار، فلا مفر من اللجوء لعائلتك، وفي حدود ضيقة من الستر التام؛ لاستحالة العشرة مع استمرار هذا الإدمان وعدم الاستجابة للعلاج، وتهديد ذلك لمستقبل الأسرة الناشئة قبل فوات الأوان.
كتب الله لكِ ولزوجك الخير والعافية، وجمع شملكما على الصلاح والهدى.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 17.01 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 16.38 كيلو بايت... تم توفير 0.62 كيلو بايت...بمعدل (3.66%)]