عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 10-02-2019, 03:15 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,940
الدولة : Egypt
افتراضي رد: حيـــــــــاة الســــــعداء (متجدد إن شاء الله)

حيـــــــــاة الســــــعداء
الدكتور فالح بن محمد بن فالح الصغيّر
(4)

منهج الإسلام في التعامل مع الأمراض النفسية:



ج – فهم الإنسان للحياة ووظيفته فيها:
إن الفهم الصحيح والتصور الصائب عن الحياة والكون والإنسان هو من أهم أركان المنهج الإسلامي في التعامل مع الأشياء، لأنه أساس سلوكه وسيرته في الحياة، وهو ما بيّنه الله تعالى في كتابه المبين، وفصّله رسول الله ﷺ في سنته وسيرته، من يوم أن خلق الله السموات والأرض، وبث فيهما من خلقه ما شاء، إلى قيام الساعة، كلها من الأمور التي حكى عنها هذا الدين بجلاء ووضوح، يقول الله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا}(1)
ويقول تبارك وتعالى في نزول الإنسان على الأرض: {فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ ۖ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ}(2)

ثم يلي هذا التصور معرفة الإنسان حقيقة رسالته في الحياة، وأن الله تعالى لم يكن ليخلق هذا الإنسان من قبضة طين وروح منه ثم يأمر الملائكة بالسجود له، لم يكن الله ليخلق الإنسان بهذا الشكل عبثًا من غير غاية أو هدف في الحياة، تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا، يقول جل ثناؤه: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ. فَتَعَالَى اللَّـهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ ۖ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ}(3)
بل حدّد هذا الخالق وظيفة الإنسان على ظهر هذه البسيطة بقوله تبارك وتعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}(4)
وبالمقابل إذا أخطأ الإنسان في تصوره عن ذاته وحقيقة الحياة، واعتقد خلاف ما جاء به القرآن والسنة النبوية، فإنه سيقع في الشبهات والضلالات، التي تعصف به إلى المشعوذين والسحرة لأخذ العون والدراية منهم في شؤونه، وهم بالأصل لا يملكون لأنفسهم ضرًا ولا نفعًا ولا حياة ولا نشورًا، وإنهم بهذا الفعل سيفقدون إرادتهم وقيادتهم على أنفسهم وتدبير أمورهم، وهنا يكمن الخطر الذي ينجم عنه القلق والحسد والحقد والجريمة وجميع المفاسد والمنكرات.
يقول الله تعالى: {حُنَفَاءَ لِلَّـهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّـهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ}(5)
هـ- فهم الإنسان لحقيقة الابتلاء: بحيث يدرك أن ما يتعرض له في الحياة من ألوان البلاءات إنما هو ضمن اختبارات التكليف التي وردت في شأنها نصوص

كثيرة، مثل قوله تعالى: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم ۖ مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا

مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّـهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّـهِ قَرِيبٌ}(6) وقوله تبارك وتعالى: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ}(7)
---------------------------------
(1) هود [7].

(2) البقرة [36].
(3) المؤمنون [115-116].
(4) الذاريات [56].
(5)الحج [31].
(6) البقرة [214].
(7) الملك [2].




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 18.08 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 17.45 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.47%)]