الحطام البحري
محمد هادفي
إن التَّطرُّق إلى هذه المسألة كان من زاوية الإشارة إلى ضرورةِ عرضِها وبسطِها؛ لِما لها من تأثيرٍ وأهمية على المستوى البيئي والاقتصادي والعلمي، تأثير يبرِّر جدارةَ هذه المسألة بأن تحظى بمكانة خاصَّة لدى الفرد والمجموعة: وعيًا، وتداولًا، وطرحًا يجعل منها مَحِلَّ اهتمامِ الإنسان والمجموعة؛ حيث تُسمَّى "حُطَامًا بحْريًّا" كلُّ الأشياء المُهمَلة، بما في ذلك المنقولات ذات الصِّبغة الأثرية أو التاريخية، والتي شحَط أو قذف بها البحر على الشواطئ والسواحل، أو عُثِر عليها عائمةً، أو أُخرجت من أعماق البحر بالمياه الداخلية أو الإقليمية.
وتعتبر كذلك حطامًا بحريًّا - خاصة - الأشياءُ مثل:
• السفن: مهما كانت حالتُها من الوجهة الملاحية، والمعدات العائمة.
• محطات التنقيب بالبحر المتروكة من قِبل طواقمِها، وغير المحروسة، بما في ذلك حمولتها وذخائرها.
• الطائرات المُهمَلة غيرُ المؤهَّلة للملاحة.
• المراكِب التائهة بالبحر، والمحركات، ومعدات السفينة، ومِرساة السفن، والسلاسل، ومعدات الصيد البحري المهملة، وكذلك بقايا السفن والطائرات.
• البضائع الملقاة بالبحر، أو التي سقطت به.
ولا تعتبر حطامًا بحريًّا منتوجاتُ الصيد البحْريِّ المستخرَجة أو المقتنَصة، وكذلك الموادُّ والمعادن المأخوذة أو المستخرَجة.
من ذلك أرى أن الحطام البحري يجب أن يقع استغلالُه اقتصاديًّا، وذلك بضرورة الإعلام عنه، والسعي إلى رفعه وانتشاله من البحر، وإيداعه في مأمنٍ لتجنُّب فساده أو إتلافه أو ضياعه؛ لضمان إعادة الاستفادة منه اقتصاديًّا، أيضًا العمل على احتواء وإزالة ومقاومة كل الأخطار التي يمكن أن يتسبَّب فيها الحطام البحري، أو تنجُمَ عنه؛ وذلك ضمانًا للأمن البيئي.
كذلك الاهتمام بانتشال الحطام البحري الأثري والتاريخي، الذي يضمن تعزيز البحوث العلمية وتطويرها، أيضًا يضمن عَلاقة تعاونية بين الشعوب؛ لإرساء تعاون في مجال انتشال وإزالة الحطام البحري، كلٌّ من موقعه ومكانه.
الحطام البحري انتشالُه ورفعه من البحر ضامنٌ للأمن البيئي، وداعم للاقتصاد والبحثِ العلمي، والتعاون بين الشعوب في مجاله.