الموضوع: عقيدتى
عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 10-07-2017, 10:32 AM
سراج منير سراج منير غير متصل
عضو متألق
 
تاريخ التسجيل: Mar 2017
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 597
افتراضي رد: عقيدتى


الأصل العاشر


موقف أهل السنة من أهل الأهواء والبدع


1-ومن أُصول عقيدة السَّلف الصالح ؛ أَهل السنة والجماعة :
أَنهم يُبْغِضُون أَهل الأَهواء والبدع ؛ الذين أَحدثوا في الدِّين ما ليس منه ، ولا يُحبُّونهم ، ولا يَصحَبونهم ، ولا يَسمعون كلامهم ، ولا يُجالسونهم ، ولا يُجادلونهم في الدين ، ولا يُناظرونهم ، ويرون صون آذانهم عن سماع أَباطيلهم ، وبيان حالهم وشرهم ، وتحذير الأُمَّة منهم ، وتنفير الناس عنهم .
قال النَّبِي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : « مَا مِنْ نَبيّ بَعَثَهُ اللهُ في أمةٍ قَبْلي إِلَا كانَ لَهُ مِنْ أمَّتهِ حَواريون وَأَصْحَابٌ يَأخُذُونَ بِسُنَّتِهِ وَيَقْتدُونَ بِأمْرِه ؛ ثُمَّ إِنها تَخلفُ مِن بَعدِهم خُلُوفٌ يَقُولونَ ما لا يَفْعَلُون ، وَيَفْعَلُونَ مَا لا يُؤْمَرُون ؛ فَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِيَدِهِ فَهُوَ مُؤمِن ، وَمَنْ جَاهَدَهُم بِلِسانِه فَهُوَ مُؤْمِن ، وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِقَلْبِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ ، وَلَيْسَ وَراءَ ذَلِكَ مِن الإِيمانِ حَبةُ خَرْدَل » (الصحيحة )


وقال : « سَيَكُونُ في آخِرِ أمتي أناس يُحَدثُونَكُم مَا لَمْ تَسْمَعوا أَنتُم ولا آباؤُكُم ، فَإِياكُم وَإِياهُم » (مسلم )

ماهى البدعة ؟
وأَهل السنة والجماعة : يعرِّفون البدعة
بأَنها ما استحدِثَ بعد النَّبي- صلى الله عليه وآله وسلم- من الأَهواء ، وما ابتُدعَ من الدِّين بعد الكمال ، وهي كل أَمرٍ لم يأتِ على فعله دليل شَرعي من الكتاب والسُّنَّة ، وهي أَيضا ما أُحْدِثَ في الدين من طريقة تضاهي الشريعة بقصد التعَبد والتقَرب إِلى الله ولذا فالبدعة تقابل السُّنة ، غير أَن السُّنة هدى والبدعة ضلاَل .

انواعها من فضلك ؟
والبدعة : عندهم نوعان 1-؛ نوع شرك وكفر ،2- ونوع معصية منافية لكمال التوحيد .

والبدعة وسيلة من وسائل الشرك ، وهي قصد عبادة الله تعالى بغير ما شرع به ، والوسائل لها حكم المقاصد ، وكلُّ ذريعة إِلى الشرك في عبادة الله أَو الابتداع في الدِّين يجب سدها ؛ لأَن الدِّين قد اكتمل ، قال تعالى : { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا }


وقال النبِي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : « منْ أَحْدَثَ في أَمْرِنا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْه فَهُوَ رَد » (متفق عليه

) وقال : « مَنْ عَمِلَ عَمَلا لَيْس عَلَيْهِ أَمْرُنا فَهُوَ رَد » (مسلم )

وقال : « فإِن خَيْرَ الحَدِيثِ كتابُ اللهِ ، وَخَيْرَ الهَدي هَدي مُحمد ، وَشَر الأمُورِ مُحْدَثاتُها ، وكُل بِدْعَة ضَلالة » (مسلم )

وما هى اول بدعة ظهرت فى الدين ؟
. أول بدعة ظهرت في الدين التفريق بين الصلاة والزكاة ، وادعاء أن الزكاة لا تؤدى إِلا للرسول- صلى الله عليه وسلم - فتصدى لهم الصديق- رضي الله عنه - وقاتلهم وقضى عليهم قبل أن يستفحل أمرهم ، ولو تركهم على ذلك لأصبحت دعواهم دينا إلى يومنا هذا ، وفي عهد عمر ظهرت بعض البدع الصغيرة فأماتها رضي الله عنه ، وفي عهد عثمان حدثت أوائل الفتنة الكبرى وهي الخروج على الإمام الحق بالسيف ، وانتهت بدعتهم بمقتله رضي الله عنه ، وكان هذا بداية فتنة الخوارج إِلى يومنا هذا ثم توالت البدع ؛ فجاءت القدرية ، والمرجئة ، والرافضة ، والزنادقة ، والفرق الباطنية ، والجهمية ، ومنكرو الأسماء والصفات . . إِلى غيرها من البدع ، وكلما ظهرت البدع كان أهل السنة لهم بالمرصاد ، ولا يزال الصراع بين أهل الحق وأهل الباطل باقيا إِلى يومنا هذا وإلى يوم الدين ، وأهل السنة يكشفون اللثام في كل زمان ومكان عن كل قولٍ أو فعل يخالف القرآن والسنة وإجماع الأمة .

هل البدعة على مرتبة واحدة ؟

وأَهل السُنَّة والجماعة : لا يرون أَن البدعة على مرتبة واحدة ؛ بل هي متفاوتة بعضها يُخرج من الدِّين ، وبعضها بمثابة كبائر الذنوب ، وبعضها يُعد من الصغائر ، ولكنها كلها تَشْتَرِكُ في وصف الضلالة ؛ فالبدعة الكلية عندهم ليست كالبدعة الجزئية ، والمركبة ليست كالبسيطة ، والحقيقية ليست كالإضافية ، لا في ذاتها ، ولا في حكمها ؛ كما أَن البدع مختلفة في حكمها فبعضها كفر ، وبعضها فسق ؛ فهي متفاوتة في أَحكامها ، وكذلك يتفاوت حكم فاعلها ، ومن هذا فإِن أَهل السُّنة لا يطلقون حكما واحدا على أَهل البدع ، بل يتفاوت الحكم من شخص إِلى آخر بحسب بدعته ؛

فالجاهل والمتأول ليسا كالعالم بما يدعو إِليه ، والعالم المجتهد ليس كالعالم الداعي لبدعته والمتبع للهوى ، ولذا فأهل السنَّة لا يعاملون المستتر ببدعته كما يعاملون المظهر لها ، أَو الداعي إِليها لأَن الداعي إِليها يتعدى ضرره إِلى غيره فيجب كفه ، والإِنكار عليه علانية ، ولا تبقى له غيبة ، ومعاقبته بما يردعه عن ذلك ؛ فهذه عقوبة له حتى ينتهي عن بدعته ؛ لأنه أَظهر المنكرات فاستحق العقوبة .

ولذا فأهل السُّنة يقفون مع كل موقفا يختلف عن الآخر ، ويرحمون عامة أَهل البدع ومقلِّديهم ، ويدعون لهم بالهداية ، ويرجون لهم اتباع السنة والهدى ، ويبيِّنونَ لهم ذلك حتى يتوبوا ، ويحكمون عليهم بالظاهر ، ويكلون سرائرهم إِلى الله تعالى ، إِذا كانت بدعتهم غير مكفرة .


علامات أَهل الأَهواء والبدع :
ولأَهل الأَهواء والبدع علامات ، تظهر عليهم ويُعرفون بها ، وقد أَخبر الله عنهم في كتابه ، كما أخبر عنهم رسول الله- صلى الله عليه وعلى آله وسلم- في سنته ، وذلك تحذيرا للأمة منهم ، ونهيا عن سلوك مسلكهم

، ومن علامتهم :
1-الجهل بمقاصد الشريعة ،2- والفرقة والتفرق3- ومفارقة الجماعة ،4- والجدل والخصومة ،5- واتباع الهوى ، 6-وتقديم العقل على النقل ،7- والجهل بالسنة ،8- والخوض في المتشابه ، 9-ومعارضة السنَّة بالقرآن ،10- والغلو في تعظيم الأشخاص ،11- والغلو في العبادة ،12- والتشبه بالكفار 13-، وإطلاق الألقاب على أَهل السُّنة ،14- وبغض أَهل الأَثر ، ومعاداتهم لحملة أَخبار النبي- صلى الله عليه وسلم - والاستخفاف بهم ، وتكفير مخالفيهم بغير دليل ، واستعانتهم على أَهل الحق بالولاة والسلاطين .


وأَهل السُنَّة والجماعة : يرون أُصول البدع أَربعة :

1-الروافض ،2- والخوارج ،3- والقدرية 4-، والمرجئة

؛ ثم تشعّب من كل فرقة فرق كثيرة ؛ حتى استكملوا اثنتين وسبعين فِرقة ، كما أَخبر بذلك النبِي صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
ولأَهل السنة والجماعة : جهود محمودة في الردِّ على أَهل الأَهواء والبدع ، حيث كانوا دائما لهم بالمرصاد ، وأَقوالهم في أَهل البدع كثيرةٌ جدا ، نذكر منها ما تيسر :
قال الإمام أَحمد بن سنان القطان رحمه الله تعالى : ( لَيْسَ في الدنيا مُبْتَدع ؛ إِلا وهو يُبْغضُ أَهلَ الحَديث ، فإِذا ابْتَدَعَ الرجُلُ نُزِعَتْ حَلاوَةُ الحَديثِ من قَلْبِه)



وقال الإِمام أَبو حاتم الحنظلي الرازي رحمه الله تعالى : (عَلامةُ أَهلِ البدَعِ الوَقيعةُ في أَهلِ الأَثَر ، وعَلاَمةُ الزنادِقَة تَسْميَتُهُم أَهلَ الأَثَرِ حَشوية ، يُريدونَ إِبْطالَ الآثار ، وَعَلامَةُ الجهمية تَسْميَتُهم أهلَ السنة مُشبهة ، وَعَلامَةُ القَدَرية تَسْميَتُهم أَهلَ السنة مُجْبِرَة ، وعَلامَةُ المرجئَة تَسْميَتُهم أَهلَ السنة مُخالفة وَنُقصانية ، وَعَلامَةُ الرافضَة تَسْمِيَتُهِم أَهلَ السُّنَّة ناصِبَة ، ولا يَلْحقُ أَهل السنة إِلَّا اسْم وَاحِد ، ويَسْتَحِيلُ أَنْ تَجْمَعَهُمْ هَذهِ الأَسْماء
وقيل للإِمام أَحمد بن حنبل رحمه الله : ذكروا لابن قتيلة بمكة أَصحاب الحديث ، فقال : أَصحاب الحديث قومُ سوء! فقام أَحمد بن حنبل وهو ينفض ثوبه ويقول : (زنْديق ، زنْديق ، زنْديق ؛ حتى دَخَلَ البَيْت) (2)



والله تعالى حفظ أَهل الحديث وأَهل السنة من كلِّ هذه المعايب التي نسبت إِليهم ، وهم ليسوا إِلَّا أَهل السنة السنية ، والسِّيرة المرضية ، والسبيل السوية ، والحجة البالغة القوية ، وقد وفَّقهم الله لاتباع كتابه ، والاقتداء بسُنة نبيِّه- صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وشرح صدورهم لمحبته ، ومحبة أَئمة الدِّين ، وعلماء الأُمة العاملين ومن أَحب قوما فهو منهم ، كما قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : « المَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَب » (البخاري )


فمن أَحب رسولَ اللهِ- صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وأَصحابه- رضي الله عنهم- والتابعين لهم ، وأتباع التابعين من أَئمة الهدى ، وعلماء الشريعة ، وأَهل الحديث والأثر من القرون الثلاثة الأُولى المفضلة ، ومن تبعهم إِلى يومنا هذا ؛ فاعلم أَنه صاحب سنة . (2)

وماحكم الصلاة خلفهم ؟
(2) حكم الصلاة خلف أَهل البدع : اعلم أن خلاصة أقوال أهل السنة في هذه المسألة ما يلي : أن الصلاة لا تجوز خلف الكافر الأصلي والمرتد . ترك الصلاة خلف مستور الحال ومَن لم تُعرَف عقيدته ؛ بدعة لم يقل به أحد من السلف . الأصل النهي عن الصلاة خلف المبتدع تقبيحا لبدعته وتنفيرا عنه ؛ فإن وقعت صحت . حكم ترك الصلاة والترحم على أَهل البدع : إن من مات كافرا أصليا ، أو مرتدا عن دينه ، أو كُفرَ ببدعته وأقيمت عليه الحجة بعينه ؛ فإنه لا تجوز الصلاة ، ولا الترحم عليه ، وهذا مجمع عليه . من مات عاصيا ، أو متلبسا ببدعة لا تخرج من الدين ؛ فإنه يشرع للإمام ولمن يقتدي به من أهل العلم ترك الصلاة عليه زجرا للناس وتحذيرا لهم من معصيته وبدعته ، ولا يعني تحريم ذلك على الجميع ؛ بل الصلاة عليه والدعاء له فرض كفاية ، ما دام أنه لم يمت كافرا ، ولم يصر ممن يحكم عليه بالخلود في النار .

مِنٍ وِصِاياٍ أئمِّةٍ اِلِسِلِفٍ فِيِ التحِذٍيرٍ مِنٍ أِهِلٍ اِلبدعِ
قال أَمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه : (يَأتِي أنَاس يُجادلونكُم بشُبُهات القرآن ؛ خُذوهُم بالسنَنِ ؛ فإِن أَصْحابَ السّنَنِ أَعْلمُ بكتِاب اللهِ) (1)
وعن عبد الله بن عمر ؛ أَنَه قال لمن سأله عن المنكرين للقدر : (إِذا لَقيتَ أولئك ؛ فأَخْيِرْهُم أَن ابنَ عُمرَ مِنْهُم بَريءٌ ، وهُم مِنْهُ بُرآء ؛ ثلاث مرات) (2)
وقال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما : (لا تجُالسْ أَهلَ الأَهواء ؛ فإِن مُجالَسَتَهُم ممرضَة للقَلْب) (3)
وقال العالم الزاهد الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى : (صاحبُ بدعَة لا تَأمَنْه عَلى دينِكَ ، ولاَ تُشَاورهُ في أَمْرِكَ ، ولاَ تجلس إِليه ، ومَنْ جَلَسَ إِلى صاحِبِ بدعة أَوْرثَهُ اللهُ العَمَى) يعني في قلبه (4)
* وقال الإمام الحسن البصري رحمه الله تعالى : (أَبى اللهُ تبَاركَ وتَعالى أَنْ يأذَنَ لِصَاحِب هَوى بتَوبة (5)
* وقال الإِمام عبد الله بن المبارك رحمه الله تعالى : (اللَّهُمَ لاَ تَجْعَلْ لِصَاحِبِ بِدْعَة عِنْدي يَدا ؛ فَيُحبه قَلْبِي) (6)


* وقال أَمير المؤمنين في الحديث سفيان الثوري رحمه الله : (مَنْ أصغى سَمْعَهُ إِلَى صَاحب بِدْعَة وهُو يَعْلَمُ أَنهُ صاحِبُ بِدْعَةٍ ؛ نُزِعَتْ مِنْهُ العِصْمَةُ ، ووُكِل إلَى نَفْسِه (1)
* وقال الإِمام الأَوزاعي رحمه الله تعالى : (لاَ تُمكنوا صاحِبَ بِدْعَةٍ منْ جَدَلٍ ؛ فَيورثَ قُلوبَكُم منْ فِتْنَتِهِ ارْتيابا) (2)
* وقال محمد بن سيرين - رحمه الله- محذرا من البدع : (مَا أَحْدَثَ رَجُل بِدْعَة " ؛ فَراجَع سُنة) (3)
* وقال الإِمام مالك بن أَنس رحمه الله تعالى : ( لا تُنْكِحُوا أَهلَ البِدَعِ وَلا يُنْكَحُ إِلَيْهِم وَلا يُسلّم عَلَيْهِم) . (4)
* وعن الإِمام الشافعي رحمه الله تعالى : أَنهُ رأَى قوما يتكلمون في شيء من الكلام ؛ فصاح ، وقال : (إِما أَنْ تُجاورونا بِخَيْر ، وَإمَا أَنْ تَقُوموا عنا) (5)
* وقال إِمام أَهل السُّنَة أَحمد بن حنبل رحمه الله تعالى : (إِن أَهلَ البدَعِ والأَهْواءِ ؛ لاَ يَنْبَغي أَنْ يُسْتَعانَ بِهِم في شَيء مِنْ أمورِ المُسْلميَنَ ؛ فإن في ذَلِكَ أَعْظَم الضرر علَى الدين) (
وقال : (احذر البِدَعَ كُلَها ، ولاَ تُشاور أَحَدا مِنْ أَهلِ البِدَعِ في دينك)


* وقال الإمام عبد الرحمن بن مهدى رحمه الله تعالى : (إِنه لَيْسَ في أَصْحاب الأَهْواءِ شَر مِنْ أَصْحابِ جَهم ؛ يُريدون عَلى أَنْ يَقُولوا : لَيسَ في السَماءِ شَيء : أَرى وَاللهِ أَلَّا يُنَاكَحُوا ، وَلاَ يُوَارثُوا)
* وقال أَبو قلابة البصري رحمه الله تعالى : (لاَ تُجالسوا أَهلَ الأَهْواء ؛ فَإِنكم إن لَمْ تَدْخلوا فيما دَخَلوا فيه لبسوا عَلَيْكُم مَا تَعْرِفون
* وقال أَيوب السختياني رحمه الله تعالى : (إِنٌ أَهلَ الأَهْواءِ أَهلُ ضلالة وَلاَ أَرى مَصيرهم إِلا النار)
* وقال أَبو يوسف القاضي رحمه الله تعالى : ( لا أصلي ؛ خَلْفَ جَهميّ ، ولا رَافِضِي ، وَلاَ قَدَري)



* وقد بينَ الإِمام الشافعي - رحمه الله تعالى- حكم أَهل البدع والأَهواء ، في قوله : (حُكْمي في أَصْحابِ الكَلامِ أَنْ يُضرَبوا بالجريد ، ويُحْمَلوا عَلَى الإِبلِ ، ويُطاف بهم في العشائرِ والقَبائلِ ؛ ويقال هذا جَزاءُ مَنْ تَرَك الكتابَ والسنة ، وأَخَذَ في الكَلام
* وقال أَبو محمد الحسين بن مسعود ابن الفرَّاء البغوي : (قَدْ مَضىَ الصحابةُ والتابعونَ وأَتْباعُهم وعُلماءُ السُّنَةِ عَلَى معُاداةِ أَهلِ البِدَعِ ومُهاجَرَتهِم)



هل هناك وصايا لأئمّة أهل السنة في الاتباع والنهي عن الابتداع ؟

وصايا وأقوال أئمّة أهل السنة في الاتباع والنهي عن الابتداع


1 - قال مُعاذ بن جبل رضي الله عنه :
(أَيها النَّاس عَليكُم بالعِلْم قَبْلَ أَنْ يُرْفَعَ ، أَلا وإِن رَفْعَهُ ذهابُ أَهْلِه ، وَإياكُمْ وَالبِدَع والتبَدع والتنطع ، وَعَليكُم بأَمْرِكُم العَتيق)
2 - قال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه :
(كلّ عبادة لم يَتَعبدْ بها أَصْحابُ رَسُولِ اللهِ- صلى الله عليه وآله وسلم- فلاَ تَتَعبَّدوا بها ؛ فإِن الأَوَّلَ لَمْ يَدع للآخِر مَقالا ؛ فاتَّقوا اللهَ يا مَعْشَر القرَّاء ، خُذوا طَريقَ مَنْ كان قَبلكُم)
3 - قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه :
(مَنْ كان مُسْتنّا فَلْيَسْتن بمَنْ قَدْ مَاتَ أولئكَ أَصْحابُ مُحمد - صلى الله عليه وسلم - كانوا خَيرَ هذه الأمَّة ، وأَبَرها قُلوبا ، وأَعْمقَها عِلْما ، وأَقَلّها تَكلفا ، قَوم اخْتارَهُمُ اللهُ لِصُحْبَة نَبيه - صلى الله عليه وسلم - ونَقلِ دينه فَتَشبَّهوا بأَخْلاقِهِم وطَرائِقِهم ؛ فَهُمْ كانوا عَلَى الهَدْي المُستقِيم )
وقال رضي الله تعالى عنه : (اتَبعوا ولا تَبْتَدعوا فَقَدْ كُفيتُم ؛ عَلَيْكُم بالأَمرِ العَتيق)
4 - قال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما :
(لاَ يَزالُ النَّاسُ عَلَى الطَّريقِ ؛ ما اتبَعوا الأَثَرَ) وقال : (كل بِدْعَة ضَلالَة ؛ وإِنْ رآها الناس حَسَنَة)
5 - قال الصحابي الجليل أَبو الدرداء رضي الله عنه :
( لَنْ تضل مَا أَخَذْتَ بالأَثَر)
6 - قال أَمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه :
( لَو كانَ الدِّينُ بالرأْي ، لَكانَ باطنُ الخُفين أَحَقَّ بالمَسْحِ منْ ظاهِرهِما وَلَكِنْ رأَيتُ رَسُولَ اللهِ- صلى الله عليه وسلم - يَمْسَحُ عَلَى ظاهِرهِما)
7 - قال عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما :
(مَا ابْتُدِعَتْ بدْعَةٌ ؛ إِلا ازْدادَتْ مضيا ، وَلاَ نُزِعَت سنةٌ ؛ إِلَّا ازْدادَت هَرَبا)
8 - وعن عابس بن ربيعة ، قال : رأَيت عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يُقبِّلُ الحجرَ- يعني الأسود- ويقول : (إِنِّي لأَعْلَمُ أَنكَ حَجَرٌ لاَ تضر ولا تَنفع ، وَلولاَ أَنِّي رأَيْتُ رَسُولَ اللهِ- صلى الله عليه وسلم -يُقبلكَ ما قبلتُك) (متفق علية )
9 - قال الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه : (قِفْ حَيْثُ وَقَفَ القوم ، فَإِنَّهُم عَنْ عِلْم وَقَفوا ، وببَصر نافذ كفوا ، وهُم عَلَى كَشْفِها كانوا أقْوَى ، وبالفضْلِ لَو كان فيها أَحْرى ، فلئِن قُلتم : حَدَثَ بَعدَهُم ؛ فما أَحْدَثهُ إِلا مَنْ خالفَ هَدْيَهُم ، ورَغِبَ عَنْ سُنتِهم ، وَلَقَدْ وصفوا منه ما يشفي ، وتَكلَّموا منهُ بما يَكْفي ، فما فوقهُم مُحَسر وما دُونهُم مُقصر ، لقد قصرَ عَنْهُم قَومٌ فَجفَوْا وتجَاوزهُم آخرون فَغلَوْا ، وَإنهم فيما بين ذلك لَعَلى هُدى مُستقَيم)
10 - قال الإِمام الأَوزاعي رحمه الله تعالى :
(عَلَيْكَ بآثارِ مَنْ سَلف وإِنْ رَفَضَكَ الناس ، وإِيَّاك وآراءَ الرجال وإِنْ زَخْرَفُوها لكَ بالقَول ؛ فإِنَ الأمْرَ يَنْجلي وأَنتَ عَلى طريقٍ مُستقيم) (2)
11 - قال أَيوب السِّخْتياني رحمه الله تعالى :
(مَا ازْدَادَ صَاحِبُ بِدْعة اجْتِهادا إِلا ازْدادَ مِن اللهِ بُعْدا)

12 - قال حسان بن عطية رحمه الله تعالى :
(مَا ابْتدَعَ قومٌ بِدْعةَ في دينهم إِلا نُزِعَ مِنْ سُنتِهِم مثلُها)
13 - قال محمد بن سيرين رحمه الله تعالى :
(كانوا يَقولون : ما دامَ عَلَى الأَثَر ؛ فَهُوَ عَلَى الطَريقِ)

14 - قال سفيان الثوري رحمه الله تعالى :
(البِدْعَةُ أَحَب إِلى إِبْليسَ مِن المعصيَة ، المعصيَةُ يُتَابُ منها ، والبِدْعَةُ لا يتُابُ منها)
15 - قال عبد الله بن المبارك رحمه الله تعالى : ( لِيَكُنِ الذي تَعْتَمدُ عَليه الأَثَر ، وَخُذْ مِن الرَّأْيِ مَا يُفسّر لكَ الحديث)
16 - قال الإِمام الشافعي رحمه الله تعالى :
(كلُّ مَسْأَلَة تَكلّمْتُ فيها بخلافِ السنة ؛ فَأنا راجعٌ عنها ؛ في حَياتي وبَعْدَ ممَاتي)
وعن الربيع بن سليمان ، قال : روى الشافعي يوما حديثا ، فقال له رجلٌ : أتأخذ بهذا يا أبا عبد الله ؛ فقال : (مَتى ما رَوَيتُ عَن رَسُولِ اللهِ- صلى الله عليه وعلى آله وسلم- حَديثا صحيحا ؛ فَلم آخذْ بهِ ؛ فأشهْدكُم أَن عَقلي قَدْ ذهَب)
17 - عن نوح الجامع ، قال : قلت لأبي حنيفة رحمه الله : ما تقول فيما أَحدث الناس من الكلام في الأعراض والأجسام ؛ فقال : (مقالاتُ الفَلاسفة ، عَليكَ بالأَثرِ وطريقةِ السلفِ ، وإِياكَ وكل محدثة ؛ فإِنها بدعة)
18 - قال الإِمام مالك بن أَنس رحمه الله تعالى : (السنَّة سَفينةُ نوح مَن رَكبَها نجَا ومَن تَخَلّفَ عنَها غَرِقَ)

وقال : " لو كان الكَلامُ علما لَتَكلّم فيه الصَّحابةُ والتابعُون كما تَكلموا في الأَحكامِ ؛ ولكنهُ باطل يَدُل عَلَى باطِل)
وعن ابن الماجشون ، قال : سمعت مالكا يقول : (مَن ابْتَدَعَ في الإِسلام بدعة يَراها حَسَنة ؛ فَقَدْ زَعَمَ أَن مُحمّدا - صلى الله عليه وعلى آله وسلم- خانَ الرّسالةَ ؛ لأَن اللهَ يقولُ : { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ } فما لَم يَكُنْ يَوْمَئذ دينا فَلا يكُونُ اليَوْمَ دينا)
19 - قال الإِمام أَحمد بن حنبل ؛ إِمام أَهل السُّنَّة رحمه الله : (أصولُ السنَّة عنْدَنا : التمسك بما كان عَليه أَصْحاب رَسُول الله- صلى الله علَيه وعلى آله وسلَّم- والاقْتداءُ بهم ، وتَرك البدَع ، وكل بدعة فهيَ ضَلالة)

20 - وعن الحسن البصري - رحمه الله تعالى- قال : ( لو أَن رجُلا أَدركَ السلفَ الأَولَ ثم بُعثَ اليومَ ما عَرَفَ من الإِسلام شيئا- قال : ووضع يده على خدِّه ثم قال : - إِلّا هذه الصلاة- ثم قال : - أَما والله ما ذلكَ لمن عاشَ في هذه النكراء ولم يدرك هذا السلف الصالحَ ؛ فرأى مبتدعا يدعو إِلى بدعته ، ورأى صاحبَ دنيا يدعو إِلى دنياه ؛ فعصمهُ الله من ذلكَ ، وجعلَ قلبهُ يحنّ إِلى ذلك السَّلف الصالح يَسْأَلُ عن سبيلهم ، ويقتص آثارهُم ، ويَتّبعُ سبيلهُم ، ليعوض أَجرا عَظيما ؛ فكذلك فكونوا إِن شاء الله)
21 - وما أَجمل قول العالم العامل الفضيل بن عياض - رحمه الله تعالى- حيث قال : (اتبعْ طُرقَ الهُدى ولا يَضرك قلَّةُ السالكينَ ، وإِياكَ وطُرُقَ الضلالة ، ولا تغتر بكثرة الهالكين)
22 - قال عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما- لمن سأله عن مسألةٍ ، وقال له : إِن أَباك نهى عنها : ( أأَمْرُ رسول الله- صلى الله عليه وعلى آله وسلَّم- أَحَق أَنْ يتبعَ ، أَو أَمرُ أَبي؟!) (زاد المعاد » لابن القيم)

فكان- رضي الله عنه- من أَشد الصحابة ؛ إِنكارا للبدع ، واتباعا للسنة ؛ فقد سمع رجلا عطس ، فقال : الحمد للّه ، والصلاة والسلام على رسول الله ، فقال له ابن عمر : (ما هَكذا علمنا رَسولُ اللهِ- صلى الله عليه وعلى آله وسلم- بل قال : « إِذا عَطَسَ أَحَدُكُمْ ؛ فَلْيَحْمد اللهَ » ولم يَقلْ : وليُصل عَلَى رَسُولِ اللهِ)
23 - وقال ابن عباس - رضي الله عنهما- لمن عارض السنة ؛ بقول أَبي بكر وعمر رضي الله عنهما : (يُوشكُ أَنْ تَنزلَ عَليكُم حِجارة من السماءِ ؛ أَقولُ لَكُم : قالَ رسولُ الله- صلى الله عليه وعلى آله وسلمَّ- وتقُولونَ : قالَ أَبو بكر وعُمر ) (2)
وصدق ابن عباس - رضي الله عنهما- في وصفه لأَهل السنة ، حيث قال : (النظرُ إِلى الرَّجُلِ من أَهْل السُّنة ؛ يَدْعو إِلى السنة ، ويَنهَى عن البدعةِ)
24 - قال سفيان الثوري رحمه الله تعالى :
(إِذا بَلغكَ عن رجُلٍ بالمشرق ؛ أَنه صَاحبُ سُنة فابعثْ إِليه بالسلام ؛ فقد قل أَهل السنَّة)
25 - قال أَيوب السختياني رحمه الله تعالى :
(إِنِّي لأخْبَرُ بموتِ الرجُلِ من أَهلِ السنة ؛ فكأنِّي أَفقدُ بعضَ أَعضائي)

27 - قال إِبراهيم النخعي رحمه الله تعالى :
( لو أَن أَصْحابَ مُحمّدٍ مَسَحُوا عَلَى ظُفرٍ لما غَسَلته ؛ التماس الفضل في اتِّباعهمْ)
28 - عن عبد الله بن المبارك - رحمه الله- قال :
(اعْلَمْ- أي أَخي- أَن الموتَ اليومَ كرامة لكلِّ مسلم لقيَ اللهَ عَلى السنة ، فإنا للّه وإِنَّا إِليه راجعون ؛ فإِلَى اللهِ نَشكو وَحْشتَنا ، وذهابَ الإِخوان ، وقلةَ الأعوانِ ، وظهورَ البدع ، وإِلى الله نَشكو عَظيمَ ما حل بهذهِ الأمةِ من ذهاب العلماء ، وأَهل السنة ، وظُهور البدع)
29 - قال الفضيلُ بن عياض رحمه الله تعالى :
(إِنَ للّه عبادا يُحْي بهم البلادَ ؛ وهُم أَصْحابُ السنة)


30 - وما أَصدق قول الإمام الشافعي ووصفه- رحمه الله تعالى- لأَهل السُّنَّة ، وهو يقول : (إِذا رأَيتُ رَجُلا من أَصْحاب الحديث فكأَنِّي رأَيتُ رَجُلا من أَصْحاب رسُولِ الله صلَّى الله عليهَ وعلى آله سلم)
31 - ووضع الإِمام مالك - رحمه الله- قاعدة عظيمة ؛ تُلخص جميع ما ذكرناه من أَقوال الأَئمة ، وهي قوله : ( لَنْ يَصْلُحَ آخرُ هَذهِ الأمةِ إِلاَّ بما صَلُحَ بهِ أَوَّلها ؛ فَمَا لَمْ يَكُنْ يوْمئذ دينا لاَ يَكُونُ اليَوم دِينا)
هذه هي أَقوال بعض أَئمة السَّلف الصالح من أَهل السُّنَّة والجماعة ، وهم أَنصح الخلق ، وأَبرهم بأُمتهم ، وأَعلمهم بما فيه صلاحهم وهدايتهم ، يوصون بالاعتصام بكتاب الله تعالى ، وسُنة رسوله- صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ويُحذِّرون من مُحدثات الأُمور والبدع ، ويخبرون- كما علمهم النبي- صلى الله عليه وسلم - بأَنَّ طريق الخلاص وسبيل النجاة ؛ هو التمسك بسنة النبي وهديه صلى الله عليه وعلى آله وسلم .


رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 34.50 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 33.89 كيلو بايت... تم توفير 0.61 كيلو بايت...بمعدل (1.78%)]