عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 22-07-2019, 09:05 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,299
الدولة : Egypt
افتراضي الرعاية والاهتمام

الرعاية والاهتمام


فاطمة الأمير




أيًّا كان نوع الزهور التي بدأت في رعايتها، فهي تحتاج إلى رعاية واهتمام، حتى النوع الذي تحيط به الأشواك يحتاج أيضًا إلى رعاية، فإن أهملت الزهور التي تمتلكها يومًا ذبلت وماتت.
الكثير منا يشتكي من سوء خلق ابنه، أو صراخه الدائم وعناده المستمر، أو أن مستوى الذكاء لديه منخفضٌ، نسمع كثيرًا من الآباء يتحدثون بلهجة قاسية، ويقولون: ابني ليس مثل أخيه
الأكبر، أو باقي اخوته، أو ليس مثل ابن صديقي في العمل، وتراه يردِّدها على مسمع من الطفل، غير مبالٍ بأنه أطلق سهمًا مسمومًا تجاه زهرته اليانعة.
أيها الأب، هل كل الأزهار تحتاج إلى نفس العناية ونفس الجهد ونفس الوقت؛ لتصبح من أجمل الزهور؟
بالطبع لا، فلكل نوعٍ من الزهور رعايةٌ مختلفة، هناك نوع يحتاج إلى أن تجلس بجانبه بالساعات ترعاه، وهناك نوع لا يحتاج غير جهد بسيط منك، هذه طبيعة الله في خلقه جعلنا، فهم متفاوتون ومختلفون في كل شيء؛ في الشكل واللون والسلوك، والأخلاقيات والطباع، فلا تقارن طبيعة ابنك بغيره فإن كان لديه مستوى أقل من غيره ممن هو في سنه.
لا تقسُ عليه، وإنما أمض الكثير من الوقت معه، زدْ جرعة حبك، فلا تطبع القبلة على جبينه وتمضي منشغلًا عنه، بل احتضنه بشدة، واسعَ إلى استخراج الأشياء الجيدة التي بداخله وتنميتها، فلكل طفل مهاره مخبَّأة بداخله، ولكنها تحتاج إلى مَن يؤمن بها ويستخرجها منه، بل عليك بكثرة المدح والتشجيع له، وعدم السخرية منه عند حدوث الأخطاء، وإن كنت لا تنطق بها صراحةً، لا تجعله يرى إحباطك منه في عينيك، خذ بيده وتقبَّل أخطاءه، واعمل على تصحيحها، فمَن منَّا لا يخطأ، ومَنْ منا لا يكرِّر الأخطاء؟! إنهم بشر يخطئون مرة ويصيبون أخرى، فلا تكن جلادًا لأبنائك، وتتذكر لهم وقت الخطأ، وتنسى لهم كثرة ما فعلوا من أشياء جميلة ذات يوم، واعلم جيدًا أنه لولا أخطاؤهم لَما تعلموا، أرأيت الحكمة من وراء الأخطاء؟
فلتعتنِ بأزهارك جيدًا، وتقبَّل منهم الخطأ والصواب.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.82 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 15.19 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.97%)]