عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 01-04-2012, 02:57 PM
الصورة الرمزية غراس الجنه
غراس الجنه غراس الجنه غير متصل
قلم فضي
 
تاريخ التسجيل: May 2010
مكان الإقامة: الدولة الإسلامية في العراق والشام
الجنس :
المشاركات: 4,283
الدولة : Egypt
افتراضي رد: "تهافت الديمقراطيين" للشيخ ابو عبدالرحمن الشنقيطي

الشبهة الخامسة


المرجعية الإسلامية

وبعض الذين اغتروا بهذا المنهج الديمقراطي يقولون: لا حرج علينا في المشاركة في النظام الديمقراطي ما دامت مرجعيتنا إسلامية ويرفعون شعار "مرجعيتنا إسلامية وخيارنا ديمقراطي "!!

وليت شعري .. كيف يريد هؤلاء الجمع بين النقيضين ؟
فيحاولون الجمع بين الإسلام الذي يجعل الحكم لله وحده والديمقراطية التي تجعل الحكم للشعب وحده!!

أما علموا أن قولهم "خيارنا ديمقراطي" يكذب قولهم "مرجعيتنا إسلامية" ؟

فمن يدعو إلى الديمقراطية ويتبناها ويجادل عنها كيف تكون مرجعيته إسلامية ؟
ومن يحكّم إرادة الشعب في كل شيء كيف تكون مرجعيته إسلامية ؟
ومن يجعل الحكم للأغلبية كيف تكون مرجعيته إسلامية ؟
ومن يرضى بتداول السلطة مع الملحدين كيف تكون مرجعيته إسلامية؟
ومن يحتكم إلى القوانين الوضعية كيف تكون مرجعيته إسلامية؟

لك ألف معبود مطاع أمره دون الإله وتدعي التوحيد

فما هذا الشعار الذي يرفعه هؤلاء إلا مثل تلبية قريش في الجاهلية حيث كانوا يقولون: "لبيك لا شريك لك إلا شريكا هولك تملكه وما ملك" فينطقون بتوحيد الله أولا ثم يعلنون الشرك به ثانيا!!

وهؤلاء يعلنون انطلاقهم من الإسلام أولا ثم انسلاخهم منه ثانيا!

إن المرجعية الإسلامية تعني الرجوع إلى الكتاب والسنة في كل صغير وكبير، وألا يُفعل فعل حتى يُعلم حكم الله فيه، مع الإنقياد التام والتسليم لذلك الحكم، {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما}

وبالنسبة للأحزاب السياسية فإن مرجعيتهم الإسلامية لا تعني الصلاة في المسجد ولا المحافظة على الصيام فبقية الأحزاب المنتسبة إلى الإسلام تشاركهم في ذلك .
بل تعني إقامة نظام حكم إسلامي، وتطبيق شرع الله في ظل هذا النظام ورفض كل نظام وكل منهج مخالف لنظام الإسلام ومنهج الإسلام ..

أما من أراد الدخول في نظام حكم غير إسلامي فكيف يزعم بأن مرجعيته إسلامية؟

فلا تكون الأحزاب ذات مرجعية إسلامية إلا عندما تكون برامجها مصرحة بإقامة الإسلام وحدوده وشرائعه والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
قال تعالى: {الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور}.

فتكون هذه البرامج ناطقة بالوعد بتحكيم شرع الله وتطبيق الحدود ومنع الربا والزنا و الإختلاط وكل منكر وفجور، والمعاقبة على ذلك والإعلان أنه لا شرع إلا ما شرعه الله، ولا حكم إلا حكم الله، وأن القرآن هو دستور الأمة الذي لا تخضع لسواه..
ومن حقنا هنا أن نتساءل:
إذا كان البرنامج السياسي للإسلاميين المشاركين في الديمقراطية لا يختلف عن البرنامج السياسي لسائر الأحزاب فما وجه تميّزهم بالمرجعية الإسلامية ؟

وما معني هذه المرجعية الإسلامية إذ الم يكن لها أثر في البرنامج السياسي ؟

فما حال هؤلاء الذين رفعوا شعار الإسلام ودخلوا في الديمقراطية إلا كحال البنوك التي تسمي نفسها إسلامية وفي الوقت نفسه تتعامل بالربا!!
 
[حجم الصفحة الأصلي: 18.17 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 17.55 كيلو بايت... تم توفير 0.62 كيلو بايت...بمعدل (3.41%)]