نصيحة للرقاة
تُخطيء بعض الأسر عندما تُبتلى بمرض أحد أفرادها ونطق الجني على لسانه أن تجتمع الأسرة بصغارها وكبارها وذكورها وإناثها في جلسة الرقية ليكتشفوا من خلال الجلسة ذلك العالم الغريب ، ولاشك أن مثل هذا الإجتماع العائلي يبث الخوف والهلع في أنفس الصغار ويظهر ذلك الخوف عليهم جلياً عند تخيلهم لأطياف تتحرك على مرأى من أعينهم أو في حالات الفزع التي تنتابهم حال المنام ، وقد يتعدى هذا الأمر إلى الكبار أيضاً ، والذي أنصح به ألاَّ يحضر مع الراقي أحد إن كان المسترقي رجلاً ولم يكن الراقي بحاجة إلى من يساعده في الإمساك بالمسترقي ونحو ذلك ، وأما إن كانت أنثى فيحضر معها من محارمها البالغ العاقل الذي يحسن التصرف حسب ماتقتضيه الحالة التي بين يديه .
من جهة أخرى فإن أفراد الأسرة الواحدة فيهم العقلاء والسفهاء ، فيحصل بعد جلسة الرقية أن يغمز بعضهم هذا المريض باتهامه بالجنون أو غياب العقل ونحو ذلك ، فيحصل عند المريض من الإجهاد النفسي وسوء التفكير والإضطراب ماهو أشد وطأة عليه من المس ذاته ، وقد ينتهي المطاف بالبعض منهم إلى الإنتحار أو أن يعيش بقية عمره تحت علاج نفسي مكثف بعد أن ساءت نظرة أهله له ونظرته إلى نفسه .
منقول