[ابوالوليد المسلم]

تصويبات لغوية شائعة


د. علي النجار




قُرّاءَنا الأعزاء، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أدعو الله عز وجل أن يرزقنا وإياكم الإخلاص في القول والعمل.



وهذا لقاء جديد مع بعض التصويبات اللغوية في هذه الصفحة التي تشتاق إليكم دائما من مجلتنا الفتية (أعاريب).



1- نقول: قَدِمَ فلانٌ من سفره، يَقدُمُ (بضم الدال)؛ بمعنى: رَجَعَ.

وهذا خطأ شائع بين المختصين في اللغة العربية وغيرهم؛ إذ نقول في الفعل المضارع: (يَقدُمُ) بضم (الدال) والصواب: يَقْدَمُ (بفتح الدال)؛ وإليكم شيئًا من التفصيل حول معاني هذه الصيغة قدم:

♦ قَدِمَ (بكسر الدال ): يَقدَمُ (بفتح الدال): قُدُومًا؛ بمعنى: رَجَعَ.



♦ قَدَمَ (بفتح الدال ): يَقْدَمُ (بفتح الدال ): قُدُمًا؛ بمعنى: تَقَدَّم.



♦ قَدَمَ (بفتح الدال ): يَقْدُمُ: قَدْمًا وقُدومًا: سَبَقَهم؛ فصار قُدَّامهم؛ ومن ذلك قوله تعالى ﴿ يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ ﴾ [هود: 98].



وفي رأيي أن الفرق بين (تقدَّم) و(يَقدُم) هو أن (تقدّمَ) تدل على تخطي مَنْ أمامك، وليس شرطا أن تكون أمام الجميع، وأما (يَقدُم) فهي أن تكون أنت في الأمام، والجميع خلفك، كما يفهم من الآية الكريمة السابقة.



♦ قَدُمَ الشيءُ (بضم الدال ): يَقدُم (بضم الدال ): قِدَمًا؛ أي: مرَّ على وجوده زمن طويل؛ فهو قديم.

• • •




2- يقال: له كَرِشٌ كبيرٌ؛ والصواب: كَرِشٌ كبيرٌة.

وهنا لطيفة أذكرها لكم أيها الأحبة: كلُّ عضوٍ زوجٍ من أعضاء الإنسان؛ فهو مؤنث إلا [الخَدّ الجَنْب الحاجب] فهي مذكرة، وكل عضوٍ فَرْدٍ فهو مذكر إلا [الكَبٍد الكَرِش الطِّحال] فهي مؤنثة.

• • •

3- من أخطائنا الشائعة أننا نقول في النسب إلى (لُغة): لَغَويّ (بفتح اللام) والصواب: لُغَويّ (بضم اللام)؛ ومثلها: كُرَة وكَرَويّ، والصواب: كُرَويّ (بضم الكاف).

• • •




4- قال أحدهم لزميله: سوفَ لَنْ أَحضُرَ معك ثانيةً. والصواب: لن أحضرَ معك ثانيةً.

لأن (سوف) تدل على وقوع الفعل في المستقبل، و(لن) تدل على نفيه؛ أي: عدم وقوعه؛ فنحن بذلك نجمع بين نقيضين في المعنى.



وأيضا من الخطأ: سوف لا أحضر. والصواب: لن أحضر.

• • •




5- مما درج على ألسنتنا خطأً: من الغير معقول أن نوافق على كذا...

والصواب: من غير المعقول... ف (أل) تدخل على المضاف إليه (الكلمة الثانية) وليس على الكلمة الأولى (المضاف) قال ربنا عز وجل: ﴿ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾ [الفاتحة: 7].



ومثل ذلك: النصف ساعة النصف نهائي الربع نهائي... والصواب: نصف الساعة، نصف النهائي، ربع النهائي.



6- نُخطئ حين نقول: هؤلاءِ عمالٌ أَكِفّاء (بتشديد الفاء) ونحن نقصد أنهم ماهرون في عملهم، والصواب: أَكْفَاء (بعدم تشديد الفاء)؛ لأن (أكفّاء) بتشديد الفاء جمع (كَفيف) وهو الذي لا يبصر بعينيه، وأما (أكفَاء) من دون تشديد الفاء؛ فهي جمع (كُفْء) وهو المتقن عملَه.