75
باب العفو والإِعراض عن الجاهلين
قال اللَّه تعالى:
{ خذ العفو، وأمر بالعرف، وأعرض عن الجاهلين } .
وقال تعالى:
{ فاصفح الصفح الجميل } .
وقال تعالى:
{ وليعفوا وليصفحوا، ألا تحبون أن يغفر اللَّه لكم؟ } .
وقال تعالى:
{ والعافين عن الناس، والله يحب المحسنين } .
وقال تعالى:
{ ولمن صبر وغفر، إن ذلك من عزم الأمور }
والآيات في الباب كثيرة معلومة.
643
وعن عائشة رضي اللَّه عنها أَنها
قالت
للنبيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم :
هل أَتى عَلَيْكَ يَوْمٌ كَانَ أَشدَّ مِنْ يوم أُحُدٍ ؟
قال :
« لَقَدْ لَقِيتُ مِنْ قَومِكِ ،
وكَان أَشدُّ ما لَقِيتُ مِنْهُمْ يوْم العقَبَةِ ،
إِذْ عرَضتُْ نَفسِي على ابْنِ عَبْدِ يَالِيلَ ابنِ عبْدِ كُلال ،
فلَمْ يُجبنِى إِلى ما أَردْتُ ،
فَانْطَلَقْتُ وَأَنَا مَهْمُومٌ على وَجْهِي ،
فلَمْ أَسْتَفِقْ إِلاَّ وَأَنا بقرنِ الثَّعالِبِ ،
فَرفَعْتُ رأْسِي ،
فَإِذا أَنَا بِسحابَةٍ قَد أَظلَّتني ،
فنَظَرتُ فَإِذا فِيها جِبريلُ عليه السلام ،
فنَاداني
فقال :
إِنَّ اللَّه تعالى قَد سَمِع قَولَ قومِك لَكَ،
وَما رَدُّوا عَلَيكَ ،
وَقد بعثَ إِلَيك ملَكَ الجبالِ لِتأْمُرهُ بما شِئْتَ فِيهم
فَنَادَانِي ملَكُ الجِبَالِ ،
فَسلَّمَ عَليَّ
ثُمَّ
قال :
يا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّه قَد سمعَ قَولَ قَومِكَ لَكَ ،
وأَنَا مَلَكُ الجِبالِ ،
وقَدْ بَعَثَني رَبِّي إِلَيْكَ لِتأْمُرَني بِأَمْرِكَ ،
فَمَا شئتَ :
إِنْ شئْتَ :
أَطْبَقْتُ عَلَيهمُ الأَخْشَبَيْن »
فقال النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم :
« بلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللَّه مِنْ أَصْلابِهِم منْ يعْبُدُ اللَّه وَحْدَهُ لا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً »
متفقٌ عليه .
« الأَخْشبان » :
الجبلان المُحِيطَان بمكَّة ..
والأَخْشَبُ :
هو الجبل الغليظ .