عرض مشاركة واحدة
  #190  
قديم 05-04-2008, 10:20 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي

يتبـع موضوع .... الشيخوخة بين القرآن والسنة والعلم الحديث
وماذا عن شيخوخة الجلد والشعر؟
مع تقدم العمر تحدث تغيرات بيولوجية في خلايا الجسم ومن ذلك الجلد والشعر فتقل مرونة الجلد ويضمر ويرتخي ولذلك تتغير ملامح الوجه... كما أن الشعر يجف ويتساقط ويشيب الرأس ففي سورة مريم يقول الله عز وجل يحكي عن النبي زكريا: )ذكر رحمت ربك عبده زكريا. إذ نادى ربه نداء خفياً. قال رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيباً ولم أكن بدعائك رب شقياً (.
ولقد أشارت الآية الكريمة إلى ضعف العظام في جسم الإنسان في طور الشيخوخة ونفهم أن تضعف العضلات وتضعف الذاكرة ويضعف الجلد... ولكن كيف يضعف العظم؟ وهو جسم صلب لا يلين إلا إذا مرض بمرض لين العظام وهو مرض غير متعلق بالشيخوخة. جاء لنا التقدم العلمي بتفسير قوله تعالى وهن العظم مني: ففي أثناء الشيخوخة يحدث ما يسمى بتخلخل العظام أو هشاشة العظام فتتناقص كتلة العظام تدريجياً... وتعمل الهرمونات الجنسية في كل من الرجل والمرأة على إنشاء الأنسجة البروتينية في العظام... فإذا أقبلت الشيخوخة قلت تلك الهرمونات... وبالتالي يقل بناء تلك الأنسجة البروتينية في العظام فيحدث تخلخل بالعظام وضعف بها ووهن... وتصير سريعة الكسر... فإذا وقع شاب على الأرض على علو نصف متر مثلاً ووقع إنسان في سن الشيخوخة فغالباً تماماً... فإن الشاب يقوم وعظامه سليمة عادة لأن أنسجتها البروتينية تقوي العظم... أما في الشيخوخة فغالباً ما يحدث كسر بالعظام أو كسور... وإذا شبهنا عظام الشباب والشيخوخة فإننا نشبهها بساق نبات الذرة مثلاً إذا كان أخضر لا ينكسر إذا ركلناه في كل الاتجاهات وإذا يبس فإنه ينكسر من أقل حركة...
وفي الشيخوخة يحدث ضعف آخر في العظام بسبب تآكل الغضاريف وما يصاحبها من التهاب مزمن بالمفاصل أي: الاعتلال العظمي المفصلي... وتصاب المفاصل الكبرى والصغيرة على سواء كما تصاب مفاصل العمود الفقري... وتآكل الغضاريف كثيراً ما تصاحبه الآلام العضلية أو ما يسمى الآلام العضلية العظمية والحديث في هذا الموضوع طويل ليس هذا مجال بيان أي: تفصيلات فيه... فالمهم: أن نفهم أن مع الشيخوخة تضعف عظام الجسم جميعاً وبلا استثناء قال الله عز وجل:)قال رب إن وهن العظم مني (...أي: عظم الجسم كله... وهذه حقيقة علمية أن الهيكل العظمي في الجسم جهاز واحد... إذا دب الضعف ببعض العظام أثناء الشيخوخة فإن جميع عظام الجسم يكون قد دب الضعف فيها أيضاً... وقد يصيب الضعف بعض العظام أكثر من عظام أخرى إلا أن الضعف يشمل العظم كله وإن كان بدرجات متفاوتة قليلاً... وهذا ما أشارت إليه الآية الكريمة )قال رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيباً (ونجد التشبيه لانتشار شيب الشعر في الرأس بالنار في انتشارها في الهشيم فأخرجه مخرج الاستعارة... وأسند التعبير القرآني الاشتعال إلى مكان الشعر ومنبته وهو الرأس فلم يقل: ( واشتعل الشعر شيباً ) ولكنه قال: ( واشتعل الرأس شيباً ) وبذلك وصل وصف الشيب في الشيخوخة إلى قمة الإعجاز البلاغي.
هل للشيخوخة علاج؟.... نعم. هل للشيخوخة دواء؟...لا
لا شك أن الشيخوخة طور من أطوار العمر تزعج الإنسان المقبل عليها وتكدر الإنسان الذي هو فيها... وعبر الشاعر العربي عن ذلك بقوله:
ذهب الشباب فما له من عودة وأتى المشيب فأين منه المهرب
وشاعر آخر:
ألا ليت الشباب يعود يوماً فأخبره بما فعل المشيب
لذا اهتم الناس منذ آلاف السنين بهذا الموضوع... وبذلوا الكثير من الجهد في البحث عن شفاء للشيخوخة أو حتى علاج يعيد جانباً من شباب الجسم أو يدفع عجز الشيخوخة.. وكان ذلك جهداً منطقياً نابعاً من غريزة حب الدنيا وطول الأمل... وطول العمر مطلب للإنسان لكنه مشروط بتوفر الصحة والعافية... لذلك كان الجهد الذي بذله الناس منذ فجر التاريخ في البحث عن علاج للشيخوخة لا يزال مستمراً حتى اليوم... ولكن تبين أن الجهد كان بدون جدوى وكان الناس في بحثهم عن شفاء من الشيخوخة إنما كانوا يسعون وراء سراب.
والإنسان في هذه المحاولات يريد أن يخرج من نسق التغير إلى نسق الثبات ويحيا في شباب دائم بلا شيخوخة.. وهذا أمر مستحيل الوقوع.. لأن ذلك لو تحقق وقف الزمن.. ولا يتوقف الزمن أبداً في الحياة الدنيا... وإنما يتوقف في الحياة الآخرة فذلك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الجنة: ( إن لكم أن تصحو فلا تسقموا أبداً.. وأن لكم أن تشبوا لا تهرموا أبداً).
وروى مسلم عن السيدة عائشة رضي الله عنها: أن الأعراب سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الساعة فنظر إلى أحدث إنسان فيهم وقال:
( إن يعش هذا لا يدركه الهرم قامت عليكم ساعتكم ) وإذا عاش إنسان ولم يدركه الهرم فإن هذا يدل على أنه يعيش في اللازمن.. ولا يكون ذلك في عالمنا هذا وإنما في العالم الآخر حيث تقوم الساعة... ونفهم من الحديث النبوي الشريف أيضاً: أن كل إنسان طال به العمر لا بد أن يدركه الهرم لأن الزمن يجري في الإنسان والإنسان يجري في الزمن لا يتوقف أبداً في هذه الدنيا... ولا يتوقف الزمن إلا في الحياة الأخرى... لذلك فإن فيها الخلود ولا يحرم الناس فيها أبداً...
وكان سبب بحث الناس عبر العصور عن شفاء للشيخوخة هو شعورهم الداخلي بالخوف من الموت ورغبتهم في البقاء أحياء... ونسمع في أساطير الأولين عن رحلة البحث عن سر الخلود وإكسير الشباب الدائم... واعتقد فريق من الناس قديماً أن نباتاً في قاع البحر إذا أكل منه المسنون عادوا إلى الشباب.. وتبين أنها نباتات بحرية لا تفيد شيئاً في ذلك.. وفي مصر القديمة كان المصري القديم لا يهاب الموت ولكنه يخاف الحساب بعد الموت... وكانوا يعتقدون أن الموت رحلة إلى حياة أخرى وإلى عالم سفلي.. وكانوا يكررون دائماً قولهم: ( إن الموتى يعيشون ) ( إنك لم ترحل ميتاً إنك رحلت حياً )... وربما نقل المصريون القدماء عقيدتهم هذه عن رسالة سيدنا إدريس عليه السلام الذي عاش في منف ( البدرشين حالياً ) قبل العصر الفرعوني... واعتنق المصريون عقيدة التوحيد ولما جاء العصر الفرعوني حرفوا اسم إدريس إلى ازوريس...
وتدل أوراق البردي في الآثار المصرية القديمة على أن قدماء المصريين قاموا عبر عصورهم بمحاولات كثيرة لاسترداد الشباب... ولكنهم لم ينجحوا... وحاول الهنود القدامى ولكنهم لم يكونوا بأسعد حظاً من المصريين القدماء... وكذلك فعلت الأمم السابقة في الصين وغيرها من أمم الشرق الأدنى والأقصى.
أما في أوروبا فقد اهتمت شعوبها عبر القرون بالبحث عن شفاء أو علاج للشيخوخة.. فمنذ عهد الإغريق كان اهتمام الناس بهذا الموضوع.. فما دام الأمر يخص صحة الإنسان فإنه يمثل من تفكير الإنسان المقام الأول... وتحكي لنا أساطير الإغريق العديد من المحاولات في هذا الموضوع مثل محاولة يوسانيانس وكيف اعتقد أن ( ينبوعاً للشباب ) موجود في مكان ما في العالم واعتقد أن أي إنسان يعاني من الشيخوخة إذا نزل في ذلك الينبوع فسوف يخرج منه شاباً فثار فضول الناس... وراحوا يبحثون عن ذلك الينبوع... وصار البحث عن ينبوع الشباب شغلهم الشاغل... ومرت العصور والناس لا تكف عن البحث عنه حتى العصور الوسطى.. وكان آخر المحاولات في البحث تلك الرحلة التي قام بها بونس دي ليون سنة 1512 في المحيط الأطلسي وسار غرباً حتى وصل إلى العالم الجديد.. ولكنه لم يكتشف شيئاً.. ولكنه اكتشف ما هو أهم من ينبوع الشباب.. اكتشف قارة أمريكا الشمالية...
وظل العلماء حتى العصر الحالي يبحثون عن علاج للشيخوخة واستعادة الشباب ولكنهم لم ينجحوا ولعل آخر المحاولات كانت محاولة الدكتورة أنا أصلان من رومانيا في منتصف هذا القرن.. وصاحبتها ضجة إعلامية كبيرة إلا أنه في النهاية لم يكتب لها النجاح وأخيراً تأكد لدى العلماء أنه لا يوجد أي دواء يشفي من الشيخوخة.. فالشيخوخة هي نتيجة تغير بيولوجي حتمي في جسم الإنسان لا يوقفه شفاء ـ ولا يفيده علاج ولطالما أضاع الناس من جهد ومال ودراسة وراء البحث عن دواء لعلاج الشيخوخة فما وجدوا شيئاً....
ولو تدبر الناس ما جاء في الحديث النبوي في هذا الموضوع ما أضاعوا كل هذا الجهد وما خسروا كل تلك الأموال في البحث والعناء فيما لا طائل من ورائه... فقد أخرج أبو داود والترمذي عن زياد بن علاقة، عن أسامة بن شريك قال: قالت الأعراب: يا رسول الله! أنتداوى؟ قال: نعم عباد الله تداووا فإن الله عز وجل لم يضع داء إلا وضع له دواء إلا داءً واحداً قالوا: وما هو قال: الهرم. ( أي: الشيخوخة لا دواء لها ).
وروى الترمذي، عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( مثل ابن آدم وإلى جنبه تسع وتسعون منية إن أخطأته المنايا وقع في الهرم حتى يموت ).
قوله صلى الله عليه وسلم: وقع في الهرم حتى يموت يشير إلى أن الذي يقع في الشيخوخة لا يشفيه دواء ولا ينفعه علاج وفي هذا الحديث النبوي الشريف الكثير من الحقائق العلمية سنتطرق إليها فيما بعد.
بعض مظاهر الشيخوخة في الجسم
تحدثنا من قبل عن مظاهر الشيخوخة وآثارها في عظام الجسم والجلد والشعر والقدرة على الإنجاب وعن تأثير الشيخوخة على شرايين الجسم...
ويخشى الناس من ضيق الشرايين في القلب.. لأنها تؤدي إلى حدوث الذبحة الصدرية وإلى جلطة الشرايين وما يؤدي ذلك إلى أخطار صحية كبيرة... إلا أن ضيق الشرايين يسبب انحطاطاً بوظائف الأعضاء الأخرى... فضيق شرايين الكلى يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وفشل كلوي، وضيق شرايين المخ يحدث تدهوراً بوظائف المخ تدريجياً وتضعف الذاكرة تدريجياً للأحداث القريبة وتظل قوية للأحداث البعيدة ويفقد الإنسان القدرة على التكيف مع الظروف المحيطة به.. ويظهر عدم التناسب في سلوكه واضحاً مع رد الفعل المطلوب والمناسب... ويحدث تغير في عواطفه وفي شخصيته ويدخل في حالة العته الشيخوخي ويعيش في الماضي ويرفض التغيير والتكيف مع الحياة الحديثة... وهناك أيضاً شيخوخة الرئتين والعين والسمع.. وأجهزة الجسم الأخرى وليست الشيخوخة متعلقة بالسن وحده فهناك
ما يسمى بشيخوخة الأطفال
وشيخوخة الأطفال مرض نادر... ويكون الطفل طبيعياً بعد ولادته ولكن يبطىء نموه البدني بعد السنة الأولى من عمره حتى يصير نحيل الجسم قزماً إلا أن ملامح وجهه تنم على كبر السن ويدب الصلع في الرأس بعد خمس سنوات وتبدو العينان جاحظتين ويضمر الجلد وتقل طبقة الدهن تحته فيترهل ويتأخر ظهور الأسنان أما العظام فهي مثل عظام المسنين هشة وضعيفة وتعاني مفاصل الطفل من شيخوخة المفاصل وتتصلب الشرايين في جسده وقد تحدث له ذبحات صدرية وجلطات بالقلب في سن دون العاشرة غالباً ويموت هؤلاء الشيوخ من الأطفال قبل سن العشرين.
وما سبب الشيخوخة؟.
لا زال سر الشيخوخة غامضاً ومعقداً... وهناك نظريات كثيرة تشير إلى أسباب تتعلق بالخلية وأسباب تتعلق بالنظام الوراثي وعوامل الوراثة وأسباب تتعلق بالزمن البيولوجي بالأجسام... وتؤثر على كل هذه العوامل عوامل البيئة وعوامل المرض وعوامل معاناة الحياة وأغلب الظن أن سر الشيخوخة يكمن في كل تلك الأسباب مجتمعة... لكن ما هو علاج الشيخوخة؟ لا يوجد للشيخوخة شفاء ولكن لها أنواعاً كثيرة من العلاج التي تخفف من آلامها وتحافظ على صحة أعضاء الجسم أثناءها.
المبادىء الأساسية في علاج أمراض المسنين:
ـ محاولة تقليل المدة التي يقضيها الإنسان المسن في الفراش في حالة استرخاء عضلي كامل لأن ذلك يترتب عليه ظهور أمراض فيه فضلاً عما يصيبه من ضعف وضمور في العضلات والعظام... ولا بد من الرياضة البدنية الخفيفة مثل المشي وهذا يؤجل شيخوخة العضلات والعظام...
ـ عدم إعطاء أدوية كثيرة للإنسان المسن للأسباب الآتية:
أـ قد ينسي الجرعى المناسبة أو يتناول الدواء في غير مواعيده... وثبت أن 60% من المسنين يقعون في أخطاء في تناول الأدوية... وقد يودي ذلك بحياتهم..
ب ـ بعض الآثار الجانبية لا يتحملها الجسم في الشيخوخة...
ـ العلاج الغذائي:الإكثار من تناول الفاكهة والخضروات والفيتامينات ( وخاصة ج ، هـ ) والتقليل ما أمكن من اللحوم والدهون الحيوانية... وعقدت الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية على مدى ثلاثة أيام مؤتمراً دولياً عن الشيخوخة في أوائل شهر مايو 1996 وذلك لدراسة ما من شأنه الحفاظ على صحة المسنين دون تعرضهم لأمراض الشيخوخة التي تمثل عبثاً ضخماً على الخدمات الصحية والاجتماعية وخاصة أن عدد المسنين هناك في ازدياد. إذاً هناك أنواع من العلاج والدواء ولكن لا يوجد شفاء من الشيخوخة قط هذا هو آخر ما توصل إليه العلم في عصرنا هذا.. وهذا ما لم يفهمه الناس عبر العصور الماضية... ولو درسوا السنة النبوية المشرفة لعلموا ما لم يكونوا يعلمون ولو فروا على أنفسهم أموالاً كثيرة بذلت وجهوداً مضنية استنفدت:
فقد روى الترمذي وأبو داود وابن ماجة عن زياد بن علاقة، عن أسامة بن شريك، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( عباد الله تداووا فإن الله عز وجل لم يضع داء إلا ووضع له دواء إلا داءً واحداً هو الهرم ) أي: الشيخوخة ليس لها دواء.
وهل تشيخ نفسية الإنسان؟ يشيخ الجسم ولكن لا تشيخ النفس.
ولكن الإنسان في الشيخوخة يشعر بمتع أخرى لم تكن تستهويه من قبل... ويصير أكثر نضجاً وتعقلاً ولا يستجيب لاندفاعات الشباب وحماسة غير المبني على مبرر معقول ويصير أكثر حرصاً على المال وأكثر ميلاً إلى البخل وأكثر تؤدة في التفكير وأقل اندفاعاً في تصرفاته وأكثر رؤية وأبعد نظراً...
وكثير من المسنين تزداد فيهم هذه الميول إلى درجة هي أقرب إلى البخل من الحرص على المال وأقرب إلى العجز من الرؤية... وأقرب إلى الجبن من بعد النظر والاتزان في التفكير فذلك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل.. وأعوذ بك من البخل وأعوذ بك من الجبن وأعوذ بك من الهرم )...
ويكبر الإنسان في السن ويكبر حرصه على المال والولد وهما زينة الحياة الدنيا... ويكبر معهم حب الدنيا وطول الأمل في الحياة حتى أن الأمل يسبق العمر بكثير... إذن الجسم يشيخ ولكن النفس لا تشيخ.. وهذا قصارى ما وصل إليه علماء النفس في هذا الموضوع إلا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا عن أسرار النفس البشرية في الشيخوخة... فقد روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
( لا يزال قلب الكبير شاباً في اثنتين: حب الدنيا وطول الأمل ).
ونتوقف عند قوله صلى الله عليه وسلم حب الدنيا: ونفكر فنجد أن منع الإنسان في شيخوخته تختلف تبعاً لميوله ودرجة الإيمان والتقوى فيه... فالإنسان المؤمن يحب في الدنيا أن يقضي أيامه في الصلاة والعبادة والتقرب إلى الله تعالى... وغير المؤمن في شيخوخته يود أن يقضي ما بقي له في الدنيا من أيام في جمع المال والحصول على متع الدنيا التي تستهويه، لذلك ذكر الحديث النبوي كلمة ( حب الدنيا ) مطلقة ليتسع التعبير اللغوي لكل الاتجاهات النفسية للإنسان في شيخوخته.
وروى الترمذي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( قلب الشيخ شاب في اثنتين: طول الحياة وكثرة لمال ).
ويشكو الإنسان من الضعف والعجز في الشيخوخة كما قال الشاعر:
ألا ليت الشباب يعود يوماً فأخبره بما فعل المشيب
دكتور
أحمد شوقي إبراهيم

[1]– عضو كلية الأطباء الملكية بلندن، ورئيس لجنة الإعجاز العلمي للقرآن والسنة بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بمصر.
 
[حجم الصفحة الأصلي: 28.79 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 28.19 كيلو بايت... تم توفير 0.60 كيلو بايت...بمعدل (2.08%)]