عرض مشاركة واحدة
  #1341  
قديم 12-12-2013, 03:43 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

يتبـــــــــع الموضوع السابق


وثيقة في زماننا هذا وعلاقات الكنيسة بالإسلام


أما فيما يتعلق "بالخلافات والعداوات " التي اندلعت بين المسيحيين والمسلمين، فمن الثابت في وثائق ونصوص المؤرخين المسيحيين أن الإسلام قد تمت محاربته منذ بداية انتشاره على أنه "هرطقة" من الهرطقات التي كانت ترفض تأليه يسوع. ومنذ أولى الأيام قام الكتّاب المسيحيون بوصف الإسلام بأقذع وأحط الأوصاف. ففي النصف الأول من القرن الثامن قاميوحنا الدمشقيبتشبيه الإسلام بحركة هرطقية شديدة القرب من الأريوسية – والأسقف أريوس كان من الذين يرفضون تأليه يسوع وشلحته الكنيسة. وفى منتصف القرن التالي نطالع في حوليات تيوفان قوله : "أنه في عام 622 توفى نبي مزيف من سلالة إسماعيل" (وارد في كتاب فيليب سيناك : صورة الآخر صفحة 30). ونطالع في صفحة 97 من نفس الكتاب : " ومنذ ذلك الوقت لن يذكر اسم نبي الإسلام إلا مقروناً بالمسيح الدجال. وفى منتصف القرن الثاني عشر، قال القديس برنار الذي كان يحث على الحرب الصليبية الثانية أن نهاية المسيح الدجال قد اقتربت وان المسلمين الذين يتهددون القدس ليسوا سوى أولياء الظلمات وقد اجتمعوا من أجل نهايتهم المحتومة ". ومن المحزن، للأسف، أن نرى القديسين يسقطون في هاوية التزوير والتحريف للتاريخ. وعلى أي حال فهذا القديس لم يكن وحده هو الذي انجرف إلى هاوية التحريف والتزوير التي تتواصل حتى يومنا هذا بهوسٍِِ أكثر تسلطاً !
وهل لنا أن نضيف ما قاله الأب كاسبا في صفحة 209، بعد أن استعرض العداوات والخلافات التبريرية المسيحية، من " أنه طوال القرنين الماضيين (والنص مكتوب في سنة 1965 ) قام الغرب المسيحي بالهجوم والاعتداء على البلدان الإسلامية باستعمارها أو بوضعها تحت الحماية (...) والمسيحيون الذين يعيشون وسط المسلمين، ولو في تداخل جزئي، تبيّن أنهم غير قادرين على إدراك ما يكوّن جوهر وعظمة الإسلام، وهى: التصعيد المطلق لله الواحد. وكان الوضع في الغرب المسيحي أسوأ . فلمدة قرون طويلة سيكتفي الغرب بنشر أسوأ وأحط الأحكام على الإسلام ونبيه، دون حتى أن يكلفوا أنفسهم بتبيين حقائق ذلك المذهب". ولا جدوى من إضافة هنا أن حتى البابا بنديكت السادس عشر لم يتمكن من إدراك عظمة التصعيد المطلق لله الواحد الأحد في الإسلام، ووجد أنه أمر لا يتفق مع العقل والمنطق !!!
وهنا لا يسعنا إلا أن نتساءل لماذا إيقاد كل ذلك الحقد والكراهية ضد الإسلام والمسلمين والإصرار على المحافظة عليه ؟! لماذا ذلك الوجه المزدوج أو التعامل بوجهين، خاصة حينما نقارنها مع التنازلات التي قدمها الفاتيكان لليهود ؟! بل وما الذي يمكن قوله عن ذلك الإصرار على اقتلاع الإسلام كديانة توحيدية وبكل تلك الضراوة ؟ ومع ذلك فالتاريخ شديد البساطة والوضوح رغم كل عمليات التحريف تلك.
فإذا ما استبعدنا كافة التفاصيل لنتخطى الزمن لتناول تاريخ رسالة التوحيد في بضعة كلمات سنجد: أن رسالة التوحيد نزلت على موسى النبي عليه الصلاة والسلام، ثم عاد اليهود إلى العجل وقتل الأنبياء. فأُنزلت رسالة التوحيد على عيسى النبي عليه الصلاة والسلام موضحا أنه لم يرسل إلا من أجل خراف بيت إسرائيل الضالة (متى 15 : 24). وفى مطلع القرن الرابع، في سنة 325، قام المتحكمون في الكنيسة الكاتوليكية بتأليه يسوع، ثم بعمل عقيدة الثالوث وفرضوها غير عابئين بالنصوص والحقائق التاريخية، واقعين بذلك في هاوية الشرك بالله. لذلك تم تبليغ الرسالة لثالث مرة على النبي محمد عليه الصلاة والسلام. وكانت رسالته لا من أجل إرجاع الخراف الضالة في الرسالتين السابقتين إلى التوحيد فحسب وإنما للعالمين، ليسيروا على الصراط المستقيم الحق وعبادة الله الواحد الأحد. وهو ما نطالعه بوضوح في نص شهادة الإسلام: " لا إله إلا الله لا أشخاص مؤلهة ولا ثالوث يشرك بالله . وهذا هو ما يؤكد بوضوح التصعيد المطلق لله الواحد الأحد، الله الذي ليس كمثله شيء.
وعلى عكس ما تقوله وثيقة الفاتيكان الشهيرة حول "أحكام الله المخفية" في الإسلام، فإن وضوح الأحكام الإلهية الإسلامية، التي تم الحفاظ عليها سالمة بدقة وحرص شديدين، ترجع إلى أنه لا توجد معميات مفروضة بظلمات أيا كانت، لا يوجد إيمان بألوهية المسيح، لا يوجد تاريخ تم " توضيبه " وفقا للأهواء بعد تغييره وتحريفه، لا يوجد مسيحا ولا وساطة منسوجة بين الله والبشر، لا يوجد خلاص على يد أحد وكلها بدع مختلقة ! لا يوجد في الإسلام أي شيء من هذه الأحابيل الكنسية. لا يوجد سوى اختيار واضح بين الخير والشر، بين الحلال والحرام، بين الصراط المستقيم وصراط معوجّ ملتوي. أنه اختيار متواصل على كل إنسان أن يقوم به وهو ما يضعه وحده أمام الله، ولا شيء معه سوى أعماله التي قام بها في الدنيا والتي اختارها طواعية ليجزيه الله في يوم الحساب. ذلك هو الإسلام.
إن هذا الوضوح البسيط للأحكام الإلهية في الإسلام، وهذه النزعة الإنسانية العميقة والعادلة، هي التي جعلت أنه على مدى أثنى عشرة سنة انتشر الإسلام فيما بين النهرين وفلسطين وسوريا ومصر، مخلّصا شعوبها من الاضطهاد المتعصب، بفضل الإسلام والمسلمين, وهو ما يؤكد ويضفى مصداقية واضحة على ظاهرة انتشار الإسلام، وهى من الظواهر الأكثر وضوحا والأكثر تأثيرا على العالم، منذ مطلع القرن السابع وحتى يومنا هذا.
وإذا انتقلنا بإيجاز شديد إلى تاريخ النصوص، ما الذي سنراه وفقا للأبحاث الحديثة خاصة ؟ أن النصوص العبرية قد احترقت مع المعبد قبل الميلاد بخمسة قرون، ثم قام عزرا بكتابتها من الذاكرة بعد ذلك بقرنين أو ثلاثة، ولم تنته صياغتها إلا في القرن العاشر الميلادي ! ونصوص العهد الجديد قد تمت صياغتها في أواخر القرن الميلادي الثاني، بأقلام كتبة مجهولون وليست الأسماء التي هي معروفة بتاتاً . ثم قام القديس جيروم بصياغتها من بين أكثر من خمسين إنجيلا. والخطاب/المقدمة الذي يوجهه للبابا داماز، الذي طلب منه القيام بذلك العمل، لأكبر دليل على التحريف والتلاعب الذي تم في نصوص العهد الجديد (راجع طبعة البنديكتين سنة 1693 ) ! وعلى أي حال فلم يكن بلا سبب أن تقوم الموسوعة البريطانية بقول أن هناك 150,000 خطأ ترجمة وتناقض وعدم توافق في الأحداث. وقد قام العلماء حديثا برفع هذا الرقم إلى الضعف بفضل الأبحاث التي أجروها. وفى واقع الأمر، لا توجد أي وثيقة واحدة أصلية لا بلغة عيسى عليه السلام ولا من عهده : كل هذه النصوص عبارة عن نصوص منقولة عن نصوص منقولة ومعاد نقلها . وهو ما يجب أن نضيف عليه إعادة تغيير هذه النصوص والعقائد عبر المجامع ومن طبعة إلى أخرى على مر العصور. وعلى العكس من ذلك، فمن الثابت والمعروف لدى الجميع أن النص القرآني هو النص المنزّل الوحيدالذي تم الحفاظ عليه بلا تحريف أو تغيير ولو حرف واحد من حروف ، منذ انزله الله حتى يومنا هذا وسيظل محفوظا إلى يوم الدين ...
وقبل عصر التنوير بكثير، وفى زمن لم يكن أحد بعد يعرف بما يدور في كواليس المؤسسة الكنسية، قام القرآن الكريم بإنكار صَلب يسوع، وبإنكار تأليه يسوع، وبدحض الثالوث، كما قام بكشف مختلف أنواع التلاعب الذي تم في النصوص الإنجيلية. وهو ما تم إثباته قطعا طوال القرن العشرين خاصة، بل ومن قبله .. بحيث أن هذه المعلومات في الغرب باتت من المعلومات الدارجة التي نطالعها في الموسوعات والقواميس، حتى المدرسية منها من أمثال قاموس لاروس الصغير. وهذه الحقائق هي في الواقع التي تثير أحقاد المتحكمين في المؤسسة الكنسية. ونذكر مما أورده القرآن الكريم على سبيل المثال :
·وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا ( النساء / 157).
·يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (النساء/171).
·وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (البقرة 42).
·فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (البقرة / 59 ).
· أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (البقرة / 75 ).
ومن الملاحظ طوال النص القرآني أن عيسى عليه السلام يطلق عليه : "عيسى بن مريم " لستبعادا لتلك الهرطقة التي تقول أنه "ابن الله" أو"الله نفسه" !
وهنا لا يمكننا إلا أن نتساءل بكل مرارة : ألم تكف ألفا عام من التاريخ المدرج بالدماء والحروب الضارية التي قادتها هذه المؤسسة الفاتيكانية لتفرض نفسها بكل ذلك الطغيان، لكي تفهم أنها ليست على الطريق المستقيم ؟! وبدلا من مواصلة فبركة التحريف والتزوير والغش لتبشير الشعوب، لتنصير الشعوب، خاصة بعد كل تلك الأبحاث الجديدة الجادة والتي عرضنا منها تلك الشذرات الواردة بهذا المقال، أليس أكثر إنسانية وأكثر منطقية أن تترك الناس في حالها وأن تكرس جهودها لاستبعاد كل تلك الآلام التي تغص بها الأرض، وكل هذه الأوبئة، والمجاعات، والأمراض، وكل هذه الكوارث الطبيعية أو المفتعلة، التي تتهدد الحياة على الكرة الأرضية بكلها، دون الإصرار الأعمى على تنصير الشعوب ؟! إن مليارات الدولارات التي تنفق هباء وبعته لتنصير العالم سوف تعاون بلا شك على التخفيف أو تحسين ذلك المصير المأساوي الذي ينتظرنا جميعا ..
وفى النهاية، لا يسعنا إلا العودة إلى تلك الجملة البذيئة والظالمة، لكنها جدّ كاشفة، والتي تصف الإسلام " بأنه عبارة عن خطأ مطلق لا بدمن دحضه، وخطر بالنسبة للكنيسة لا بد من محاربته "، لنسأل تلك المؤسسة الفاتيكانية، بكل صدق وموضوعية، أي الديانتين يعد خطأ مطلق بالنسبة للدنيا : تلك المسيحية الفاتيكانية المتعنتة، المتصلبة الرأي، والتي تم اختلاقها تلفيقا عبر المجامع على مر العصور، أم الإسلام، الذي لم يهن عليكم حتى ذكر أو كتابة اسمه في تلك الوثيقة، والذي لم تكفّوا عن محاربته بضراوة وعدم أمانة لا مثيل لهما ؟!
بقلم الدكتورة زينب عبد العزيز
أستاذ الحضارة الفرنسية
يمكن مراسلة المؤلفة :
[email protected]
 
[حجم الصفحة الأصلي: 23.84 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 23.24 كيلو بايت... تم توفير 0.60 كيلو بايت...بمعدل (2.53%)]