عرض مشاركة واحدة
  #39  
قديم 29-12-2012, 09:15 PM
الصورة الرمزية فجر العزة
فجر العزة فجر العزة غير متصل
عضو متألق
 
تاريخ التسجيل: Apr 2007
مكان الإقامة: في الدنيا الفانية
الجنس :
المشاركات: 615
الدولة : Palestine
افتراضي رد: روائع كتابات الاخت الكريمة فجر العزة

جريمة الأسرى التي استحقّت صمت العالم



جهاد ، نضال ، فداء ، لا فرق بين الأسماء فكلهم تحولوا إلى أرقام داخل زنازين الاحتلال ، ولكلٍ منهم قصة وحكاية مختلفة خلف قضبان الأسر ، إلا أنَّ أصلها واحد هو حب الوطن والدين ، فلقد أضحى حب الوطن والدفاع عن المقدسات والحقوق السليبة جريمة تستحق القتل و السحق و التعذيب !
بل أصبح المدافع عن كرامة أمته الإسلامية وهويتها إرهابيا قاتلا ، و تخاذل العالم في نصرته ليكون مصيره في نهاية الأمر زنزانة ضيّقة لا تتجاوز مساحتها مترا في متر لا تصلح للعيش الآدمي ، أرادوا إسكات صوت الحق حتى لا يصدح بهذا الحب !
إنّ جريمة أكثر من أربعة آلاف وخمسمائة أسير فلسطيني يقبعون في
غياهب السجن هو مطالبتهم بالحريّة فوق أرضٍ تنسّموا هواءها العليل
وتعلموا في مدارسها وجامعاتها ، هذه الأرض التي دنستها أقدام محتل غاشم استحلَّ المقدسات والأعراض ضاربا عرض الحائط بقوانين الأعراف الدولية التي باتت تنعق بلغة المجرم وتُحوّل الضحية إلى جانٍ يجب أن يخضع للمحاكمة !
إنَّ الصمت على هذه الجرائم الشنيعة التي يرتكبها الاحتلال في حق الأسرى و المعتقلين يعتبر بحد ذاته جريمة سنحاسب عليها جميعا ، إذ كيف نقف مكتوفي الأيدي تجاه ضرب المعتقلين والتهجم عليهم في زنازينهم التي لا تتوفر فيها أدنى مقومات الحياة ،
تمعن معي أيها القارئ في هذا النص:
“ إن الاحتلال يتعامل مع هؤلاء الأسرى حسب قانون “المقاتل غير الشرعي” والذي يعنى أنهم محتجزون إلى ما لا نهاية دون أي محاكمات أو تهم معينة أو إعطائهم حقوقهم في توكيل محام أو معرفة أسباب الاعتقال ، وهذا يعتبرمخالفاً لكافة المواثيق والأعراف الدولية ، وضربة قاضية للقانون الدولي الإنساني .”(1)
أتساءل:
حتى متى نظل نقرأ عن معاناة الأسرى ولا نستجيب لصرخة قيدهم ؟
-حتى متى سنظل بلا حرية ، فو الله إنهم الأحرار ولسنا نحن
نعم أَسَرتْنَا أهواءنا وحب الدنيا والمال والبحث خلف لقمة العيش فأصبحنا عبيدا لها وعشاقا لما هو فانٍ
إنّ الحرّ الحقيقي هو الذي صرخ عاليا وقال : لا ، وأبى الذل و الهوان
فإما حياة تسر الصديق وإما ممات يغيظ العِدَا
إنَّ الأسيرَ له علينا حقوقٌ كثيرة فحريّ بنا أن نُقبّل رؤوسهم ونضمد جراحهم النازفة ، فأقل ما يُمكننا تقديمه لهم هو دعمهم معنويا ومادياً ، ووضع قضيتهم ضمن قائمة اهتماماتنا ، ونشرها في المنتديات والإعلام والإذاعات ، و لا ننساهم من دعاء في ظهر الغيب ، يرفع عنهم ضيق الحال وظلم الاحتلال، ويخفف وطأة الزنزانة التي شهِدَتْ على نزف دمائهم ، وكانت شاهد عيانٍ على تعذيبهم بوحشية فاقت همجية المغول والتتار بل وحتَّى البربر
أدعوكم وأدعو نفسي أن نسخَّر أقلامنا ومواهبنا وعقولنا لخدمة الأسرى ، قد تتساءل أيها القارئ الكريم ما الذي يجدي في هذا ؟؟ فإن هذه الأمور بحاجة إلى حكومات تُفاوض المحتل وتطالبه بهذه الحقوق و نحنُ لا حول لنا ولا قوّة
فأجيب:
لو كل شخص منا شاهد مأساة الآخر وبقي متفرجا ولم يحرك لها ساكنا فإنه سيأتي اليوم الذي يصبح فيه خلف القضبان ، ولا يسمع أحدٌ صرخته من ورائها ، بل لو سمعها فإنّه لن يتفاعل معها ، ونكون بذلك خنا العهد بمناصرة إخواننا المسلمين –
ألم نقرأ حديث الرسول – صلى الله عليه وسلم –
انصر أخاك ظالما أو مظلوما ،
فكيف بهؤلاء الذين وقع عليهم ظلم الاحتلال وتشابكت الأغلال في أيديهم وأقدامهم بلا ذنب أو جريمة ؟!
فأين نحن من حديث الرسول – صلى الله عليه وسلّم – : ” أطعموا الطعام وأفشوا السلام و فكّوا العاني “
وكيف يكون فكاكه ؟
بالقلم وباللسان وبالإعلان عن معاناته وتصويرها وتسليط الضوء عليها ، حتّى يأتي دور المقاومة بالرد وفكّ القيد والوفاء للأحرار
وفي الختام:
تأمل أخي القارئ أختي الكريمة في معاني هذه القصة الرائعة التي أضحت أنموذجا يجب أن يتصدر حياتنا
“ هذا المنصور ابن أبي عامر قائد من قادة الأندلس كان راجعاً من غزوة من غزواته ، ويوم أن فتحنا نصف أوروبا ووصلنا إلى قلبها كان راجعاً من فتح من الفتوحات فإذا بها امرأة تستقبله بعد أن عاد وانتهت المعركة فوجدته امرأة فقالت له : يا منصور، قال: لبيكِ
قالت: ابني أسير، قال: أين الأسير ؟قالت إنه أسير في بلد كذا بيني وبينه آلاف الكيلومترات ، فأمر الجيش ألا يرجع و نعود مرة أخرى لأجل أسير واحد!
فدكّ الحصون وفتح البلاد وسحق الجيوش كلها لأجل أسيرٍ واحد حرَّره ثم رجع.” (2)
اللهم فك قيد الأسرى والمعتقلين في كل مكان ، اللهم كن لهم خير ناصر ومعين ، اللهم ثبتهم على كلمة الحق والتوحيد
اللهم عليك بعدوهم ، اللهم اجعل النار والعذاب بردا وسلاما عليهم ، وتقبل من مات منهم شهيدا في سبيل
اللهم عليك باليهود ومن والاهم ، اللهم انتقم منهم كانتقامك من عاد وثمود ، اللهم لا تجعل لهم على الأسرى و المعتقلين يداً و لا سبيلا ، اللهم من أراد بأسرانا سوءا فاجعله خوارا مذلولا
اللهم عليك بمن يقتل ويفتك بأسرى المسلمين في كل مكان اللهم اقتل اليهود المعتدين على الأسرى عددا وأحصهم بددا ولا تجعل على الأرض منهم أحدا يا الله اللهم رد الأسرى لأهلهم سالمين غانمين اللهم آنس وحشتهم ، وكن لهم ناصرا ومعيناً.
اللهم جازهم بصبرهم جنة النعيم وألهمهم الصبر على الآلام اللهم كما حولت النار بردا وسلاما على إبراهيم حول نقمة سجانيهم عليهم بردا وسلاما اللهم احفظهم من كل سوء وارفع عنهم كل ضيق وكن لهم خير حافظ ومعين وصل اللهم وسلم على سيدنا وحبيبنا محمد – صلى الله عليه وسلم
__________________________________________
(1) موقع صابرون : مقال :أساليب التعذيب ( 28/1/ 2009م
(2) شبكة الصوت الإسلامي : من محاضرة للشيخ نبيل العوضي عن الأسرى .


__________________
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 17.06 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 16.43 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.68%)]