[الفراشة المتألقة]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أهلا بك عزيزتي بتول فلسطين ، وأهلا بكل أهلنا في فلسطين الحبيبة.

في البداية أبارك لك ولكل أهلنا في فلسطين الحبيبة دخول الشهر الفضيل ، جعلنا الله وإياكم من صوّامه وقوّامه والمقبولة أعمالنا فيه يارب العالمين.

أحييّك عزيزتي ، وأحيي فيكِ حرصك على تفهيم غير المسلمين بأصول الشرع الحنيف وإهتمامك بهذا الأمر ، أثابك الله وكثّر من أمثالك وجعل عملك في ميزان عملك ثقيل ، اللهم آمين.

أختي وحبيبتي في الله:
أوصيكِ - واحفظي وصيتي يا رعاك الله - بأن تجعلي ردك على هذا الشاب النصراني بحوار ومناقشة هادئة حتى لا ينفر منك ومن دينك الإسلام .
رب العالمين في كتابه العزيز قال: ( وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) فلتكن هذه الآية نصب عينيك حبيبتي الغالية أثابك الله وحفظك.

سيتضمن حوارك مجموعة من النقاط ألخصها لك في التالي:

في البداية رب العالمين قال في كتابه العظيم ، القرآن الكريم:
( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ * اللهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُوْلَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ )
هذا هو أفضل وأبلغ وأكمل رد على مسألة أن لله ولد .

لو نظرنا لشرح هذه الآيات :
قل يا محمد للمشركين بأن الله هو المتفرد بالألوهية ، المستحق للعبادة وحده لا يشاركه فيها أحد ، وهو المتفرد بالربوبية دون سواه ، وهو واحد أحد في أسمائه وصفاته .
الله هو الصمد الذي يصمد إليه في الحوائج ، وتقصده الخلائق لقضاء حوائجها ، وهو الذي يطعم ولا يطعم ، الباقي بعد خلقه ، ليس له ولد ولا والد ولا صاحبة ، قد استغنى عن غيره وغيره محتاج إليه.
وليس له مثيل ولا ند ولا نظير ولا شبيه ، لا في ذاته ولا في ربوبيته ولا في ألوهيته ولا في أسمائه ولا في صفاته سبحانه جلَّ في علاه وتقدس.

المسألة الثانية:
نحن المسلمون نؤمن بأن عيسى عليه السلام هو نبي من أنبياء الله ، ولأن نبي الله عيسى عليه السلام قد كان له ولأمه مريم بنت عمران شأن عظيم نزلت سورة كاملة تحكي قصة مريم العذراء وابنها عيسى عليه السلام في المصحف الشريف تتلى إلى قيام الساعة .

إقرئي عليه الآيات أو افتحي له كاسيت ليسمعها من آية 16 إلى 35 من سورة مريم ، أي من آية ( وَاذْكُرْ فِيْ الكِتَابِ مَرْيَمَ ........ كُنْ فَيَكُوْنُ ).

و بالنسبة للمعجزات التي كانت لنبي الله عيسى عليه السلام قد حكاها الله لنا وعلمنا إياها ، وأخبرنا عن ماهيتها لأنه يعلم ضعفنا وجهلنا ، فقال عز وجل في آياتٍ مسطورة في كتابه العزيز تتلى إلى قيام الساعة في سورة المائدة آية 110
( إِذْ قَالَ اللهُ يَا عِيْسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِيْ عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ القُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِيْ المَهْدِ وَكَهْلاً ........... سِحْرٌ مُبِيْنٌ ).

ولأن الله هو الذي خلقنا فهو يعلم أن هناك من خلقه سيكذبون ويقولون بأن عيسى قد وصّى بأن يعبده الناس بعد موته ، فقال الله عز وجل في كتابه العظيم القرآن الكريم آيات تتلى إلى قيام الساعة في سورة المائدة آية 116-118
( وَإِذْ قَالَ اللهُ يَا عِيْسَى ابْنَ مَرْيَمَ .......... العَزِيْزُ الحَكِيْمُ )

أما ما يخص مسألة مقتل عيسى عليه السلام ، فقد أخبرنا الله عز وجل في كتابه العظيم بأنه قد رفع عيسى إلى السماء ، وسينزل في آخر الزمان ليكسر الصليب ويقتل الخنزير و ينشر دين الإسلام الذي جاء به محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ، وذلك في سورة النساء آية 157-158
( وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا المَسِيْحَ عِيْسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولَ اللهِ ...... عَزِيْزًا حَكِيْمًا ).

بعد أن تسوقي له كل هذه الآيات والبراهين من كتاب الله عز وجل قولي له بأنني كمسلمة أؤمن بأن هذا الكلام حق وصدق ، وأنت بالتأكيد تؤمن بأن ما في كتابك حق.
لكني أريد أن أسألك: كيف يمكن أن تثبت لي بأن مافي كتابك حق وصدق؟
الذي أعرفه بأن لكتبكم مجموعة من النسخ ، منها القديم ومنها الحديث ، ويتم تجديده عبر الزمان .
هل تعلم بأن القرآن الكريم لم يتغير منذ 1433 سنة ، لم يتغير فيه ولا حرف واحد.

نعود لسؤالنا:
كيف يمكن أن نتأكد أنا وأنت بأن كتابك لم يتغير وبأن كتابي(القرآن) لم يتغير؟
نحن المسلمين لدينا الطريقة واضحة ، ويمكن لأي شخص أن يتأكد بنفسه.
قرآننا العظيم وصل لنا عن طريق التواتر ، يعني نقلته جماعة عن جماعة ، ومكتوب عندنا السَّـنَـد مكتوب ومحفوظ بأن القرآن منقول فلان عن فلان عن فلان عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم عن جبريل عليه السلام عن رب العزة والجلال .
ولكي أتأكد أنا بنفسي عن مدى صدق هذا السند يمكنني مراجعة كتب التأريخ وأبحث عن سيرة فلان فأرى تاريخ ولادته وتاريخ وفاته ، وأبحث عن سيرة فلان الذي نقل عنه وأرى تاريخ ولادته ووفاته ، وبهذه الطريقة يمكنني أن أعرف هل حقا عاشا في وقت واحد؟ هل حقا كان فلان تلميذ لفلان؟ هل حقا درس فلان على يد فلان؟
وبهذا أتأكد بنفسي من صحة السلسلة التي نقلت القرآن إليّ وأوصلته لي ، فهل عندك مثل ما عندي؟

أحكم بنفسك :
أن تستطيع التأكد من كل شي في أي وقت أصدق ، أم أن تكون الأمور مجهولة ومبهمة فقط تسمع الناس تقول بأنه فلان قال كذا وكذا ولا يوجد شيء مكتوب ومحفوظ هو الأصدق؟

نسأل الله أن يشرح صدر هذا الشاب ويهديه إلى الطريق الصحيح والدين الصحيح اللهم آمين .

احرصي عزيزتي على أن تتقني قراءة الآيات التي أشرت لك بها حتى لا تكون نقطة ضعفك هي عدم قدرتك على قراءة الآيات بشكل صحيح فلا يتأثر الشاب بكلامك .
أسأل الله أن يكتب هدايته على يدك ، ويجعل هذا العمل في ميزان حسناتك ثقيل .
اللهم آمين .. اللهم آمين .. اللهم آمين.
وفقك الله لكل خير وكتب لك عظيم الثواب والأجر.