رمضان فى عيون الادباء
أمل السماء (قصيدة)
يس الفيل
تَتَغَيَّرُ الدُّنْيَا.. وَلا تَتَغَيَّرُ وَمَدَى الزَّمَانِ تَجِيءُ، لا تَتَأَخَّرُ
فِي كُلِّ عَامٍ أَنْتَ أَكْرَمُ زَائِرٍ لِلأَرْضِ، تَهْدِي مَنْ بِهَا يَتَعَثَّرُ
لَكِنَّنَا.. وَالظُّلْمُ يَفْتَرِشُ الرُّبَى وَنُفُوسُنَا مِمَّا تَرَى تَتَحَسَّرُ
لَمْ نَدْرِ كَيْفَ إِلَى التَّسَامِي نَهْتَدِي وَالأَقْوِيَاءُ عَلَى الضِّعَافِ تَجَبَّرُوا
* * *
رَمَضَانُ.. يَا شَهْرَ التَّحَرُّرِ، لَيْتَنَا مِنْ جَاهِلِيَّةِ فِكْرِنَا نَتَحَرَّرُ
رَمَضَانُ تَأْتِي وَاللَّظَى يَغْتَالُنَا وَالحُبُّ فِي جَنَبَاتِنَا يَتَكَسَّرُ
وَالظُّلْمُ يَفْتِكُ بِالأَحِبَّةِ، وَالمَدَى مِمَّا يَرَاهُ، عَلَى المَدَى يَتَفَجَّرُ
وَالجُوعُ يَفْتَرِسُ العِبَادَ، فَتَرْتَمِي كُتَلاً مَوَاكِبُهُمْ، هُنَا تَتَضَوَّرُ
وَخَزَائِنُ الأَمْوَالِ خَلْفَ سُدُودِهَا بِضَرَاوَةِ الحِرْمَانِ.. لا تَتَأَثَّرُ
* * *
حَتَّامَ يَا رَمَضَانُ يَصْرُخُ جَائِعٌ وَيَئِنُّ ظَمْآنٌ .. وَيَسْقُطُ مُعْسِرُ؟
الصَّوْمُ فِيكَ فَرِيضَةٌ، وَلِحِكْمَةٍ شُرِعَ الصِّيَامُ لِعَالَمٍ يَتَدَبَّرُ
لَكِنَّنَا.. وَالنَّفْسُ مَالَ بِهَا الهَوَى نَعْدُو .. وَلَكِنَّ الخُطَى تَتَقَهْقَرُ
فَإِلَى مَتَى هَذَا الضَّلالُ وَعَالَمِي رَغْمَ الغَوَايَةِ بِالهِدَايَةِ أَجْدَرُ؟
رَمَضَانُ يَا أَمَلَ السَّمَاءِ لأُمَّةٍ بِكَ لَمْ تَزَلْ عَبْرَ المَدَى تَسْتَبْشِرُ
ثَبِّتْ عَلَى التَّقْوَى قُلُوبَ أَحِبَّتِي وَامْنَحْ هُدَاكَ لِعَالَمٍ يَتَدَهْوَرُ
وَاهْدِ الهُدَاةَ إِلَى مَرَافِئِ دِينِهِمْ وَاحْفَظْ خُطَاهُمْ فِي الطَّرِيقِ لِيَعْبُرُوا
وَاحْمِلْ إِلَى مَلأِ السَّمَاءِ تَحِيَّةً مِنْ أُمَّةٍ بِصِيَامِهَا تَتَطَهَّرُ
مَا زِلْتَ يَا رَمَضَانُ أَكْرَمَ زَائِرٍ لِلأَرْضِ، تَهْدِي مَنْ بِهَا يَتَعَثَّرُ
وَلَسَوْفَ تَبْقَى فَرْحَةً أَبَدِيَّةً لَيْسَتْ تُمَلُّ، وَإِنْ تَكُنْ تَتَكَرَّرُ
* * *