عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 30-03-2020, 04:08 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,014
الدولة : Egypt
افتراضي المد الطبيعي (الأصلي) تعريفه وأقسامه

المد الطبيعي (الأصلي) تعريفه وأقسامه

حامد شاكر العاني



تعريف المدِّ الطبيعي (الأصلي):
تعريف المدِّ الطبيعي (الأصلي) هو: الذي لا تقوم ذات حرف المدِّ إلاَّ به، ولا يتوقف على سبب من سببي المدِّ.

قال الدكتور غانم قدوري: (ومعنى قولهم في تعريف المدِّ الطبيعي بأنه الذي لا تقوم ذات الحرف إلاَّ به: أي المقدار الذي يتحقق فيه حصول حرف المدِّ، بأن يمتدَّ مقدار حركتين، وكل زيادة على ذلك المقدار يخرج بالحرف من المدِّ الطبيعي إلى المدِّ الزائد) [1].

وسمي بالمدِّ الطبيعي: لأن صاحب الطبيعة السليمة لا ينقصه عن حدِّه ولا يزيد عليه في مقداره. وبالمدِّ الأصلي: لأنه أصل لجميع المدود.

ويسمى أيضاً بالمدِّ الذاتي؛ لأن ذات الحروف لا تقوم إلاَّ به ولا تجتلب بدونه.

وبمدِّ الصيغة: لأن صيغة حروف المدِّ أي أن بنيتها تمدُّ لكل القرَّاء قدر مدِّها الطبيعي الذي لا تقوم ذاتها إلاَّ به، ولا توجد بعدمه لابتنائها عليه، وهو مدُّ الصوت بقدر النطق بحركتين [2].

قال ابن بري وهو يصف مدَّ الصيغة:
(وصيغة الجميع للجميعِ تمدُّ قدر مدِّها الطبيعي) [3].

ضابطه وعلامته:
أما ضابطه: أن لا يقع بعد حرف المدِّ واللين همز أو سكون، وأما علامته: أنه يُعرف من غيره بأنه لم يأت بعده سبب من سببي المدِّ من همز أو سكون نحو ﴿البَاطل، ﴿قَال، ﴿قالُوْا، ﴿يقُوْل، ﴿الذِي، ﴿قِيْل..... وما شابهها.

مقدار مدِّه:
وأما مقدار مدِّه فإنه لا يزيد ولا ينقص عن حركتين وصلاً ووقفاً. ونقصه عن الحركتين حرام شرعاً[4].



قال الشيخ عبد الفتاح المرصفي في المدِّ الطبيعي: (أما مقدار مدِّه في جميع أنواعه المتقدمة وصوره المختلفة فهو مدُّ الصوت بقدر حركتين اثنتين فقط لكل القرَّاء بالإجماع ويستوي في ذلك ما ثبت منه في الوصل والوقف أو في الوصل دون الوقف أو في الوقف دون الوصل، ويحرم شرعاً النقص عن هذا القدر أو الزيادة عليه وتعرف الحركة بمقدار حركة الأصبع قبضاً أو بسطاً بحالة معتدلة لا بالسريعة ولا بالبطيئة، ولا يضبط هذا إلاَّ المشافهة والإدمان على القراءة والسماع من أفواه الشيوخ المحققين الآخذين ذلك عن شيوخهم رزقنا الله تعالى أداءً كأدائهم وسيراً على طريقهم حتى نتلو كتاب الله تلاوة صحيحة ترضيه ويرضى بها عنا آمين) [5].


واختلف أهل الأداء حول الفترة الزمنية للحركة الواحدة أهي تقدر بحركة قبض الأصبع وبسطه أم حركة الحرف، والذي نميل إليه والله أعلم هو قول الدكتور الشيخ أيمن رشدي سويد إلى حركة الحرف وليس حركة الأصبع قال (حفظه الله): (ويمدُّ المدُّ الطبيعي بمقدار حركتين، والحركتان هما الفترة الزمنية اللازمة للنطق بحرفين متحركين متتالين كقولك (بب) أو (تت) وما شابهما، فالحركة هي حركة الحرف وليست حركة الأصبع كما زعم كثير من المتأخرين في القرن الرابع عشر أو ما قبله بقليل، ولعلهم فعلوا ذلك تسهيلاً على المبتدئين، ولكن الدقة تنافيه لتعذر ضبطه وجميع أئمة القراءة المتقدمين على تقدير المدِّ بالألفات) [6].


أقسام المدِّ الطبيعي:
يتواجد المدُّ الطبيعي في الكلمة والحرف، فأما الكلمة نحو ﴿قَالُوا﴾، ﴿نُوحِيهَا﴾ وغيرهما. وأما المدُّ الطبيعي الحرفي فيكون في الحروف المقطعة من أوائل السور والتي تتكون من حرفين في اللفظ والمجموعة في عبارة (حي طهر)، (حا) (طا) (يا) (ها) (را). ويكون أيضاً في بعض حروف الجر مثل (فِي) و (علَى) و (إلَى).


وأما أقسام المدِّ الطبيعي الكلمي فثلاثة:
القسم الأول: أن يكون ثابتاً وصلاً ووقفاً:
يستوي في ذلك ثبوت حرف المدِّ في خط المصحف الشريف، وغير ذلك، كما في الأمثلة المتقدمة.


القسم الثاني: أن يكون ثابتاً وقفاً فقط:
كالوقف على الألف المبدَّلة من التنوين نحو (هدىً)، (عمىً)، (دعاءً)، (بصيراً)، وكالوقف على ألف التثنية كما في ﴿ذَاقَا الشَّجَرَةَ﴾ (الأعراف 22)، وغير التثنية نحو ﴿أَقْصَا الْمَدِينةِ﴾ (يس 20)، ﴿مُحِلِي الصَّيدِ﴾ (المائدة 1)، ﴿وَلا تَسُبُوا الذِّينَ﴾ (الأنعام 108) وما شابهها.


القسم الثالث: أن يكون ثابتاً وصلاً فقط:
من ذلك وصل هاء الصلة بواو أو ياء بما بعدها نحو ﴿إِنَّ رَبَّهُ وكَانَ بِهِ ي بَصِيراً﴾ (الانشقاق 15)، ويوقف عليها بالإسكان لجميع القرَّاء.


[1] ينظر: الميسر في علم التجويد ص 114.

[2] ينظر: هداية القاري إلى تجويد كلام الباري 1/269.

[3] قوله: (وصيغة الجميع للجميع): المراد بلفظ الجميع الأول حروف المدِّ والمراد بالثاني جميع القراء. ينظر: الدرر اللوامع في أصل مقرأ الإمام نافع من نظم الإمام ابن بري، المطبعة التونسية – تونس، سنة الطبع 1354 ه – 1935 م. ص 46.

[4] ينظر: هداية المستفيد في أحكام التجويد ص 29.

[5] ينظر: هداية القاري إلى تجويد كلام الباري 1/274.

[6] ينظر: منظومة تلخيص صريح النص في الكلمات المختلف فيها عن حفص، شرح الدكتور أيمن رشدي سويد ص 7.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 23.25 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 22.62 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.70%)]