عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 23-09-2020, 02:25 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,326
الدولة : Egypt
افتراضي رد: مزايا الآيات المكية

وتنزيهه عن العجز عن الإعادة بعد الموت للحساب والجزاء:

﴿ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَلِقَاءِ الْآَخِرَةِ فَأُولَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ * فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ * وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ * يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ ﴾ [الروم: 16 - 19].



و- سرد قصص إحياء الموتى على يد أفراد بقدرة الله تعالى مما يعطي نموذجاً على الإحياء الجماعي عندما يأذن الله بذلك:

﴿ وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ ﴾ [الكهف: 19].

﴿ وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا ﴾ [الكهف: 25].

وتستوفي الصورة آثارها في النفس وتؤدي دورها التربوي كاملاً بعرض القرآن الكريم صوراً لمصير المكذبين باليوم الآخر الذين خسروا ما أعدَّ الله لأهل الإيمان والتصديق بوعد الله في جنات النعيم، وخسروا عقولهم عندما ظنوا أنهم خلقوا عبثاً وأنهم لا يرجعون إلى الله، وخسروا أنفسهم وأهليهم عندما خلدوا في دار الشقاء ﴿ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ ﴾ [المؤمنون: 115].

﴿ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ * وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآَخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴾ [الأنعام: 31 - 32].

﴿ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ * لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ ﴾ [الزمر: 15 - 16].



3- الإيمان بالنبوات والرسالات:

لقد بيَّن القرآن المكي سنّة الله في الرسالات وإرسال الرسل بأسلوب إقناعي في غاية الإحكام ولم يترك شبهة من الشبهات التي أثارها المشركون إلا وفنّدها وبيّن الحق.

أ- فالرسالات واحدة والهدف من إرسال الرسل واحد هو توحيد الله سبحانه وتعالى وترك عبادة الطواغيت. ﴿ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ﴾ [النحل: 36].

إن الرسالة ضرورية لمعرفة الإنسان الأمانة التي حملها. ﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ﴾ [الأحزاب: 72].

ولتحقق الحكمة التي خلق لأجلها الإنسان. ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ﴾ [الذاريات: 56 - 58].

إن الإنسان لا يستطيع أن يتعبد الله حسب اجتهاده، كما لا يستطيع أن يتصور صفات الكمال بعقله لينسبها إلى الله تعالى، ولا يستطيع أن يحدد صفات النقص لينزه الله تعالى عنها. فالرسالة ضرورية لرسم المعالم في التوحيد والعبادة.



ب- شمول الرسالات للأقوام والأمم كافة:

إن رحمة الله بالعباد واسعة ولطفه بهم عظيم، فلم يترك أمة أو قوماً إلا وأرسل فيهم الرسل...

﴿ ... وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ ﴾ [فاطر: 24].

﴿ وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا لَهَا مُنْذِرُونَ ﴾ [الشعراء: 208].

﴿ ... وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا ﴾ [الإسراء: 15].



جـ- إرسال الرسل من البشر:

وذلك للقيام بمهمتهم خير قيام، ليكون أدعى لقبول القوم من الرسل المرسلين إليهم، فلو كانوا من غير جنس البشر لما أمكن اللقاء والفهم والإدراك ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [النحل: 43].

إنّ العقائد والأحكام والمزايا الخلقية تحتاج إلى نموذج عملي يتمثلها سلوكاً في حياته ليكون قدوة للناس في كل ذلك. فكون الرسل من البشر يحقق هذا الأنموذج المثالي للالتزام والتطبيق.

﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا ﴾ [الفرقان: 20].

فسنَّة الله جلَّ جلاله في الرسالات أن يكون الرسول من جنس المرسل إليهم: ﴿ وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى إِلَّا أَنْ قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَسُولًا * قُلْ لَوْ كَانَ فِي الْأَرْضِ مَلَائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ مَلَكًا رَسُولًا ﴾ [الإسراء: 94 - 95].



د- إرسال الرسل من القوم وبلسانهم:

يقول جلَّ شأنه: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [إبراهيم: 4].

إن الإنسان مجبول على إثارة الشكوك في الغريب البعيد والاطمئنان إلى المخالط القريب، ولذلك كانت الجهود التي يبذلها الأنبياء والمرسلون وهم بين أقوامهم تجد فرصاً أكثر حظاً في النجاح، وذلك أن القوم عندما يخاطبون بلغاتهم على لسان من عرفوا نشأته وأمانته وفطنته واستقامة سلوكه وسلامة تفكيره، هذه المعرفة حول الرسول ونشأته تدخل الطمأنينة على قلوب الناس إن لم يتخذوا موقف الإعراض والمقاومة عناداً، فإن وجدت الطمأنينة حول شخص الرسول وأخذ التفكير حظه من تدبر الوحي الذي جاء به الرسول، اكتملت مقومات الاستجابة للدعوة في نفوس المدعوين، ولذلك أمر القرآن الكريم أن يطالب رسول الله صلى الله عليه وسلم القوم أن يتفكروا في واقعه من جهة ويتفكروا في دعوته من جهة ثانية إذا كانوا يريدون الحق ويبحثون عنه. ﴿ قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ ﴾ [سبأ: 46].

﴿ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآَنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ * قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ * فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآَيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ ﴾ [يونس: 15 - 17].



هـ- مهمة الرسل: البلاغ والبيان:

والبلاغ بشقيه الرئيسين (الإنذار والبشارة).

﴿ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾ [الأعراف: 188].

﴿ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [النحل: 44].

﴿ وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ ﴾ [الحجر: 89].

﴿ ... لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ﴾ [القصص: 46].



و- عموم رسالة خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم:

﴿ وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا ﴾ [سبأ: 28].

﴿ ... إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ﴾ [الرعد: 7].

إن الإيمان بالرسل والرسالات من الأساسيات التي نزل القرآن المكي لترسيخها وتوضيحها ورد الشبهات حولها، وبيان سنن الله فيها وأن العاقبة لهم ﴿ وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ * وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ ﴾ [الصافات: 171 - 173].

ويشكل موضوع الرسالة والرسل ومعجزاتهم محاور كثيرة من السور المكية.



4- الدعوة إلى أمهات الأخلاق وأصول العبادات:

دعا القرآن المكي - إلى جانب ترسيخ أصول العقيدة - دعا إلى الالتزام بأمهات الأخلاق والتخلي عن مرذولها.

ونظرة القرآن الكريم إلى الأخلاق منسجمة مع الشخصية الإسلامية المتميزة في العقيدة، وما الأخلاق الفاضلة إلا ثمراتٍ للعقائد ونتائج للالتزام السلوكي بأحكام القرآن الكريم، لذا فإن الهدايات القرآنية في العقائد ترافقها الدعوة إلى التحلي بالأخلاق وذلك لأن المنهج القرآني في تربية الشخصية الإسلامية منهج متكامل، فالله الذي خلق الإنسان وأودع فيه الفطرة المستقيمة أودع فيه أيضاً العواطف والمشاعر والأشواق الروحية والحاجات العضوية، ووضع المنهج الأمثل الذي يحافظ على استقامة الفطرة وينمي فيها نوازع الخير ويحدّ من أهواء النفس والشهوات ويهذب الغرائز ويسمو بها ويوجهه إلى الكمالات الإنسانية.



فيأتي الأمر الصريح بالأخذ بأمهات الأخلاق كما في قوله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ﴾ [النحل: 90 - 91].



وتأتي أحياناً آيات جمعت بين أصول العقيدة وأصول العبادات وأمهات الأخلاق في سياق واحد، لبيان أنها كلها من الهدايات التي أنزلها الله تعالى ولا فلاح بغيرها، كما نجدها في الوصايا العشر في سورة الأنعام، يقول جلَّ من قائل:

﴿ قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ * وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [الأنعام: 151 - 153].



هذه هي الأسس والمبادئ الأربعة التي لم تخل منها سورة مكية وربما اشتملت السورة - وبخاصة السور الطويلة - على جانب أو أكثر من هذه القضايا. فإذا أراد الباحث أن يحدد محور سورة من السور المكية فلينظر أولاً إلى المساحة التي شغلتها هذه القضايا منفردة أو مجتمعة وهل يمكن تناول السورة من خلال أحد هذه المواضيع وجعله محوراً للسورة؟.



إننا نجد كثيراً من السورة المكية ركزت على أصل من أصول العقيدة فمثلاً سورة الأنعام تناولت جانب التوحيد وإقامة الحجج والبراهين عليها وخاصة من خلال أدلة الخلق والإبداع في الكائنات، وسورة النحل تناولت قضية التوحيد من خلال أدلة العناية حيث ذكرت نعم الله تعالى على العباد ما ظهر منها وما بطن في مختلف مجالات الحياة. وسورة يونس وهود وإبراهيم تناولت جانب الرسالة والنبوة من خلال قصص الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، والمناقشات التي دارت بينهم وبين أقوامهم. للوصول إلى إثبات رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين، ونجد أن سورة يس وسورة (ق) والقيامة من السور التي أقامت الحجج والبراهين على ثبوت اليوم الآخر والبعث بعد الموت للحساب والجزاء.





[1] اشتملت آيات سورة النمل على خمسة أنواع من الأدلة على توحيد الله تعالى:

1- دليل الخلق والإبداع الآية 60.

2- دليل العناية الآية 61.

3- دليل الفطرة الآية 62.


4- دليل إثبات صفات الكمال الآية 63.

5- دليل البرهان العقلي الآية 64.

انظر كتابنا (مباحث في التفسير الموضوعي)، ص 162 وما بعدها.








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 34.43 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 33.81 كيلو بايت... تم توفير 0.62 كيلو بايت...بمعدل (1.81%)]