عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 07-08-2020, 08:12 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,873
الدولة : Egypt
افتراضي أثر المعصية في الفهم

أثر المعصية في الفهم



من شؤم المعصية - وما أكثر شؤمها! - أنها تَحُولُ بين المرء وفَهْمِهِ، ولا تَسَلْ كيف هذا؛ فإن رب العزة أخبرنا به فقال: {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [المطففين: 14]؛ فأعمالهم الفاسدة غطَّت على قلوبهم؛ فأظلمت، فصارت لا ترى الهداية والنور.

ويشهد لهذا المعنى ما جاء في سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «تُعرَض الفتن على القلوب كالحصير عودًا عودًا، فأيُّ قلب أُشرِبها نُكتَ فيه نُكتةٌ سوداء، وأي قلب أنكرها نُكت فيه نُكتةٌ بيضاء، حتى تصير على قلبين: على أبيضَ مثل الصفا؛ فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض، والآخرُ أسودُ مُربادًّا كالكوز مجخِّيًا، لا يعرف معروفًا، ولا ينكر منكرًا إلا ما أُشرب من هواه» [صحيح مسلم، (144)].

وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «إن العبد إذا أخطأ خطيئةً نُكتت في قلبه نكتة سوداء، فإذا هو نزع واستغفر وتاب، سُقِلَ قلبه، وإن عاد زِيدَ فيها حتى تعلوَ قلبه، وهو الرَّان الذي ذكر الله: "كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ"» [المطففين: 14]))؛ [جامع الترمذي، (3334)، وقال: هذا حديث حسن صحيح].

فاعتياد المعصية يُورِث الظلمة التي تمنع الإنسان من النزوع عن المعاصي، وتغريه بالازدياد منها حتى يرسخ فيها؛ فلا يكاد يعرف معروفًا ولا ينكر منكرًا، فإذا أحس بشيء يردعه عن باطله، رده وتأوَّله بما يوافق عادته؛ وانظر إلى بني إسرائيل إذ قال الله تعالى في العِجْليِّين منهم: {وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ} [البقرة: 93]، فكفرهم الذي هو من أكبر الذنوب حجب عنهم النظر السليم، وغيَّب عقولهم، وأشرب قلوبهم الإشراك بذنبهم.
________________________
عدنان بن عيسى العمادي











__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.04 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.41 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.18%)]