الموضوع: هرمت أفكارنا
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 01-01-2020, 10:48 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,332
الدولة : Egypt
افتراضي هرمت أفكارنا

هرمت أفكارنا


سالم بن عبدالمجيد البيض





لا شكَّ أنَّ كل شخصٍ في حياتِه يحمِل مِن الإبداع ما اللهُ به عليم، ودليل على ذلك أنك تجِد الشخصَ في طُفولتِه عندما يلعَب فإنَّه يَبتكر أشياءَ جديدةً في اللعب، لكن عندَما يَكبر الطفل شيئًا فشيئًا تجِد الأفكار أيضًا مستمرة، لكن عندَما يُصبح الطفل شابًّا فإنَّ أفكارَه تكون قد وصلتْ إلى القمَّة، لكن بعض هؤلاء يَجِد دَعمًا فيبدع أكثرَ وأكثرَ، ويُقدِّم أفكارًا تستحقُّ الانتشارَ، هدفها خدمةُ البلاد والعباد، وهذه الفئة قليلةٌ في مجتمعنا المحلِّي والعربي بشكلٍ عام، أمَّا عن فئةِ الأغلبية مِن الموهوبين فهم كثرةٌ في المجتمع، لكن لم يَجِدوا مَن يدعم أفكارَهمْ التي تخدم البلادَ والعباد أيضًا، ولكن هذه الفئةُ سرعانَ ما تذهب أفكارُهم سُدًى، ولا نَدري لماذا تذْهَب سُدًى؟
أترى لأنَّهم لم يَجِدوا من لم يَدعمْهم ويُروِّج لهم أفكارَهم؟
أم أنَّهم كرِهوا أن يَعلوا للمعالي؟!

حقيقة الأمْر أنَّ موهوبِينا في المجتمعِ كثيرٌ، فمِنهم الإعلامي والمخترِع والكاتِب والمكتشِف، لكن لم يَجِدوا مَن يدعمهم ويُنير لهم أفكارَهم؛ ليستمرُّوا في الإبداع، فبعضُ شَرِكاتنا مشغولةٌ بتوفير أرباحها، ومؤسَّساتنا تنظُرُ بعينِ الإهمال لهم، بل حتى المجتمع يَنظُر إليهم بعينٍ ثالثة؛ لأنَّهم يَطرحُونَ أفكارًا غريبة.

ينظُر إليها المحبطين بنوعٍ مِن السفاهة، وكم عايشْنا ورأينا مبدِعين أتَوا بأفكارٍ جديدة، ولكن لعدمِ احتضانِهم مِن قِبل المجتمع والأُسرة تَرَكوا هذه الإبداعات، وأصْبحوا كعامَّةِ الناس.


فهل مِن منقذ لهذه الفِئة الذي همُّها الرقيُّ بمجتمعها؟ هل مِن داعمٍ لهؤلاء الذين لسانُ حالهم يقول: هرمتْ أفكارنا؟ فهل مِن أحدٍ يُعيدُ لها رُوحَ الشباب؟!

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.23 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.61 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.12%)]