عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 17-09-2019, 01:18 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,915
الدولة : Egypt
افتراضي رد: مسألة حول إجازة قول المعاصرين: استعوض استعواضا، واستبين استبيانا

مسألة حول إجازة قول المعاصرين: استعوض استعواضا، واستبين استبيانا
أ.د. عبدالعظيم فتحي خليل


7- استخول: في اللسان: ويقال: استخِل خالًا غير خالك، واستخوِل خالًا غير خالك؛ أي: اتخذ، واستخول في بني فلان: اتخذهم أخوالًا، وفي القاموس: استخولهم: اتخذهم خولًا كاستخال، وفيهم: اتخذهم أخوالًا.

8- استروح: في اللسان: استروح الريح واستراحها: وجدها، واستروح الفحل واستراح: وجد ريح الأنثى، واستروح الصيد واستراح: وجد ريح الإنسان، والاسترواح: التشمم، وفي القاموس: واستروح: وجد الراحة كاستراح، وتشمم، وإليه: استنام، وفي التاج مثل ما في القاموس واللسان.

9- استروض: في اللسان: أرض مستروضة: تنبت نباتًا جيدًا، أو استوى بقلها، والمستروض من النبات: الذي قد تناهى في عِظَمه وطوله، ومثله في التاج.

10- استصوب: في اللسان: استصوبه، واستصابه، وأصابه: رآه صوابًا، وقال ثعلب: استصبته قياس، والعرب تقول: استصوبت رأيك، وفي القاموس والتاج: استصاب الرأي بمعنى استصوبه.

11- استطيب: في اللسان: استطاب الشيء: وجده طيبًا، وحكى سيبويه: استطيبه، قال: جاء على الأصل كما جاء استحوذ، وكان فعلهما قبل الزيادة صحيحًا، وإن لم يلفظ به قبلها إلا معتلًا، وفي القاموس: استطاب الشيء: وجده طيبًا كأطيبه، وطيَّبه واستطيبه، وفي التاج مثل ما في القاموس واللسان.

12- استعور: في القاموس: واستعور: انفرد، وفي التاج: استعور عن أهله: انفرد، نقله الصاغاني عن الفراء.

13- استغيَل: في اللسان: أغال فلان ولده: إذا غشيَ أمه وهي ترضعه، واستغيلت هي نفسها، وأغيل الشجر وتغيل واستغيل: عظم والتف، وفي القاموس: الغيل: اللبن ترضعه المرأة ولدها وهي تؤتَى، أو وهي حامل، واسم ذاك اللبن: الغيل أيضًا، وأغالت ولدها وأغيلته: سقته الغيل فهي مُغِيل ومُغْيِل، وهو مُغال ومُغْيَل، واستغيلت هي، والاسم: الغيلة، والغيل: الشجر الكثير الملتف، وقد أغيل الشجر، وتغيَّل، واستغيل.

14- استفيل: في اللسان: استفيل الجمل: صار كالفيل، حكاه ابن جني في باب استحوذ وأخواته، وأنشد لأبي النجم:
يريد عيني مصعب مستفيلُ
ومثل هذا المعنى في القاموس.

15- استقوس: في اللسان: تقوس الشيء واستقوس: انعطف، وقد قوس الشيخ تقويسًا؛ أي: انحنى، واستقوس مثله، وحاجب مستقوس، ونؤي مستقوس: إذا صار مثل القوس ونحو ذلك مما ينعطف انعطاف القوس، وفي القاموس: والمتقوِّس: مَن معه قوس، والحاجب المشبه بالقوس كالمستقوس، وفي التاج: يقال: حاجب مستقوس ونؤي مستقوس، وكذلك: استقوس الهلال مجاز.

16- استقوه: في القاموس: وتقويه الصيد أن تحوشه إلى مكان، واستقوهه: سأله ذلك.

17- استليث: في اللسان: تليث واستليث وليث: صار كالليث، ومثل ذلك في التاج نقلًا عن اللسان.

18- استنوق: في اللسان: في المثل: استنوق الجمل، قال ابن سيده: استنوق الجمل: صار كالناقة في ذلها، لا يُستعمل إلا مزيدًا، قال ثعلب: ولا يقال: استناق الجمل، إنما ذلك لأن هذه الأفعال المزيدة - أعني افتعل واستفعل - إنما تعتل باعتلال أفعالها الثلاثية البسيطة التي لا زيادة فيها، كاستقام، إنما اعتل لاعتلال قام، واستقال إنما اعتل لاعتلال قال، وإلا فقد كان حكمه أن يصح؛ لأن فاء الفعل ساكنة، فلما كانت استنوق واستتيس ونحوهما دون فعل ثلاثي بسيط لا زيادة فيه، صحت الواو والياء لسكون ما قبلهما.

19- استنوك: في اللسان: ورجل أنوك ومستنوك؛ أي: أحمق، استنوك الرجل: صار أنوكَ، واستنوكتُ فلانًا؛ أي: استحمقته.

وهناك أفعال وجدتها في معجم الرائد، ولم أجدها في تلك المعاجم الثلاثة، وهي:
1- استجوره استجوارًا: وجده جائرًا؛ أي: ظالِمًا.
2- استحوب استحوابًا: حزن أو توجَّع.
3- استحوش الصيد استحواشًا: جاء من حواليه ليدفعه إلى المصيدة.
4- استحين استحيانًا: توقَّع الحين المناسب.

وبالتأمل في هذه الأفعال وجدت أنها نوعان:
النوع الأول: ما جاء بتصحيح العين وفي اللغة فعلٌ يماثله في معناه، لكنه معل العين، وذلك ثمانية أفعال، وهي: استجوب واستجاب، واستجوف واستجاف، واستحوذ واستحاذ، واستخول واستخال، واستروح واستراح، واستروض واستراض، واستصوب واستصاب، واستطيب واستطاب.

والنوع الثاني: ما جاء بتصحيح العين وليس في اللغة (استفعل) معل العين يؤدي معناه، وذلك يشمل باقي الأفعال، وهي على الترتيب: استتيست، استجور، استحوب، استحوس، استحوش، استحوض، استحين، استعور، استغيلت، استفيل، استقوس، استقوه، استليث، استنوق، استنوك.

وبالتأمل واستكشاف الغرض في هذا التصحيح، تبيَّن لي أن للعرب في هذا التصحيح غرضين، هما:
أحدهما - وهو الغالب -: المحافظة على عين الثلاثي أو المزيد الذي تُبنى عليه صيغة استفعل وتدل عليه، ويدخل في المحافظة على عين الثلاثي المجرد الأفعال الآتية:
1- استتيست الشاة، وهو من التيس.
2- استجوف: وهو من الجوف.
3- استحوب، وهو من الحوب بمعنى الحزن.
4- استحوذ، وهو من الحوذ، وهو الحوط والسوق السريع والغلبة.
5- استحوس، وهو من قولهم: إبل حوس؛ أي: بطيئات التحرك من مرعاها.
6- استحوش، وهو من الحوش، وهو ما يشبه الحظيرة.
7- استحوض، وهو من الحوض.
8- استحين، وهو من الحين.
9- استخولهم بمعنى اتخذهم خولًا؛ أي: خدمًا.
10- استروض، وهو من الروضة.
11- استعور، وهو من العورة.
12- استغيل، وهو من الغيل.
13- استفيل، وهو من الفيل.
14- استقوس، وهو من القوس.
15- استليث، وهو من الليث.

ويدخل في المحافظة على عين المزيد الذي تبنى عليه صيغة استفعل وتدل عليه:
1- استجوب، وهو من الجواب.
2- استخولهم: اتخذهم أخوالًا.
3- استصوب، وهو من الصواب.
4- استطيبه: أي رآه طيبًا.
5- استقوه الصيد، وهو من التقويه، مصدر قوه الصيد: جاء من حواليه صائحًا به ليدفعه إلى مكان.

ثانيهما: التنبيه على أصل عين الثلاثي المجرد أو أصل عين المزيد الذي بُنيت عليه الصيغة وتدل عليه، وهو قليل، ويدخل في ذلك الأفعال الآتية:
1- استروح؛ لأنه مبني على "ريح"، والياء في "ريح" أصلها الواو.
2- استجوره بمعنى وجده جائرًا، والهمزة في "جائر" أصلها الواو.
3- استخوله بمعنى اتخذه خالًا، والألف في "خال" أصلها الواو.
4- استنوق الجمل؛ لأنه مبني على "ناقة"، والألف في "ناقة" أصلها الواو.

ثالثًا: رؤية جديدة حول تصحيح الفعل "استحوذ":
ذكر جماعة من العلماء المحققين أن الغرض من استعمال العرب "استحوذ" ونحوه - بتصحيح العين - هو التنبيه على أصول ما أُعلت فيه العين بقلبها ألفًا؛ نحو: استقام واستعان واستفاد، وقد جعل ذلك ابن جني ضربًا من الحكمة في اللغة، فقال في المنصف[14]: "واقتصارهم على تصحيح استحوذ وأغيلت دون الإعلال؛ مما يؤكد اهتمامهم بإخراج ضرب من المعتل على أصله، وأنه إنما جُعل تنبيهًا على الباقي، ومحافظة على إبانة الأصول المغيَّرة، وفي هذا ضرب من الحكمة في هذه اللغة العربية"، وقد تكرَّر لدى ابن جني في مؤلفاته جعل "استحوذ" من المطرد في الاستعمال الشاذ في القياس، ومن ذلك قوله في المنصف[15]: "والمطرد في الاستعمال الشاذ في القياس قولهم: استحوذ، وأغيلت المرأة، والقياس يوجب إعلالهما؛ لأنهما بمنزلة استقام وأبانت، ولكن السماع أبطل فيهما القياس"، ومثل ذلك تجده في الخصائص[16]، وهو تابع في هذا الحكم لشيخه أبي علي الفارسي، فقد قال في المسائل العسكريات[17]: "اعلم أن الشاذ في العربية على ثلاثة أضرب:
1- شاذ عن الاستعمال مطرد في القياس.
2- ومطرد في الاستعمال شاذ في القياس.
3- وشاذ عنهما.

وهذا قول أبي بكر رحمه الله"، ثم مثَّل بعد ذلك للمطرد في الاستعمال الشاذ في القياس بقولهم: "استحوذ".

وممن أشاروا إلى هذا الغرض الذي ذكره ابن جني: عمر الثمانيني شارح التصريف الملوكي[18]، وابن يعيش [19] في شرحه للمفصل، والمنتجب الهمذاني في كتاب "الفريد في إعراب القرآن المجيد"[20].

والذي يبدو لي من خلال التأمل فيما ورد على ألسنة العرب بالتصحيح من صيغة "استفعل" - أن الغرض من التصحيح في هذا الفعل هو المحافظة على عين الثلاثي المجرد الذي يبنى منه ويدل عليه؛ وذلك لأن الحوذ في اللغة هو الحوط، والسوق السريع، والغلب، وفي اللسان: "حاذ يحوذ حوذًا كحاط حوطًا، وحاذ إبله يحوذها حوذًا: ساقها سوقًا شديدًا، والحوذ: السوق السريع، وحاذه يحوذه حوذًا: غلبه، واستحوذ عليه الشيطان واستحاذ؛ أي: غلب، وقوله تعالى: ï´؟ أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ ï´¾ [النساء: 141]؛ أي: ألم نغلب على أموركم ونستولِ على مودتكم، وفي الحديث: "ما من ثلاثة في قرية ولا بدو لا تقام فيهم الصلاة، إلا وقد استحوذ عليهم الشيطان"؛ أي: استولى عليهم وحواهم إليه، وقد فسر ثعلب قوله تعالى: ï´؟ اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ ï´¾ [المجادلة: 19]، فقال: غلب على قلوبهم"[21] ا.هـ.

وإذا كان هذا الغرض هو الغالب عليهم فيما ورد بالتصحيح من صيغة "استفعل"، لم يسُغ لنا أن نصف التصحيح في "استحوذ" بالشذوذ في القياس، فهذا الفعل مطرد في الاستعمال والقياس معًا، أما في الاستعمال فلوروده في أفصح لسان عربي مبين، ولندرة استعمال العرب "استحاذ" بالإعلال، وأما في القياس فلأن غرضهم وهو المحافظة على عين الثلاثي المجرد وهو "الحوذ"، لا يتحقق إلا بالتصحيح، كما أنه قياسي فيما حكاه أبو زيد.

وإذا تأمَّلنا في تفسير العلماء "استحوذ" بمعنى غلب واستولى، تبيَّن لنا أن السين والتاء في هذا الفعل للطلب حقيقةً أو تقديرًا، فيكون حقيقةً إذا كان معنى ï´؟ اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ ï´¾: طلب من أعوانه حوذهم؛ أي: الاستيلاء والغلبة عليهم، أو سوقهم السريع للمعاصي أو الكفر، ويكون تقديرًا إذا كان المعنى: طلب لنفسه الغلبة عليهم بما يصنعه معهم من وسوسة وتزيين ودفع للمعاصي أو الكفر.

رابعًا: ما أراه في هذه القضية وفي القول المعاصر:
الذي يبدو لي في هذه القضية بعد ما قدَّمته من استقراء وتأمُّل، وبعد ما قرره علماء المجمع من قياسية صوغ "استفعل" للطلب أو الصيرورة، هو موافقة اللغة الفصيحة التي نقلها أبو زيد عن العرب بتصحيح عين استفعل إذا كانت واوًا أو ياءً، ولكن بشرط أن يكون هذا التصحيح محققًا للغرض الغالب من تصحيح العرب لعين استفعل، وهو المحافظة على عين الثلاثي المجرد أو عين المزيد الذي تُبنى عليه الصيغة وتدل عليه، وقد تقدمت أمثلته وهي عشرون فعلًا.

وعلى ذلك يصح قول المعاصرين: استعوض بمعنى طلب العوض أو وجده، ومصدره الاستعواض؛ وذلك لأن فيه الحفاظ على واو العوض، وظهور المعنى ظهورًا بينًا في هذا القول بخلاف "استعاض" بالإعلال، وليس بالغريب أن يستعمل في اللغة فعلان بمعنى طلب العوض، أحدهما بالتصحيح، والآخر بالإعلال، فلنا أسوة في ذلك في الأفعال الثمانية السابق ذكرها، وقد جاء في مقال حديث بجريدة الأهرام: "ولما كانت المعارك الحديثة تستهلك معدلات مرتفعة من الأسلحة والمعدات والذخائر، فإن الدول المتحاربة يجب أن يتوفر لها القدرة على استعواض هذه الخسائر.." [22]؛ أي: على تحصيل العوض عن خسائرها، وهو أوضح للقراء من استخدام "الاستعاضة".

وكذلك يصح قولهم: استبين، بمعنى: طلب البيان؛ لأن فيه الحفاظ على عين الاسم المزيد الذي بُنيت عليه الصيغة وتدل عليه، وهو "البيان"، وعلى هذا يكون قرار المجمع سديدًا يصح العمل به.
هذا وبالله التوفيق.

[1] هذه هي المسألة رقم (64) من كتاب "وقفة مع قرارات مجمع اللغة العربية- عرض وتوجيه ونقد" للمؤلف أ.د/ عبد العظيم فتحي خليل الشاعر، أستاذ اللغويات المتفرغ ورئيس قسم اللغويات الأسبق بكلية اللغة العربية بالقاهرة، الطبعة الأولى سنة 1426هـ- 2005م، من صفحة 39 إلى صفحة 57.

[2] الألفاظ والأساليب 2/ 51.

[3] الألفاظ والأساليب 2/ 51.

[4] المعجم المذكور، ص 473.

[5] الألفاظ والأساليب 2/ 52-54.

[6] انظر: ارتشاف الضرب 1/ 309، والمساعد 4/ 178.

[7] الكتاب 4/ 350.

[8] المنصف 1/ 279، 277.

[9] الخصائص 1/ 98.

[10] المساعد 4/ 178.

[11] ارتشاف الضرب 1/ 309.

[12] 4/ 178.

[13] المساعد 4/ 178.

[14] 1/ 277.

[15] 1/ 278.

[16] 1/ 98، 144.

[17] ص 134 من العسكريات، وانظر ص 144 منه.

[18] شرح التصريف له ص 461.

[19] شرحه للمفصل 10/ 76.

[20] الفريد في إعراب القرآن المجيد 1/ 804، 4/ 444.

[21] لسان العرب "ح و ذ".

[22] العدد 41593 من السنة 125 بتاريخ 22 من أكتوبر عام 2000م.






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 33.16 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 32.53 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.89%)]