عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 05-09-2019, 03:49 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,061
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الأحاديث الضعيفة الواردة فيمن لهم أجران


الأحاديث الضعيفة الواردة فيمن لهم أجران (2)



أبو البراء محمد بن عبدالمنعم آل عِلاوة




7- الجَبَان:
قال ابن أبي شيبة: حدثنا وَكِيع، قال: ثنا هشام، عن أبي عُمْرَان الجوني، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "للجَبَانِ أجران"[1].

8- من أحيا سُنة:
قال الترمذي: حدثنا عبدالرحمن، قال: أخبرنا محمد بن عيينة، عن مروان بن معاوية الفزاري، عن كثير بن عبدالله -هو- ابن عمرو بن عوف المزني، عن أبيه عن جده، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ لِبِلَالِ بْنِ الْحَارِثِ: "اعْلَمْ"، قَالَ: مَا أَعْلَمُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "اعْلَمْ، يَا بِلَالُ"، قَالَ: مَا أَعْلَمُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "مَنْ أَحْيَا سُنَّةً مِنْ سُنَّتِي قَدْ أُمِيتَتْ بَعْدِي فَإِنَّ لَهُ مِنْ الْأَجْرِ مِثْلَ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَمَنْ ابْتَدَعَ بِدْعَةَ ضَلَالَةٍ لَا تُرْضِي اللَّهَ وَرَسُولَهُ كَانَ عَلَيْهِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ عَمِلَ بِهَا لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أَوْزَارِ النَّاسِ شَيْئًا"[2].


9- مَنْ عَمَّرَ جَانب المسجد الأَيْسَر:
قال الطبراني: حدثنا محمد بن الحسن بن عجلان أبو شيخ الأصبهاني، حدثنا إبراهيم بن محمد الفريابي، حدثنا آدم بن أبي إياس، حدثنا بقية بن الوليد، عن ابن جُرَيج، عن عطاء، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ عَمَّرَ جَانِب المسجد الأيْسر لِقِلة أهله فله أجران"[3].

10- من أسْبَغ الوضوء في البرد:
قال الطبراني: حدثنا محمد بن أحمد بن أبي خيثمة، قال: حدثنا إبراهيم بن موسى البصري، حدثنا أبو حفص العبدي، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب، عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من أسبغ الوضوء في البرد الشديد كان له من الأجر كفلان"[4].

11- منَ طَلَبَ عِلمًا:
قال الطبراني: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن عَبْدِالْوَهَّابِ بن نَجْدَةَ الْحَوْطِيُّ، ثنا يَحْيَى بن صَالِحٍ الْوُحَاظِيُّ، (ح) وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن مُحَمَّدِ بن يَحْيَى بن حَمْزَةَ الدِّمَشْقِيُّ، ثنا إِسْحَاقُ بن إِبْرَاهِيمَ أَبُو النَّضْرِ، قَالا: ثنا رَبِيعَةُ بن يَزِيدَ الرَّحَبِيُّ، عَنْ وَاثِلَةَ بن الأَسْقَعِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ طَلَبَ عِلَمًا فأدركه فله أجران، ومن طلب علمًا فلم يدركه فله أجر"[5].

12- الإمام إذا أحسن الصلاة:
قال الطبراني: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن يَعْقُوبَ، نَا أَبُو الأَشْعَثِ أَحْمَدُ بن الْمِقْدَامِ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بن الْحَجَّاجِ، نَا الْمُعَارِكُ بن عَبَّادٍ، عَنْ يَحْيَى بن أَبِي الْفَضْلِ، عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ، عن عبدالله بن عمر، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من أمَّ قومًا فليتق الله، وليعلم أنه ضامن مسئول كما ضمن، فإن أحسن كان له من الأجر مثل أجر من صلى خلفه، من غير أن ينقص من أجورهم شيئًا، وما كان من نقص فهو عليه"[6].

13- من جَامَع زوجته يوم الجُمعة:
أخبرنا أبو عبدالله الحافظ، وأبو عبدالرحمن السلمي، وأحمد بن الحسن، قالوا: حدثنا أبو العباس الأصم، حدثنا أبو عتبة، حدثنا بقية، حدثنا برد بن سنان، عن بكير بن فيروز، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أيعجز أحدُكم أن يُجُامِع أهلَه في كل جُمعة فإن له أجرين: أجر غُسْلَه، وأجر غُسْل امرأته"[7].

14- الوالي الطَائِع:
حدثنا محمد بن العباس المؤدب، حدثنا سريج بن النعمان الجوهري، حدثنا حشرج بن نباتة، عن هشام بن حبيب، عن قيس بن عاصم، عن أبيه، أن عمر بن الخطاب بعث إليه يستعين به على بعض الصدقة؛ فأبى أن يعمل له، ثم قال: إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إذا كان يوم القيامة أمر بالوالي فيوقف على جِسر جهنم، فيأمر الجسر فينتفض انتفاضة، فيزول كل عظم منه من مكانه، ثم يأمر الله العظام فترجع إلى مكانه، ثم يسأل، فإن كان لله مطيعًا اجتبذه فأعطاه كفلين من الأجر، وإن كان لله عاصيًا حرف به الجسر، فهوى إلى جهنم سبعين خريفًا"[8].

[1] (ضعيف) أخرجه ابن أبي شيبة في ((مصنفه)) 7/579 وهو مُعَل بالإرسال.
(قلت) أبو عمران الجوني: اسمه عبدالملك بن حبيب الأزدي، ويقال: الكندي، البصري، رأى عمران بن حُصين، وروى عن أسير بن جابر، وأنس بن مالك، جُندُب بن عبدالله البُجَلي. فهو تابعي، وروى عن صغار الصحابة، فكيف يقول قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:... كذا أعله السيوطي بالإرسال كما في ((جامع الأحاديث)) 17/481، ((تهذيب الكمال)) 18/297.

[2] (ضعيف) أخرجه الترمذي، باب: ما جاء في الأخذ بالسنة واجتناب البدع (2677) واللفظ له، وابن ماجه، باب: من أحيا سنة قد أُمِيتَت (209، 210)، والبزار (3385)، وعبدبن حميد في ((مسنده)) (291)، وضعفه الألباني في ((ضعيف سنن الترمذي)) (16)، و((المسند الجامع)) (115)، و((مشكاة المصابيح)) (168)، و((ضعيف الترغيب والترهيب)) (42)، و((ضعيف ابن ماجه)) (37).
(قلت) والحديث مداره على كثير بن عبدالله، عن أبيه، عن جده، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: به....
وعلته: قال ابن الجوزي: كثير بن عبدالله، قال أحمد بن حنبل: ليس بشيء وضرب على حديثه في ((المسند)) ولم يحدث به، وقال يحيى: ليس حديثه بشيء ولا يكتب، وقال الشافعي: هو ركن من أركان الكذب، وقال ابن حبان: روي عن أبيه، عن جده نسخة موضوعة لا يحل ذكرها في الكتب.
وله طريق آخر: نا ابن ناصر، قال: أخبرنا نصر بن أحمد، قال أنا: ابن رزقويه، قال أنا: عبدالله بن محمد بن جعفر بن شاذان، قال أنا: محمد بن الحسن بن سهل، قال أنا: أبو الحصين بن أبي فاطمة، قال أنا: وهيب، قال حدثنا: كادح، عن ابن عمرو، عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:"لا يذهب من السنة شيء حتى يظهر من البدعة مثله، وتظهر البدعة حتى ينشأ في البدعة من لا يعرف السنة، فإذا رأى السنة قال هذا بدعة، فمن أحيا سنة من سنتي قد أميتت كان له أجرها، وأجر من عمل بها من غير أن ينتقص من أجورهم شيئًا".
قال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ((العلل المتناهية)) لابن الجوزي 1/143، 142.
(قلت) علته: كادح: وهو ابن رحمة الزاهد، قال ابن حبان: كادح يروي عن الثقات المقلوبات فليستحق الترك. ((المجروحين)) 2/229.

[3] (ضعيف) أخرجه الطبراني (11459)، قال الهيثمي 2/94: فيه بقية: وهو مدلس وقد عنعنه ولكنه ثقة.
(قلت) وفيه أيضًا: ابن جريج: وهو مدلس وقد عنعن، ولكنه عن عطاء، وقد ثبت عنه أنه قال: إذا قلت: قال عطاء. فأنا سمعته منه، وإن لم أقل سمعت. ((تهذيب التهذيب)) 6/405.
(قلت) قال الشيخ/أبو إسحاق الحويني في ((النافلة في الأحاديث الضعيفة والباطلة)) (46): في حديث عنعنه ابن جريج، قال: ثم ابن جريج مدلس، وقد عنعنه. ولا ينفعه ما رواه أبو بكر بن أبي خَيِثمة في ((تاريخه))، ثم ذكر كلام ابن جريج. ((التاريخ الكبير)) لابن أبي خَيِثمة (152).
(قلت) حمل الألباني عنعنة عطاء، عن ابن جريج على السماع، واعتبر (عن) بمثابة (قال)، والله أعلم.
وهناك طريق آخر عند ابن ماجه وغيره عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قِيلَ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - إِنَّ مَيْسَرَةَ الْمَسْجِدِ تَعَطَّلَتْ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -:"مَنْ عَمَّرَ مَيْسَرَةَ الْمَسْجِدِ كُتِبَ لَهُ كِفْلينِ مِنْ الْأَجْرِ".
أخرجهابن ماجه، كتاب: إقامة الصلاة والسنة فيها، باب: فضل ميمنة الصف (1007)، من طريق عمرو بن عثمان الكلابي، حدثنا عبيد الله بن عمرو الرقي، عن ليث بن أبي سليم، عن نافع، عن ابن عمر به.... ضعفه ابن حجر في ((الفتح)) 2/213 وقال: فيه مقال، وقال البوصيري 1/122: هذا إسناد ضعيف.
وضعفه الألباني في ((صحيح وضعيف ابن ماجه)) (1007)، و((ضعيف الجامع)) (5709)، و((ضعيف الترغيب والترهيب)) (264). وعلته: ليث بن أبي سليم ضعيف.

[4] (ضعيف) أخرجه الطبراني في ((الأوسط)) (5525)، وضعفه الألباني في ((الضعيفة)) (839) قال: لم يروه عن علي بن زيد إلا أبو حفص، واسمه عمر بن حفص.
قال الألباني: قال أحمد: تركنا حديثه وحرقناه، و قال علي: ليس بثقة. وقال النسائي: متروك.
والحديث أورده الهيثمي في ((المجمع)) 1/237 من رواية الطبراني هذه، وقال: وفيه عمر بن حفص العبدي وهو متروك.
(قلت) وذكر الألباني شاهد للحديث رواه ابن النجار 10/209/2 عن محمد بن الفضل، عن علي بن زيد، قال: سمعت سعيد بن المسيب يحدث عن علي - رضي الله عنه - مرفوعًا به.... وحكم عليه بالوضع، وقال: فيه محمد بن الفضل كذاب. ((السلسلة الضعيفة)) (840).

[5] (ضعيف) أخرجه الطبراني في ((المعجم الكبير)) (17630)، والبيهقي في ((السنن الكبري)) 10/119، وابن عساكر 65/171. وأخرجه أيضًا: القضاعي (481)، والخطيب البغدادي في ((الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع)) 1/40، وقال البوصيري في ((إتحاف الخيرة المهرة)) 1/46: هذا إسناد ضعيف؛ لضعف يزيد بن ربيعة الدمشقي.
(قلت) أشار إلي ضعفه ابن عبدالبر في ((جامع بيان العلم وفضله)) 1/191 حيث قال عقب الحديث: أحاديث الفضائل تسامح العلماء قديمًا في روايتهما عن كل، ولم ينتقدوا فيها كانتقادهم في أحاديث الأحكام، وقال الألبانيفي ((ضعيف الترغيب والترهيب)) (50): ضعيف جدًّا.

[6] (ضعيف) أخرجه الطبرانىفي ((الأوسط)) (888) عن ابن عمر. وقال عقبه: لم يرو هذا الحديث عن أبي الجوزاء إلا يحيى بن أبي الفضل، ولا رواه عن يحيى إلا المعارك، تفرد به: يوسف بن الحجاج.
قالالهيثمي 2/66: فيه معارك بن عباد: ضعفه أحمد، والبخاري، وأبو زرعة، والدارقطنى، وذكره ابن حبان في ((الثقات))، وضعفه الألباني في ((الضعيفة)) (5044).

[7] (ضعيف) أخرجه البيهقي في ((شعب الإيمان)) (2859)، والديلمي في ((مسند الفردوس)) (1602).
(قلت) الحديث من طريق بقية، قال: حدثنا برد بن سنان، عن بكير بن فيروز، عن أبي هريرة به.... ضعفه البيهقي، وقال عقب الحديث: وفي روايات بقية نظر، وضعفه السيوطي في ((نور اللمعة في خصائص الجمعة))، قال: أخرجه البيهقي في ((شعب الإيمان)) بسند ضعيف عن أبي هريرة.

[8] (ضعيف جدًا) أخرجهالطبراني في ((المعجم الكبير)) (13900)، والبيهقيفي ((شعب الإيمان)) 15/7131، وأبو نعيم في ((معرفة الصحابة)) 15/4808، وقال الهيثمي5/206: فيه من لم أعرفه، وأخرجه أيضًا: ابن قانع 2/296
قلت: الحديث فيه أكثر من علة:
1- جهالة هشام بن حبيب جهالة عين فلم نجد له ترجمة وعليه يحمل كلام الهيثمي، وكذا قال الألباني في الضعيفة (2269).
2- الإرسال فإن عاصم بن سفيان بن عبدالله لم يسمع من النبي - صلى الله عليه وسلم -.
ولقد أجاب الألباني عن هذا قائلًا: والجواب - والله أعلم: أنه سقط من الراوي أو الناسخ قوله: عن أبيه للمرة الثانية، يعني: سفيان بن عبدالله، وهو صحابي معروف، وكان عامل عمر على الطائف.
قلت: وفي هذا التوجيه نظر لأن الإسناد لم يصح إليه حتى نقول بهذا، سيِّما وأنه قد روي من طرق أخرى ضعيفة ولم يذكر فيها عاصم بن سفيان فضلّا عن سفيان نفسه، وهذا يوضح أن هناك اضطرابا في الإسناد وهي العلة الثالثة كما سنوضح إن شاء الله تعالى.
قال ابن مندة: قد قيل في هذا الحديث: عن بشر بن عاصم، عن أبيه، ولا يصحّ فيه عن أبيه. انظر الإصابة في تمييز الصحابة (1/430) لابن حجر.
قلت: وقيل أن بشر بن عاصم هذا هو الصحابي، وهو غير بشر بن عاصم بن عبدالله بن سفيان فهو من أتباع التابعين، وفرَّق بينهم البخاري وابن أبي حاتم، وابن حبّان وغيرهم.
قال البخاريّ: بشر بن عاصم صاحب النبيّ - صلى الله عليه وسلم - ثم قال: بشر بن عاصم بن سفيان بن عبداللَّه بن ربيعة الثقفي، حجازي، سمع منه ابن عيينة، فذكر ترجمته.
وقال ابن حبّان: بشر بن عاصم له صحبة.
وقال ابن أبي حاتم: بشر بن عاصم له صحبة روى عنه أبو وائل، سمعت أبي يقول: ذلك، ويقول: لم يذكره عن أبي وائل إلا سويد بن عبدالعزيز. انتهى. انظر الإصابة في تمييز الصحابة (1/430).
يشير إلى حديث الباب الذي معنا.
قلت: فإن صح أنه الصحابي فيكون الإسناد متصلًا، ويبقى الضعف الذي في الإسناد، والله أعلم.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في "الأهوال" (254/ 247) من طريق إبراهيم بن الفضل القرشي - من أهل المدينة - قال: أخبرني سعيد المقبري عن أبي هريرة: أن عمر بن الخطاب استعمل بشر بن عاصم الجشمي على (صنعاء)، فتخلف، فلقيه على باب المسجد، فقال له: يا بشر! ألم أستعملك على صدقة من صدقات المسلمين، وقد علمت أن هذه الصدقات للفقراء والمساكين؟ فقال له بشر بن عاصم: بلى؛ ولكن سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (لا يلي أحد من أمر الناس شيئا إلا وقفه الله على جسر جهنم، فزلزل به الجسر زلزلة، فناج أو غير ناج، لا يبقى منه عظم إلا فارق صاحبه، فإن هو لم ينج ذهب به في جب مظلم كالقبر في نار جهنم لا يبلغ قعره سبعين خريفًا).
فأقبل عمر راجعًا حتى وقف على سلمان وأبي ذر، فقالا له: يا أمير المؤمنين! ما شأن وجهك متغيرًا؟ قال: ذكر بشر بن عاصم كذا وكذا؛ فهل سمعتم ذلك من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قالا: نعم، قال: فأيكم يلي هذا الأمر، فأجعله إليه؟ قالا: من ترب الله وجهه، وألصق خده بالأرض، ولم نر منك يا أمير المؤمنين! بعدُ إلا خيرًا، ولكنا نخاف أن تولي هذا الأمر من ليس له بأهل؛ فيهلك بذلك.
وهذا إسناد ضعيف جدًا فيه: إبراهيم بن الفضل - وهو: المخزومي -: متروك. قال البخاري في " التاريخ " (1/ 1/ 311): " منكر الحديث عن المقبري ".
وكذا أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " (1219)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (3/ 81 -82) من طريق سويد بن عبدالعزيز: ثنا سيّار أبو الحكم عن أبي وائل شقيق بن سلمة: أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، استعمل بشر بن عاصم على صدقات هوازن فتخلف بشر فلقيه عمر فقال: ما خلفك أما لنا عليك سمع وطاعة؟ قال: بلى، ولكن سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من ولي شيئًا من أمر المسلمين أتي به يوم القيامة، حتى يوقف على جسر جهنم، فإن كان محسنًا تجاوز، وإن كان مسيئًا انخرق به الجسر فهوى فيه سبعين خريفًا".
قلت: وهذا كالذي قبله ضعيف - أيضًا - جدًا؛ سويد بن عبدالعزيز: متروك؛ كما قال الهيثمي (5/ 206) في إعلاله لهذا الحديث. وأصله قول البخاري في "التاريخ الكبير" (2/ 148):
"عنده مناكير، أنكرها أحمد". وقال في "الضعفاء" (ص 263): "في حديثه نظر لا يحتمل".
وكذا أخرجه ابن أبي شيبة في " المصنف " (2 1/ 217)، ومن طريقه أبو نعيم (3/ 82 -83) عن محمد الراسبي عن بشر بن عاصم قال: كتب عمر بن الخطاب عهده، فقال: لا حاجة لي فيه؛ إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " إن الولاة يجاء بهم، فيوقفون على جسر جهنم، فمن كان مطواعًا لله تناوله بيمينه حتى ينجيه، ومن كان عاصيًا لله انخرق به الجسر إلى واد من نار يلتهب التهابًا "، فأرسل عمر إلى أبي ذر وسلمان، فقال لأبي ذر: أنت سمعت هذا الحديث من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: نعم والله، وبعد الوادي واد آخر من نار قال: وسأل سلمان، فكره أن يخبره بشيء، فقال عمر: من يأخذها بما فيها؟ فقال أبو ذر: من سلت لله أنفه وعينيه، وأضرع خده إلى الأرض".
ومحمد الراسبي هذا هو ابن سليم أبو هلال الراسبي، وبه جزم ابن عبدالبر في الاستيعاب، وعليه فالإسناد منقطع؛ لأن محمد الراسبي لم يدرك بشر بن عاصم، وهو غير محمد بن سليم العبدي أبو عبدالله البغدادي، وهما غير محمد بن سليم المكي الذي يروي عن ابن أبي مليكة.
قال الحافظ في الإصابة (1/430): ومحمد هذا ذكر ابن عبدالبرّ أنه ابن سليم الراسبي؛ فإن كان كما قال فالإسناد منقطع، لأنه لم يدرك بشر بن عاصم.
و قال النسائي مُحَمد بْن سليم أَبُو هلال الراسبي ليس بالقوي. انظر الكامل (7/437) لابن عدي.
وقال يحيى بن معين: أبو هلال الراسبي ليس بشيء، كان يعادي ويوالي على القدر، كان قدريًا. انظر تعليقات الدراقطني على المجروحين لابن حبان (1/226).
و أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (36/ 132) من طريق عمار بن أبي يحيى، عن سلمة بن تميم، عن عطاء بن أبي رباح، حدثني عنبسة بن أبي سفيان، عن بشر بن عاصم قال: (أيما والٍ ولي من أمر المسلمين شيئًا، وُقف به على جسر جهنم فيهتز به الجسر حتى يزول كل عضو).
قال الألباني في الضعيفة (7147): وهذا إسناد مظلم ضعيف؛ (عمار بن أبي يحيى) و (سلمة بن تميم): لم أعرفهما، وفي الإسناد خطأ عجيب وقلب غريب، لعله من أحدهما، فعنبسة بن أبي سفيان عن (بشر بن عاصم )، لا يجيء؛ هذا من أتباع التابعين، و(عنبسة) من التابعين!
وأنكر من ذلك قول بشر بن عاصم: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلا بد أن يكون قد سقط من الإسناد ذكر التابعي والصحابي، وقد رواه بعض الضعفاء بسند أخر عن بشر بن عاصم عن أبيه قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم -:... فذكر الحديث بأتم منه.
وهذا منكر أيضًا؛ عاصم أبو بشر: تابعي لم يسمع من النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد سبق تخريجه عنه برقم (2269).








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 37.93 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 37.30 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.66%)]