عرض مشاركة واحدة
  #1499  
قديم 15-12-2013, 06:47 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

يتبـــع الموضوع السابق


قصة إسلام المفكر الإسلامي محمد أسد


أجواء الطفولة:
"ليوبولد" كان ثاني ثلاثة أخوة لأبويه. وعن أجواء الطفولة وانعكاساتها عليه يقول: "لقد كانت طفولة سعيدة مرضية حتّى في ذكراها، لقد كان والداي يعيشان في ظروف مريحة، وكانا يعيشان لأولادهما أكثر من أي شيء آخر. ولعلّه كان لوداعة اُمّي وهدوئها علاقة أو تأثير بالسهولة التي تمكّنتُ بها في السنين التالية من أن اُكيّف نفسي للأحوال والظروف الجديدة والمشؤومة الى أبعد الحدود. أمّا تبرّم أبي الداخليّ فلعلّه منعكس فيما أنا عليه اليوم".
هجرة العائلة إلى فيينا
هاجرت العائلة تقريبا في سنة 1913م إلى مدينة فيينا، عاصمة الإمبراطورية وترعرع "ليوبولد" فيها.
السنوات الأولى من عمره:
المولود ولد في أسرة يهودية حاخامية فجده لأبيه كان حاخام يهودي بل خرج منها عدد من حاخامات أوروبا الشرقية.
الحاخام الصغير.
وبدأ تعليمه منذ صغره ليصبح حاخامًا مثل جده لأبيه، فكان الصبي "ليوبولد" تحت إصرار والده " كيفا" يواظب على دراسة النصوص الدينية والكتب المقدّسة ساعات طويلة كل يوم، فدرس على أيدي أساتذة خصوصيين العلوم الدينية اليهودية بتعمق كبير، درس التوراة في نصوصها الأصلية بل حفظها حفظاً أعانه فيما بعد على إجادة العبرية بطلاقة، وكذا الآرامية أيضاً، وأصبح عالماً بالتلمود وتفسيره، ثم انغمس في دراسة التفسير المعقد للتوراة المسمى (ترجوم) فدرسه وكأنما يهيئ نفسه في المستقبل لمنصب ديني.
ووجد نفسه في سن مبكرة لا تتجاوز الثالثة عشرة يجيد قراءة العبرية بسهولة والتحدث بها بطلاقة تامة وإتقان وذلك بمقتضى متطلّبات تقاليد عائلته اليهوديّة، هذا إلى جانب معرفته بالآرامية، وهو ما ساعده فيما بعد على سرعة وسهولة تعلم اللغة العربية .
كان إنجازه المدهش يعد بتحقيق حلم جده الحاخام الأرثوذكسي النمساوي بأن تتصل بحفيده سلسلة من أجداده الحاخامات، ولكن هذا الحلم لم يتحقق.
قدرات "ليوبولد"
تمكن الصبي من دراسة وتعلم اللغة العبرية والآرامية إلى جانب هذا فقد درس في المدارس النظامية في البلدة، فكان ذكياً تتقد فيه ألمعية حادة ظهرت من خلال ميله الشديد للأدب والفلسفة والتأريخ، مع أن والده كان يريد منه أن يكون عالماً فيزيائياً كبيراً، ولكن شاء الله غير ذلك.
محطات أساسية في حياة الرجل:
كان "ليوبولد" الشاب الصغير ميالاً إلى الفنون الجميلة التي كان قد اتجه لدراستها في جامعة فيينا، إلا أن طموح الشاب الجامح كان يراوده في اعتلاء صهوة المجد، فخاض أولى مغامراته وهو في سن 14 سنة من عمره (عام 1914م) مع بداية الحرب العالمية الأولى، فأراد أن ينخرط في سلك الجندية لعله يحرز بعض المجد في ذلك، ولكن شرط الثماني عشرة سنة وقف حائلاً دون ذلك، فطُرد من الجيش.
في سن الرابعة عشرة من عمره:
في أواخر عام 1914م، وبعد اشتعال نيران الحرب العالميّة الأولى بدا له أنّ الفرصة الكبرى لتحقيق أحلامه الصبيانيّة على قاب قوسين أو أدنى. كان إذ ذاك في الرابعة عشرة من عمره، فهرب من المدرسة والتحق بالجيش النمساويّ، بعد أن اتّخذ له اسماً مزوّراً، وظنه رجال الجيش في الثامنة عشرة من عمره لطوله المفرط فقبلوه وبعد أسبوع أو نحو ذلك نجح والده في أن يتعقّب آثاره بواسطة البوليس، فيعيده مخفوراً الى فيينا، حيث كانت عائلته قد استقرّت قبل ذلك بزمن قليل، وحينما استدعي الى الخدمة العسكرية، بعد أربع سنوات كانت أحلامه حول "المجد العسكريّ" قد تبدّدت، وليتطلّع الى سُبل أخرى لتحقيق ذاتيّته.
تمرد مراهق
في تلك المرحلة من عمر "ليوبولد" اشتعلت الحرب العالميــة الأولى (1914- 1918م) وبعد انتهاء الحرب -وعلى مدى عامين- درس بلا نظام تاريخ الفنون والفلسفة في جامعة فيينا، ولكنه لم ينصرف إليها قلبيًّا، ولعل المسلك العلميّ الهادىء لم يكن يجذبه لأن الأساتذة كانوا مهتمين باكتشاف القوانين الجمالية التي تتحكم في الخلق الفني بدلا من الكشف عن دوافعها الصميمة الروحية، أي أن اهتمامهم كان منصبًّا على الشكل دون المضمون والجوهر، ودرس التحليل النفسي لـ "سيجموند فرويد"، عالم النفس الشهير اليهودي النمساوي، ولكن لم ترضه نتائجه؛ لأنه يقيس كل شيء في إطار ردود فعل جنسية تناسلية.
ماكان مشغوفاً بالتوصل إليه هو جوانب محببة إلى نفسه من الحياة، كان مشغوفاً أن يصل بنفسه إلى مُثل روحية حقيقية كان يوقن أنها موجودة، لكنه لم يصل إليها بعد!. كانت العقود الأولى للقرن العشرين تتسم بالخواء الروحي للأجيال الأوروبية، أصبحت كل القيم الأخلاقية متداعية تحت وطأة التداعيات المرعبة للسنوات التي استغرقتها الحرب العالمية الأولى في الوقت الذي لم تبد فيه أي روحية جديدة في أي أفق، كانت مشاعر عدم الإحساس بالأمن متفشية بين الجميع، إحساس داخلي بالكارثة الاجتماعية والفكرية أصاب الجميع بالشك في استمرارية أفكار البشر وفي كل مساعيهم وأهدافهم، كان القلق الروحي لدى الشباب لا يجد مستقراً لإقدامه الوجلة، ومع غياب أي مقاييس يقينية أخلاقية لم يكن ممكناً لأي فرد إعطاء إجابات مقنعة عن أسئلة كثيرة كانت تؤرق وتحير كل جيل الشباب.
كانت علوم التحليل النفسي، وهي جانب من دراسات الشاب "ليوبولد"، تشكل في ذلك الوقت ثورة فكرية عظمى، وقد أحس فعلاً أن تلك العلوم فتحت مزاليج أبواب معرفة الإنسان بذاته، كان اكتشاف الدوافع الكامنة في اللاوعي قد فتح أبواباً واسعة تتيح فهماً أوسع للذات، وما أكثر الليالي التي قضاها في مقاهي فيينا يستمع إلى مناقشات ساخنة ومثيرة بين رواد التحليل النفسي المبكرين من أمثال "ألفرد أدلر Alfred Adler " و "هرمان سيتكل". إلا أن الحيرة والقلق والتشويش حلت عليه من جديد، بسبب عجرفة العلم الجديد وتعاليه ومحاولته أن يحل ألغاز الذات البشرية عن طريق تحويلها إلى سلاسل من ردود الأفعال العصبية. لقد نما قلقه وتزايد وجعل إتمام دراسته الجامعية يبدو مستحيلاً، فقرر أن يترك الدراسة، ويجرب نفسه في الصحافة.
شهادة الثانوية العامة
فـ "ليوبولد" لم يتحصل شهادة جامعية بإتمام دراسته العليا، ولكنه زاحم بعضديّه وكتفيّه ليصبح بعد ذلك المفكر الإسلامي "محمد أسد" واضع دستور دولة باكستان وممثلها الدبلوماسي في منظمة الأمم المتحدة وصاحب كتاب ترجمة وتعليقات على «صحيح البخاري» بعنوان - The Early Years of Islam» Sahih Albuchari «، «الإسلام فى مفترق الطرق»، «منهاج الحكم فى الإسلام»، ترجمته الإنجليزيــة للقرآن الكريم، واسمهــا: «The Message of the Quran»،
دراساته
ما يعادل الثانوية العامة بعدها سنتين في جامعة فيينا درس فيها الفلسفة والفن.
بداية الترحال
المتتبع لسيرة حياة "ليوبولد" يجد بصورة واضحة حالة الحل والترحال قد رافقته منذ صباه حين هاجرت العائلة إلى مدينة فيينا عاصمة الإمبراطورية النمساوية المجرية عام 1913م إلى أن قابل الرفيق الأعلى عام 1992م، وكأن ضيفنا أخذ بقول الإمام الشافعي رحمه الله حين يقول:
تغرب عن الأوطان في طلب العلى وسافر ففي الأسفار خمس فوائـد
تفريـج هـم، واكتسـاب معيشـةٍ، وعلـمٍ، وآدابٍ، وصحبـة مـاجـد
***
فالعنبر الخام روث فـي مواطنـه وفي التغرب محمولُ على العنـق
والكحل نوع من الأحجار تنظـره في أرضه وهو مرمي على الطرق
لما تغرب حـاز الفضـل أجمعـه فصار يحمل بين الجفـن والحـدق
***
سافر تجـد عوضـاً عمـن تفارقـه وانصَبْ فإن لذيذ العيش في النصـب
إني رأيـت وقـوف المـاء يفسـده إن ساح طاب وإن لم يجر لم يطـب
والأسدُ لولا فراق الأرض ما افترست والسهم لولا فراق القوس لم يصـب
والشمس لو وقفت في الفلك دائمـة ً لملها الناس من عجـم ومـن عـرب
والتبر كالترب ملقـي فـي أماكنـه والعود في أرضه نوع من الحطـب
فـإن تغـرب هـذا عـز مطلـبـه وإن تغـرب ذلـك عـز كالـذهـب
كان بإمكان حفيد الحاخام الأورثوذوكسي "بنيامين أرجيا فايس تشيرنوفيتش"، وابن المحامي اللمبرغي "كيفا فايس" أن يواصل بكل بساطة المسار العلماني لعائلته كما كان من الممكن له بعد انتقال أبويه إلى فيينا سنة 1914م أن يواصل طريق التنقل هذه التي كانت ستقوده عبر حطام مملكة الدانوب وخلال سنوات الازدهار التي عقبت الحرب العالمية الأولى، في هجرة طوعية إلى فلسطين أو في رحلة طائشة إلى أميركا أو نحو موت داخل محارق هتلر، كما حدث لأبيه وأخواته. لكن هذا الشاب، وبعد دراسة غير متحمسة بشعبة الفلسفة بجامعة فيينا، قد فضل على كل ذلك أن يظل متنقلا بين مقاهي الأدباء بفيينا ثم برلين من بعدها، والعمل من حين لآخر إلى جانب السينمائي "مورناو". بعدها بدأ يعمل في معالجة برقيات الأنباء لدى وكالة "رودولف دامرت" للأنباء، وهي فرع لوكالة "يونايتد براس أوف أميركا"، قبل أن أن يتمكن أخيرا للتحول إلى صحفي محترف بحصوله على حوار خاص أجراه مع زوجة الكاتب الروسي "مكسيم غوركي" سنة 1921م.
الترحال بين مدن وسط أوروبا
وبعد تأمل طويل لما حوله من أحوال وظروف تمر بها أوروبا في مطلع القرن العشرين وبعد الحرب العالمية الأولى، وكل ما رآه وفهمه من هذه الأمور ملأه قلقًا، وجعل من العسير عليه متابعة دراسته الجامعية، فترك الجامعة واتجه إلى مهنة الصحافة، رأى أن الصحافة هي أقرب الطرق إلى المجد، فقرر السفر إلى برلين خفية عن أبيه الذي كان يريد منه أن يتم دراسته الجامعية، وبرغم اعتراض والده، غادر فيينا في يوم من أيام صيف 1920م، وأخذ القطار إلى براغ وبعد فترة أمضاها هناك وبعد سنة من المغامرات في مدن وسط أوروبا قام خلالها بجميع أنواع الأعمال القصيرة الأجل.
الترحال إلى برلين
ثم سافر إلى برلين، حيث لاقى الأمرين في البحث عن عمل في صحيفة من الصحف دون جدوى واضطر للعمل مع مدير أفلام كمساعد سينمائي لمدة شهرين، المخرج السينمائي "فريدرش مورناو"، ثم العمل مع شخص آخر في كتابة عدة سيناريوهات لأفلام سينمائية أخرى. وهناك في برلين ابتدأ "ليوبولد" سلسلة من المغامرات صادفه الحظ في إحداها بأن يقتحم عرش صاحبة الجلالة، نجح أخيرًا في الدخول إلى عالم الصحافة، وكان ذلك في خريف عام 1921م، وقد عمل كناقل بالتلفون للأخبار إلى صحف المقاطعات، وظل كذلك إلى أن استطاع الحصول على حديث صحفي من زوجة "مكسيم جوركي" الأديب الروسي الشهير عن طريق مساعدة من صديق له يعمل بوابًا بالفندق الذي كانت تقيم به، ورقّي بسبب ذلك إلى وظيفة مخبر صحفي وصار أخيرًا صحفيًّا ليصبح بذلك صحفياً شهيراً ملأت شهرته الآفاق.
كان أول طريق النجاح في هذه التجربة تعيينه في وظيفة محرر في وكالة الأنباء "يونايتد تلجرام"، وبفضل تمكنه من عدة لغات لم يكن صعباً عليه أن يصبح بعد وقت قصير نائباً لرئيس تحرير قطاع أخبار الصحافة الاسكندنافية بالرغم من أن سنه كانت دون الثانية والعشرين، فانفتح له الطريق في برلين إلى عالم أرحب حين تردد على مقهى "دين فيستن" و "رومانشية" ملتقى الكتاب والمفكرين البارزين ومشاهير الصحفيين والفنانين، فكانوا يمثلون له البيت الفكري وربطته بهم علاقات صداقة توافرت فيها الندية.
الرحلة الأولى إلى الشرق عام 1922م
الترحال من أوروبا إلى بلاد الشرق الإسلامية "أفريقيا وأسيا":
في عام 1922م ولما بلغ عمره اثنين وعشرين عاما زار الشرق الإسلامي، يقول "محمد أسد": "في سنة 1922م غادرت موطني النمسا للسفر في رحلة إلى أفريقيا وآسيا لأعمل مراسلا خاصا لبعض الصحف الأوربية الكبيرة . ومنذ تلك السنة وأنا أكاد أقضي كل وقتي في بلاد الشرق الإسلامية. وكان اهتمامي باديء الأمر بشعوب هذه البلاد التي زرتها، وهو ما يشعر به الرجل الغريب".
العالم الإٍسلامي آنذاك (تقريبا في عام 1922م) كان يعيش حالة الانهيار والهزيمة، وإذا كانت المفارقات تنبّه النفوس وتحرّك العقول، فلا شكّ أنّ "ليوبولد" بعقله النيّر قد لاحظ هذه المفارقة التي تزامنت آنذاك بين الأيّام القريبة لصولة الدولة الاسلاميّة، واتّساعها شرقاً وغرباً لتحتلّ حتى جزءاً من وطنه النمساويّ، وبين حالها بعد الحرب العالميّة الأولى، وهكذا بينما كان صاحبنا منبهراً بالقوّة الكامنة في الاسلام، كان في الوقت نفسه، يحسّ بالاشفاق والعطف على هذه الأمة التي غدت حائرة تنشد طريقاً للخلاص ونهاية للمحنة كل ذلك تحوّل الى اهتمام جارف لدى "ليوبولد" بوضع المسلمين.



يتبــــــــــــع



 
[حجم الصفحة الأصلي: 27.43 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 26.83 كيلو بايت... تم توفير 0.60 كيلو بايت...بمعدل (2.20%)]