عرض مشاركة واحدة
  #602  
قديم 09-05-2008, 03:25 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي

يتبــع موضوع .... تاريخ الاستعباد الأسود في أمريكا


ويكفى أن كاتباً غربياً كبيراً ذكر أن عدد القتلى في دولة واحدة هي الكونجو بلغ عشرة ملايين إفريقي في عهد الطاغية الملك "ليوبولد" الذي دمر شعباً بأكمله، وعرقل مسيرة الكونجو لمئات السنين بسبب نهمه وجشعه وإجرامه.
يقول آدم هو تشيلد في كتابه "شبح الملك ليوبولد" أن هذا الطاغية قتل كل هؤلاء خلال 23 عاماً فقط حكم خلالها الكونجو التي كان يدعيها مستعمرة مملوكة له شخصياً بكل ما عليها من بشر وثروات وحيوانات !!! وقد كان الأوروبيون مثل "ليوبولد" في الكونجو، والفرنسيون في مناطق أخرى، والبرتغاليون في أنجولا، والألمان في الكاميرون، والإنجليز في دول أخرى عديدة قد وضعوا نظاماً إجرامياً للسخرة لاستخراج المطاط والذهب وغيرها من كنوز القارة السوداء التي نهبها المجرمون، كما سرقوا فلذات أكباد الأفارقة ,وعطلوا مسيرتهم مئات السنين، ولم يتركوا لهم سوى الموت والخراب الشامل والتعاسة التي لم يفلت منها أحد !! ويعدد "هوتشيلد" وغيره من المؤلفين الغربيين الفظائع التي ارتكبها الأوروبيون في أفريقيا، فقد كان الشنق وتعليق الجثث على الأشجار, وقطع الأيدي والأقدام والأذن والعضو الذكرى أمراً شائعاً مارسه المحتلون على اختلاف دولهم وهوياتهم . وكان من المألوف أيضاً الإجبار على العمل المتواصل تحت الشمس الحارقة بلا ماء أو طعام كاف، والربط بالسلاسل الحديدية، وحرق قرى بأكملها عقاباً على أية بادرة تذمر . وكان هناك نوع من الكرابيج يصنعه الجلادون خصيصاً من جلد الخرتيت بعد أن يتم تجفيفه وتقطيعه بطريقة تترك أطرافه حادة وقاطعة . ويقول هوتشيلد أن عشرين جلدة بهذه الكرابيج كانت كافية ليفقد "المجلود" الوعي تماماً، فإذا ارتفع عدد الضربات إلى مائة جلدة بتلك الكرابيج الشيطانية فإن المجلود يلقى حتفه فوراً.

صور لعبد أسود تظهر على ظهره آثار التعذيب

وإذا كان زبانية "ليوبولد" يستخدمونها ضد التعساء في الكونجو, فقد كان الفرنسيون يستخدمونها بضراوة أشد في "برازافيل" !! ولم تكن ألمانيا بعيدة عن الميدان، فقد أباد الألمان شعباً بأكمله هو قبائل "الهيريرو" فيما يعرف الآن بـ "ناميبيا". وتكفى قراءة فقرة واحدة من تعليمات القائد الألماني لجنود الاحتلال عام 1904م لإدراك هول ما حدث ووحشية السادة البيض الذين يتطاول أحفادهم الآن على الإسلام : (كل "هيريرو" – أفريقي – يوجد يجب أن يُقتل سواء كان يحمل سلاحاً أم لا وسواء كانت لديه ماشية أم لا .. ولا يجوز اعتقال أي رجل، يجب فقط أن يُقتل") ونحسب أن الأمر لا يحتاج منا إلى أدنى تعليق !! وقد كانت البرتغال كذلك من أكثر دول أوروبا تورطاً في الرق، بل تصفها الزميلة عايدة العزب موسى بأنها "مبتدعة الرق"، وتنقل عن القسيس البرتغالي فرناندو دى أليفيرا فقرات خطيرة من كتابه " فن الحرب في البحر" تتبع فيه كيف كان تُجار الرقيق من البرتغاليين بقيادة صديقه القس "لاس كاساس" أكبر النَخّاسين في عصره،يقومون بترحيل مئات الألوف من العبيد الأفارقة عبر المحيط الأطلنطي بعد خطفهم وانتزاعهم من أسرهم وتقييدهم بالسلاسل(4).
الحاقدون على الإسلام
وكما أشـرنا في ختام الفصل الأول، كان يصاحب كل سـفينة قسيس ليقوم – حسبما ذكر إليفيرا- بتنصير العبيد مقابل مبلغ مالي يتقاضاه عن كل رأس ! وهكذا يسلبون الضحايا الحرية والدين أيضاً !! وحققت الكنائس الأوروبية ثروات هائلة من تلك الرسوم التي تتقاضاها من النَخَّاسين !! وشاركت هولندا أيضاً في تجارة العبيد، حيث طافت مئات من السفن الهولندية موانئ أفريقيا الغربية منذ القرن السادس عشر لنقل ملايين من العبيد إلى أوروبا وأمريكا . بل كانت جزيرة "جورى" التي يجمعون فيها العبيد تمهيداً لنقلهم عبر الأطلنطي تحت سيطرة الهولنديين إلى أن باعوها للإنجليز عام 1872م . وكانت بعثات التبشير "التنصير" الهولندية متورطة في أخس تجارة عرفتها البشرية، ويبدو أنهم اكتشفوا أن خطف واصطياد الأفارقة المساكين واستعبادهم يدر من الأرباح أضعاف العمل على تغيير عقائدهم باسم الرب الذي يزعمون!!
ويكشف"هيوتوماس" سبباً أخر لاختطاف الأفارقة واستعبادهم وهو الانتقام البربري .
يقول "هيوتوماس" : الحقيقة أن البرتغاليين وغيرهم كانوا يصطادون الإفريقيين ويحولونهم إلى عبيد محض انتقام من الأفارقة المغاربة بسبب سيطرتهم على أسبانيا والبرتغال (دولة الأندلس الإسلامية) فقد كان أسلاف هؤلاء المغاربة من المسلمين قد سيطروا على أسبانيا والبرتغال لمئات من السنين"
ومن الواضح كما شهد هيوتوماس أن القوم لم ينسوا أحقادهم رغم أن المسلمين - كما شهد مؤرخو الغرب – قدموا للغرب وللعالم كله أياد بيضاء طوال حكمهم للأندلس .فقد نشروا العلوم والمعارف والحضارة في تلك العهود،وعاملوا غير المسلمين بالأندلس بكل عطف ورحمة !! ويؤيد ما قاله هيوتوماس أن البابا يوجينياس الرابع أعلن رعايته لحملات الاستعباد التي يقوم بها الملك هنرى في أفريقيا !! وفى الفترة من1450 حتى 1460 عقد البابا نكولا الخامس وكالكاتاس الثالث صفقة لاسترقاق الأفارقة مقابل "تعميد" – تنصير – العبيالإسلام.0 كراون للكنيسة عن كل رأس !! بل أرسل أحد الأساقفة سفينة لحسابه في إحدى الحملات !! وبعد كل هذه الفضائح يجدون الوقاحة الكافية للتطاول على الإسلام !!! وقد كانت التفرقة العنصرية – البغيضة – وما تزال حتى الآن – سبباً في تحول كثير من الأمريكيين السود ونظرائهم في أوروبا إلى الإسلام . إذ أن طوفان المظالم والاستعباد والقهر دفعهم إلى البحث عن سفينة النجاة، فلم يجدوا أي سبيل آخر سوى الإسلام الذي يحظر تماماً كل أنواع الظلم والتفرقة بين الناس. الإسلام وحده هو الذي يرد إليهم الاعتبار والآدمية، ويساوى بينهم وبين الطغاة البيض، الأمريكية.ء كهذا في ديانة سماوية أخرى أو أية فلسفة وضعية أو أي نظام آخر .
تعـليق
نلاحظ أن مظاهر التفرقة العنصرية مازالت موجودة حتى الآن في الولايات المتحدة الأمريكية . إذ توجد حتى اليوم أحياء في كبريات المدن الأمريكية يتكدس فيها السود بلا مرافق أو خدمات، كما أن معظم المشردين بلا مأوى
Homeless
هم من السود والملونين,وعددهم يفوق الثلاثين مليونا. وفى أمريكا يوجد أكبر عدد من السجناء في العالم كله -2 مليون سجين- ثلاثة أرباعهم من السود (!!!) . ومازلنا نتذكر أحداث لوس انجليوس، حيث ثار السود احتجاجًا على الممارسات البوليسية الإجرامية ضدهم، وسحل مواطن أسود بواسطة رجال الشرطة البيض حتى الموت .واندلعت مظاهرات صاخبة في أكتوبر 2007 م احتجاجا على اعتقال 6 تلاميذ سود وتلفيق تهمة لهم هي الشروع في قتل تلميذ ابيض, لأنه علق أحبالا ومشانق بالمدرسة, إشارة إلى ما كان يحدث من إعدام للعبيد السود بلا محاكمات.وأكدت منظمة حماية الملونين أن السود هم الفئة الأكثر تعرضا للسجن وتلفيق الاتهامات والتعذيب في السجون الأمريكية.
وقد اعترف الرئيس السابق بيل كلينتون بأن الإسلام هو أسرع الأديان انتشارا في الولايات المتحدة الأمريكية وكذلك أورالشهيرة.ن . وتناولت شبكات تلفاز عالمية مثل
CNN
ظاهرة اعتناق الملايين من الأمريكيين والأوروبيين للإسلام منذ أحداث 11 سبتمبر الشهيرة . وتبين أن أعداداً كبيرة جداً من البيض اعتنقوا الإسلام كذلك، ومن بينهم أساتذة جامعيون وأطباء وعلماء ومهندسون ومحامون ورجال أعمال، وفتيات في عمر الزهور قبلن طواعية ارتداء الحجاب – و النقاب في بعض الحالات - ورفضن حياة الشهوات والخلاعة والانحلال على النحو السائد في كل دول الغرب . وهكذا فإن العظيم:ِرين الذين حاولوا تغيير ديانة الأجداد السود الذين امتحنوا بالاستعباد، يجدون أنفسهم عاجزين الآن تماماً عن وقف اعتناق الملايين من أحفادهم للإسلام الدين الحق والدين الأصلي للمُسْتَعْبدَين الأوائل ! وصدق الله العظيم : "والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون " يوسف الآية (21) . بل إن بعض الحاقدين يحاول التقليل من أهمية سرعة انتشار الإسلام في أمريكا قائلاً: أن الزنوج هم الذين يُسلمون، ولا يعلم هؤلاء الأغبياء أنه حتى لو صدقوا في هذا – وهم كاذبون – فإن هذا يحسب للإسلام وليس ضده. لأن الأسود يعلم أن الإسلام هو وحده الذي يضمن له كل الحقوق والعدالة والمساواة مع الآخرين، وتلك شهادة لصالح الإسلام وضد الغرب في ذات الوقت .
القانون الأسود
وقد لجأ البيض إلى أساليب شيطانية لقمع العبيد وقهرهم والسيطرة عليهم .. وقننوا هذا كله بتشريعات تشكل وصمة عار لأي نظام قانوني في التاريخ. يقول العَلاَّمة محمد فريد وجدي: "كان القانون الذي يتناول أحوال الرقيق يُعرف في كل أمة من الأمم المعاصرة بالقانون الأسود. وعلى سبيل المثال كان القانون الأسود الفرنسي الذي صدر سنة (1685) ينص على أن الزنجي إذا اعتدى على أحد الأحرار أو ارتكب جريمة السرقة عوقب بالقتل أو بعقاب بدني آخر، أما إذا أبق العبد فإن نص القانون أن الآبق في المرة الأولى والثانية يتحمل عقوبة صلم الأذنين والكي بالحديد المحمى، فإذا أبق الثالثة قتل . وقتل الآبق كان معمولا به أيضاً في انجلترا، فقد نصت على أن من أبق من العبيد وتمادى في إباقه قتل. وكان غير مسموح لذوى الألوان أن يحضروا إلى فرنسا لطلب العلم . ودام الحال على هذا في فرنسا حتى ظهرت ثورة 1848 فسعت في أبطال الاسترقاق. أما في أمريكا فكان القانون في غاية الشدة والقسوة، وكان مقتضى القانون الأسود أن الحر إذا تزوج بأمة صار غير جدير بأن يشغل وظيفة في المستعمرات . وكانت القوانين تصرح بأن للسيد كل حق على عبده حتى حق الاستحياء والقتل وكان يجوز للمالك رهن عبده وأجارته والمقامرة عليه وبيعه كأنه بهيمة(!!) . وكان لا حق للأسود في أن يخرج من الحقل ويطوف بشوارع المدن إلا بتصريح قانوني. ولكن إذا أجتمع في شارع واحد أكثر من الأمريكتين.رقاء ولو بتصريح قانوني كان لأي أبيض إلقاء القبض عليهم وجلدهم!!(5) .
وهذه النصوص كانت مطبقة في كل أنحاء الأمريكتين .
اعتذار بعد فوات الأوان !!
في عام 2006م قدمت كنيسة إنجلترا اعتذاراً رسمياً علنياً عن دورها المشين في الاتجار بالرقيق، واقتناء عشرات الألوف من العبيد ظلوا يعملون حتى الموت في المزارع الواسعة التي تمتلكها الكنيسة في منطقة الكاريبي . وقد شاركت في قنص وترحيل العبيد 2704 من السفن البريطانية . وفى مارس 2007م قاد الدكتور روان ويليامز رئيس أساقفة كانترى- كنيسة إنجلترا- مسيرة حاشدة شارك فيها عشرات القساوسة والشخصيات العامة، طافت شوارع لندن، اعتذاراً عن "تورط الكنيسة في التاريخ البشع للعبودية في العالم" على حد قول وليامز نفسه. وأضاف رئيس أساقفة بريطانيا :" أنه ليس الندم فقط، بل يجب إعلان التوبة عن مشاركتنا في هذه الوصمة التي كلفت الملايين، من العبيد البؤساء أرواحهم وممتلكاتهم، ودمرت إقتصاديات العديد من دول أفريقيا" (6)

نقلا عن مقالة لأستاذ حمدي شفيق نشرت في موقع صيد الفوائد بتصرف.
المراجـع
1- منير الحمش – أمريكا والكنانيون الحمر – دراسة منشورة بمجلة أخبار الأدب – دمشق – 9/6/2002م – بتصرف .
2- الحمر والبيض والسود – جارى ناس – ترجمة مصطفى أبو الخير – سلسلة الألف كتاب – مصر – بتصرف .
3- المرجع السابق – بتصرف .
4- عايدة العزب موسى – العبودية في أفريقيا – مكتبة الشروق الدولية – مصر – طبعة 2004م – مواضع متفرقة من الكتاب بتصرف – وأنظر أيضاً المراجع الهامة التي ذكرتها هناك .
5- محمد فريد وجدى – دائرة معارف القرن العشرين – طبعة دار المعرفة – بيروت – المجلد الرابع – حرف الراء "الرق" ص 277-278 وأنظر أيضاً "الرق في الإسلام" لأحمد شفيق باشا
6- موقع شبكة
BBCباللغة العربية على الإنترنت – 24 مارس 2007م . بتصرف
7- موقع قناة الجزيرة على الإنترنت باللغة العربية – 24 مايو 2007م . وانظر ايضا الموقع الاسلامى الممتاز : صيد الفوائد
www.saaid.net

8- كلمة بتصرف تعنى أننا حصلنا على المعلومة من المصدر المشار إليه، لكن الصياغة والتعليق عليها بواسطة كاتب هذه السطور، وربما أضفنا إليها معلومة أخرى من عندنا .
 
[حجم الصفحة الأصلي: 23.51 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 22.90 كيلو بايت... تم توفير 0.60 كيلو بايت...بمعدل (2.57%)]