عرض مشاركة واحدة
  #1439  
قديم 13-12-2013, 06:59 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

شبهة أن القرآن الكريم من اختراع سيدنا محمد


بقلم عبد الرحيم الشريف
دكتوراه في علوم القرآن والتفسير
في بحثهم المتواصل لإيجاد مصدر بشري للقرآن الكريم، تفتقت تهيئات كثير من الناقدين للإسلام، عن فكرة وهي: القرآن الكريم اختراع سيدنا محمد rلأهداف ثلاثة:
1. تسهيل السيطرة على أتباعه.
2. تخويف المنافقين والكفار ومن يخرج عن أوامره.
3. إباحة ملذاته.
وللجواب عن تلك الشبهة نقول:
إن الزعم بأن القرآن الكريم من اختراع أهواء وتخيلات سيدنا محمد r، من أضعف شبهاتهم. فهل عجزت أمهات ملايين العرب أن يلدن مثله؟ وهل كانت كل ظروف حياته تؤهله ليكون مرتاح البال، هانئاً، جالساً على أريكته.. ممسكاً ورقة وقلماً يكتب آيات من القرآن الكريم ؟! إن ما يستطيعه آحاد البشر، يستطيعه مجموع البشر بالضرورة. فلماذا لم يقوموا بذلك إذاً ؟

كما أن هنالك عدة ردود على ذلك الزعم، منها:[1]
1. الفرق في الأسلوب بين القرآن الكريم والحديث الشريف، فمن المؤكد أن الشخص الواحد مهما كان أديباً عبقرياً يستحيل أن تصدر عنه جمل مختلفة في أسلوبها في الوقت ذاته. فرسول الله rبشر، يغضب ويفرح ويحزن ويتألم.. ولكنك تجد الفرق واضحاً بين ما صدر عنه من حديث نبوي شريف، وما أخبرنا أنه قرآن كريم.
فلو كان مصدر القرآن والحديث واحد، لكان من العسير جداً التفريق بين أسلوبيهما ونظمهما.
ولماذا لم يدَّعِ محمد rأن أحاديثه آيات رغم أنها كذلك موحىً بها من عند الله Y.[2]
ولا يمكن القول أن لمحمدٍ rأسلوبان فيما يصدر عنه من كلام، أسلوب منمق مزخرف هو القرآن الكريم، وأسلوب أقل منه هو الحديث الشريف. لأن أكثر القرآن الكريم نزل فجأة دون انتظار منه r، كما أن الرسول rهو أكثر الناس كرها للتنميق في الكلام، ولا ننسى أننا نتحدث عن العصر الذهبي للعربية، الذي سلمت في أذواق العرب وسليقتهم من أي مظهر من مظاهر اللحن.

هاتوا لنا إنساناً له موهبة أن يقول قولاً، وسجلوا له ميزات أسلوبه. ثم اسألوه أن يغير الأسلوب إلى أسلوب آخر، ثم سجلوا له الأسلوب الآخر. ثم قولوا له نريد أسلوباً ثالثاً.. فإنه لا يستطيع أن يبرأ من أسلوبه الأول أبداً؛ لأن الأسلوب هو الطريقة اللازمة للشخص في أداء المعنى. وما دامت له طريقة في أداء المعنى، فإن الأداء سيأخذ تشخيصاً لا يمكن أن يبرأ صاحبه نفسه منه..[3]
2. من تتبع سيرة النبي rيرى مقدار خشيته من الله تعالى، وورعه. فيستحيل أن يترك الخداع والكذب على الناس، ويكذب فيما ينسبه إلى الله Y.
3. ماذا يريد الإنسان من دعوى النبوة إن كان كاذباً ؟ إنه لا يريد أكثر من الجاه والمال. وقريش عرضت على رسول الله rأقصى ما يتمناه خيال أي عربي في ذلك الزمان، من مال وجاه ونساء.. ولكنه ترك ذلك كله، وكان ينام على حصير أثر على جنبه الشريف r، وتعرض لعدة محاولات لاغتياله. وحارب المشركين.. رغم أنه كان يمكنه المكوث في عز وهناء، لو ترك الدعوة إلى دين الإسلام.
4. وجوه إعجاز القرآن الكريم المختلفة من بياني وعلمي وغيبي وتشريعي.. لم يأتِ بشرٌ بمثلها.
5. خلو القرآن الكريم من تسجيل حوادث مهمة في حياته، وأسماء أحبائه وأقرب المقربين إليه (والديه، أبنائه، السابقين إلى الإسلام، نسائه..) بل لم يذكر اسمه في القرآن الكريم إلا أربع مرات فقط.
6. وجود آيات العتاب في القرآن الكريم لسيدنا محمد r.
7. كانت تمر على سيدنا محمد rالملمات الكثيرة، والقضايا العديدة التي تتطلب جواباً سريعاً كحقيقة حادثة الإفك، والثلاثة الذين تخلفوا عن غزوة تبوك.. وتوفيت زوجه خديجة رضي الله عنها، وعمه أبو طالب، وابنه إبراهيم دون أن يذكر القرآن الكريم من ذلك شيئاً يواسيه.
وتزوج من أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها دون أن يسطر ذلك في القرآن الكريم، بينما زواجه من أم المؤمنين زينب رضي الله عنها فقد تحدث القرآن الكريم عنه؛ لكونه ذا صلة بالتشريع.

8. لم يجعل لاجتهاداته الشخصية أي تشريع ملزم للصحابة: كحادثة تأبير النخل[4]، واستشاراته المتكررة للصحابة في شتى الأمور تدل على ذلك أيضاً.
9. صرّح القرآن الكريم بأن الأمر لو كان لسيدنا محمد rلكان هواه ألا يُلقى إليه أي آية من ذلك القول الثقيل. قال تعالى في سورة القصص: " وَمَا كُنْتَ تَرْجُو أَنْ يُلْقَى إِلَيْكَ الْكِتَابُ إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ..(86) ". نعم إنه قول ثقيل عليه r، قال تعالى في سورة المزمل: " إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا(5) ".
بل لو كان الأمر بيده لأنزل كلاماً بحسب الطلب، ولكن لا ينبغي له ذلك. قال تعالى: " وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآيَةٍ قَالُوا لَوْلَا اجْتَبَيْتَهَا قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحَى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي هَذَا بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ " [الأعراف: 202]. نعم، عدم استجابة محمد rلطلباتهم ليكونوا على بصيرة، وليهتدوا، ورحمة بهم..؛ ليتأكد لهم أنه rليس مصدر الوحي.
وسبحان من يجعل في شبهاتهم دليلاً عليهم !
10. نزول القرآن الكريم منجماً في ثلاث وعشرين عاماً، ثم ترتيب ما نزل في نظم بديع محكم لا خلل فيه ولا تناقض ولا تغير في بلاغته. وذلك كله يستحيل أن يصدر عن بشر طبيعته النقص.
11. إن هذا القول مبني على وجود علم مدخر في العقل الباطن لسيدنا محمد r، فمن أين سيكون قد حصل على ذلك العلم السابق؟ لقد سبق مناقشة نقض احتمال أن يكون مصدر ذلك من الإنس أو الجن.
12. ما جاء في القرآن الكريم من عبادات شاقة، وتحريم ملذات يتوق إليها أي إنسان، ولم يكن لقريش أي غضاضة للقيام بها. لا يعقل أن يكون هواه قد أجبره على قيام أكثر الليل، وعلى الوصال في الصوم.. وعلى تحريم ما تهواه النفس من شرب الخمر، والربا، ولبس الذهب والحرير، وقبول الصدقة، وتوريث الأبناء..
13. قد يستطيع سيدنا محمد rتخويف الصحابة ـ إن افترضنا أنه ألف القرآن الكريم لتلك الغاية ـ ولكن.. هل هنالك إنسان في العالم يخوف نفسه من عذاب النار، أو يلقي بيده إلى التهلكة بصرف الحراس عنه وهو يعيش في وسطٍ مليء بأعداءٍ، المستترون فيه أكثر من الظاهرين؟ انظر مثلاً إلى قوله تعالى في سورة المائدة: " يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ(67) ".
هذا الصدق مع النفس، انبثق عنه صدق مع الآخرين.. بينته سورة يونس: " وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ[5]مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ(15)قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ(16)فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ(17)".
نعم، سيدنا محمد rصادق، فليس لمحتوى القرآن الكريم أي مصدر من المخلوقات (إنساً أم جناً)، بل هو مصداق قوله تعالى في سورة الشورى: " وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ(52)".
إن النفس التواقة للبحث عن الحقيقة لتؤمن بذلك، وتوقنه بأدنى فكر وبحث.. ولكن الهوى وعمى البصيرة وشهادة الزور من الباحثين غير المنصفين.. يحجبها عن ذلك، قال تعالى (في سورة الفرقان): "وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَاءُوا ظُلْمًا وَزُورًا(4)وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا(5)قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا(6) ".
بالإضافة إلى الحسد، الذي تحدثت عنه سورة البقرة: " وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (109) "
للتواصل مع المؤلف:
[1]انظر: قضايا قرآنية في الموسوعة البريطانية، د. فضل حسن عباس، ص208. ومدخل لدراسة القرآن الكريم، محمد أبو شهبة، ص98. ومناهل العرفان، الزرقاني، 1/62.

[2]روى البخاري في الحج باب يفعل في العمرة ما يفعل في الحج (1789): عن يعلى بن أمية t" أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ rوَهُوَ بِالْجِعْرَانَةِ، وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ، وَعَلَيْهِ أَثَرُ الْخَلُوقِ ـ أَوْ قَالَ صُفْرَةٌ ـ فَقَالَ: كَيْفَ تَأْمُرُنِي أَنْ أَصْنَعَ فِي عُمْرَتِي؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ r، فَسُتِرَ بِثَوْبٍ وَوَدِدْتُ أَنِّي قَدْ رَأَيْتُ النَّبِيَّ rوَقَدْ أُنْزِلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ. فَقَالَ عُمَرُ: تَعَالَ، أَيَسُرُّكَ أَنْ تَنْظُرَ إِلَى النَّبِيِّ rوَقَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْوَحْيَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. فَرَفَعَ طَرَفَ الثَّوْبِ فَنَظَرْتُإِلَيْهِ لَهُ غَطِيطٌ ـ وَأَحْسِبُهُ قَالَ كَغَطِيطِ الْبَكْرِ ـ فَلَمَّا سُرِّيَ عَنْهُ قَالَ: أَيْنَ السَّائِلُ عَنْ الْعُمْرَةِ؟ اخْلَعْ عَنْكَ الْجُبَّةَ، وَاغْسِلْ أَثَرَ الْخَلُوقِ عَنْكَ، وَأَنْقِ الصُّفْرَةَ، وَاصْنَعْ فِي عُمْرَتِكَ كَمَا تَصْنَعُ فِي حَجِّكَ ". والشاهد هنا: أن الوحي ينزل بالقرآن الكريم لفظاً، وبالحديث معنىً. والرسول rلم يخلط بين القرآن الكريم والحديث الشريف.

[3]انظر: شبهات وأباطيل خصوم الإسلام، والرد عليها، محمد متولي الشعراوي، ص38.

[4]روى مسلم في الفضائل باب وجوب امتثال ما قاله شرعاً.. (2363): " عن أنس tأَنَّ النَّبِيَّ rمَرَّ بِقَوْمٍ يُلَقِّحُونَ [النخل] فَقَالَ: لَوْ لَمْ تَفْعَلُوا لَصَلُحَ. قَالَ: فَخَرَجَ شِيصًا. فَمَرَّ بِهِمْ فَقَالَ: مَا لِنَخْلِكُمْ ؟ قَالُوا: قُلْتَ كَذَا وَكَذَا. قَالَ: أَنْتُمْ أَعْلَمُ بِأَمْرِ دُنْيَاكُمْ ". والشيص: هو التمر الذي لا يشتد نواه ويقوى، أو لا يكون له نوىً أصلاً. انظر: النهاية في غريب الحديث، ابن الجزري 2/518 (شيص). وذكر الرازي أن التمر يتشيَّص، إذا لم تلقح النخل. انظر كتابه: مختار الصحاح، ص148 (ش ي ص).

[5]تحدث الزمخشري في الكشاف 2/111 عن تعليل ذلك الطلب من كفار قريش بكلام طويل، منه: " أما اقتراح التبديل والتغيير فللطمع ولاختبار الحال‏.‏ وأنه إن وجد منه تبديل: فإما أن يهلكه الله، فينجون منه. أو لا يهلكه، فيسخرون منه، ويجعلوا التبديل حجة عليه، وتصحيحاً لافترائه على الله‏ ".‏


 
[حجم الصفحة الأصلي: 28.88 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 28.27 كيلو بايت... تم توفير 0.60 كيلو بايت...بمعدل (2.09%)]