عرض مشاركة واحدة
  #1277  
قديم 10-12-2013, 09:24 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

يتبـــــــع الموضوع السابق

تأملات في سورة الواقعة


أأنتم أنـزلتموه من المزن أم نحن المنزلون
إنه استفسار عمن يكون قد هيـأ لهذا السحـاب مصـادره و اتزانه في السمـاء ثم نـقله من الاتزان إلى لا اتزان عندمـا تـنزل أمطـارا عند مصبات الأنهار أو لأقوام أراد الله لهم هذا الرزق.. إنه إعجاز علمي و بلاغي آخر في اختيـار هاتين الكلمتين المتتاليتين: من المزن فيمـا تمثلانه من انتقـال السحـاب وخروجه من حـالة الاتزان إلى حـالة اللا اتزان عند نزول الأمطار، ثم اختيار الكلمتين المزن.. المنزلون و مـا احتوت عليه من تشـابه حروفهمـا و تتابع مهامهمـا ..
صورة لسحابة ممطرة مع قصف الرعد
و لا نجد أيضـا رداً على السؤال الذي جـاء في هذه الآية إلا أن نقـول أنه لا فضل لنـا أيهـا الخالق العظيم في أية مرحلة من مراحل هذا المزن ســوى فضلك، فبرحمتك سلطت أشعة الشمس بقدر معلوم على المـاء الأجـاج في البحـار فجـاء السحـاب.. و بفضلك حملته الريـاح في اتزان..و بفضلك أفقدته هذا الاتزان عند كل مصب اخترته بحكمتك.. و بفضلك أنزلته إلينـا أمطـاراً من مـاء عذب تجرى في أنهـار شققتهـا برحمتك فتظل عذبة سـائغة للشـاربين من خلقك الذين خلـقتهم برحمتك و تعلم مـا يقيم حيـاتهم و أين يقيمون.
ثم يأتي برهـان آخـر.. فالقـادر على منح هذا المـاء العذب لنـا قـادر أيضـا على منعه.. إنهـا مشيئته و لا دخل لأحـد بهـا.. و لكن مـاذا يحدث إذا منع عنـا هذا المـاء العذب.. لن نجد سـوى مـاء البحـار الأجـاج.. هل نستطيع أن نحيـا به.. الرد معروف.. فملوحة مياه البحـارتحول دون استفادة البشر منهـا... فهـل لنـا إلا أن نـشـكر الله على هذا الفضل الذي تفضل به علينـا لنشرب ماءا عذبا ساقه إلينا حتى نرتوي و نروى النبات فنطعم به و تشرب الدواب فتخدمنـا و نأكل لحومهـا.. و في هذا يأتي هذا النص القرآني المعبر عن قدرة الخالق و مشيئته في العطـاء و المنع لو نـشـاء جعلـنـاه أجـاجـا فلولا تـشكرون.. من يتدبر كلمتي جعلنـاه في هذه الآية و في الآية السـابقة، لوجد الحرف ( ل ) قد سبق هذه الكلمة في الآية السـابقة و لم يأتي سـابقا لهـا في هذه الآية.. ففي الآية السـابقة إشـارة إلى أنه إذا أراد الله أن يصيب الزرع سلط عليه مـا يبيده فجـاء الحرف ( ل ) ليؤكد مشيئته في هذا الحرمان بفعل يغاير المألوف وهو المعطى دائماً... أمـا في هذه الآية فلا حـاجة للتـأكيد حيث أن مشيئته تحول المـاء الأجـاج إلى مـاء عذب بفعل الشمس و السحاب المسخـرين، فإذا أوقف الله هذه الأسباب، فلن نجد أمـامنـا سوى مـاء البحـار لنشرب منه، فلا حـاجة إذن في تـأكيد هذا لأن المـاء الأجـاج أمـامنـا دوامـا و عند حرماننا من الماء العذب فلا مفر لنـا من الذهـاب إليه... هل في قدرة بـشـر أن يأتي بكل هذه الحكم و البلاغة و العلم في كل كلمة بل و في كل حرف.
ثم تتوالى الأدلة على أننـا مخلوقون، فقد خـلق الله الإنـسان على الأرض ليتحرك و يسعى.. و سعيه و حركته في حـاجة إلى طـاقة... مثل محرك السيـارة الذي لن يتمكن من الحركة دون مصدر للطـاقة و هـو الوقود الذي يحترق داخل السيارة لتـسـيـر. وبـدون أن يكتشف البترول مـا كـان لأحد أن يخترع السيـارة... كيف تم إعـداد مصـدرا للطـاقة لهذا الإنسـان الذي جاء إلى الأرض، مصدرا يتنـاسب مع تكوينه و خلقه و أجهـزته المختلفـة... لم يكن هنـاك بترول على الأرض حين جـاء إليها أو كحـول أو شمع... إن التفسير الوحيد هو أن الخـالق الذي خلق الإنسـان لابد أنه دبـر له مصدرا يستمد منه طـاقته.. لقد سـخـر له الشمس لتحترق و تـرسـل أشعتهـا إلي النبـات ليختزنهـا ثم ليحـولهـا إلى طـاقة تنطلق في أجسـامنـا عندما نتغذى على ثمار هذا النبات باحتراق يتوارى عن أعيننـا و بالقدر الذي نحتـاجه للحركة و بـآلـيات تعجـز العقول عن فهمهـا ... و لولا الشمس و لولا النبات و لولا حكمة الخـالق مـا كـان للإنـسان من سبيل إلى الحركة و السعي و الاستمتـاع بقـوة عضـلاته في الجهـاد والسيطرة على الكون من حـولـه... أي لـولا الشجـرة التي تختزن طـاقة الشمس بعمليـة تـعد من أعقد العمـليـات تسمى عملية التمثيل الكـلوروفيللى حيث يقوم ورق الشجــر الأخـضـر أثناء هذه العملية بتكوين المـواد النـشوية أو الكربـوهيدراتيه التي تمثل وقودا هيدروكربونيـا مثل البترول، وهذا بأن يمتص الورق الأخضـر أشعة الشمس وثاني أكسيد الكربون من الجـو و المـاء من جذور النبـات... ومنهـا جميعـا تتوفر لنـا مصـادر طـاقتنـا... و حين نـأكل ثمـار هذه الأشجـار، تحـترق المـواد النشـوية التي تحوى طـاقة الشمس داخل خـلايـا أجسـامنـا البشـرية... فتنطلق هذه الطـاقة في احتراق متوار كما تشير الآية الكريمة بهذا الوصف الكامل النار التي تورون حيث يستخدم الجسم في هذا الاحتراق الأكسيجين الذي يحمله الدم من الرئة إلى الخـلايـا، و تعد عمليـة احتراق المواد الكربوهيدراتية داخل الخلايا من أعقد العمليـات التي يحـار العقـل البشرى في فهمهـا و التي تحتـاج إلى مجلدات لسـرد تفـاعلاتهـا.. و لكنه احتراق كآي احتراق يستخدم فيه أكسيجين الهواء و ينتج عنه الطـاقة و ثاني أكسيد الكربون وبخـار المـاء.. وبهذه الطـاقة تتمكن خـلايـا الجسم من أداء وظـائفهـا و يتمكن الإنسان من الحركـة والاستمتاع بحياته و عضلاته و قوته.. هل للإنـسان فضل في هذه الشجرة التي صنعت للإنـسان حـاجته من الطـاقة ليحـيـا.. وهل يعي الإنسان مـا بداخله من نيران تتواري عن العيون كتلك التي تنطلق داخل محرك السيارة
كل هذا جـاء في هذا الاستفسار الإلهي
أفـرأيتم النـار التي تـورون.. أأنتم أنـشـأتم شـجرتهـا أم نحن المـنـشـئون.. نحن جعلنـاهـا تذكرة و متــاعـا للمقوين.. هل لنـا رداً أيضـا على هذا الاستفـسـار ثم هذا السؤال إلا أن نقول أن لا يمكن أن يـكون هنـاك فضـلا لنـا في شيء من هذا سـوى أنه تدبيرك أيهـا الخـالق الواحد و أن هذا خلقك و صنـاعتك و تـرتـيـبك الشـاهد على وحدانيتك، فالكل يسير على نفس الناموس... و إذا نظرنـا إلي كل كلمـة سنجد فيهـا إشـارات إلى أشياء ندرك البعض منهـا بعلومنـا المحدودة و يـغيب عنـا الكثير.. ننظـر إلي كلمتي أفرأيتـم و تــورون و الأولى تدعونـا إلى أن نرى حكمة الخالق في النار التي هي مصدر الطاقة في أجسامنا والثانية تدلنا أن هذه النار قد واراها الخالق عن عيوننا و لكن نشعر بدفء نيرانها و القدرة على الحركة... وكلمة تـذكرة قـد تـرمز إلى وجـوب تذكر عظمة الخـالق في تسخير هذه الشجرة لتخزن لنا كل هذه الطـاقة و فيمـا دبـره بحيث تنطلق هذه الطاقة داخل أجســامنـا دون أن تراهـا عيونـنا... إن هذه متـاعـا للمقوين إشـارة إلى أنـنـا استطعنـا بهذه الطاقة أن نستمتع بقـوة عضـلاتنـا وأجسـامنـا ويدونها لن تكون لنا أي قدرة على شيء.. إن هذه الكلمـات المحددة قد أوعت كل مـا اكتـشـفنـاه و ستستـوعب أيضـا مـا لم نكـتـشفه من عـلوم الطـاقة والاحتراق و النبات و الطب و الإنسان و البيـان و البلاغة و الإعجاز إذا مـا تولى المتخـصص المدرك لكل جـانب من جوانب هذا الإعجـاز ... هل يمكن أن يتـأتى كل هذا البيان من غـير الخـالق الذي يعلم كل شيء ؟؟؟
تعـالوا نـنـظـر نظرة شـاملة إلى هذا المنهج الرباني الذي يخاطب البشر منذ أربعة عشر قرنـا بأرقي ما يمكن أن تصل إليه علومهم ليؤكد أنه خـالقهم و مدبر أمرهم ويحدد لهم بعض الآليـات التي أوجدهـا بعلمه ورحمته حتى نحيا على هذه الأرض بمشيئته... لقد بدأت هذه لآيات بالدعوة إلى رؤيـة هذا الحيوان المنوي الذي يبدأ به خلق كل إنسان و تكوينه... فلاتأتى الدعوةد بعد أن رأيناه في أن يدعى أنه جـاء بغير خـالق أو أن لنـا أي فضل في خلقه بهذا الإعجـاز... ثم تأتى الدعوة إلى رؤيـة مـا يتـغذى عليه الإنسان لكي ينمو و يـمارس شئون حياته ... و لا قدرة لأحـد أيضـا على ادعاء أن هذا الزرع قد جـاء بغير خـالق بحيث يوفـر مـا يتوافق مع تكوين و تصميم هذا اٌلإنسان... أو أن الذي خلق الإنسان ليس هو الذي خلق هذا الزرع لينمـو بـه و ليعتمد عليه بحيث لا تستمر الحياة إلا بـه...
ثم نأتي إلى الآيـة التـالية و فيهـا الدعوة إلى رؤية المـاء الذي يسقي النبـات والإنسان وفيه سـر الحياة و استمرارهـا.. لا قدرة لأحد أيضـا على ادعـاء أنه جـاء بغير خـالق أو أن الذي خلق الإنسان والنبـات ليس هو أيضـا الذي دبر لهمـا هذا المـاء بدورته المعقدة من مخـازن تحفظه إلى أنهـار يسـوقهـا الخالق إليه في أماكنه بحيث يكون بهذه الوفرة و هذا التكوين.. ثم نأتي إلى دعوة الخـالق إلى رؤية الطـاقة التي يحتـاجهـا الإنـسـان... و لا قدرة لأحـد أيضـاً على ادعـاء أنهـا دبـرت هكذا بدون خـالق أو أن الذي دبـرهـا ليس هـو الذي خلق الإنسان و دبر له هذا العطـاء و هذا المعين الذي لا ينضب من الطاقة و مصادرها الطبيعية من شمس و خصائص.. إذا نحن مخلوقون ومدبر لنـا كل شيء بيد خـالق واحد رتب لنا كل شيء..بدايتنـا و غذائنـا و مـائنـا و مـصدر طـاقتنـا في دورة وحد ذات أركان متصلة.. وأن ليس لنـا فضل في أي من هذه الأمور سـوى حـرث الأرض ببذورهـا، و لكن المنى و المـاء و النمـاء و الطاقة كلهـا من أمـور و شئون الخـالق وحـده في منحها و منعها كما تبينه هذه الآيات... هل هنـاك منطق يـحتكم إليه العقل البشرى أعلى من هذا المنطق حتى نقـر بخـالقنـا أو أن لنـا خـالق واحد أحد... و هل لنـا بعد هذا المنطق و هذه الرسـالة إلا أن نـقـر بآيـات القرآن و نسبح بعظمـة منزلهـا.. و هكذا تنتهي هذه الآيـات أو الإثبـاتـات و الدلالات أو الاستفسارات الأربع بوجوب هذا التسليم و التسبيح لرب العـالمين الخـالق العظيم
( فسبح باسـم ربـك العظيم )
... إنـه إعـلان رباني لا يتطـاول إليـه أحـــد، جـاء في خـاتم الرسـالات و لن تـراه في زبور أو تـوراة أو إنجيل أو أي كتـاب، إن المسلم حين ينحني أمـام الله في ركوعه أثناء صـلاته و يقول سبحان ربى العظيم، عليه أن يستشعر عظمة الله التي جـاءت بهـا هذه الآيـات، فهـو منشئه من مني معجز ومقدر حياته وموته، و هو الذي هيئ له طعامه من حبوب و ضع أسرارهـا و أرض سن لهـا قوانينهـا، و هو الذي وفر له هذا المـاء العذب بعد رحلة دبرهـا بقدرته و حكمته، و هو الذي و فر له الطاقة التي يحتاجهـا ليستمتع بقوته..هو الواجد لكل هذا و مـا لنـا في كل هذا التدبير من شيء.. ثم هو القادر على حرمانه من كل هذا... فلهذا يقول بكل الإيمان و العلم.. سبحان ربى العظيم.
و يلي هذه الآيــات قـسم من الخـالق بمـا نـراه في خلقـه أيضـاً على صـدق هذه الرسـالة و أن هذا الكتـاب قـد جـاء من عنده بقول الحق.
فـلا أقسم بمواقع النجوم، و إنـه لقـسم لـو تعلمـون عظيم، إنـه لـقـرآن كـريم، في كتـاب مكـنون، لا يمـسـه إلا المـطـهرون، تـنـزيـل من رب العـالمين.
نقف عنـد قـسم الخـالق بمواقع النـجوم، فالنجوم أجـسام غـازيه تـجـرى بهـا تفـاعلات شتى منذ نـشأتهـا من إشعـاع يتحول إلى مـادة أو مـادة تتحـول إلى طـاقة و إشعـاع بحسب مـراحل عمـرهـا و تكوينهـا... و تقف العلوم الطبيعية عـاجزة عن معرفة و تفسير نـشأة هذه النجوم إلا أنه من المفترض أن يكون لهذه النجوم عند نضجهـا نفس تكوين الشمس من غـاز الهيدروجين.. وفي مـرحلة نـشاط النجم تنطلق منه طـاقة هـائلة حيث يحدث اندمـاج ذرات الهيدروجين لتكون ذرات غاز الهليوم الخامل ذو الكتلة الأقل و يتـحول فرق الكتلة إلى تلك الطـاقة الهائلة التي تظهر النجم مضيئا رغم بعده السحيق عنا.. و تـأخذ كتلة النجم في التنـاقص حتى يتلاشى و ينتهي النجم بعد عمـر محدود.. و في الكون الآن بـلايين البلايين من هذه النجوم التي قد يصل حجم بعضهـا إلي مـلايين المـرات مثل حجم الشمس و هي نجم مجمـوعتنـا التي ندور حولهـا و تعطينـا دفئهـا.. و تعتمد رؤيـتـنــا ليـلاً لهـذه النـجوم على الطـاقة الصـادرة منهـا و التي تـصـل إلينا على هـيئة ضـوء يخترق السمـاء بـسرعته.. كمـا نـرى الشمس نهـارا بالضـوء الصـادر منهـا و الذي يستغرق وصـوله إلينا من الشمس عـشـر دقـائق... و لأن النجـوم من حـولنـا أبعد كثيـرا من الشمس، فنرى أن ضـوءهـا يستغرق زمنـاً أكثر من هذا ونجد أقـرب نجم إلينا يسـتـغرق وصـول ضـوءه إلينـا عدة سـنوات، و هنـاك نجـوم يستغرق وصـول ضـوءهـا إلينـا ملايين من السنوات، بل و آلاف المـلايين من السنوات، هذا لأنهـا على أبعـاد شـاسعة و أن الضـوء سـرعته محـدودة و تـقدر بحوالي 300 ألف كيلومتر في الثـانية الواحدة... والآن مـا معنى أن الضـوء الصـادر من نجم مـا يستغرق وصوله إلينا سنة.. معنى هذا أن هذا النجم يبعد عنـا مسـافة تسـاوى هذه السـرعة مضروبة في عدد الثواني في السنة أي: 300 ألف كيلومتر × 365 × 24 × 60 × 60 .. و يطلق العلمـاء على هذه المـسافة تعبير ( سـنة ضـوئية ) .. فمعنى أن يـبعد النجم عنـا مليون سنة ضـوئية هـو أن هذا النجم كان في هذا الموقع منذ مليون عام عندما أرسل إلينا ضـوءه و استغرق الضوء هذه الفترة ليصل إلى عيونـنـا... أمـا عن مـوقع النجم في اللحظة التي وصل ضوءه إلينا فـلن تصـل إليه علومنـا و قدراتنـا... و هناك نجوم يستغرق وصول ضوءهـا بلايين السنين.. فـلا قبل لنـا أن نعرف مواقع هذه النجوم بالنسبة لبعضهـا لأن رؤيتنـا لهـا تعتمد على مـا وصلنـا الآن كل بحسب بعده وتـوقيت إرسـال ضـوئه إلينا و إن تـزامن وصـول ضـيـائهـا جميـعـا إلينـا في اللحظة الراهنة.. و من الممكن أن تكون معظم هذه النجوم قد تلاشت أو تبدلت أو بعدت أو اقتربت.. و لكن قدرتنـا محدودة لاعتمادنا على مـا تراه أبصـارنـا على ضـوء يسير بسرعة محـددة
إن معرفة مـواقع نجـوم في أي لحظة وهى على هذه المـسـافـات الشـاسعة والمختلفة شيء بعيد عن قدرة البـشـر، و لهذا جـاء الحرف لـو للدلالة على قـصور قدرة البشر عـن العلم بمواقع النجوم و هذا في قـوله سبحـانه ( و إنه لقسم لو تعلمـون عـظيـم ).. فالحرف لـو هـو حرف يفيد التمني فقط و قد جـاء بعلم خـالق الإنسان الذي يعرف خـلقه... فهي تمثل بالنسبة للإنسان الغيب و الحـاضر في آن واحد.. و لكن الله يرى خلقه و لهذا يقسم بمـا يعلمه و هو أعلم بعظمته.. فهو عـالم الغيب و الشهـادة العزيز الرحيم..
إن التدبـر في هذا القسم و بحدود مـا وصلت إليه عـلومنـا في التعرف إلى بعض الأسـرار في هذا الكون... نجد في مواقع النجوم على تلك الأبعـاد الشـاسعة التي لا يمكن أن يعيهـا أو يستوعبهـا عقل البـشـر إعجـاز و إعجـاز... وكيف يستوعب العقل بلايين السنوات الضـوئية زمنـاً و أبعـاداً.. إن أعمـارنـا بل وعمـر الأرض التي نحيـا عليهـا ثم أبعـادنـا بل و أبعـاد الأرض التي نحيـا عليهـا ونتصـارع من أجل بضعـة أمتـار عليهـا لا تمثل إلا أتفـه الكسـور التي لا تذكر من تلك الأبعـاد و الأزمـان... ثم كيف تنتظم هذه النجوم في هذا الشكل البديع الذي نـراه في هذا الكون فيخيل لنـا أننـا نراهـا هـادئة مستقرة متراصة و حقيقتهـا لا يعلمهـا أحد إلا خـالقهـا.. من منهـا انتقل من أقصى الـشرق إلى الغرب و من منهـا انتهى عمره فتبدد و من منهـا اصطدم بغيره فتوالد عنهمـا نجوم أخرى وكواكب و مذنبات و أعـاصير كونيه لا نعلم عنهـا شيئـا ... لهذا جـاء هذا القسم الإلهي ليدلنـا على صـدق المقـسوم بـه كمـا يضعنـا أمـام حقيقة أنـنـا بعلومنـا قاصرين عن أن نعرف كل شيء.. ولهذا وجب علينـا التسليم فيمـا لا تستطيع أن تسـتوعبه أبصـارنـا و عقولنـا لقول الله الذي يأتي في الآيـات التـالية بأمـور غيبية عن الروح و الجنة و النـار... هذا القرآن جـاء تنـزيـل ممن سبق علمه و رؤيته كل العلوم و الأزمـان و الأكوان... لمن هم قـاصـرين في علومهم و رؤيتهم و محدودين بزمانهم و أبعـادهم و قدراتهم حتى يتيقنوا من هذا البيـان
و الآن، هل نستطيع بعد أن وصلت علومنـا إلى مـا وصلت إليه، أن نأتي بكلمـات مثل هذه الكلمـات الواضحة في إشاراتهـا و تعبيرهـا و علمهـا و شمولهـا و بساطتهـا و مغزاهـا و منطقهـا و بيانهـا و بلاغتها و قوتها و ترتيبهـا بحيث يفهمهـا الجميع ويؤمن بهـا الجميع... على تفاوت علومهم و مداركهم و تخصصاتهم و عصورهم.. الإجـابة معروفة
فبأي حـديث بـعده يـؤمـنون
يمكن المراسلة على البريد التالي:
 
[حجم الصفحة الأصلي: 27.77 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 27.16 كيلو بايت... تم توفير 0.60 كيلو بايت...بمعدل (2.17%)]