عرض مشاركة واحدة
  #1230  
قديم 25-11-2013, 06:25 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

النظام الدقيق في الكون

قال تعالى (وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ) (الرحمن:7)
وقال سبحانه (لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) (يّـس:40)
ويقول أحد العلماء :"إذا كان الأمر كذلك فلابد أن يكون وراء المادة شيء آخر ، هو شيء يتحكم في هذه المادة ، يمكن أن يقال عن هذا إنه دليل رياضي على وجود خالق ".
غي مارشي " كاتب علمي أمريكي " 44

خلال ليل الرابع من تموز من عام 1054 شاهد الفلكيون الصينيون حادثاً غير طبيعي ! نجم ساطع ظهر فجأة بالقرب من برج ( الثور) ، وكان سطوعه شديداً بحيث كان يرى بسهولة أثناء النهار ، لكن في الليل كان أكثر سطوعاً من القمر .
فالذي شاهده الصينيون كان أحد أعظم الظواهر الفلكية الكارثية المثيرة للاهتمام في كوننا ، لقد كان (سوبر نوفا).
(السوبر نوفا) هو نجم يتفتت بالانفجار ، أي هو نجم هائل يفجر نفسه انفجاراً ضخماً هائلاً ، وتتبعثر مادته في كل الاتجاهات ، والضوء الناتج خلال تلك الحادثة هو أشد بآلاف المرات من الضوء الطبيعي .
العلماء اليوم يظنون أن (السوبرنوفا) يلعب دور مفتاح في تشكيل الكون ، وأن تلك الانفجارات هي التي تسبب نشوء العناصر المختلفة وتنقلها إلى الأجزاء المختلفة من الكون ، وافترض أن المادة المقذوفة بهذه الانفجارات تتحد فيما بعد لتشكل مجرة جيدة أو نجماً في مكان ما آخر من الكون . ووفق تلك الفرضية فإن نظامنا الشمسي ، الشمس وكواكبها بما فيها الأرض هي نواتج لبعض انفجارات (السوبرنوفا) القديمة ، التي لا تصدق .
على الرغم من أن (السوبرنوفا) قد يبدو انفجاراً عادياً لكن هذه الانفجارات في الحقيقة مكونة بتفاصيلها من دقائق صغيرة جداً . ولقد كتب ميشيل دنتون في كتابه " قدر الطبيعة " ما يلي :
" المسافة بين (السوبر نوفات ) (وفي الحقيقة بين كل النجوم ) هي مسافات حرجة لأسباب أخرى والمسافة بين نجوم مجرتنا هي حوالي ثلاثين مليون ميل ، فإذا كانت تلك المسافة بمقدار أقل فالمدارات الكوكبية ستكون غير مستقرة (أي فاقدة للاستقرار) ، وإذا كانت أكثر من ذلك فإن الشظايا المقذوفة من انفجار (السوبرنوفا) ستكون موزعة ومنتشرة جداً بحيث أن أي نظام كوكبي مثل نظامنا سوف لن يتشكل في كل الاحتمالات وعلى جميع المستويات .
فإذا أريد للكون أن يكون مكاناً للحياة عندئذ يجب أن تحدث الضربة السريعة (السوبرنوفا) بمعدل دقيق جداً، ويجب أن يكون متوسط المسافة بينهما (وفي الحقيقة بين كل النجوم ) قريباً جداً من الرقم المشاهد فعلاً في الكون .[1]
إن المسافات الموجودة بين (السوبر نوفات والنجوم )هي مسافات غاية في الدقة والضبط ، وإذا تأملنا في هذا الكون بشكل أعمق فإننا نلاحظ نظاماً إعجازياً خارقاً .

لماذا يوجد فضاء :
لنحدد الإطار الخارجي لبعض ما بحثنا سابقاً ، فالكون الذي أعقب الانفجار العظيم كان سديمياً من غازي الهيدروجين والهليوم ، والعناصر الأثقل أنتجت فيما بعد ما يسمى بمفاعلات نووية متعمدة التصميم . وعلاوة على ذلك فإن وجود العناصر الأثقل ليس سبباً كافياً للكون لأن يصبح مكاناً مناسباً للحياة . والمسألة الأكثر أهمية هي كيف تشكل الكون وانتظم ؟
وسوف نبدأ بالسؤال كم هو واسع هذا الكون ؟ .
وقبل أن نشرح ذلك ، نبدأ في بيان مدى اتساع الكون .

كوكب الأرض هو جزء من النظام الشمسي ، ففي هذا النظام يوجد تسعة كواكب أساسية مع أربعة وخمسين تابعاً (قمرا) وعدد غير معروف من النجميات (كويكبات صغيرة كالجبال مختلفة الأحجام وتسبح في الفضاء ) تدور حول نجم واحد يدعى الشمس . والشمس هي نجم متوسط الحجم بالمقارنة مع غيره في الكون والأرض هي الكوكب الثالث بعداً عن الشمس .
لنحاول أولاً أن نفهم حجم هذا النظام ، إن قطر الشمس هو أكبر بمئة وثلاث مرات من قطر الأرض ، ولكي نتخيل ذلك نقول إن قطر الأرض هو 12.200كيلومتر، فإذا خفضناه سلمياً (عددياً) لأبعاد كرة زجاجية ، فالشمس سوف تكون بحجم ملعب كرة القدم ، لكن الشيء العجيب في ذلك هي المسافة بينهما ، وبالاحتفاظ بمقاييس هذا السلم المخفض فالمسافة الفاصلة بين الكرتين هي 280متراً .
وبعض الأجرام التي تمثل الكواكب الخارجية ستكون لها أبعاد قد تصل عدة كيلومترات بعيداً عن الشمس .
قد يبدو ذلك ضخماً جداً ، ومع ذلك فالنظام الشمسي ضئيل جداً في الحجم إذا قورن بالطريق اللبني والذي هو مجرة تسبح فيه تلك الهباءة . ويوجد في تلك المجرة أكثر من 250بليون نجم بعضها يشبه شمسنا والبعض الآخر أكبر من ذلك وبعضها أصغر ، وأقرب نجم لشمسنا هو نجم (ألفاسنتوري)فإن ذلك النجم سيكون نجم (ألفاسنتوري)موجوداً على بعد 640كيلومتراً عن شمسنا .
تحتوي مجرة الطريق اللبني على حوالي 250 بليون نجم مع مسافات بينهما محيرة للعقل من ناحية اتساعها ، والشمس أقرب إلى طرف المجرة والتي لها شكل الحلزون أكثر من مركزها . حتى ولو كانت مجرة الطريق اللبني مقزمة بالمقارنة بالاتساع الهائل لكل الكون ، فهي واحد من عديد المجرات التي ربما بلغ عددها 300بليون مجرة وذلك وفق الحسابات الحالية ، وأن المسافات بين المجرات هي ملايين المرات أكبر من تلك التي بين الشمس والنجم (ألفاسنتوري).
علق (جورج غرينشاين )في كتاب " الكون التكافلي" على هذا الاتساع الذي لا يمكن تخيلة بقوله:
" لو كانت النجوم أكثر بعداً من بعضها البعض مما هي عليه بقليل لما كانت الفيزياء الفلكية أكثر اختلافاً عما هي عليه " .
ولن يكون هناك أي تغير ، مهما كان بسيطاً ، في النجوم والسدم وفي بقية الأجسام السماوية ، وعند النظر إلى مجراتنا من نقطة بعيدة فإن هذه المجرة سوف تكون كما هي عليه الآن والفرق الوحيد ، هو أنني عندما أستلقي على العشب ليلاً وأنظر إلى السماء فإنني سوف أبصر عدداً أكبر من النجوم ،عفواً ثمة اختلاف آخر : إن الذي يتابع ذلك المشهد سوف لن أكون " أنا" فالفضاء الشاسع الموجود في السماء هو شرط أساسي لوجودنا .[2]
فسر (غرينشاين )سبب ذلك الاتساع الفضائي من وجهة نظره بأن المسافات الهائلة في الفضاء تجعله ممكناً لأن تترتب فيه بعض المتحولات الفيزيائية كي تكون ملائمة تماماً لحياة الإنسان ، كما أنه لاحظ أهمية هذا الاتساع الفضائي في السماح للأرض كي تبقى موجودة وذلك بتخفيض أخطار التصادم مع النجوم الأخرى .
باختصار ، إن توزع الأجرام السماوية في الفضاء هو بالضبط ما يلزم لحياة الإنسان كي تبقى قائمة على سطح كوكبنا ، وسبب تلك المسافات الشاسعة الهائلة هو أنها نتيجة تصميم مقصود لغرض ما وليس نتيجة للمصادفة .
الإنتروبي والانتظام :
كي نستوعب مفهوم الانتظام في الكون فإننا نحتاج أولاً نحتاج أولاً إلى الحديث عن القانون الثاني في الترموديناميك يقول بأن جميع الأنظمة في الكون إذا تركت للظروف الطبيعية فإنها مع الزمن سوف تدخل في حالة من الفوضى وعدم الانتظام . وهذا القانون يدعى أيضاً بقانون (الانتروبي )وفي الفيزياء تعني الانتروبي كمية عدم الانتظام (الفوضى)في جملة ، وانتقال الجملة من حالة مستقرة إلى حالة أخرى غير مستقرة هو ذاته كزيادة في الانتروبي لها . وعدم الاستقرار يتعلق مباشرة بالانتروبي لتلك الجملة .
هذه المعلومة مألوفة واعتيادية وكثيراً من الأمثلة نشاهدها في حياتنا اليومية عنها. فأنت إذا تركت سيارة وهجرتها ف يمكان لمدة سنة أو حتى لمدة شهرين ، ومن المحتمل أنك ستلاحظ أن الإطارات فارغة ومسواة بالأرض والنوافذ محطمة وأجزاء الجسم والمحرك متآكلة صدئة ..الخ . وبطريقة مماثلة إذا أهملت العناية ببيتك لبضعة أيام فسوف تجده مغبراً وأكثر فوضى مع مرور الوقت ، هذا نوع من الأنتروبي ، على كل حال تستطيع إزالته بالتنظيف والتقاط الأشياء ، ثم تأخذ النفايات إلى خارج البيت .
القانون الثاني في الترموديناميك مقبول بشكل واسع لأنه فعال وصفته الربط ، أما العالم (أينشتاين ) وهو أهم عالم في قرننا فقد قال إن ذلك القانون هو أول قانون في جميع العلوم .
كما أن العالم الأمريكي (جيرمي زفنك ) علق في كتاب " الإنتروبي ، نظرة العالم الجديد " بما يلي :
" قانون الأنتروبي سوف يسيطر كقانون نموذجي في الفترة التاريخية التالية . وقال (إلبرت أينشتاين ) أن القانون الأول هو الأسبق لكل العلوم . أما السير (آرثر أدينغتون ) فقد أرجع ذلك القانون إلى كونه قانوناً ميتافيزقياً أسمى لكل الكون . (وكلمة ميتافيزيقي تعني ما وراء الطبيعة وما يكون ذا نظام غيبي معين )47.
من المهم أن نلاحظ أن قانون الأنتروبي بذاته يعالج كثيراً من قضايا المادية غير الصالحة وبالضبط من البداية ، لأنه إذا كان يوجد تصميم معين ونظام في الكون ، فإن القانون ينص على أنه مع مرور الوقت فإن هذه الحالة سوف تزول من قبل الكون ذاته ، توجد استنتاجات يتم الوصول إليها من هذه المشاهد :
1.إذا ترك الكون لوحده فلا يمكن أن يبقى إلى الأبد ، والقانون الثاني يقول أنه بدون تدخل خارجي من نوع ما فالأنتروبي أخيراً سوف يتعاظم عبر الكون مسبباً حالة متجانسة كلياً .
2.الادعاء بأن النظام والترتيب اللذين نشاهدهما ليسا نتيجة لتدخل خارجي هو أيضاً غير صحيح ، فعقب الانفجار العظيم كان الكون في حالة فوضى تامة والتي كانت ستبقى لو أن الأنتروبي تعاظم ، ولكن ذلك تغير لأننا نستطيع أن نرى ذلك بوضوح بالنظر فيما حولنا ، وذلك التغير حدث بالخروج عن واحد من القوانين الأساسية في الطبيعة وهو قانون الأنتروبي .
ولا توجد طريقة لتعليل وتفسير ذلك التغير ما عدا افتراض وجود نوع من الخلق الفوق طبيعي (الخارق للطبيعة ) .
سنذكر مثالاً ربما يجعل النقطة الثانية أكثر وضوحاً ، تخيل أن الكون عبارة عن كهف هائل مملوء بخليط من الماء والصخور والوحل ، فإذا تركنا ذلك الكهف وحيداً لبضع بلايين من السنين ثم عدنا إليه فإننا سنلاحظ أن بعض الصخور صار أصغر حجماً وبعضها اختفى ، وأن مستوى الوحل صار أعلى . و أنه صار فيه طين أكثر ..
وهكذا صارت الأشياء أكثر فوضوية وبالضبط هذا ما كنا نتوقعه . ولكن إذا وجدت بعد بلايين السنين لاحقاً أن الصخور منحوتة بنعومة ولطافة وبشكل تماثيل ، فأنت بالتحديد ستقرر أن هذا الترتيب لا يمكن تفسيره بقوانين طبيعية ، والتفسير المعقول لذلك هو أنه من تدبير عقل مدرك واع وهو الذي أراد لتلك الأشياء أن تكون على هذا النحو .
لذلك فإن التركيب في هذا الكون هو أعظم دليل على وجود إدراك ووعي فائق أسمى ، والفيزيائي الألماني الحائز على جائزة نوبل وهو (ماكس بلانك ) يفسر الترتيب في الكون كما يلي:
" إجمالاً نقول أنه وفق كل شيء تعلمناه بالعلوم القطعية عن المملكة الضخمة للطبيعة والتي يلعب فيها كوكبنا الصغير دوراً تافهاً ، أنه يسود نوع من الترتيب والنظام في كل الحوادث لا يستطيع عقل إنسان أن يستوعبه ، وفوق ذلك فنحن من خلال شعورنا نستطيع أن نؤكد أن ذلك الترتيب و النظام لا يمكن أن يصاغ إلا من قبل فعالية هادفة وثمة دليل يؤكد وجود ترتيب في هذا الكون " [3]
فسر (باول ديفز) انتصار التوازن الرائع والتناسق على المادية هكذا : " أينما نظرنا في الكون من المجرات المندفعة بعيداً و إلى أعمق أعماق الذرة فإننا نواجه الترتيب والنظام .. والفكرة الرئيسية لشيء خاص حقيقي مثل الكون المنظم ، وهذا بدوره يحتاج إلى معلومات كثيرة لوصفه ، وبديلاً عن ذلك ربما نقول أن ذلك النظام يحتوي كثيراً من المعلومات .
ويحضرنا الآن سؤال فضولي وهو إذا كانت المعلومات والنظام لهما دوماً ميل نحو الاختفاء فمن أين أتت أصلاً كل هذه المعلومات التي جعلت العالم في هذه المكانة الخاصة؟
الكون مثل الساعة يجري ببطء شديد والسؤال الآن هو كيف أمكن لتلك الساعة أن يعبأ دورانها ؟[4]
لقد عبر أينشتاين أن النظام الموجود في الكون لا يمكن تخيله ، ويمكن وصفه بالمعجزة و عبر عن ذلك قائلاً :
" حسناً ، وفق المبدأ الأسبق في الكون (البرهان على الناشئ من السبب إلى الأثر ) كان الإنسان يتوقع أن العالم يعالج بالقوانين ، وأنه طيع مذعن للقانون والنظام ، وحدود ذلك المبدأ هو المدى الذي يتدخل فيه ذكاؤنا الإنساني المنظم لكن بدلاً من ذلك فنحن نجد أن العالم المادي على درجة عالية من الترتيب لم نكن نتوقعه ، كما لا توجد لدينا طريقة مسبقة تقر به أو تجيزه ، وتلك هي معجزة تقوى أكثر فأكثر مع نمو معلوماتنا "[5]
وبالاختصار يتطلب النظام في الكون معلومات وفهم عميقين ، فهو كون مصمم و منظم ومحفوظ من قبل الله .
لقد أوضح الله في القرآن كيف أن السماء والأرض حفظتا بقدرته العلية السامية :
(إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً) (فاطر:41)

يكشف النظام الإلهي في هذا الكون ضعف الاعتقاد المادي حول الكون باعتباره كتلة من مادة لا تخضع لشيء . و هذا ما توضحه آية أخرى هي :
(ولو اتبع الحق أهوائهم .

النظام الشمس :
وقال سبحانه (لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) (يّـس:40)
النظام الشمس هو واحد من أروع الأمثلة لهذا التناسق التناغمي الجميل الذي يمكن مشاهدته ، يوجد فيه تسعة كواكب مع أربعة وخمسين تابعاً وعدد غير معروف من الأجسام الصغيرة ، والكواكب الرئيسة المعدودة بالابتعاد خارجاً من الشمس هي " عطارد ، الزهرة الأرض ، المريخ ، المشتري زحل أورانوس ، نبتون ، وبلوتو ، والأرض هي الكوكب الوحيد الذي عرف أن الحياة موجودة فيه ، وبالتأكيد هي الوحيدة التي تستطيع الكائنات البشرية أن تحيا عليها وتبقى وتدين بالفضل لوفرة الأرض اليابسة والماء والجو القابل للتنفس .
في تركيب المجموعة الشمسية نواجه مثالاً جميلاً آخر من التوازن ، وهو التوازن بين القوى النابذة والتي يقابها التجاذب الثقالي من أوليتها (ويقصد بالأولية في علم الفلك بأنه شيء يدور حول جسم آخر ) ، فالأولية للأرض هي الشمس ، والأولية للقمر هي الأرض ، وبدون ذلك التوازن فسوف يقذف كل شيء في هذا النظام بعيداً في الأعماق الباردة للفضاء الخارجي ، وبدون التوازن بين هاتين القوتين يكون له محصلة في المسارات (المدارات ) .
والمدارات هي المسارات التي ترسمها الكواكب أو الأجسام أثناء دورانها حول أوليتها ، فإذا تحرك جسم بسرعة بطيئة جداً فسوف يسقط على الأولية ويغوص فيها ، أما إذا تحرك بسرعة أكبر ( أسرع ) فالأولية سوف لن تتمكن من الإمساك به ، وسوف يطير ذلك الجسم بعيداً في الفضاء ، وبدلاً من ذلك لابد أن يتحرك كل جسم بالسرعة الصحيحة تماماً كي يحتفظ بمداره ، والأكثر من ذلك هو أن التوازن يجب أن يختلف من جسم إلى آخر بسبب أن المسافة للكوكب مختلفة بحيث لا تغوص في الشمس و لا تقذف بعيداً عنها وتطير في أعماق الفضاء .
يتضمن علم الفلك المادي فكرة وهي أن أصل النظام الشمس وبقاءه يمكن تفسيره بالصدفة ، وفي القرون الثلاثة الماضية صار عديد من المناصرين لها يتأملون في مدى روعة هذا النظام وفي كيفية ظهوره وبقائه لكنهم فشلوا كيفما توجهوا ، لأن بالنسبة للمادية فإن التوازن والنظام في المجموعة الشمسية هي أمور غامضة لا تفسير لها عنده .
يعتبر الفلكيون من أمثال (كبلر وغاليليو ) من أوائل الذين اهتموا باكتشاف ذلك التوازن الأمثل . وقد أعترف هؤلاء أن تصميمه تم بتأن وتؤدة ،و أن هناك إشارة للتدخل الإلهي في كل الكون .
كذلك يتعبر (إسحاق نيوتن ) من العقول العلمية العظيمة والمتميزة في كل الأزمان ، وقد كتب مرة :
" النظام الرائع للشموس والكواكب والمذنبات يمكن أن تشرق من هذف وغرض لسلطة عليا لكائن قدير وعبقري .. وهو يحكمها كلها ليس كروح بل كسيد مالك لكل الأشياء وبسبب سلطته العليا الغالبة فهو يدعى بالسيد الإله القدير " [6]
موقع الأرض :
بالإضافة إلى ذلك التوازن الرائع فإن موقع الأرض في النظام الشمسي وفي الكون هو أيضاً آية أخرى على كمال العمل الإلهي في الخلق .
بينت آخر الاكتشافات أهمية وجود الكواكب الأخرى للأرض ، فحجم المشتري وموضعه مثلاً أتيا على نحو كانا فيه حديان ، كما بينت الحسابات الفلكية ذلك ، فأكبر كوكب في المجموعة الشمسية وهو المشتري يقدم الثبات لمدارات الأرض ، وكل الكواكب الأخرى ، ويفسر النص التالي دور المشتري في حماية الأرض ، والذي عنوانه "" كيف يكون المشتري المميز " وكاتبه هو (جورج ويذرك ) :
" بدون وجود كوكب ضخم متوقع بدقة حيث المشتري موجود ، فإن الأرض كانت ستصطدم في الماضي ألوف المرات وبشكل تكراري بالمذنبات والشهب وغيرها من الحطام بين الكوكبية ، فإذا لم يكن المشتري موجوداً فلن نكون موجودين لندرس أصل النظام الشمسي ." [7]
ونقولها باختصار :
إن تركيب المجموعة الشمسية صمم خصيصاً لحياة الجنس البشرين ولنأخذ بالحسبان أيضاً مكان النظام الشمسي في الكون ، فالنظام الشمسي موجود في أحد الأذرع الحلزونية الضخمة لمجرة الطريق اللبني ، وهي أقرب إلى الطرف منا المركز .
والسؤال المطروح هنا ، ما هي المحسنة التي يمكن أن تكون فيها ؟ ويفسر (ميشل دينتون ) في كتابه "قدرة الطبيعة " ذلك بقوله :
" الذي يصدم بشدة هو أن الكون يبدو كما لو أنه ليس ملائماً مثالياً لجنسنا ولتكيفنا الحيوي . ولكن من أجل أن نفهم أكثر وبسبب موضع مجموعتنا الشمسية في طرف الحافة المجرية فإننا نستطيع أن نحرق (نتفرس) أبعد في الليل للمجرات البعيدة ، و أن نكسب معلومات عن كل التركيب الشامل للكون ، في حين إذا كان موضعنا في مركز المجرة فسوف لن نتمكن من النظر إلى جمال مجرة حلزونية ولا حتى أن نأخذ فكرة عن تركيب الكون "
بكلمات أخرى . يعتبر حتى موقع الأرض في المجرة دليلاً على أن ذلك الموقع كان مقصوداً لصالح الجنس البشري ليحيا عليها ، ومع ذلك فهي تخضع لقوانين الفيزياء نفسها التي يخضع لها الكون . وهي الحقيقة الواضحة في أن الكون خلق ونظم من قبل الله .
والسبب في أن بعض الناس لا يستطيعون فهم تلك النقطة هو إنكارهم . ولكن أي فكر موضوعي سيفهم بسهولة أن الكون خلق ونظم من قبل الله لحياة الجنس البشري كما وضح ذلك في الآيات التالية :
قال تعالى : (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلاً ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ) (صّ:27) .
(الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) (آل عمران:191).
المصدر :
كتاب " خلق الكون " تأليف الكاتب التركي هارون يحيى .
[1]Michael Denton ,Nature,Destiny,p.11

[2]George Greenstein ,The Symbiotic Universe,p21.

[3]Max planck ,May1937 address,quoted in a.barth ,The creation (1968),p.144.

[4]Paul Davies, the Accidental Universe,(1982) cambridge :cambridge University press .preface.

[5]Albert einstein ,Letters to Maurice Solovine,1956,p.114-115.

[6]Michale A.Corey, God and the new Cosmology :The Anthropic Design Argument Maryland Romanand Little fieled Publishers, inc ,1993,p.259.

[7]G.W.wetherrill,”how Specialis Jupiter?,Nature ,vol.373,1995,p.470.


 
[حجم الصفحة الأصلي: 34.53 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 33.93 كيلو بايت... تم توفير 0.60 كيلو بايت...بمعدل (1.74%)]