عرض مشاركة واحدة
  #889  
قديم 08-11-2013, 07:10 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

يتبــــع الموضوع السابق





آيات البحار ومعانيها العلمية






نماذج أخرى للاستفادة من البحار والمحيطات :
حيث سنقوم بعرض إمكانية الاستفادة من البحار والكائنات البحرية وذلك لتوضيح بعض المناذج المختلفة لمنافع وإمكانيات البحار والمحيطات، وهي على سبيل المثال لا الحصر، وذلك من منطلق تسخير البحار لنفع البشرية مصداقاً لقوله تعالى : ( هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعاً) [البقرة : 29].
وكذلك (وهو الذي سخر البحر).
أولاً :أكدت وكالات الأنباء أن الدولفين يلعب دوراً كبيراً في اكتشاف الغواصات والألغام البحرية أينما كانت، وذلك بعد التدريب بالطبع، حيث تعتمد أنظمة الإدراك الحسي لديه في تحديدها، وذلك عن طريق استخدامه للموجات فوق الصوتية (Ultrasound) بل والعجيب في الأمر حقاً هو استخدام تلك الموجات في الطب حيث المعالجة الطبية والتشخيص المرضي لأعضاء الجسم الداخلية بنفس الطريقة التي يستخدمها الدولفين حيث يسمى القيام بذلك أسلوب " مبدأ النبضة " حيث توليد دفعات قصيرة لاهتزازات ميكانيكية ضمن مجال ترددي معين 3.5 إلى 10 ميجاهرتز، وذلك بواسطة مرحل Transducerحيث تنتشر عبر أنسجة الجسم الداخلية وتولد انعكاساً جزئياً، فتلتقط إشارة الصدى بالمرحل وتتحول إلى إشارة كهربية يتم تكبيرها لإعطاء صورة لهذا العضو، مما يجعل من الدولفين نموذجاً يحتذي به في أجهزة الأشعة فوق الصوتية بل وتطويرها بحيث يمكن دراسة كيفية توليده للموجات فوق الصوتية، والاستفادة منها تكنولوجياً.
ثانياً :إن حوالي 90% من جميع الكائنات البحرية تعيش في المياه العميقة هي كائنات متألقة وضاءة، وبدأ في المختبرات والمعامل العلمية إجراء التجارب عليها للكشف عن آلية الإضاءة لديها والتي تسمى بالتألق الحيوي (Bioluminescence)وقد ثبت أن هذه المخلوقات أشد حساسية من أية أدوات صنعتها يد الإنسان حتى اليوم، حيث قدم عالم الفسيولوجيا الفرنسي رافائل أول سبب علمي لتوليد الضوء، حيث ينتج الضوء البيولوجي على المستوى الجزئي. إذ يجب أن يدفع الجزئ الأول إلى مستوى طاقة أعلى وغير مستقر في آن واحد، وفي الإضاءة الحيوية يحدث ذلك بوسائل كيميائية أو فيزيائية كالضوء فوق البنفسجين ثم عندما يرجع الجزئ لوضعه الطبيعي فإنه يصدر فوتون أو جسمياً من الضوء، والمهم هو التطبيقات والاستفادة العلمية حيث يتم استخدام الإضاءة الحيوية البكتيرية لقياس جرعة الإشعاع التي سوف تتمكن من تدمير الأورام السرطانية بشكل فعال وآمن، كما قام به بالفعل د/ جوزيف مانتل في مستشفى ديترويت بالولايات المتحدة الأمريكية.
ثالثاً :تحلية مياه البحر والمحيطات والحصول على المياه العذبة لأغراض الشرب والزراعة خاصة أن بها من الماء المالح 1370مليون كيلو متر مكعب، وما يتبخر يرجعه إليه المطر في توازن رباني عجيب.
وقد كان البحارة الأقدمون يأخذون ماء البحر ثم يبخرونه ويتم تكثيفه، وسبيلهم في ذلك الوقود والحطب للحصول على الماء العذب سالكين في ذلك مسلك الطبيعة، ثم باكتشاف الطاقة الشمسية وتطويع الذرة للاستخدامات السلمية أصبح الإنسان يستطيع تحلية مياه البحر بأسعار رخيصة، كما أن هناك عدة طرق حيث التبخير ذو الأثر المضاعف أو الممتد المفعول (Multiple effect)وهي طريقة بسيطة وسهلة للغاية، حيث يتم إدخال بخار شديد الحرارة 120مْ مثلاً في إناء به ماء مالح ثم نخرج هذا البخار بعد أن يكون قد سخن الوعاء الأول فيصعد منه بخار وهو عند درجة 105م ليساق هذا إلى الوعاء الثاني الذي به ماء مالح ثم بدوره إلى الوعاء الثالث والرابع حيث الاستفادة من البخار مرة فمرة بخفض الضغط في الأوعية والحصول على الماء العذب، وهناك طريقة البخر المفاجئ، التكثيف بواسطة الطاقة الشمسية، التحلية بواسطة تثليج مياه البحر كما يفعل أهل سبيريا، تحلية المياه المالحة بواسطة اللوحات المسامية والكهربائية وغيرها.
وهذه الطريقة مستخدمة بالفعل في الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا والتي تحصل في العام على أكثر من 45 مليون متر مكعب من الماء العذب، وأيضاً في الكويت التي تمتلك ست محطات تحصل منها على حوالي 50 ألف متر مكعب ماء عذباً وفي السعودية والبحرين وغيرها من دول العالم المختلفة.
رابعاً :للحياة وحداتها، ووحدة الحياة الخلية والخلية في نسيج، والنسيج في عضو ثم العضو في الكائن الحي، والذي يمثل بدوره وحدة في جماعة أو شعب أو وطن، ولكي ندرك سر الخلية الحية كان لابد أن نعزلها عن المجتمع الذي تعيش فيه وندرس سلوكها، وهذا ما تم مع شعبة الالتئام والتجمع في مستعمرات خاصة، مع فصلها وتمزيقها إلى اثنين ـ أي خليتين مختلفتين ـ مما ساعد العلماء على معرفة سر نشأة الخلية السرطانية وتدميرها للخلية الحية واختراقها من الداخل وإضعاف مقاومتها ثم قتلها والإحلال محلها، وكذلك ندرك لغز تشكيل وتكوين الجنين الذي يأتي من خلية واحدة ملقحة ثم تتشكل حتى توج العلماء بحوثهم في هذا المجال وتوصلوا إلى أسراره وبداياته، وظهر ما يسمى" طفل الأنابيب " كثمرة لتجارب العلماء في هذا المجال، والعلم " علم زراعة الخلايا والأنسجة بعيداً عن الجسم الحي " نتيجة لجهد عالم الفسيولوجيا الأمريكي هـ .ف . ويلسون بجامعة نورث كارولينا الأمريكية، وذلك على مستعمرة إسفنج، ثم بعد ذلك العالم بول جالستوف من معمل بيولوجيا البحار، وتوم همفريز من جامعة شيكاغو حيث مزق الخلايا الإسفنجية فإذا بها لو توفرت لها الظروف والعوامل المناسبة فإنها تحقق رباطات خلوية ولنظمت كل جالية نفسها، ثم لأخذت الخلايا أوضاعها، عندئذ تبدأ في تكون مستعمرة إسفنجية جديدة لا تختلف قليلاً أو كثيراً عن المستعمرة الأم، وقد وجد أن الخلايا المفككة عندما وضعت في ماء بحر خال من الكالسيوم والماغنسيوم فإنها تتآلف أوتترابط، وقد ثبت علمياً أيضاً أن الخلايا السرطانية التي تنشأ داخل خلايا الإنسان قد تتفكك أيضاً إذا لم تجد الوسط الملائم لنموها متمثلاً في الكالسيوم، غير أنها تهاجر إلى موقع آخر بجسم الكائن الحي حيث تكون فيما بينها رباطات خلوية، وهو ما لا يتوفر لخلايا جسم الإنسان، مما أحدث كشفاً لأسباب مرض السرطان وربما مع بحوث أشمل وأعمق نستطيع القضاء على هذا المرض الخبيث بعد أن أفصح لنا الإسفنج عن بعض أسراره.
خامساً :تتميز الأسماك الكهربائية بوجه عام بتوليد نبضات تيارات كهربية بعضها ضعيف حيث الذبذبات المنخفضة، وأخرى تستطيع توليد جهود كهربائية عالية تترواح بين 300ـ 800 فولت، وقد اكتشفها الإغريق والرومان قديماً وعالجوا بها مرض النقرس، على أن ذلك لم يدم طويلاً نظراً لأن هذا التيار العالي الذي تولده سمكة الشفتين البحرية لا يتحمله إلا ذوو البنية القوية، ولكن الطب الحديث قد استلهم ذلك وطور أساليب ووسائل علاجية بالصدمة الكهربائية ولكن بطريقة آمنة، وذلك عن طريق جهاز مقلد التيار (Simulator)لعلاج مرض اضطرابات الدورة الدموية والأمراض العضلية والعصبية.
سادساً : سمك القرش ذلك الحيوان البحري والذي ثبت وجود مادة " السكوالين " والتي استخدمها اليابانيون في الحرب العالمية الثانية كزيت لتشحيم طائراتهم التي تطير على ارتفاع عال في درجات حرارة منخفضة، وفي معالجة الحروق، وعلاج فعال لكثير من الأمراض بدءاً من الإمساك إلى علاج أورام المخ بفعالية، فضلاً عن أنها تدخل في صناعة أدوات التجميل.
وكذلك اكتشف الباحثون الطبيون أن سمك القرش لا يمرض أبداً ولا يصاب بأي التهاب بالرغم من الجروح الكثيرة التي يتعرض لها، كما أنه محصن وذو مناعة تامة ضد الأورام السرطانية، وذلك لإفراز مضاد حيوي قوي وفعال في كل خلية من خلايا جسمه. وإنه ذو فاعلية مذهلة في القضاء على الميكروبات والفطريات والبكتريا الضارة قضاءً تاماً وفورياً، وأنه قد تم استخراج المادة والبدء في تجربتها واختيار مدى فاعليتها واستخدامها بالنسبة للإنسان، وذلك للقضاء على الأمراض البشرية، وهو ما أثبتت الأبحاث نجاحه بفاعلية.
وأخيراً ـفقد عرف العلماء الكثيرة عن البحار والمحيطات وأهميتها وفوائدها ولكن هذا الكثير لا يزال قليلاً لما تطويه الحياة من علوم (وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً).
الفصل الثاني :

لقد استعرضنا في الفصل السابق إعجاز آيات البحار في القرآن وهتكها لأسرار الغيب وكشفها للمستقبل، في حين أن القرآن قد نزل من أكثر من ألف وأربعمائة سنة إلا أن آياته العظيمة تتضح وتتكشف عظمتها وقوتها يوماً بعد يوم وفي هذا الفصل سيتم بحث علاقة البحار بباقي مظاهر الطبيعة والكون من خلال " البحار ومنظومة الحياة " حيث نبحث علاقة البحار بباقي مظاهر الطبيعة والكون من خلال البحار ومنظومة الحياة، من خلال الآيات القرآنية العظيمة، حيث أن البحار مشارك أصيل في الحياة، فهو للماء خازن، ولأشعة الشمس لاقط، وللسحاب مكون، وللكربون قانص، وللأسماك مستقر، ولجوف الأرض مبرد، ولقشرتها وقاء، وللسفن طريق، وللتجارة والنقل شريان، وللمعادن والطاقة حامل، وللحياة بأكلمها مشارك فعال وأصيل في كل نشاطات الحياة المختلفة، وذلك للوصول إلى كشف التوازن الرباني الدقيق لدوام الحياة على الأرض، وكذلك نثبت ونؤكد على التكاملية في خلق الله ـ سبحانه وتعالى ـ من خلال منظومة حياتية متكاملة للكون.
أولاً الشمس والبحار
(سخر لكم الشمس والقمر دائبين وسخر لكم الليل والنهار)[سورة إبراهيم : 33]، إذن فالشمس مسخرة كمصدر للطاقة لا ينفد وينضب، فالطاقة التي ترسلها إلى الأرض كافية ووافية، بل وتمثل فيضاً هائلاً من الطاقة لم يستغل بشكل فعال ومؤثر حيث ترسل الشمس 180 ألف تيراوات ـ مليون بليون ـ إشعاع شمس للأرض، بينما تستهلك الأرض 8 تيراوات فقطن وتسقط أشعة الشمس الحرارية على ماء البحار والمحيطات بنسبة 70% حيث تمتصها فيحدث التبخر تاركة وراءها كل الشوائب والأملاح والميكروبات حيث يحدث التبخر بمقادير هائلة في المنطقة شبه الاستوائية، نظراً لتركيز حرارة القطبين، كما أن هناك اختلافات البخر جداً في المنطقة الباردة بالقرب من القطبين، كما أن هناك اختلافات قوية في البخر من الشرق إلى الغرب عبر المحيطات ، حيث يكون البخر في الغرب ضعف مثيله في الشرق على نفس خط العرض على سطح المحيط، وذلك بسبب الحركة العرضية للبخر من الشرق إلى الغرب، وتكمن أهمية عملية البخر في أنها تتسبب في سقوط الأمطار المسببة للحياة، إلى جانب أن هذه العلمية تستخدم كميات هائلة من الطاقة في تسخين مياه المحيطات مما يؤدي إلى الاتزان الحراري للمحيطات مع الحافظ على ملوحتها في ذات الوقت، حيث تقوم الأمواج بتقليب الملح في ماء البحر للمحافظة على ملوحته، كما أن تكثيف البخر يعمل على تخفيف الماء وملوحته بالقرب من سطح المحيطات، مما ينتج عن ذلك استبدال الكتلة التي ميلها تدفق بخار الماء، ويستتبع ذلك تولد غازي الأكسجين وثاني أكسيد الكربون مسببي الحياة البيولوجية مما يؤدي إلى التوازن الغازي، حيث إن غاز ثاني أكسيد الكربون وبخار الماء فيا لجو يؤدي على امتصاص الضوء، وأن 60% من ثاني أكسيد الكربون الموجود في الهواء يبقى كما هو في الجو بنسبة 40% تمتص في البحار والمحيطات، وغني عن المعرفة أن في حالة غياب ثاني أكسيد الكربون لأي سبب تزداد حرارة الجو ويتغير مناخ العالم بشكل جذري، لذا يتضح أن الخضرة وثاني أكسيد الكربون يلعبان دوراً هاماً في الحياة البحرية واليابسة من خلال استخدام ضوء الشمس كمصدر للطاقة اللازمة للتمثيل الضوئي، ومع مرور الوقت بالنسبة للنباتات يتعاظم عنصر الكربون في الجذور والسيقان، والذي هو عنصر الحفاظ على اتزان البيئة الحية سواء على اليابسة أو البحار، بل وعنصر الأساس لاتزان الحياة البشرية غذاء ودفئاً، وهو ما أكدته الحقيقة القرآنية في سورة يس (الذي جعل لكم من الشجر الأخضر ناراً فإذا أنتم منه توقدون)[آية :80].
مما يؤدي إلى تبادل الطاقة الميكانيكية، ويؤكد لنا الارتباط الحيوي بين الأحوال الجوية والبحار والمحيطات، فتدفق الطاقة الشمسية من المناطق الاستوائية إلى القطبين الشمالي والجنوبي، وهذا لا يحدث إلا في الأجزاء السائلة من الأرض حيث مياه المحيطات وطبقات الجو مع العامل الناقل الوسيط المتمثل في الجو حيث الرياح وعوامل الضغط المخلفة، مما يؤدي إلى تدفئة الجو بتفاعل البحر والهواء، حيث يعمل الجو على نقل طاقة الشمس إلى القطبين بنحو 600 كالوري /جرام بخار ماء، لذا فإن عملية التكثيف تفرج عن هذه الطاقة المبخرة في تعذيب الماء والحفاظ على درجة حرارة الجو. والسؤال الذي يثور ويفرض نفسه بقوة وبطريقة منطقية وبديهية وهو : لماذا تشغل البحار والمحيطات 70% من مساحة الأرض وهي مياه مالحة؟ ألم يكن من الأجدى أن تكون مياهاً عذبة تصلح للشرب والزراعة وشتى المنافع بدلاً من هذه المياه المالحة؟
ولكن حكمة ربنا العالية اقتضت ذلك لنحافظ على دروة المياه، وبدونها يأسن هذا الماء العذب ويتغير طعمه ويفسد، بينما مياه البحار هي التي حفظت الماء العذب لانتفاع به، وكونها دائماً مصدراً رئيسياً وخزائن للماء لا تنضب أبداً ما دامت الحياة على الأرض، كما أن الماء المالح يحافظ على توازنه، وذلك عن طريق الأمواج، والتي تقوم بعملية تقليب وتذويب الأملاح في المياه حتى تظل ذائبة في ماء البحر أو المحيط.
ثانياً : الرياح والبحار
(وهو الذي أرسل الرياح بشراً بين يدي رحمته وأنزلنا من السماء ماء طهوراً)[سورة الفرقان].
وفي سورة الروم (ومن آياته أن يرسل الرياح مبشرات وليذيقكم من رحمته ولتجري الفلك بأمره ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون)، ولعل آية التحدي المتعلقة بالرياح في سورة الشورى(إن يشأ يسكن الريح فيظللن رواكد على ظهره إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور) وغني عن البيان أن الرياح هي التي تسير السفن في البحر أما كيف تهب الرياح ودور البحار في ذلك؟!
فهو أن الأرض تدور حول الشمس بحيث تتعرض أجزاؤها لضوء الشمس الواحد بعد الآخر، حيث تقوم طاقة الشمس بتسخين سطح الأرض، والذي بدوره يسخن الهواء فوقه، ثم يرتفع هذا الهواء كسحابة غير مرئية، حيث يصبح ضغط الهواء خفيف الوزن وعندما يرتفع الهواء نتيجة الهواء الدافئ الرطب فوق البحار والمحيطات حيث يأتي هواء آخر بارد ليحل محله، ويصبح الضغط عالياً، إذن فالرياح هي حركة الهواء البارد وهو ينزل ليحل محل الهواء الساخن المرتفع، والذي يبذل طاقة أكبر في الصعود لأعلى حيث تهب الرياح دائماً من مكان الضغط العالي إلى مكان الضغط المنخفض، أما إذا كان الهواء الساخن لا يحمل درجة رطوبة عالية فتكن الرياح جافة وساخنة مصداقاً لقوله تعالى : (ولئن أرسلنا ريحاً فرأوه مصفراً لظلوا من بعده يكفرون)[سورة الروم].
فالرياح إذن مشارك أصيل في دورة المياه العذبة أيضاً.
ثالثاً : السحاب والبحار:
أوضحنا العلاقة بين البحار وتكوين الرياح وذلك كمدخل لدراسة نشأة السحاب والذي يتكون نتيجة امتصاص البحار والمحيطات لطاقة الشمس إلى غاز " بخار الماء " حيث تصعد الرياح إلى أعلى حتى تصل به إلى طبقات الجو العليا حيث الهواء البارد، والذي يجعل جزيئات الماء تتقارب وتتقارب حتى تصير حبيبات من الماء، ثم تتجمع حبيبات الماء حول ذرات الغبار التي تحملها الرياح، وعندما يبرد الهواء أكثر تكبر الحبيبات حتى تصبح سحاباً، مصداقاً لقوله تعالى في سورة الذاريات (والذاريات ذرواً * فالحاملات وقراً * فالجاريات يسراً ). حيث أن الرياح تذرو التراب والسحاب الذي يحمل حبيبات الماء ثم السفن التي تجري في البحر بسهولة ويسر مما يؤكد إعجاز الآيات القرآنية وسبقها العلم الحديث في كشف وإيضاح كيفية نشأة وتكوين السحاب، ثم نجد الرياح والتي ترسل السحب لآلاف من الأميال مصداقاً لقوله تعالى في سورة فاطر : (والله الذي أرسل الرياح فتثير سحاباً فسقناه إلى بلد ميت فأحيينا به الأرض بعد موتها كذلك النشور ).
ولولا بخار الماء لما صعد السحاب عالياً إلى طبقات الجو العليا حيث ما يعرف علمياً الآن " نويات التكاثف " حيث إن الرياح هي التي تغذي السحب المثقلة ببخار الماء حيث يتم تجميع جزيئات بخار الماء حولها فتتكون بذلك قطرات صغيرة الحجم ودقيقة من الماء، أو بلورات الثلج وتكون متماسكة لدرجة أن مجرد نسمة تبقيها على حالها معلقة في الهواء، وإذا غابت نويات التكاثف هذه من سحابة فإنها لا تمطر أبداً رغم وجود بخار الماء بها، لذا فالعلاقة طردية حيث إذا زادت زاد المطر وإذا قلت فإن المطر يقل بالتبعية، ثم تستمر الرياح في تلقيح السحاب بإمداده ببخار الماء ونويات التكاثف لذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو دائماً " اللهم لقاحاً لا عقيماً " وذلك لأن الرياح تلقح السحاب، وكذلك تنقل حبوب اللقاح من زهرة لأخرى، وهو أيضاً ما توضحه الآيات الكريمة في سورة الحجر: (وأرسلنا الرياح لواقح فأنزلنا من السماء ماء فأسقيناكموه وما أنتم له بخازنين ).
وكذلك في سورة الروم : (الله الذي يرسل الرياح فتثير سحاباً فيبسطه في السماء كيف يشاء ويجعله كسفاً فترى الودق يخرج من خلاله فإذا أصاب به من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون ).
حيث يكون السحاب كسفاً أي : قطعاً مجزأة، ثم يؤلف الله بينه ليكون سحاباً ركامياً يخرج منه الودق، أي : المطر، وهذه السحب الركامية تبدأ على هيئة وحدات تلتحم مع بعضها فيكبر حجمها ويهطل منها المطر، وهي وحدها التي تجود بالبرد وتشحن بالكهرباء، مما ينجم عنه ظاهرة البرق والتي تسبب العمى المؤقت للناظر له عن قرب، ففي سورة الطور (وإن يروا كسفاً من السماء ساقطاً يقولوا سحاب مركوم).
وكذلك النور (الم تر أن الله يزجي سحاباً ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركاماً فترى الودق يخرج من خلاله وينزل من السماء من جبال فيها من برد فيصيب من يشاء ويصرفه عن من يشاء يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار ).
وقد أوضحت الحقائق العلمية دقة التشبيه القرآني البليغ، حيث تشبيه السحاب الركامي بالجبال، حيث ثبت بالفعل أن هذا السحاب يعلو كالجبال، ويلاحظ ذلك بصورة أوضح لراكب الطائرة وهي تعلو فوق السحب أو تسير بينها، فإذا المشهد مشهد الجبال حقاً بضخامتها ومساقطها وارتفاعاتها وانخاضاتها، وهو تعبير مصور للحقيقة التي لم يرها الناس إلا بعدما ركبوا الطائرات، كما أن البرد يدفئ الجو، ومرد ذلك أنه يمتلئ الجرام الواحد من الماء بحوالي 80 سعراً حرارياً، وهذه الحرارة تتسبب في رفع درجة حرارة الجو ارتفاعاً قليلاً. ثم هناك العلاقة المباشرة والربط بين الرياح والسحب نجده في سورة البقرة : (وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون).
حيث إنه كما أوضحنا أن الجبهة السطحية للهواء الساخن فوق الهواء البارد فإن كتلة الهواء الساخن تتخلف عن كتلة الهواء البارد، حيث تبذل الجبهة الساخنة طاقة أكبر للصعود لأعلى، وبما أن الهواء الساخن لا يحمل درجة رطوبة عالية لذا فتكون الرياح ساخنة وجافة إعمالاً لقوله تعالى في سورة الروم: (ولئن أرسلنا ريحاً فرأوه مصفراً لظلوا من بعده يكفرون ). فتكون هذه الرياح مفسدة للنبات والزرع، أما إذا كانت الرياح الساخنة مرطبة لدرجة معقولة ـ أي مشبعة ببخار الماء لحد معين ـ فإن ذلك يشير إلى احتمال نزول ماء المطر، وأما إذا كانت الكتلة الهوائية مشبعة بحبيبات الماء فتكون أثقل من الهواء فتسقط مطراً.
في سورة الأعراف: (وهو الذي يرسل الرياح بشراً بين يدي رحمته حتى إذا أقلت سحاباً ثقالاً سقناه لبلد ميت فأنزلنا به الماء ).
أو تكون السحابة داكنة وينزل الغيث، قال تعالى في سورة البقرة : (أو كصيب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت والله محيط والله محيط بالكافرين ).
ثم جاء العلم الحديث ليستطيع إسقاط المطر صناعياً، فاعتقد الغرب أنه قد أحدث معجزة مع أنه يعتمد على مادة أيوديد الفضة Silver Iodideوهو عبارة عن مركب كيميائي أصفر اللون يمكن استخدامه لتحفيز السحب الركامية على الهطول، ويسلب عواصف البرد العاتية قوتها المدمرة عن طريق استخدام المادة لتكسير السحب قبل أن تحدث تلك الأضرار الناتجة عن حبات البرد، والتي تخرب الحقول والمزارع، أي أنهم لا يقوموا بإحداث تغيرات في دورة الحياة أو التحكم فيها، بل إن كان ما فعلوه هو تحفيز السحب بعد تكوينها ـ انتهاء دورة المياه ـ على الهطول أو تخفيف كتلة السحاب ولكن الذي ينزل ماء المطر هو الله ـ سبحانه وتعالى ـ وحده : (والله أنزل من السماء ماء فأحيا به الأرض بعد موتها إن في ذلك لآية لقوم يسمعون)[سورة النحل].
حيث يقول الخالق إن نزول المطر مرتبط بأمره ومشيئته الإلهية فقط، لذا يحذر هؤلاء القوم ألا يغتروا في أنفسهم أو ينسبوا فضلاً لا يستحقونه لأنفسهم، فيوجه له القول في القرآن : (قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غوراً فمن يأتيكم بماء معين )[سورة الملك].
وكذلك سورة المؤمنون(وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه في الأرض وإنا على ذهاب به لقادرون).
رابعاً : الكربون والبحار
أشرنا إلى أهمية عنصر الكربون ومدى تأثيره على الحياة في المحيطات والبحار حيث دورة ذرة الكربون في البحار والمحيطات، والتي تسهم في غذاء الكائنات الحية البحرية وبخاصة في المياه الباردة، حين تصل ذرة الكربون إلى السطح الدافئ فتواجه أحد المصيرين النقل التياري البحري إلى المناطق القطبية فتبرد وتغوص. أو تكون غذاء للكائنات البحرية وبخاصة الأسماك، وفي المحيط تتحول جزيئات ثاني كربونات الصوديوم إلى غاز ثاني أكسيد الكربون، والتي تذهب عائدة مع التيارات البحرية إلى المياه القطبية الباردة، أو يفر إلى الجو ليلعب الدور الرئيسي في التمثيل الضوئي للنباتات، حيث يحدث تبادل ذرة الكربون بين الجو والبحر لاستكمال حلقات الحياة للنباتات والكائنات الحية كلها، وهو ما توضحه لنا الآية الكريمة (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ). أما بالنسبة لذرات الكربون المشع فتبقى قلقة بين العودة إلى النيتروجين وعنصري الكربون المشع والنيتروجين 14 وحين انبعاث الإلكترون تنتهي حياة الكربون المشع فتنضم إلى مثيلاتها من الكربون الثابت والتي لم يمتصها النبات، فإنها تقع في البحر فتبقى في حركتها مع سطح الماء المتأين في رحلات بحرية بين المياه الدافئة والباردة، مما يؤكد على أن فهم دورة الكربون في المحيط يدخل في الميزان الغازي للمحيطات والجو، بل ومن العوامل المؤثرة في إحداث تغيرات جوهرية في مناخ الكرة الأرضية.
لذا لابد للإنسان من الفهم العميق لكيميائية كربون المحيط وكربون النبات الأخضر، ومعرفة مصير ثاني أكسيد الكربون، والذي يأسر الطاقة بالقرب من سطح الأرض، بامتصاصه الإشعاع المنطلق من الأرض ويرسله ثانية لاتجاه سطح الأرض مما يؤكد أهميته للأنظمة البيولوجية وفي تكوين الوقود الحفري، بل والحياة بوجه عام.
ومجمل القول أن غذاءنا ووقودنا يدخل فيه الكربون، مما يؤكد على أنه مشارك أصيل في التوازن البيئي والأمن الغذائي لجميع المخلوقات الحية بما فيها الإنسان.
أخيراً : سقوط الأمطار
استعرضنا دورة الحياة حيث أشعة الشمس تمتصها البحار والمحيطات والمسطحات المائية، فيحدث البخر فالتكثيف وتكوين السحب ودور الرياح المؤثر في ذلك، ودور الكربون في تبادل الطاقة بالنسبة للهواء، ثم تساق السحب إلى المنطقة التي يريد الخالق ـ سبحانه وتعالى ـ أن يسقطه فيه حيث أخراج النبات والثمرات وإحياء الأرض بعد موتها(وهو الذي أنزل من السماء ماء فأخرجنا به نبات كل شيء فأخرجنا منه خضراً نخرج منه حباً متراكباً ومن النخل من طلعها قنوان دانية وجنات من أعناب والزيتون والرمان مشتبهاً وغير متشابه انظروا إلى ثمره وينعه إن في ذلكم لآيات لقوم يؤمنون)[سورة الأنعام].
وفي سورة النحل ( هو الذي أنزل من السماء ماء لكم منه شراب ومنه شجر فيه تسيمون). وفي سورة العنكبوت : (ولئن سألتهم من نزل من السماء ماء فأحيا به الأرض من بعد موتها ليقولن الله قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعقلون). ثم نجد أن ماء السماء للطهارة ويجوز الوضوء به على المذاهب الأربعة. ففي سورة الأنفال: (وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت به الأقدام). أو ليكون عيوناً أو ينابيع، في سورة الزمر( ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع في الأرض ثم يخرج به زرعاً مختلفاً ألوانه).
كما أن للماء قدرة هائلة على النحت وبخاصة للجبال والصخور وإذابتها، لاحتوائه على ثاني أكسيد الكربون ذائباً فيه، ثم لاحتوائه على مواد أخرى وذلك في طريقه للنزول، وبما يكسبه تفاعلات أيونية نشطة كيميائياً مما يجعل جميع العناصر المعروفة على وجه الأرض موجودة وذائبة في مياه البحر، هو سبب تجمع ثروات الخلجان ودلتات ملتقى الأنهار والبحر وكذلك، تسقط معظم الأمطار أيضاً على البحار والمحيطات لتعيد التوازن لها من جديد لذا فهي مصدر مياه الأرض كلها سواء في بحارها أو جوفها أو أنهارها.
وسبحانه عز من قائل (وجعلنا من الماء كل شيء حي)صد الله العظيم.
المراجع:
1.القرآن الكريم
2.تفسير الطبري للإمام محمد بن جرير الطبري
3.نظرات في الكون والقرآن د. م/عبد الهادي ناصر
4.الإسلام يتحدى وحيد الدين خان
5.من جوانب الحضارة الإسلامية د. إبراهيم سليمان عيسى
6.إعجاز الكلمة في القرآن د. فاروق عبد السلام
7.مجلة العربي الكويتية أعداد متفرقة
8.الجغرافيا قضايا ومشكلات معاصرة
المستوى الرفيع ، العام 1992/1993.
9.مجلة منبر الإسلام لعام 1979
10.مجلة الإسلام وطن " الإشارات العلمية في القرآن والسنة " .
http://www.funsocialstudies.learning.../conddrft2.htm
 
[حجم الصفحة الأصلي: 39.86 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 39.27 كيلو بايت... تم توفير 0.60 كيلو بايت...بمعدل (1.50%)]