عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 12-05-2019, 12:46 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,095
الدولة : Egypt
افتراضي لماذا لا يُغيِّر رمضان من واقعنا ؟

لماذا لا يُغيِّر رمضان من واقعنا ؟

. د. محمد بن عبدالله الدويش

يتفاعل المسلمون مع رمضان ، وتبدو مظاهر التغير في حياتهم ، وفي عبادتهم ، حتى لو غاب أحد عن المجتمع وعاد إليه في رمضان لم يصعب عليه أن يكتشف دخول الشهر من واقع الناس .
يصوم عامة الناس شهر رمضان ، حتى أولئك الذين يُفرِّطون في الصلاة كثير منهم لا يُفرِّط في الصيام .يصلي الناس من قيام رمضان ما كتب لهم ، يقرؤون القرآن ، يؤدون العمرة ، يتصدقون ... ولكن .
حين ينصرم رمضان يصعب أن نرى تغيراً في واقع الأفراد أو واقع المجتمع ... فلماذا ؟ لقد أخبر تبارك وتعالى أن الصيام يحقق التقوى في النفوس ، فقال : { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ { (البقرة : ( 183 .
والقرآن والصلاة والصدقة لها أثرها البالغ في إصلاح النفوس ، ومع ذلك ما نراه في الواقع يختلف كثيراً عما يجب أن يكون .
يصعب تفسير هذه الظواهر من خلال عامل واحد ، أو اختزالها في إجابة جزئية ، لكن كثرتها تقودنا إلى سؤال مهم : ما مدى عنايتنا بمقاصد العبادات ؟لقد جاء الحديث عن مقاصد العبادات في القرآن الكريم أكثر من الحديث عن تفاصيل أحكام العبادات .
وكثير من أحكام العبادات روعيت فيها مقاصدها ، فإقبال الإنسان على طعامه حين يحضر ، وقضاؤه لحاجته يُقدّم على صلاة الجماعة الواجبة ، والطمأنينة في المشي إليها أولى من الإسراع لإدراك ركعة أو ركعتين .
ومقصد الاجتماع روعي ولو في تغيير كيفية الصلاة ، وعدد ركعاتها في صلاة الخوف . إن هذا يتطلب من المربين والمعلمين أن يعتنوا بتعريف الناس بمقاصد العبادات وتجليتها لهم ، ويكفي في ذلك ماجاء بنص القرآن والسنة .
وهو يتطلب الاعتناء بالتذكير بها والوصاة بها ، والتأكيد عليها .
وهو يتطلب ربطها بالأحكام التفصيلية فيما تظهر حكمته دون تكلف أو قول بغير علم .
إن المسافة شاسعة في دروسنا وتعليمنا بين ما نقدمه من حديث عن المقاصد ، وحديث عن تفاصيل الأحكام ، وبين ما يتكرر في وعظنا من أمر أو زجر على التقصير ، وما يرد من وقوف عند أسرار العبادات .
لذا ينبغي ألا يثير استغرابَنا اعتناءُ الناس بمظاهر العبادات أكثر من حقائقها ، وبصورها أكثر من مقاصدها .
والله عز وجل غني عن عباده ، لا حاجة له في عبادتهم وطاعتهم ؛ إنما فرض عليهم العبادة لحاجتهم هم إليها : { لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلاَ دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَاهَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ { (الحج ( 37: .
وقال صلى الله عليه وسلم: « من لم يدع قول الزور و العمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه و شرابه » ( رواه البخاري ) .

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 17.06 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 16.43 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.68%)]