عرض مشاركة واحدة
  #13  
قديم 07-05-2013, 01:13 AM
الصورة الرمزية أبو الشيماء
أبو الشيماء أبو الشيماء غير متصل
مراقب الملتقيات
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
مكان الإقامة: أينما شاء الله
الجنس :
المشاركات: 6,415
الدولة : Morocco
افتراضي رد: كل ما تريد معرفته عن الردة في الإسلام.

اقتباس:
وهناك أخرى تقول لا الأصل الإسلام ويجب علينا الدعوة والتوضيح والتبيين وإقامة الحجة عليهم وتفهيمهم أولا والصلاة خلف من يظهر عليه سمت الإسلام فربما كان أفضل حالا منك وإذا ظهر لك غير هذا بعد ذلك لاشئ عليك .

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

( وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً )الآية


قال البغوي في هذه الآية : إقامةً للحُجّـة وقطعاً للعذر .
وقال القرطبي : ان الله لا يهلك أمة بعذاب إلا بعد الرسالة إليهم والإنذار . اهـ .

وهذا من فضل الله ورحمته أنه لا يُعذِّب أحداً من خَلْقِه إلا بعد إقامة الحجج البينة الظاهرة الباهرة على وحدانيته .
فقد أخذ الله تبارك وتعالى الميثاق على بني آدم ، فقال : ( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (172) أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آَبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ (173) وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآَيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) .

فالله لم يُعذِّب من كَفَر إلا بعد أن أقام الحجّـة عليه ، وأنذره ، وحذّره ، وأقام له الشواهد من نفسه على وُجود ربِّـه ، ولم يكتفِ بأن أخذ عليه الميثاق .
رغم أنه جل جلاله أخذ عليهم الميثاق إلا أنه أعذر إلى خَلْقِه بأن أرسل إليهم الرُّسُل ، فحذّروهم وأنذروهم ، وبلّغوهم رسالات ربّهم .
وأقام لهم الحجج الباهرة والآيات الظاهرة على أنه واحد لا شريك له .
أقام لهم ذلك في أنفسهم ، وفي آيات الكون .

ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم : ولا أحد أحب إليه العذر من الله ، ومن أجل ذلك بعث المبشرين والمنذرين ، ولا أحد أحب إليه الْمِدْحة من الله ، ومن أجل ذلك وَعَدَ الله الجنة . رواه البخاري ومسلم .

ومن هذا الإعذار أن الله يُقيم الحجة على من لم تقُم عليه ، ويقبل عُذر من اعتذر إليه .
فقد ثبت في الحديث عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : أربعة يحتجّون يوم القيامة : رجل أصمّ لا يسمع شيئا ، ورجل أحمق ، ورجل هَرِم ، ورجل مات في فترة ؛ فأمّا الأصمّ فيقول : رب لقد جاء الإسلام وما أسمع شيئا ، وأما الأحمق فيقول : رب لقد جاء الإسلام والصبيان يحذفوني بالبَعَر ، وأما الْهَرِم فيقول : ربي لقد جاء الإسلام وما أعقل شيئا ، وأما الذي مات في الفترة فيقول : رب ما أتاني لك رسول ، فيأخذ مواثيقهم لـيُطِيعنّـه ، فَـيُرْسِل إليهم أن أدخلوا النار . قال : فو الذي نفس محمد بيده لو دخلوها لكانت عليهم بردا وسلاما . رواه الإمام أحمد وابن حبان .

وفي معنى هذه الآية التي تسأل عنها قوله تعالى عن رُسله : ( رُسُلا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ) .
قال البغوي : فيقولوا ما أرسلت إلينا رسولا وما أنزلت إلينا كتابا ، وفيه دليل على أن الله تعالى لا يُعَذِّب الخلق قبل بعثة الرسول . اهـ .

وفي معناها قوله تعالى : ( وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلاَّ وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ ) .

ولذلك تسأل الملائكة – خزنة النار – أهل النار توبيخاً وتقريعا وتبكيتاً : ألَمْ يأتكم نذير ؟
يعني ألم تأتكم الرُّسُل ؟
فيعترفون حين لا ينفع الاعتراف .
قال سبحانه وتعالى : (كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ (8) قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ فِي ضَلالٍ كَبِيرٍ (9) وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ (10) فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لأَصْحَابِ السَّعِيرِ ) .

وقال تعالى : ( وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ (71) قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ ) .

وهذا يدل على فضل الله وكرمه أن أعذر إلى خَلْقِه .
ويدلّ على أن الله غَـنِيّ عن تعذيب الْخَلْق إلا من عانَد وكابَر وجحَد وكَفَر بالله العظيم .

والله تعالى أعلم .

__________________
الحمد لله الذي أمـر بالجهاد دفاعـاً عن الدين، وحرمة المسلمين، وجعله ذروة السنام، وأعظـم الإسلام، ورفعـةً لأمّـة خيـرِ الأنـام.
والصلاة والسلام على نبيّنا محمّد ، وعلى آلـه ، وصحبه أجمعيـن ، لاسيما أمّهـات المؤمنين ، والخلفاء الراشدين،الصديق الأعظم والفاروق الأفخم وذي النورين وأبو السبطين...رضي الله عنهم أجمعين.


رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 17.67 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 17.02 كيلو بايت... تم توفير 0.65 كيلو بايت...بمعدل (3.68%)]