عرض مشاركة واحدة
  #13  
قديم 07-01-2013, 11:14 AM
الصورة الرمزية أمة_الله
أمة_الله أمة_الله غير متصل
هُـــدُوءُ رُوح ~
 
تاريخ التسجيل: Feb 2006
مكان الإقامة: ღ تحت رحمة ربي ღ
الجنس :
المشاركات: 6,445
افتراضي رد: حكـــاية وآيــــة ... للكاتبة هند عامر (متجدد)

(7)

المؤمنون حقيقة
الصورة السابقة هي صورة لأحد الممرات الذي تقوم بتنظيفها العاملة التي سنتحدث عنها في حكايتنا اليوم
وتبدأ الحكاية في عام 1431هـ حيث كلفت أنا حينها بمهمة الإرشاد الديني في إحدى الجهات,
وكان في تلك الجهة عدد من العاملات المكلفات بالنظافة وتشرف عليهم (طبيبة) ,
وبالمناسبة فإن هذه الطبيبة تحمل تخصص نساء وولادة ويرجع لها بعض الموظفات والعاملات في هذا الأمر.
في أحد الأيام أتتني الطبيبة تذكرني بحق (عاملات النظافة) علي, وأنني انشغلت عنهن وهن أولى وأحوج,
وطلبت مني أن أقوم بإلقاء محاضرة عليهن على أن يتم تفريغ العاملات في فترة المحاضرة,
رحبت أنا بالفكرة وأبديت موافقتي بل وحرصي,
وطلبت منها أن تسأل العاملات عن الموضوع الذي يرغبن أن نقدم المحاضرة فيه,
بعد عدة أيام أتتني وطلبت أن يكون الموضوع عن صفة الوضوء, فحددنا الوقت وأخبرناهن.
في يوم المحاضرة أتيت أنا وجلبت معي إناء فيه ماء للتطبيق العملي للوضوء الصحيح
تهللت وجوههن, وتكفلت إحدى العاملات بالترجمة لمن لا يجيد العربية,
وقبل أن أبدأ التطبيق العملي
سردت مقدمة تكلمت فيها عن وجوب الوضوء بعد الحدث الأصغر – نواقض الوضوء- ,
وأشرت إشارة سريعة للحدث الأكبر – الجنابة – .
بدأت أطبق صفة (الوضوء الصحيح) وأنبه على بعض الفوائد
ثم ختمت المحاضرة بالحديث عن بعض المخالفات الأخرى التي تقع بين العاملات , لأن الطبيبة سبق أن نبهتني عن ذلك .
ثم قلت : من لديها سؤال فلتتفضل؟
كان من ضمن عاملات النظافة الحاضرات امرأة متزوجة منذ 3أعوام
– دعونا نسميها فاطمة –
كانت مظاهر الصدمة تسيطر على ملامحها
طلبت مني العاملة فاطمة أن أشرح لها صفة الغسل من الحدث الأكبر, فشرحت لها الصفة على عجل,
فعاودت هي السؤال عن بعض الجزيئيات, فأجبتها
كنت متعجبة من حالة الصدمة التي تعيشها فاطمة وتعاطف الطبيبة معها,
لكني لم استطع الاسترسال معها لانشغالي بأسئلة زميلاتها
انهيت المحاضرة
وبعد شهرين تقريبا
كنت أسير في إحدى الممرات
أتتني الطبيبة وهي توشك أن تحلق من الفرح
قالت: يا هند أبشرك, أبشرك فاطمة حامل, فاطمة حامل ياهند, حامل.
كانت تقولها وكأنها تشكرني
باركت لها .. ثم سألتها عن حكاية فاطمة
قالت: فاطمة متزوجة منذ 3 أعوام, وقد أجرينا لها ولزوجها الفحوصات وكانت سليمة تماما, لكنهما مع ذلك لم يرزقا بأطفال
هند .. هل تذكرين تلك المحاضرة التي خصصتها للعاملات؟
قلت: نعم ..أذكرها.. لقد كانت فاطمة تلح علي في مسألة الغسل من الجنابة؟
قالت: لقد كانت تلح عليك .. لأنها كانت تسمع هذا الحكم لأول مرة ..
يا هند فاطمة وزوجها لجهلهم بالحكم الشرعي لم يكونوا يغتسلوا من الجنابة قط.
-
- تفاجأت من كلام زميلتي.. وشعرت بتقصيرنا تجاه تلك الفئة المسلمة التي تعيش بيننا-
-
أكملت الطبيبة حديثها قائلة:
خلال الشهرين الماضية لم تزد فاطمة وزوجها على أن حرصوا على الغسل من الجنابة ..
لم يفعلوا شيئا أكثر من ذلك .. وحملت فاطمة .
قلت للطبيبة: وما علاقة الغسل بالحمل؟
قالت: أنا طبيبة نساء وولادة منذ أكثر من 25عاما,
وثمة دراسات أطلعت عليها تثبت الأضرار المترتبة على عدم الاغتسال بعد الجنابة,
وأنها السبب في بعض الأمراض التي تمنع الحمل.
-
- لم أستطع متابعة الحديث مع الطبيبة .. شعرت أن الأمور في عقلي بدأت تختلط ..
شعرت برهبة غريبة تسللت إلى عروقي.. أستأذنت من الطبيبة وذهبت لفاطمة لأبارك لها ثم عدت لأفكر بالأمر –
-
هذا الدين عظيم .. عظيم .. عظييم
أستشعر عظمته في كل نبض .. في كل نفس .. في كل حركة .. في كل سكون
لسنا بحاجة لدراسات ولا إثباتات
عظمة هذا الدين نجدها في سنة حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم
تجدها في الآيات العجيبة التي تتوافق تماما مع طبيعة خلق الإنسان الضعيف
(أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) (الملك : 14 )
-
واستشعار هذه العظمة نعمة .. نعمة من الله حينما يرتفع معدل التقوى في قلوبنا
(ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ)
فحينما نكون في غفلة نكون أكثر ميلا للجدل في الأحكام الشرعية الثابتة
وحينما نكون أقرب إلى الله نبصر عجائب أحكام دينه عن كثب
اقرأ بقلبك:
(وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ)
اللهم لا تحرمنا استشعار عظمة دينك
بعد أن سمعت قول الطبيبة
عدت أبحث فعثرت على قول بديع لابن القيم :
(وقد صرح أفاضل الأطباء بأن الاغتسال بعد الجماع يعيد الى البدن قوته ويخلف عليه ما تحلل منه،
وإنه من أنفع شيء للبدن والروح، وتركه مضر، ويكفي شهادة العقل والفطرة بحسنه.)
-
كما وجدت نقلا بديعا للدكتور الراوي عن مصادر علمية حديثة :
(أن الجلد يفرز من خلال مساماته عرقاً ذو تركيز عال بسمومه اثناء المعاشرة.
و يمكن أن يعود فيمتصها و يتأذى بذلك .
الاغتسال إجراء طبي حاسم لتطهير الجلد و مساماته من هذه السموم ،
وقد حث الشارع على سرعة التطهر من الحدث الأكبر .)
-
بقيت أتأمل كيف أننا ننشغل أحيانا بالحكمة من بعض الأحكام الشرعية الثابتة بالدليل
كيف أننا نستجيب بسهولة لبعض من يشكك فيها ونخضعها لعقولنا رغم إيماننا بنقص علمنا
ننسى أن الأحكام كلها رحمة
ويكفينا أنها من الله جل في علاه
يكفينا أنها من الله جل في علاه
ويكفينا أنها من الله جل في علاه
كانت هذه الحكاية .. أما الآية:
(إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)
(النور : 51 )
يقول ابن سعدي في تيسير الكريم الرحمن : (هم المؤمنون حقيقة، الذين صدقوا إيمانهم بأعمالهم
حين يدعون إلى الله ورسوله ليحكم بينهم، سواء وافق أهواءهم أو خالفها)
كم مرة غابت عن قلوبنا عظمة هذا الدين؟
كم مرة غفلنا تلك الأحكام التعبدية .. ولم ندر أنها كانت الفرج لهمومنا وآلامنا؟!
دعونا نعاهد أنفسنا أنه إذا ما ثبت حكم شرعي بالقرآن والسنة
فإنا سنردد سويا :
( سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا )
………………………….
ما وافق الحق من قولي فخذوه .. وما جانبه بلا تردد اجتنبوه
كتبته: هند عامر
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 30.79 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 30.18 كيلو بايت... تم توفير 0.61 كيلو بايت...بمعدل (1.99%)]